العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الرأي العـام °¨

¨° الرأي العـام °¨ للموضوعات العامة واختيارات الأعضاء من موضوعات مميزة ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-02-2012, 10:41 PM   #76
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

اذا تم كسرُ بيْضة بواسطَة قوّة (خارجيّة )
فإنّ حياتها قد انتهت ..
وإذا تمّ كسر بيضَة
بواسِطة قوّة ( داخلية )،
فإنّ هنَاكَ حياة قد بدأَت ..
الأشيَاء العظيمة دائماً تبدَأ من الدَّاخل
يقول: ‏د/ سَلمان العودة
‏ يجب أن نثـق أننا ما خُلقنا أبدا :
لِـ نفشل
أو لـ نحـزن
أو لـ نكن أناس بلا هدف
يجب أن نثـق أن وجودنا ليس صـدفه
وليس رقما فحسب ،
وجودنا لـحاجة
أنا موجود : لأن الكون يحتاجني . .
...
​​​​​​​​​​خًذً منُ اليٍوَّمً : عًبًــرَةَ
وخًذً منُ الأمَّسَ : خبـرة
الدنيا مَسَأله حَسَابٍيه اطرحَ منــها
( التَعَبّ والشَقَاء )
واجمَع لها
( الحٍبٍ والوَّفَاءُ )
وسيعينك ويوفقك ربً السَمآء
..
إذآ سجدت فاخبره باسرآرك . .
ولآ تسمع من بجوآرك..
وناجه بدمع عينك . .
فهو للقلب مآلك .

لآ تقل: من آيـن آبدا
طاعة آلله آلبــدآيه
لآ تقل: آين طريقي
شرع آلله آلهدآيــه
لآ تقل: آيـن نـعيمي
جنة آلله كفآيـه
لآ تقل: غـدآ سأبـدآ
ربمآ تـآتي آلنهايـه
الدنيا ثـــلاثة ايام:
يوم عشناه ولن يعود
يوم نعيشه ولن يدوم
يوم سنعيشه ولا نعرف مع من سنكون
​​حين يتلفظ عليك شخص @ بكلام لا يليق بك. .@ فلا تغضب . . بل ابتسم . . لأنه وفر عليك @ اكتشاف شخصيته
عوُد لسّانكَ علىُ ؛
* اللهّمُ اغفِر ليُ *
فإنُ لله ساعات لا يرد فيها سَائلا
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2012, 06:30 AM   #77
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-02-2012, 12:08 PM   #78
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

الطبقات المترفة والطبقات البائسة

بقلم : الشيخ محمد الغزالي


الترف والبؤس:

للترف تاريخ يضرب في أغوار القدم.

ولمظاهره المادية والأدبية آثار عرفها المتقدمون والمتأخرون من سكان هذه الأرض علي اختلاف أقطارهم.
وللبؤس ـ كذلك ـ تاريخ تمتد جذوره في ماضي الإنسانية البعيد، ولصوره المادية الكئيبة، معالم عرفها الأسلاف والأخلاف جميعا.

