بسم الله الرحمن الرحيم
القبول
[13729] حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلاناً فأحبه قال فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه، قال: فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء، إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه قال: فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض". صحيح مسلم 4/2030 حديث رقم (2637).
أيها الإخوة: أنا لا أتكلم بصفتي ملازماً للقائد خطاب، أو لمعرفتي وصلتي به، أو لقربي منه، فكل هذا بعيد عني؛ فأنا لا أعرف اسمه الأصلي، ولا من أي قبيلة إلا ما يذكره الناس، أو ما أعلن عنه بعد استشهاده –رحمه الله-.
ولكنني سوف أذكر لكم ما شاهده أهل بيت من أرض الحجاز من حال أطفالهم؛ فواحد منهم عمره لا يتجاوز خمس سنوات قال قبل استشهاد القائد خطاب –رحمه الله-: إني رأيت خطاب نائم ورفعناه بأيدينا إلى أن أدخلناه في السماء( ).
أما الآخر وهو صغير جداً ولكنه مولع بأشرطة الشيشان، فعندما رأى صورة القائد خطاب –رحمه الله- مسجى انزعج، وكان أخوه نائماً؛ فذهب يوقظه ويقول: (دم أتاب تاح، أتاب تاح) –يعني- خطاب طاح، خطاب طاح، وهذا الصغير والله لم يبلغ ثلاث سنوات.
(وهذا من علامات القبول –إن شاء الله-).
وكان هناك جداً لهم لما رأى هذه المواقف منهم قال هذه الأبيات النبطية، وكان رافضاً ذكرها حتى لأهل بيته، لأنه يقول أنا لا أعرف اللغة، ولست من هواة الشعر، ولكنها خرجت من بعض ما أجد. وبعد إصرار وافق على نشرها.
وهذه هي الأبيات
جَاءَ الْخَبَرْ وُقَالُوا مَاتْ خَطَّابْ***تَصَبَّرْتْ وَمَنَعْتْ دَمْعَتْ الْعَيْنِ
لَكِنْ الْقَلْبْ مَعَ مَشَتْ الزُّورْ ذَابْ***ذَوْبْ الْحَدِيدْ بْيَدَيْنْ صَانْعِينِ
أحْسَبْ أَنِّي وَحْدِي وَاثرِي وَسْطْ الأَصْحَابْ***أّلِّي يَبْكِي وَالِّي يَدْعِي وَالِّي مِنَ الْهَمْ صَامْتِينِ
لله لله حَبُّوكْ النَّاسْ يَا خَطَّابْ***وَحْزَنْ عَلَيْكْ الصِّغَارْ قَبْلْ الْكَبَارِينِ
سُفْيَانْ وَأحْمَدْ وَعَبُّودِي شَابْ( )***وَعَمَّارْ أَلِّي شّيَّعَكْ لِلسَّمَاءْ بِالْيَدَيْنِ
ضَاقَتْ صُدُورُهُمْ أُوتَوْ مَا شَقْ لَهُمْ نَابْ***حَزْنَتْ قُلُوبُهُمْ وَهُمْ بَألْعَابْهُمْ سَالِينِ
عَلَيْكْ يَا شَابْ غَضٍ مَا بَعْدْ شَابْ***عُمْرٍ قَصِيرٍ وَهَزْ عُرُوشْ السَّلاَطِينِ
بِالْمَعَارَكْ شَامِخٍ صَامِدٍ، رَاكِعٍ سَاجِدٍ بِالْمِحْرَابْ***وَلاَ قَبَلْتْ بِالْوُعُودْ الْكَاذِبَةْ وَالْمَلاَيِينِ
وَفِعْلَكْ بِالْمَيْدَانْ فَتَّح الأَبْوَابْ***بَابْ الْجِهَادْ وَبَابْ ضُعْفْ الْكَافْرِينِ
وَابْشِرْ يَا خَطَّابْ زَرْعَكْ طَابْ***حُبْ الْجِهَادْ وَكُرْهْ الْمُلْحِدِينِ
لِينِينْ وَبُوتِينْ وَالِّي خَلْفْ الأَبْوَابْ***مِنْ طُغَاةٍ كَفَرَه وَإِخْوَانَهُمْ الْمُنَافْقِينِ
وَأَنَا أحْمَدْ الله الْعَزِيزْ مُسَبِّبْ الأَسْبَابْ***أَلِّي اصْطَفَاكْ وَأَنْتْ عَلَى مَنْهج النبيين
يَا الله يَالِّي مَنْ سَأَلَكْ مَا خَابْ***إنَّك تَخْلَفْ عَلَى الشِّيشَانْ وُتَرْزَقْ فَلَسْطِينِ
وَلاَ نَنْسَى بِالدُّعَا مَيَادِينْ دَرَّبَتْ خَطَّابْ***وَأَرْضٍ طَالَمَا هَلَكْ وَسْطَهَا الْمُعْتَدِينِ
أفْغَانَسْتَانْ أَلِّي تَوْ جَرْحَهَا ثَابْ***وَالله مَا تْقَرْ الْعَيْنْ إِلاَّ بِإخْرَاجْ الظَّالْمِينِ
وَإِنْ بَغَيْتْ اذْكُرْ لِلْمُسْلِمِينْ كُلْ مُصَابْ***عَزْ الله أَنِّي تَهْتْ يَا مُسْلِمِينِ
لَكِنْ يَرْزَقْنَا الله أَلْفْ أَلْفْ خَطَّابْ***الله الْكَرِيمْ الْمُطَّلِعْ يَا غَافْلِينِ
وَيَتُوبْ عَلَى مَنْ هُوَ بِالْمَعَاصِي شَابْ***وَعَلَى أَلِّي مَا يْمَيِّزْ قَوْلْ الْمُغْرِضِينِ
أَلِّي يَقُولْ الاَسْتِشْهَادْ انْتِحَارْ خَابْ***وَالِّي يُسَمِّى الْمُجَاهِدِينْ مُتَطَرِّفِينِ
وَاسْأَلَهْ أَنْ يُبَصِّرْ الْحُكَّامْ بِالأَذْنَابْ***وَأَنْ يَرْزَقْ الْعُلَمَاءْ الصَّدْعْ بِالْحَقْ وَالدِّينِ
وَاسْأَلَكْ يَاِّلي مَا تْمَلْ منَ ْطَرْقْ الأَبْوَابْ ***إنَّكْ تَرْزَقْ الشَّهَادَةْ لِطُلاَّبِهَا الصَّادْقِينِ
ثُمْ اسْأَلْكْ يَا رَحْمَنْ يَا رَحِيمْ يَا وَهَّابْ***أَنْ تّجْعَلْ مَسْكَنْ خَطَّابْ فيِ عِلِّيِينِ
وَأَنْ تَرْزُقَهُ الْكَوَاعِبْ الأَتْرَابْ***فيِ مَقْعَدٍ صِدْقٍ عِنْدْ رَبْ الْعَالْمِينِ
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا يَا الأَحْبَابْ***عَلَى النَّبِيْ الصَّادِقْ الأَمِينِ
عَدَدْ مَا سَالْ دَمْ مُجَاهِدْ عَلَى التُّرَابْ***اللَّوْنْ لَوْنْ دَمْ وَالرِّيحْ رِيحْ مِسْكْ يَوْمْ الدِّينِ
وَعَدَدْ مَا سَقَطْ مِنْ طَيَّارَهْ تَحْتْ السَّحَابْ*** وَعَدَدْ مَا فُجَّرْ مِنْ لُغْمْ بِالْكَافْرِينِ
منقول