معاناة الصغار من الرهاب يحرمهم التمتع بطفولتهم ويعيشون قلقاً وكآبة تدمر حياتهم
ان الطفل الخجول اذا تعرض لمضايقات اثناء كلامه او حديثه، فربما اثر ذلك على امور كثيرة في حياة الطفل، مثل:
1- قد يصاب الطفل بالتلعثم، والتأتأة النفسية، والتي قد تحبطه اكثر فأكثر، وتجعله اكثر انطوائية، ويتجنب الاختلاط بالاولاد الآخرين الذي هم في مثل سنه ان حتى من هم دونه في العمر.
2- قد تقود هذه السخرية من الطفل الى زعزعة ثقة الطفل بنفسه، وربما يصبح يشعر بالدونية، وبأن الاطفال الآخرين افضل منه في كل شيء، وهذا ربما يجعله يرتكب اشياء غير جيدة وربما لا اخلاقية لارضاء الاطفال الآخرين حتى يشعرونه بالقبول وعدم الرفض.
3- ربما يؤدي هذا الامر مع العزلة والشعور بالاحباط والدونية وتدني نظرة الطفل الى نفسه الى الاكتئاب. والاكتئاب مرض خطير وقد يؤدي الى الاعاقة اذا لم يعالج، فينشأ مريضاً منذ الصغر ويستمر معه المرض حتى الكبر، ويصبح شخصاً مريضاً، وقد يؤدي الاكتئاب الى تعثر الطفل في دراسته فيتدنى مستواه الدراسي، وربما لن يستطيع ان يحقق مستواه الحقيقي في الامتحانات بسبب الاكتئاب الذي يقود ايضاً الى ضعف التركيز والملل من المدرسة. وربما ترك الدراسة في سن صغير، بسبب هذا الاضطراب الاكتئاب مع الرهاب الاجتماعي. وقد شاهدت فتاة تركت المدرسة وهي في الصف الاول متوسط (اعدادي)، لانها كانت تعاني من الرهاب الاجتماعي، وكانت لا تستطيع الاجابة حين تسألها المدرسة، وتطلب منها الوقوف عند الاجابة، فكانت تتصبب عرقاً، وتصاب برعشة شديدة، وتزداد ضربات القلب عندها مما يشعرها بأنه سوف يغمى عليها، كذلك تشعر كما انها سوف تتبول على نفسها من شدة الخوف والقلق. للاسف الشديد كان ايضاً دوراً للمدرسة التي كانت لا تقدر معنى ان تكون فتاةً في هذا السن وتراها امامها تعاني من كل هذه الاعراض، ولا تستطيع ان تتكلم، فتقوم بتوبيخها امام زميلاتها اللاتي يضحكن على الاعراض التي تصيب الفتاة عندما تكون في موقع التقييم من قبل الآخرين، وهذا اسوأ شيء يمكن ان يتعرض له الطفل او المراهق الذي يعاني من اضطراب الرهاب الاجتماعي. فإذا اضفنا الى ذلك عدم تفهم المدرسة لنفسية الطالبة وكذلك عدم وعي الأسرة بهذا الاضطراب، فأخرجوها من المدرسة واصبحت قعيدة المنزل، قليلة الاختلاط بالآخرين، وتحول الاضطراب النفسي الى مشاكل عضوية، فأصبحت كثيرة التردد على المستشفى تشكو من علل لا اساس لها، وانما الاصل في هذا الامر كله هو الاضطرابات النفسية.
ان الوعي بالخجل عند الطفل، وعدم تشجيعه على هذا الخجل، بل استخدام اسلوب الترغيب والعقاب لمحاولة كسر هذا الخجل، واخراج الطفل من دائرة ودوامة المرض الذي ينتظره فيما لو ترك بلا محاولات من اهله لعلاج هذا السلوك الخاطئ الذي قد يقود الى مستقبل مظلم لا سمح الله.
ان معاناة الاطفال من الرهاب الاجتماعي، امر في غاية الخطورة، فهو يحرمهم من التمتع بطفولتهم، ويعيشون قلقاً، وربما كآبةً تدمر مستقبلهم عندما يصبحون كباراً.