وكلا الأمرين ـ من ترف وبؤس ـ تواردا تواردا عاما علي أجيال البشر، لا كما يختلف الليل والنهار اختلافا منتظما، يستوي الأحياء كافة في الانتفاع بضيائه والهدوء في ظلامه.
بل هو توارد آخر، جعل ظلام البؤس قسمة لبعض الناس، يعيشون فيه أبدا، ويفقدون فيه أبصارهم ـ إذ أنها لا تري فيه شيئا -. .
وجعل شعاع النعمة مشرقا علي بعض آخر، فهم يعيشون فيه أبدا، وهم يعمون فيه كذلك، من طول ما يبهرهم رونقه، ويأخذ أبصارهم تألقه !.
وفي ظهور الترف والبؤس، توجد الطبقات المترفة، والطبقات البائسة، ويولد نظام الطبقات، ويحدث التظالم الاجتماعي والسياسي.
وتنشأ معاني السيادة والرق، والقداسة والضعة.
وتقرر شتي التقاليد المرتبطة بهذه الأمور ارتباطا يقترب ابن المقفع من وصفه إذ يقول:
“إذا افتقر الرجل اتهمه من كان له مؤتمنا، وأساء به الظن من كان يظن به حسنا.
فإذا أذنب غيره ظنوه، وكان للتهمة وسوء الظن موضعا.
وليس من خلة هي للغني مدح، إلا وهي للفقير عيب:
فان كان شجاعا سمي أهوج، وان كان جوادا سمي مفسدا، وان كان حليما سمي ضعيفا، وان كان وقورا سمي بليدا، وان كان لسنا سمي مهذارا، وان كان صموتا سمي عييا”.
سر هذا التقسيم:
وقر في النفوس: أن تفاوت الناس في اقتسام الأرزاق سنة إلهية، وان انقسام الأمم ـ تبعا لذلك ـ إلي طبقات، تتفاضل بحسب ما تملك من متاع الحياة وخيراتها، أمر طبيعي. قصد إليه الدين بل صرح به القرن الكريم، وفي تسويغ ذلك تساق آيات شتي.
(وهو الذي جعلكم خلئف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ماءاتكم إن ربك سريع العقاب وانه لغفور رحيم).
(والله فضل بعضكم علي بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم علي ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون ).
(وقالوا لولا نزل هذا القران علي رجل من القريتين عظيم * أهم يقسمون رحمة ربك، نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون)
ونحن نقول: بأن الدين منذ ـ فجر الخليقة ـ حارب فكرة انقسام الناس إلي طبقات، علي أساس ما تملكون من أنصبة مادية، جليلة أو قليلة.
والآيات السابقة لا تخدم الغرض الذي تساق من أجله، ولا يجوز أن يبقي في ظلها نظام الطبقات المعروف بماثمه ومغارمه ومظالمه.
فالآية الأولي، إنما تدل علي أن الله استخلف الناس في الأرض ليعمروها وليكدحوا فيها، وفاوت بينهم فيما منح من وسائل الأدبية والمادية التي تعين علي ذلك.
والتفاوت في المواهب الإنسانية والجهود الإرادية حقيقة لا ريب فيها.
فالناس ليسوا سواء في الذكاء والغباء وليسوا سواء في العمل والكسل.
ومن ثم يجب ألا يتساووا في الأجر المادي والأدبي الذي يأخذونه بإزاء طاقتهم وجهدهم. وذلك معني الابتلاء الذي تضمنته الآية والتهديد الذي اختتمت به. إذ أن الله سائل كل امرئ حتما علي قدر ما آته من خصائص، ومنحه من ملكات...
والآية الثانية صريحة في أن التفاضل في الرزق ـ إن جاء من أسبابه المشروعة ـ لا يسوغ أن يكون مثار جشع وحرص، يجعل الفاضل بخيلا به علي المفضول، بل ينبغي أن يرد الممتازون بالمال بعض ما معهم علي من تحت أيديهم، من الخدم والأتباع وغيرهم، شكر الله علي ما ميزهم به من مواهب وسلطان.
وأما الضن بالخير علي الفقراء إليه فجريمة لا يقرها دين.
وليس في الآية ما ينفي جعل التفاضل في الرزق تابعا للتفاضل في العلم والفن وخدمة الوطن والمجتمع، بل ذلك مفهوم من الآية الأولي ومن غيرها.
وأما الآية الأخيرة فهي تشير إلي أن جسم الأمة كجسم الإنسان، لابد فيه من رأس مدبر، وعقل مفكر، ومن أطراف تسخر للتنفيذ، وأعضاء يستعان بها علي بلوغ الغايات المقصودة.
وهذه حقيقة مقررة في كل نظام إنساني، فان الناس لا يصلحون فوضي
والمصالح العامة لأية أمة لابد فيها من تنوع الوظائف إلي علمية وعملية، والي مدنية وعسكرية، والي زراعية وصناعية.
ومن هذه وتلك يوجد التافه والخطير، والدقيق والجليل.
ولكي تصلح الأوضاع يختار لكل وظيفة من يستطيع القيام بأعبائها، ومن ترشحه مواهبه للعمل فيها، وملكات الناس في ذلك متباينة أشد التباين.
فهذا مهندس للمصنع يعمل فيه بعقله، وهذا عامل مجرد يشتغل فيه بيده، وهذا يتبع ذاك فيما يشير به، لأن هذا يضع التصميم، وذاك يقوم بالتنفيذ.
والخضوع الواجب في مثل هذه الحالات، هو خضوع الجند لأوامر القيادة فليس هو البتة تسخير إذلال وقهر، ولكنه تسخير نظام وعمل.
هو ترتيب يشبه ترتيب الإعداد صعودا أو نزولا، فالأول قبل الثاني، والثاني بعد الأول.
وأساس هذا الترتيب أو هذا التسخير، هو الكفاية الذاتية وحدها! .
علي أن الملاحظ في البيئات التي يظهر فيها الترف والبؤس، ويوجد فيها نظام الطبقات غير ذلك.
إذ يقوم التفاوت المالي مقام التفاوت العقلي. ويستنكر بروز النابغين من الطبقات الفقيرة، أو توضع العوائق الكثيرة لعرقلة نموهم، وإخماد نارهم.
وهذا ما سجلته آية القران الكريم حين حكت الاعتراض علي نزول الوحي في بيت فقير:
(وقالوا لولا نزل القران علي رجل من القريتين عظيم...)
وحين ردت الأمور الي نصابها، جاعلة التفاوت القلي وحده أساس انقسام الناس إلي حقير أو عظيم ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ).
وهكذا تتخير الرحمة العليا محلها الذي تهبط إليه، غير معترفة بالأساس الجائر للتفاوت المادي بين الناس، فهو مقياس باطل لعظمة مزيفة.
ومن ثم تختم الآية بهذا التذييل (ورحمة ربك خير مما يجمعون ).
إن الكلام في “النظام الطبقي” يحتاج إلي مزيد من البيان.
فان بعض الناس فوضوي الفكر يحسب أنى كل امرئ من الناس ككل امرئ آخر لا فروق ولا خلافات.
ومن الناس من يتصور أن البشر خلق بعضهم ليسود والآخر ليضام.
ولا ريب أن هذه الأخيلة بعيدة عن الصواب الذي يقرره الدين، وعن المنفعة التي تقوم عليها الدنيا.
إن المساواة المطلقة خرافة، والتفاوت المفتعل لغير سبب معقول مرفوض من أساسه...
الناس سواء في الحقوق العامة، فحق الحياة مثلا لا ريب فيه لكل إنسان ولا يقبل إهداره لعذر مفتعل، فلو أن فيلسوف قتل حمالا لقتل فيه، ولو أن عملاقا قتل طفلة لقتل فيها..
ويمكن إحصاء الحقوق العامة وإقامة الشرائع المحترمة لحمايتها وصد العدوان عليها.
لكن هناك حقوقا خاصة لابد من تقريرها ويستحيل قبول المساواة فيها، وهذه الحقوق تتبع التفاوت الطبيعي الموجود في الأشخاص والأشياء !!
إن الحجارة منها ما هو كريم يباع بأغلى الأثمان، ومنها ما هو خسيس يترك مكانه لأنه لا يساوي عناء حمله !
الاختلاف في مواد الأرض صورة للاختلاف بين طبائع البشر ومواهبهم. هناك البليد الذي لا يحس القريب من أنفه.
وهناك الألمعي الذي يظن بك الظن كأنه قد رأي وقد سمعا.
وهذا التفاوت قدر أعلي، ويبدو أن الحياة لا تقوم إلا به، وقد تبدو له صور عجيبة، فهذا أخوان شقيقان رزق أحدهما رقة في حباله الصوتية، فإذا هو “فنان” وإذا فنه يورثه الضياع والقصور ورزق الآخر حنجرة عادية، لم تجد عليه قليلا ولا كثيرا، فعاش في غمار الناس، لا سمعة ولا ثروة.
وإذا تركنا ميدان المال إلي ميدان النبوة العالي وجدنا هذا التفاوت بارزا ( تلك الرسل فضلنا بعضهم علي بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات )
إن هذا التفاوت بين الناس حقيقة لا يمكن إنكارها، ولا يمكن لنظام بشري أن يلغيها أو يغض من نتائجها..
وهذا ـ وحده ـ هو المقصود بقول الله ( رفع بعضكم فوق بعض درجات )
ربما كان هذا الرفع بأصل الخلقة، وهو كثير، وربما كان بتوفير الظروف المعينة علي الارتقاء، وهو أيضا كثير..
وهنا نسأل: هل معني رفع الدرجة قرب المنزلة من الله، وكسب اختبار الحياة المفروض علي الناس أجمعين.
والجواب السريع هو: لا، إن المواهب الرفيعة تتعرض لتجارب أشق، وامتحانات أصعب، بقدر ما تميزت به من طاقة، والحصيات التي تتحرك علي ظهر الأرض في نطاق محدود غير الكواكب التي تقطع أحواز الفضاء في سرعة لاهثة.
وقد فسر القران الكريم هذا الاختلاف في الدرجات بأنه أساس للاختلاف في التكليف والابتلاء، فقال: (ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم )..
وظاهر مما أوضحنا أن “الدرجة” غير “الطبقة”.
الدرجة صفة نفسية خاصة، أما الطبقة فمجموعة من الناس ادعت لنفسها صفات وحقوقا معينة..
قد تقول من حق المتفوقين من الناس أن يجمعهم عقد خاص بهم، ويتميزون به علي غيرهم !!
ونقول: لو حدث ذلك لفرض هذا العقد علي الدنيا نفسه، ولما نهض منطق يرفضه.
لكن تصور ذلك يناقض واقع التاريخ، وسير الجماعة البشرية !! ولننظر إلي الأمر بإنصاف وروية ..
هل هناك طبقات من الناس جمع بينها الذكاء والإنتاج والتفوق والإقدام وانتظم صفوفها طولا وعرضا ؟؟
وهل نظام الطبقات الذي شقيت به الإنسانية من قبل الطوفان إلي الآن قام علي هذا الأساس ؟؟
إننا نقول بملء أفواهنا: لا..
إن للناس عيوبا في هذا المجال يجب أن تذكر، ولنبدأ بأتفه العيوب و أشعيها !!
هل بياض الجلد منقبة تجمع بين أصحابها ؟ هل الانتساب الي ملك ما، أو أحد الأنبياء، أو احدي الأسر ذوات العزة والمنعة، مناقب تعرف لذويها .؟
إن الطبقية في كثير من بقاع الأرض تقوم علي هذا الأساس الخرافي، وتعطي مجموعات من الناس حقوقا خاصة. !!
لقد اعترفنا بحقوق الكفاية العظيمة المادية والأدبية، فكيف نعترف بهذا الوهم.. ولكن يبدو أن بعض الناس يسره أن يكسب مجدا بدون جهد، وتقدما بدون تعب، ولا عليه أن يغالي بالنسب العريق والجنس الراقي، فذلك يعود عليه بفوائد ذات بال.!
هل يمكن سوق آيات رفعة الدرجة في هذا المجال ؟ كلا، وسوقها في هذا المجال تحريف للكلم عن مواضعه، وعبث بالوحي الإلهي يدور بين الجهل والكفر.. !!
والغريب أن النظر إلي الأنساب و الألوان يعصف بالعقول قديما وحديثا عرفته الجاهلية العربية، وتعرفه المجتمعات الأمريكية والأوروبية سواء بسواء.
وربما قام نظام الطبقات علي إبراز بعض الحقائق وإغفال بعض آخر فان قوانين الوراثة قد تنقل الخصائص الرفيعة من الوالد إلي الولد، وقد يمكن إلي جانب ذلك تطويع البيئة لخدمته، ودعم قواه وتنمية ملكاته !
ومن هنا يلد الكبراء كبراء، وينسل العظماء عظماء..
وهذا الكلام تصوير جانبي يصدق ويكذب، فان قوانين الوراثة غامضة النتاج، وهي تنقل الوضاعة والرفعة، كما أن السيطرة علي البيئة قد تميت فسادا، وتحيي فسادا من لون آخر..
وقد استطاع فقراء أن يثبتوا إلي الملك، وجاء في أعقابهم المباشرين من عجز عن البقاء في دسته..
إن تحويل الامتياز الفردي إلي تفوق عنصري واستعلاء طبقي غير صحيح.
ونحن ـ مرة أخري ـ نؤكد أن الدرجة غير الطبقية، وأن اختلاف الناس درجات غير انقسامهم طبقات. فالقوانين الطبيعية شئ، والأمراض الاجتماعية شئ آخر..
وتوجد محاولات عنيدة من قديم الزمان لتقسيم الناس طبقات علي أساس شتي، دون نظر إلي القيمة الإنسانية الخاصة، ودون احترام لكفاح آحاد الناس نحو السمو والاكتمال.
وبديهي أن تكون الثروة، أو السلطة محاور لهذه الطبقية المتمردة! فتجد من بعض الناس استطالة لا معني لها، واستهانة بالآخرين لا إنصاف فيها، وتجد شعورا عارما بحقوق خاصة، وذهولا عن أي واجب مطلوب، في الوقت الذي يفرض هؤلاء علي الآخرين واجبات لا حصر لها دون مقابل معروف.
وقد عمل الإسلام علي هدم هذه الطبقية وإعلاء القيم الإنسانية وحدها، وأخذ ذلك الهدم مقصودا صورا شتي تلمحها في الأحاديث التي نسوق إليك طرفا منها..
عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله (ص) يا أبا ذر أتري كثرة المال هو الغني!
قلت: نعم يا رسول الله. قال: فتري قلة المال هو الفقر ؟ قلت نعم يا رسول الله.
قال: إنما الغني غني القلب والفقر فقر القلب.!!
ثم سألني عن رجل في قريش قال: هل تعرف فلانا ؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: فكيف تراه ؟ قلت، إذا سأل أعطي، وإذا حضر أدخل !!
قال: ثم سألني عن رجل من أهل الصفة فقال: هل تعرف فلانا ؟ قلت: لا والله ما أعرفه يا رسول الله... فما زال يحليه وينعته حتى عرفته، فقلت: قد عرفته يا رسول الله !قال: فكيف تراه ؟ قلت: هو رجل مسكين من أهل الصفة.
قال: فهو خير من طلاع الأرض من الآخر !
قلت: يا رسول الله أفلا يعطي من بعض ما أعطي من الآخر ؟ قال إذا أعطي خيرا فهو أهله. وإذا صرف عنه فقد أعطي حسنة..
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) قال: احتجت الجنة والنار ـ أي نوه كل منهما بشأنه وذكر حجته ـ فقالت النار: في الجبارون والمتكبرون وقالت الجنة: في ضعفاء المسلمين ومساكينهم ! فقضي الله بينهما: انك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء ! وانك النار أعذب بك من أشاء ! ولكلكما علي ملؤها.
وعن أبي ذر قال لي رسول الله (ص): انظر أرفع رجل في المسجد.. قال: فنظرت فإذا رجل عليه حلة، قلت: هذا.
قال، فانظر أوضع رجل في المسجد ! فنظرت فإذا رجل عليه أخلاق ـ ثياب رثة ـ قلت: هذا.
قال أبو ذر: فقال رسول الله (ص): لهذا عند الله خير يوم القيامة من ملء الأرض مثل هذا.. !
إن تلك الأحاديث ما يصح معناها إلا حيث سقناها فان الإسلام لا يخاصم الغني بل يعده فضل الله علي عباده، ولا يخاصم الجمال والزينة بل يستحبها للناس، ويؤثرهم للمؤمنين خاصة، وإنما يرفض احتقار النفس الإنسانية لطوارئ القلة والقيلة ويرفض انتقاحها لظروف الثراء والسلطان.
وقد تري ناسا من المشتغلين بالعلوم الدينية يرسلون فتاوى منكرة فيما يتراءى لهم من أحوال الناس، فإذا رأوا رجل تمكن من رياسة أو سلطة وسألتهم عن شأنه، هزوا رءوسهم ثم غمغموا: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) !
وهذا استشهاد جهول، وفهم مستنكر، فان الاحتجاج بالمشيئة الإلهية لا يجوز في تسويغ غصب لمنصب، أو سرقة لعمل عام أو خاص.
وقد تري هؤلاء يسكتون سكوت القبر لعامل بخس حقه وظلم أجره، وينظرون إلي من أوقع هذا الحيف ثم يقولون ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ).
إن هذا الموقف بالغ الشرر فادح الضرر، جرئ الكذب علي الله ورسوله ! فان الإسلام يستحيل أن يسبغ ظلما أو أن يقبل ضيما.
وإذا كان الله قد جعل بعض الحيوان قويا والآخر ضعيفا، فهو لم يجعل ذلك ليعتدي قوي علي ضعيف، وإنما خالف بين أنواع الموجودات لتستقيم الحياة ويصح العمران..
علي أن علماء الإسلام في شتي القرون كانوا أوفياء للحقيقة، أسانيد للعدالة، ولم يحطب منهم في حبال الحكام الفجرة إلا النزر اليسير.
وجمهور الأئمة ومن تبعهم بإحسان كانوا مع الجماهير ضد المتسلطين والمعتدين غاية ما يؤخذ عليهم أنهم لم يترجموا تعاليم الإسلام ضد المظالم السياسية والاقتصادية إلي قوانين محددة، ودساتير مضبوطة..
وبعض العلماء المعاصرين من أهل الخير يمشي في هذا الخط، ويتجاهل ما حققته الإنسانية في سيرها العاني من تجارب ومقررات تحقق الخير للناس، وترسي رغبات الدين علي قواعد متينة !
فإذا سألتهم: ماذا يصنع الإسلام لوقف الاستبداد السياسي والميل الاقتصادي ؟ .
أجابوا أن أهل الحل والعقد يستطيعون باسمه أن يفعلوا كذا وكذا..
والواقع أن أهل الحل والعقد يمكن أن ينتظموا في سلك الأمور الثلاثة المشهورة، الغول والعنقاء والخل الوفي.!
إنهم في واقعنا المديد أمنية حالمين، ويجب أن نستفيد من الدساتير الحديثة التي قلمت أظافر الطغاة، وأتاحت لكتل الشعوب أن تتنفس في هدوء !
أوضاع معكوسة:
شتان بين ما هو كائن وما يجب أن يكون في بلاد الإسلام البائس المنكوبة، بأفانين من الاستعمار الداخلي والخارجي.
إن الغني والفقر ـ وحدهماـ ميزان الطبقات هنا وهناك.
الغني لا يعرف من أين جاء، والفقر الذي لا يعرف كيف الحل.
في مصر شعب تضطرب به سهول الوادي الفسيح، يكدح وينصب ليرتاح علي ثمار جهوده نفر من الأعيان والوجهاء.
شعب أقعده الشقاء، وأضره الحرمان، وقلة أبطرها النعيم، وأغواها الطغيان.
وما هذه الفوضى الشاملة ؟ وكيف تستقر هذه الحماقة باسم الدين ؟
أهذا هو الإسلام الذي يجعل العلم وحده مناط رفعة الدرجة، ويجعل التقوى وحدها أساس امتياز الأفراد ؟
أفتعطي الأعمال في مصر علي أساس الكفاية في العلم والدين ؟ ..
إذا فما أسعد الوظائف بأصحابها !.
أفينقسم الناس طبقات شتي علي هذا الأساس عينه ؟
إذا فما أشقي الفقراء بغباوتهم ! .
أم هي الأوضاع المنقلبة والحقوق المسروقة ؟
أجل إنها كذلك، ولو استقام كل شئ علي وجهه الذي يرضي الله لارتقت جماهير هائلة من الحضيض الذي تتقلب فيه، إلي مستوي آخر تسعد به ويسعد بها.
ما أحوج الشرق إلي أن تعمر العدالة الاجتماعية ربوعه الخربة، وأن تنقل إلي الحياة الصحيحة شعوبا أعياها اللغوب، وأضناها طول الغلاب...
أما استغلال الدين لتجريع الشعوب ما تغص به من مرارة الظلم وهضم الحقوق، فهو ضرب قبيح من ضروب الإلحاد، إن لم يكن أقبحها علي الإطلاق.
رأسمالية قديمة:
استوقفت نظري هذه الآية الكريمة: (وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين امنوا أنطعم من لو يشاء الله أعمه ؟ إن أنتم إلا في ضلال مبين )
فاني شعرت بأن التساؤل الذي انطوت عليه الآية، يتضمن اعتراضا رأسماليا صادقا في تصوير حال قائليه.
وأدركت أن الفكرة التي يصدر عنها الأغنياء، في تصرفاتهم مع الفقراء تكاد تكون ـ قديما وحديثا ـ واحدة، لا تتغير ولا تتطور.
وأساس هذه الفكرة الغائرة في الماضي، الممتدة مع الأيام، أن الله جعل الأغنياء أغنياء هكذا، لأن الله أحب لهم أن يستمتعوا بنعمة الغني، وأن الفقراء، فقراء هكذا، لأنه شاء لهم أن يشقوا بمصيبة الفقر.
وأنه فاوت بين الناس، فخلق المكثرين والمقلين، قصدا إلي إقامة فوارق مادية طبيعية بينهم، علي أساس التفاوت في ثرواتهم، وأنه لذلك فضل البعض علي البعض في الأرزاق والمعايش، فليس يجوز إيجاد أي نظام يصادم هذه الحقائق.
وقد زيف القران هذا الكلام الذي لا يحمل مسحة من المنطق.
وبين قيمة أصحابه عندما عقب علي تساؤلهم ( أنطعم من لو يشاء الله أطعمه ) بقوله: ( إن أنتم إلا في ضلال مبين ).
وذلك أن الأغنياء ـ في نظر الإسلام ـ لا يجوز أن يبقي غناهم كاملا، وأن الفقراء لا يجوز أن يبقي عليهم فقرهم كاملا.
ولابد أن يشترك هؤلاء وأولئك، في إقامة مجتمع، لا يوجد في الرجل المترف والرجل المحروم.
ولو أن التفاوت في الأرزاق كالتفاوت في المواهب، ما صح أن يكون ذلك ذريعة لإهدار المصلحة العامة، بل وجب أن يكون ذلك وسيلة إلي إقامة هذه المصلحة وتكليف كل فرد بنصيبه الشخصي منها ـ علي قدر كفايته الذاتية الخاصة.
حقا إن الله فضل بعض الناس علي بعض، في الملكات والوظائف والحظوظ النفسية ـ
ولا أظن الشيوعيين في بلادهم يستطيعون هدم هذا المبدأ الطبيعي
فهم يعطون القائد أكثر مما يعطون الضباط أكثر مما يعطون الجندي ـ
لكن هذا التفاضل في الأرزاق لا يعني التقاطع بين الناس والتظالم بين الطبقات، والتوقح علي مقسم الأرزاق.
نقول له: مادمت قد أفقرت فلما تغني ؟ وما دمت قد أغنيت فلم تفقر ؟
بل يجب أن نجعل من ذلك مبدأ تعاون تام واشتراك عام. في بناء مجتمع ينتفي منه الترف والبؤس. ويسوده العدل الاجتماعي الشامل.
ومن الأقاويل التي سمعتها في تبرير الحرمان والهوان، الذي تلقاه الجماهير الفقيرة، أن الدين لم يفرض الزكاة في أموال الأغنياء، إلا علي أساس اعترافه بالفقر والفقراء، ونظرته إلي ذلك نظرة لا غرابة فيها ولا إنكار !!
وعلي هذه الطريقة من الاستدلال يمكننا أن نقول: إن الدين لم يفرض الجهاد علي المؤمنين، إلا علي أساس اعترافه بالكفر والكافرين، ونظرته إلي ذلك نظرة لا غرابة فيها ولا إنكار !!
ثم لكي نضمن بقاء فريضتي الزكاة والجهاد، يجب أن نعمل علي بقاء الفقراء والكفر، و إلا لم يبقي للأغنياء والمجاهدين، عمل يقومون به إيمانا واحتسابا..
أرأيت كيف تنتهي الحماقة بأصحابها ؟؟
إن الله عز وجل لا يحب من الناس، أن يشردوا أو يفسدوا وهو القائل: ( إن تكفروا فان الله غني عنكم ولا يرضي لعباده الكفر).
ولا يحب لعباده كذلك، أن يشقوا أو أن يفتقروا، وهو القائل: ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ).
فإذا كان اعوجاج الإنسانية علي ظهر الأرض، وزيغها علي سواء السبيل، قد أدي إلي ظهور الفقر والكفر هنا وهناك، فان رسالة الدين تقوم علي علاج هذا الانحراف، وتستهدف رد الناس جميعا إلي الإيمان والأمان.
كما تقوم رسالة الطب علي علاج الأمراض وقتل جراثيمها، فهي لا تهادن المرض لحظة.
وكما تقوم رسالة العلم علي محاربة الجهل واكتساح ظلماته، لا تسكت علي ذلك فترة.
فالقول بصداقة الدين للفقر، يشبه القول بصداقته للكفر، يشبه القول بصداقة العلم للجهل، والطب للمرض !!
إن الخطأ قد يكون طبيعة في البشر.
وتاريخ الإنسانية لا يعدو أن يكون سعيا إلي الكمال، وتخلصا من الآفات العقلية، والأوزار الاجتماعية التي تعترض هذا السعي الحديث.
لكن بقاء الخطأ في طبيعة الإنسان، لا يرقي بالخطأ إلي اعتباره ضرورة من الضرورات المحتومة.
فمن الخبل أن يظن بالدين ميله إلي بقاء الفقر، لأنه أعد له ـ مثلا ـ فريضة الزكاة.
أجل ! سيبقي الناس متفاوتين في أرزاقهم، بعضهم فوق بعض، أو بعض دون بعض، فتلك سنة الحياة.
ومهما اجتهدنا في تعميم العدالة وتوزيع الخيرات فسيبقي من يستحقون الرحمة والعطف، ممن يحيف عليهم الخطأ والنسيان، أو ممن تبطئ بهم قدراتهم فيتعرضون للعجز والعطل...
ثم انه لن تعم الناس حالة يستغنون فيها لحظة عن رقابة الدين ويقظة الضمير. ما دامت منابع الظلم في شيمهم. لا يدركها جفاف !!
ومن هنا لابد من توصية القادرين علي الضعاف، والمتبوعين علي الأتباع. وما يخلو مجتمع بشري من هذه الصفات المتناقضة.
لكن ارصاد الأدوية للعلل المرتقبة لا يعني تشجيع الأوبئة علي الانتشار...
ونحن نلحظ في بلاد الإسلام ميلا مجنونا لدي بعض الناس كي يغتني من ألف طريق دون اكتراث بحلال أو حرام.
وميلا أشد إلي استبقاء جم غفير من الخلائق يحيون علي الفتات.
ويلازمون المسكنة.
وهذا ما ننكره باسم الله.

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-02-2012, 06:49 PM   #79
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز العمران
 
تم شكره :  شكر 16200 فى 3359 موضوع
عبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

ما شاء الله تبارك الله ..

الله يعطيك العافية أسدنا وحبيبنا الغالي و يطول عمرك ولا يحرمك الأجر

وأذكر المربي الفاضل مطوعنا عبد العزيز بن فنتوخ الله يرحمه ويسكنه الجنة

ووالدي ووالديك وأموات المسلمين كان يقول وهو يدرسنا :

( انتبهوا .. للي يقرا تراه مثل اللي يحلب وانتم تشربون .. ) .

وأنت عليك التعب الله يرضى عليك وحنا نلقاها جاهزة .. لكن احتسب للأجر

من الله الكريم .

شكراً لك .. وتحياتي لك ولأهلنا في المنتدى .
التوقيع
عبدالعزيز العمران غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-02-2012, 08:09 AM   #80
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز العمران مشاهدة المشاركة  

ما شاء الله تبارك الله ..


الله يعطيك العافية أسدنا وحبيبنا الغالي و يطول عمرك ولا يحرمك الأجر

وأذكر المربي الفاضل مطوعنا عبد العزيز بن فنتوخ الله يرحمه ويسكنه الجنة

ووالدي ووالديك وأموات المسلمين كان يقول وهو يدرسنا :

( انتبهوا .. للي يقرا تراه مثل اللي يحلب وانتم تشربون .. ) .

وأنت عليك التعب الله يرضى عليك وحنا نلقاها جاهزة .. لكن احتسب للأجر

من الله الكريم .


شكراً لك .. وتحياتي لك ولأهلنا في المنتدى .

 

ههههههههههههههههههههههههه

يا حبي لك الله يرضى عليك

الله يغفر لمطوعنا بن فنتوخ ووالدينا والمسلمين

أشكر لك يالغالي عذب كلماتك

لاخلا ولا عدم
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-03-2012, 01:45 AM   #81
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

بسم الله الرحمن الرحيم

مكانة المرأة في الإسلام

(1)

الحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى
اللهم لك الحمد ملء السماوات والأرض فكل الحمد لك
اللهم لك الشكر ملء السماوات والأرض فكل الشكر لك
نحمدك على نعمة الإسلام والإيمان والقرآن ونحمدك على أن هديتنا للإسلام
وجعلتنا من أمة خير الأنام صلوات الله وسلامه عليه نشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واسأل الله عز وجل أن يجعل هذه الدقائق في ميزان الحسنات في يوم تعز فيه الحسنات في يوم الحسرات
وأن يجعل من تسبب في ذلك بشيء قليل أو كثير يجعل هذه في ميزانه وأن يجعلها له من الباقيات الصالحات هو ولي ذلك والقادر عليه
أيتها الأخوات المؤمنات إدارة ومعلمات وطالبات ومنسوبات أوصيكن ونفسي بتقوى الله عز وجل وأن نقدم لأنفسنا أعمال تبيض وجوهنا يوم أن نلقى الله
(يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها)
(يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) (يوم يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور)
يوم تبلى السرائر وتنكشف الضمائر يوم الحاقة والطامة والقارعة والزلزلة والصاخة
(يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه)

أيتها الأخوات من أنتن لولا الإسلام والإيمان والقرآن؟
أنتن بالإسلام وبالإيمان والقرآن شيء وبدونها والله لا شيء،
ولعلكنَّ تُعِرنني أسماعكنَّ قليلا، لتعرفن تلك النعمة التي أنتنَّ تعِشْنَها في هذه الأيام،
يوم تسمعْن لحال المرأة في عصور الجاهلية، وأنتنَّ تتبوأن نعمة الهداية.
كيف كانت المرأة؟ كانت سلعة تُباع وتُشترى، يُتشاءم منها وتُزدرى، تُبَاع كالبهيمة والمتاع، تُكْرَه على الزواج والبِغَاء،
تُورث ولا تَرث، تُملَك ولا تَمْلِك، للزوج حق التصرف في مالها –إن ملكت مالها- بدون إذنها،
بل لقد أُخْتلِفَ فيها في بعض الجاهليات، هل هي إنسان ذو نفس وروح كالرجل أم لا؟
ويقرر أحد المجامع الروسية أنها حيوان نَجِس يجب عليه الخدمة فحسب، فهي ككلب عَقُور،
تُمنَع من الضَّحِك –أيضا-؛ لأنها أحبولة شيطان، وتتعدد الجاهليات، والنهاية والنتيجة واحدة.

جاهلية تبيح للوالد بيع ابنته، بل له حق قتلها ووأدها في مهدها، ثم لا قِصاص ولا قَصاص فيمن قتلها ولا دِيَة،
إن بُشِّر بها ظلَّ وجهه مسودًا وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بُشِّر به، أيُمْسِكَه على هونٍ، أم يدسُّه في التراب.

وعند اليهود إذا حاضت تكون نجسة، تنجس البيت، وكل ما تَمسُّه من طعام أو إنسان أو حيوان،
وبعضهم يطردها من بيته؛ لأنها نجسة، فإذا تطهَّرت عادت لبيتها، وكان بعضهم ينصب لها خيمة عند بابه،
ويضع أمامها خبزا وماء كالدابة، ويجعلها فيها حتى تطهر.


وعند الهنود الوثنيين عُبَّاد البقر يجب على كل زوجة يموت زوجها أن يُحرق جسدها حية على جسد زوجها المحروق.

وعند بعض النصارى أن المرأة ينبوع المعاصي، وأصل السيئات، وهي للرجل باب من أبواب جهنم،
هذا كله قبل بعثة محمد –صلى الله عليه وسلم-.

فهل أتاكنَّ أيتها المؤمنات المسلمات القانتات،
بل هل أتاكنَّ يا بنات حواء في هذا العالم كله أنباء ما جاء به نبي الرحمة والهدى محمد –صلى الله عليه وسلم-
من التعاليم في حقِّكنَّ فحمدتنَّ الله على ما تبوأتنَّ به من هذه النعمة.
بعد تلك المهانة والذِلَّة، يأتي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ليرفع مكانة المرأة، ليُعلي شأنها،
فإذا به –صلى الله عليه وسلم- يبايع النساء بيعة مستقلة عن الرجال،
وإذا بالآيات تتنزل، وإذا المرأة فيها إلى جانب الرجل تكُلَّف كما يُكَلَّف الرجل إلا فيما اختصت به.


(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم من نفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ)
(وَاللهُ جَعَلَ لَكُم منْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم منْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً)
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)
صفات صالحة في الرجال، ما ذكرها الله إلا وذكر في جانبها النساء، والصالحة كذلك.

(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)(الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ) (السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ) (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي)

وإذا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد مدة ليست باليسيرة يقول: "إنما النساء شقائق الرجال" وإذا به -صلى الله عليه وسلم-
بعدها يقول في خطبته الشهيرة: "استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن عندكم عَوَان
"يعني أسيرات، ثم يقول -صلى الله عليه وسلم- رافعًا شأن المرأة، وشأن من اهتم بالمرأة على ضوابط الشرع:
" خياركم خياركم لنسائهم، خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" صلوات الله وسلامه عليه.

يأتيه [ابن عاصم المنقري]؛ ليحدثه عن ضحاياه، وعن جهله المُطْبِق، ضحاياه المؤودات فيقول :
لقد وأدت يا رسول الله اثنتي عشرة منهن، فيقول –صلى الله عليه وسلم-:
"من لا يَرحم لا يُرحم ،من كانت له أنثى فلم يَئدْها، ولم يُهِنْها، ولم يؤثر ولده عليها، أدخله الله –عز وجل وتعالى- بها الجنة ".

ثم يقول –صلوات الله وسلامه عليه-:
"من عَالَ جاريتيْن حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين، وضمَّ بين أصابعه صلوات الله وسلامه عليه"
ثم يقول –صلى الله عليه وسلم:
" الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو كالقائم لا يفتر، أو كالصائم لا يفطر"
أو كما قال –صلى الله عليه وسلم-:


أمٌّ مكرَّمَة مع الأب، أُمِرْنَا بحسن القول لهما (فَلاَ تَقُل لهما أُفٍّ) وحسن الرعاية (وَلاَ تَنْهَرْهُمَا)
وحسن الاستماع إليهما والخطاب (وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا) وحسن الدعاء لهما (وَقُل رّبّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبّيَانِي صَغِيرًا).

أمٌّ مكرَّمة مقدَّمة على الأبِّ في البرِّ.
"من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك".

يأتي [جاهمة] إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يريد الجهاد في سبيل الله من >اليمن<،
قد قطع الوِهَاد والوِجَاد حتى وصل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال:
أردت يا رسول الله أن أغزو وجئت لأستشيرك، فقال -صلى الله عليه وسلم-:
" هل لك من أم؟ قال: نعم، قال: الْزمها؛ فإن الجنة عند رجليها " أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

بل أوصى –صلى الله عليه وسلم- بالأم وإن كانت غير مسلمة. فها هي [أسماء] تقول:
"قدمت أمي عليَّ، وهي ما زالت مشركة، فاستفتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت:
قدمت أمي وهي راغبة أَفأَصِلُها؟ قال: نعم –صلى الله عليه وسلم-، صِلي أمك".


ليس هذا فحسب، بل أنزل الله فيكِ سورة كاملة باسم سورة النساء،
وخصَّكِ بأحكام خاصة، وكرَّمك، وطهَّرك، واصطفاك، ورفع منزلتك، ووعظك، وذكَّرك، وجعلك راعية ومسؤولة،
وأرجو من الله –عز وجل- أن تكوني كذلك،
فالأمل –والله- فيكن –أيتها المؤمنات المتعلمات- كبير، والمسئولية –والله- عليكن عظيمة وجسيمة.


راعيات في المدارس، راعيات في البيوت، فلتكنَّ قدوات، قدوات في المظاهر، وقدوات في المخابر،
قدوات في القول، وفي العمل، وفي كل أمورِكن؛ فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- الذي رفع شأنكن بهذا الدين يقول:
"وما من راعٍ استرعاه الله رعية فضيَّعهم، أو بات غاشًا لهم إلا حرَّم الله عليه رائحة الجنة ".

منذ بزوغ فجر الرسالة –يا أيتها المسلمة- والمرأة مُكرَّمة معزَّزة تقوم بدورها إلى جانب الرجل تؤازره،
تشد من عزمه، تقوي همَّته، تناصره، تحفظه إن غاب، تسرُّهُ إذا حضر إليها، ثم تنال بعد ذلك نصيبها في شرف الدعوة إلى الله –عز وجل- .

وتنال نصيبها من الإيذاء في سبيل الله.
فها هي [سمية]، ما سمية؟! سمية أول شهيدة في الإسلام، وهاهو ابنها وزوجها يُعذَّبون،
يُلبسون أذرع الحديد، ثم يُصهرون في الشمس، في رمضاء <مكة>، وما أدراكم ما تلك الرمضاء؟!
ثم يمرُّ –صلى الله عليه وسلم- وهم يُعذَّبون بـ>الأبطح<، وهو في بداية دعوته لا يملك لنفسه شيئًا بل لا يملك ما يدفع به عنهم وعنها، فيقول:
"اصبروا آل ياسر؛ فإن موعدكم الجنة"
وذات يوم بالعشي يأتي [أبو جهل] إلى [سمية]، فيسبها، ويشتمها، ويتكلم بكل كلمة وَقِحَة ومهينة،
وهي ثابتة بإيمانها، راسخة بيقينها، لا تلتفت إلى وقاحته، ولا تنظر إلى سفالته،
وإنما رنت عينها مباشرة إلى جِنَانٍ ذاكية، وإلى منازل ذاكية، في دار النعيم والرِّضوان والتكريم،
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهلها، نظرت إلى هناك ولم ترد عليه ليتقدم -أخزاه الله-
إلى تلك العجوز الضعيفة الكبيرة فيطعنها بالحربة في موطن عِفَّتِها، لم يرحم ضعفها ولا عَجْزَهَا لتسقط؛
فتكون أول شهيدة في الإسلام، ثم يموت زوجها بعد ذلك بالعذاب فيحتسبها، ثم يحتسبه أبناء هذا الرجل،
ويشاء الله أن يعيش ابنها [عمار] حتى يرى قاتل أمه يوم >بدر < مجدلاً على الأرض،
ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول له:
" قتل الله قاتل أمك يا عمار، قتل الله قاتل أمك يا عمار".


أخواتي المؤمنات؛ ونَعِمَت المرأة في ظل الإسلام قرونًا، ولا زالت تنعم بذلك حتى جاءت جاهلية هذا القرن والذي قبله،
فوأدت المرأة وأدًا معنويًا، أمثل خطرًا من وأد الجاهلية. فإن الموءودة في الجنة كما أخبر بذلك النبي –صلى الله عليه وسلم-.


أما موءودة هذا القرن فهي التي وأدت نفسها، وباعت عفَّتها، وأهدرت حياءها، لا تجد الجنة،
ولا تجد ريحها، كاسية عارية، مائلة مُمِيلة، لا تجد عرف الجنة، وإن ريح الجنة ليوجد من مسافة كذا وكذا،
أصغت بأذنها إلى الدعاة على أبواب جهنم، فقذفوها في جهنم، فشقيت وخسرت دنياها وأخراها،
فهي تعض أصابع الندم هنا ويوم القيامة، نسأل الله –عز وجل- أن يتجاوز عنَّا، وعن العاصيات من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-.

يا أمَةَ الله تجيء جاهلية هذا القرن في صور متعددة؛ في صورة المشفق عليك، الضاحك ظاهرًا، وهو يريد قتلك باطنًا.

إذا رأيت نِيُوبَ اللَّيثِ بارزةً *** فلا تظنِّين أنَّ اللَّيث يبتسمُ

جاءت هذه الجاهلية في صورة المشفق عن طريق مجلة، أو عن طريق صفحة جريدة، أو أغنية فاجرة،
أو مسلسلة، أو تمثيلية، أو جهاز استقبال، يريدون منكِ أن تكوني عاهرة، سافرة، فاجرة،
يريدون أن تكوني بهيمة في مِسْلاخِ بشر. حاشاك يا ابنة الإسلام، ويا حفيدة [سمية] و[أسماء].

اسمعي لقائلهم سمع الكبار يوم يقول وهو أحد الكفار الذي يتربص بك وبأخواتك وبالمؤمنين الدوائر يقول:
لا تستقيم حالة الشرق الإسلامي لنا حتى يُرفع الحجاب عن وجه المرأة، ويُغطَّى به القرآن، وحتى تؤتى الفواحش والمنكرات. وخاب وخَسِر.

ويقول الآخر: مزِّقيه مزِّقيه بلا ريث، فقد كان حارسًا كذابًا -يخاطب بذلك الحجاب-.

ويقول الآخر: إلى متى تحملين هذه الخيمة؟.

ويقول آخر: ينبغي أن تبحثي عن قائد يقودك إلى المدرسة والكليَّة .
ويقول آخر: لابد أن نجعل المرأة رسولاً لمبادئنا، ونخلِّصها من قيود الدين. خاب وخسر.

ويقول الآخر: إن الحجاب خاص بزوجات رسول الله –صلى الله عليه وسلم- .

فأين تنطلي مثل هذه الأمور؟ وأين هذا من القرآن؟ إنه لم يعرف القرآن، ولو عرف القرآن لقرأ قول الله في القرآن:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ)

ويقول أحدهم -وهو [قاسم أمين]، من الذين تأثروا بالغرب- يقول:
إن الحجاب ضرر على المرأة؛ فهو معرقل لحياتها اليومية يضرب بالآيات عرض الحائط، ويحكِّم عقله،
وينظر إلى الغرب الهائم. فعامله الله –عز وجل- بما يستحق.


وآخر يقول: كأس وغانية تفعلان في الأمة المحمدية مالا يفعله ألف مدفع؛ فأغرقوهم في الشهوات والملذَّات.

كيف جاءت هذه الأمور؟ إنها لم تأتنا إلا من أعداء الإسلام، على طريقة من؟!
على طريقة الذين رُبُّوا على أفكار أولئك.

يخرج [سعد زغلول] منفيًا مُرتبًا له من مصر إلى بريطانيا أيام الاحتلال، ليعود من هناك وهو بطل وزعيم وطني قومي،
وقد رُتِّب له الأمر، فإذا بسرادق النساء في استقباله، وإذا بزوجته [صفية زغلول] –انتسبت إليه،
ولا تنسب إلى أبيها على طريقة الغربيات الكابرات- تأتي معه على ظهر الباخرة، وتصل إلى هناك،
ولمَّا وصلت إلى هناك، وجاءوا لاستقباله إذا الأمر مرتب، ينزل وينطلق مباشرة إلى سرادق النساء،

إلى سرادق الحريم المحجبات فتقوم [هدى شعراوي] –عاملها الله بما يستحق- تقوم إليه محجبة،
فينطلق إليها ليمد يده –وقد مدَّ اليهودي قبل ذلك يده فدفع ثمن ذلك نفسه- يمد يده إلى حجابها ويرفع ذلك،
وهي تضحك وتصفِّق، ويضحك ويصفِّق، ثم يصفِّق النساء لِيُعْلِنَّ الرَّذيلة من ذلك اليوم،
وليبدأنَ في تقليد الكافرات، هذا هو عمله، فماذا فعلت؟ التي قامت بالدور بعد ذلك [هدى] و[صفيَّة] ،
انطلقا في مظاهرة ظاهرها وهدفها مناوأة الاحتلال الإنجليزي، وانطلقا إلى ميدان الإسماعيلية،
ليقفا في ذلك الميدان محجبات سود كالغربان، كما أمر النبي –صلى الله عليه وسلم-
ولكن لحاجة في نفسهن، رمين الحجاب ودُسْنَهُ بالأقدام، ثم أحرقْنَه في تلك الساحات،
ليُعلنَّ التمرد على القيم والأخلاق الإسلامية، فماذا كان بعد ذلك؟! حصل في <مصر> ما حصل ،
حصل فيها أن بدأ التغريب هناك على يد هؤلاء، وبين أيادي المؤمنات، وعلى مرأى المسلمين والمسلمات.

ماذا حصل؟! انطلقوا مباشرة، فإذا بالرجل ينطلق إلى جنب المرأة مباشرة،
وإذا به يعمل معها، وإذا بها يخالطها في المدرسة تلميذًا ومعلِّمًا فيما بعد،
وإذا بالأمور تنفرط، ليس هناك فتدب العدوى إلى بلاد عربية ، حتى يكاد لا يَسْلَم من ذلك بلد إلا من رحم الله، وقليل ما هم.

وإذا بنا نئن ونشكو من اختلاط ، من رذيلة توأد، ومن طهر وعفاف يوأد، وإذا الفساد ينتشر،
وإذا الداعية يطيح هنا وهناك، فإذا الآذان صُمَّت، واتجهت تقلِّد الغرب حتى في لباسها، قامت تقلدهم في الموضة والأزياء.

جاءت هذه الصرعات فاستنفذت البيوت واستنفذت ميزانيات الأسر.
حتى إنك لترى التي بلغت الخامسة عشر لا زال لباسها من فوق ركبتها، وتقول: لازلت صغيرة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.


وما –والله- ذكرت من هؤلاء سواءً [هدى] أو [قاسم] أو [زغلول] أو غيرهم من الدعاة هنا وهناك
إلا نماذج للدعاة على أبواب جهنم الذين ألقوا بحجابهم، وداسوه بالأقدام إنما يتَحَدَّوْن مشاعر المسلمين،
والذين يكتبون لتحرير المرأة، والذين وقفوا بذلك الميدان وسموه ميدان التحرير
إنما هو التحرر من الفضيلة والخُلُق والطُّهر ولاشك، يكتبون، والله يكتب ما يُبيِّتون هم وأذنابهم إلى يوم يبعثون.

(لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُم أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُم آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُ أُولَئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ)
(فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ التِي فِي الصُّدُورِ).

أختي المؤمنة؛ هل لهؤلاء ومن على أدرابهم من الكُتَّاب والراقصات والعاهرات أهلٌ لأن يَكُنَّ قدوة للصالحات المؤمنات
القانتات الصابرات الخاشعات ؟ نعوذ بالله من الانتكاس ،
ونسأل الله الثبات حتى الممات .

أنت الطهر ، وأنت الفضيلة ، وأنت السُّمُوُّ ، والطهر لا يقتدي بالرِّجس والمهين ،
والفضيلة لا تقتدي بالرذيلة ، والسمو لا يقتدي بالسُّفْل . خابوا وخسروا وتعسوا وانتكسوا .


أغيظيهم وقولي بلسان حالك ومقالك:
دعهم يعضوا على صُمِّ الحَصَى كمدًا *** من مات من غيظه منهم له كفن

إن آمالنا في المسلمة المتعلِّمة والمعلِّمة أن تكون أقوى من التحدِّيات،
آمالنا في المسلمة في كل مكان وآمالنا في المسلمة في هذه الجزيرة أن تكون أقوى من التحديات،
تعتز بدينها، تتمسك بعقيدتها ومبادئها وأخلاقها، بل وتدعو إليها؛ فذلك من دينها.


هاهو رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يخبر ليلة الإسراء أنه كما قال:
"فلما كانت الليلة التي أُسْرِيَ بي أتت علىَّ رائحة طيِّبة ، فقلت: ما هذا الرائحة الطيبة يا جبريل؟ قال:
هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها" أتدرون ما خبر هذه المرأة؟ وما خبر هذه الماشطة؟
اسمعنَ إليها؛ فلعل فيها ما يثبِّت المرأة أمام شهواتها، وأمام رغباتها، والترغيب والترهيب عمومًا.

هذه كانت تمشط بنت فرعون، ذات يوم من الأيام، وبينما هي تمشِّط بنت فرعون –وهو الذي يقول:


أنا ربكم الأعلى- وإذا بالمِدْرَى يسقط من يديها، -المشط أو المِفْرَق التي تفرق به الشعر يسقط من يديها-،
ويوم سقط من يديها قالت: باسم الله –وقد كانت تخفي إيمانها قبل ذلك- فقالت بنت فرعون:
أبي؟ قالت: باسم الله ربي، ورب أبيك، وربك رب العالمين جميعًا، فقالت:
إذاً أخبره بذلك، قالت: افعلي، فذهبت وأخبرت أباها، فجاء في تكبُّره وتجبُّره، ووقف عندها، وقال:
أو إنَّ لك ربًا غيري؟ أو إن لك ربًا غيري؟! قالت: ربي وربك ورب الجميع رب العالمين سبحانه وبحمده، فاغتاظ، وقال:
أما أنت بمنتهية؟ قالت: لا، فقال: إذًا أعذب أو أقتل، قالت:
(اقْضِ مَا أَنتَ قَاض إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاة الدُّنْيَا) فانطلق يعذِّبها، أوتد يديْها ورجليْها،
وصنف عليها أنواع العذاب، فكانت تمزج حلاوة إيمانها بمرارة العذاب، فتطفو حلاوة الإيمان على مرارة العذاب، فتشتاق وتقول:
إنما هي ساعات، وإلى جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.


يرسل عليها العقارب لتلسعها علَّه أن يصل إلى قلبها، ثم يقول: أما أنت بمنتهية؟ فتقول:
ربي وربك الله رب العالمين، فيعود ليرسل عليها الحيَّات لتنهشها، ثم يقول:
أما أنت بمنتهية؟ فتقول: ربي وربك الله رب العالمين، ينوِّع عليها العذاب، ويصنف عليها ذلك،
وهي راسخة بإيمانها وعقيدتها، قد علمت إنما هي سويعات، ثم تعود إلى الله –عز وجل- فماذا حصل؟ قال:
إذاً أقتلك وأحرقك بالنَّار، قالت:
(فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) فأمر ببقرة من نحاس، قيل أنه قدِر على صورة بقرة، وقيل:
إنها بقرة أُذِيبت، ثم جيء بها وبأولادها ليقفوا على طرف هذه النار، يقف على طرف هذه النار،
ثم يأخذ واحدًا من أولادها، وقبل أن يأخذه قالت:


لي إليك حاجة، قال: وما هي؟ قالت: أن تجمع عظامي مع عظام أولادي، ثم تدفننا في ثوب واحد، قال:
ذلك لك علينا من الحق ، ثم رمى الولد الأول فوقفت ، فوقف أخوه الثاني وقال:


اصبري يا أماه، فإن لك عند الله كذا وكذا إن صبرت، ثم رمى بالثاني، فقال الثالث:
اصبري يا أماه؛ فإن لك عند الله كذا وكذا إن صبرت.

ويرمي بهم واحداً بعد الآخر، وهي تقول: ربي وربك الله رب العالمين.

لم يبقَ سوى طفل على ثديها رضيع لم ينطق بعد في شهوره الأولى،
فما كان منها إلا أن ترددت أن تلقي بنفسها مع أولادها من أجل هذا الرضيع، ويشاء الله،
فيطلق الثدي وينطقه الله الذي تعبده؛ ربها ورب كل شيء، فيقول:


يا أماه اقتحمي؛ لَعذابُ الدنيا أهونُ من عذاب الآخرة، فتقتحم مع طفلها لتلقى الله- عز وجل-،
راسخة ثابتة بإيمانها؛ فعليها رحمة الله ورضوانه.

لم يقف الأمر عند ذلك، بل كانت [آسيا بنت مزاحم] زوج فرعون، والتي ربت [موسى] –صلوات الله وسلامه عليه- والتي قالت:
(قُرَّتُ عَيْنٍ لي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا)
كانت تراقب الموقف وهي مؤمنة، ولم تعلن إيمانها بعد؛ خوفًا من أن يفتنها عن دينها،
ولما رأت من الماشطة ما رأت، فقوي في قلبها إيمانها، وتعلقت بربها؛ رب العالمين.

فجاء إليها ليخبرها متبجحًا وقد علمت ما حصل، فقال: فعلت بالماشطة كذا وكذا، فقالت:
الويل لك، ما أجرأك على الله! الويل لك ما أجرأك على الله! الويل لك، ما أجرأك على الله! قال:
لقد اعتراك جنون الماشطة، قالت: بل آمَنْتُ بالله ربي ورب الماشطة، وربك رب العالمين.
آمنت بالله رب العالمين، فذهب إلى والدتها، وقال:


لأذيقنَّها ما ذاقته الماشطة أو لترجع، فجاءت أمها –برحمتها وشفقتها عليها- تعرض عليها أن تتنازل عن دينها –
وهي إنما تتنازل عن الجنة التي عرضها السماوات والأرض- فماذا كان منها؟ قالت:
يا أماه أما أن أكفر بالله، فوالله لا أكفر بالله، عندها بدأ في التعذيب، أوتد يديْها ورجليها، وعرَّضها لأشعة الشمس،
ووكَّلَ من يعذبها يصنف عليها أنواع العذاب ويقول: أما أنت بمنتهية؟ فتقول: لن أنتهي حتى ألقى الله –أو كما قالت-
فيأتي بعد ذلك، ويقول: لأرمينك بكذا وكذا من الصخور – يهدِّد – قالت: لا أرجع عن ذلك أبدًا، فماذا يحصل بعد ذلك؟

كان الذين يعذبونها في حرارة الشمس ينصرفون عنها ويذهبون بعيدًا عنها؟ فإذا ذهبوا، نزلت الملائكة لتظلَّها بأجنحتها،
ثم يرجع إليها ويعرض عليها مرة أخرى، فترفض فيرمي بالصخرة عليها لتلقى الله –عز وجل- ثابتة بإيمانها.
هذا خبر من قبلنا من الأمم.

فما خبر من بعد البعثة؟ إن الخبر ليستلزم أن نقف عند [خديجة] –رضي الله عنها-
تلك المؤمنة صاحبة الثراء، وصاحبة الجاه، وصاحبة المال، التي تزوجت رسول الله –صلى الله عليه وسلم-
وكانت أول مؤمنة به، وآزرته في محنته، وثبَّتته يوم خاف، ويوم عاصرت نزول القرآن من أول لحظاته،
كانت أول مثبت للنبي –صلى الله عليه وسلم-، وهي التي جاء النبي –صلى الله عليه وسلم- منها الولد،
وكان يذكر ذلك لها بعد موتها، رضي الله عنها، وصلى الله عليه وسلم.

جاء إليها يومًا من الأيام، وهي تبكي بعد موت ابنها [القاسم]، فيقول: ما بك؟ قالت:
دَرَّت لُبَينَة القاسم، فكان بودِّي لو عاش حتى يستكمل رضاعته، فقال –صلى الله عليه وسلم-:
إن له في الجنة مرضعًا تستكمل له رضاعته، فهان عليها ما كان، ثم قامت معه حتى أنزل عليه الوحي،
وجاء إليها يرتعش خائفًا مرتعدًا؛ لما رأى جبريل وهو يقول له: اقرأ، وهو يقول لها:


زملوني ، دثِّروني، فيقول لها: والله يا خديجة لقد خشيت على نفسي، قالت: كلا والله لا يخزيك الله أبدًا؛
إنك لتحمل الكلَّ، وتُقْرِى الضَّيف، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق. وقفت معه –صلى الله عليه وسلم-
فقاسمته شدَّته ومحنته، وما تراجعت عن ذلك مع أنها صاحبة الجاه، وصاحبة السؤدد، وصاحبة المال،
فزادت ذلك سؤددًا ومالاً وجاهًا يوم ارتقت لأن أفقد ولدي خير لي من أن أفقد حيائي وديني، إن الله خاطب رسوله فقال:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ) ووالله ما أنا بخير منهن.
فتخلقي بأخلاق أهل الإسلام، وارجعي إلى سِيَر هؤلاء الأعلام . وادعي إلى الله –عز وجل- فإنك مسؤولة عن علمك،

ماذا عملت به أيتها المؤمنة فما عسى يكون الجواب؟ المرأة المسلمة على ثغرة عظيمة. فاللهَ اللهَ أن تؤتى البيوت من قِبَلِك.

واللهَ اللهَ أن يؤتى الإسلام من قِبَلِك.
واللهَ اللهَ أن يؤتى أبناء المسلمين من قبلك.
هاهي مَثَل لك؛ لأن الخير يستمر في الأمة إلى قيام الساعة والأمثلة كثيرة في هذا العصر والذي قبله.


هاهي [بنان الطنطاوي]؛ ابنة الشيخ الوقور [على الطنطاوي] غفر الله لنا وله، وتجاوز عنا وعنه؛
زوجة [عصام العطار] علمت مسؤولية الزوجة في البيت، وآمنت بربها، ودعت بما تستطيع، وهيأت لذلك الداعية أن يدعو إلى الله –عز وجل-.

انطلق يرد الناس من الضلالة إلى الهدى، ومن الغواية إلى الهدى والهداية، فأغاظ ذلك المنافقين،
والذين يَشْرَقُونَ بالنور، والذين ما يعيشون إلا في الظلام، فما كان منهم إلا أن سجنوه في سجن من السجون،
فأرسلت إليه رسالة، فما فحوى هذه الرسالة يا أيتها الداعية، يا أيتها المعلِّمة، يا أيتها المتعلِّمة؟
اسمعي إلى هذه الرسالة ماذا تقول لزوجها وهو في سجنه؟ تقول له:
لا تحزن ولا تفكِّر فيَّ، ولا في أهلك، ولا في مالك، ولا في ولدك، ولكن فكِّر في دينك وواجبك ودعوتك؛
فإننا –والله- لا نطلب منك شيئًا يخصُّنا، وإنما نطلبك في الموقف السليم الكريم الذي يبيِّض وجهك، ويرضي ربك الكريم،
يوم تقف بين يديْه حيثما كنت، وأينما كنت، أما نحن فالله معنا، ويكتب لنا الخير، وهو أعلم وأدرى سبحانه وأحكم.


انظر إلى هذه الكلمات، كيف وقفت معه وهو بعيد عنها،
وقفت معه لأنها تعلم أنها على ثغرة وأنَّ ثغرةً ذهبت فسدَّت تلك الثغرة،
ثم يشاء الله أن يخرج من ذلك السجن ليُشرَّد في ديار الغرب، وما أُخرج وما نُقِم منه إلا أن قال: ربي الله،
واعتز بدينه ومبادئه، شُرِّد في بلاد الغرب ، ويبتليه الله –عز وجل- هناك أيضًا ليرفع درجته بإذن الله –عز وجل- ،
ويوم ابتلاه الله –عز وجل- هناك بكونه يعيش بين الكفار، وكونه مشردًا عن أهله وغيرهم، يُبتلى بالشلل، يُشلُّ في ديار الغرب،
لا أهل، ولا صاحب، ولا صديق، لكن له الله الذي أُخْرِج من أجله، وله الله الذي سُجِنَ من أجله، وله الله الذي دعا من أجله.

فماذا فعلت هذه الزوجة؟ بعيدة عنه، بعيدة بجسمها لكن قلبها معه، وروحها معه، هدفها وهدفه واحد؛
وهو نشر دين الله، ولقاء الله، والتعامل مع الله –عز وجل-.


كتبت إليه رسالة هناك وقالت: لا تحزن يا [عصام]، ولا تأس، يرفع الله من يبتليه،
إن عجزت عن السير سرت بأقدامنا، وإن عجزت عن الكتابة كتبت بأيدينا، والله معك، الله الله معك ولن يَتِرَك، ولن يضيع لك ما أنت فيه.

ثم تنطلق بعد ذلك لتلحق به في ديار الغرب إلى هناك، لا لتجلس بجانبه تندب حظَّها، ولا لتجلس بجانبه وتقول:
جَنَت الدعوة عليه، لا ، وإنما لتجلس بجانبه هناك، لتأخذ أفكاره، وتأخذ علمه، فيكتب هو بيدها، ويسير بقدمها،
فتنشئ مركزًا إسلاميًا في ديار الكفر، فلا إله إلا الله .

كم من تائبة تابت على يديها هناك، وكم من ضالة كافرةٍ لا تعرف شيئًا إلا الحياة البهيمية ردها الله على يد [بنان الطنطاوي]،
هناك مع زوجها تستشيره ليعطيها المعلومات، فتنطلق ويأبى أولئك الذين يَشْرَقُون بهذا الدين أن يروا للخير قولة أو جولة،

ويأتي ثلاثة رجال يبحثون عن ذلك المشلول في تلك البلاد، وما وجدوه إلا أن دلُّوا على شقته، فجاءوا فاقتحموها،
وتقدموا على هذه الداعية المسكينة -امرأة في بيت غربة، وبعيدة، لكن معها الله الذي قدمت نفسها له -
فإذا بها يُطلق عليها خمس رصاصات؛ في العنق، وفي الكتف، وفي الإبط، لتسقط مُدْرَجة بدمائها.

أسأل الله أن يجعلها من أهل الفردوس الأعلى.
أسأل الله أن يكتب لها ولمن بعدها من أهلها النعيم المقيم السرمدي الأبدي الذي لا يزول.
وأسأل الله أن يوقظ في بنات المسلمين ومعلمات ومتعلمات المسلمين نماذج مثل تلك النماذج، وأَعْظَمَ من تلك النماذج.

إن الأمة تنتظر منك الكثير والكثير. اعلمي أخيرًا أن طريق الجنة صعب،
وأنه محفوف بالمكاره، لكن آخره السعادة الدائمة؛ أخبر بذلك من؟ أخبر به النبي –صلى الله عليه وسلم-
في الحديث الذي رواه [مسلم] يوم يقول:
"إن الله –عز وجل- لما خلق الجنة قال لجبريل: اذهب فانظر ما أعددت لعبادي الصالحين فيها، فذهب؛
فإذا فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فرجع إلى ربه، وقال:
يا رب وعزتك وجلالك لا يسمع بها أحد إلا دخلها
،" لِما فيها من النعيم، ثم حفَّها الله بالمكاره، بما تكره النفس من التكاليف؛ من الأوامر ، من النواهي ،
من الضوابط الشرعية التي يتنقل الإنسان بينها وفيها، حفَّها بهذا كله. ثم قال:


ارجع فانظر إليها، فنظر إليها، فإذا هي حفَّت بكل ما تكرهه النفس، فماذا قال؟
رجع إلى ربه، وقال: وعزتك وجلالك قد خشيت ألا يدخلها أحد.


النفس يا أيها الأحبة ، والله لا يدخلها إلا من زكىَّ نفسه .
اسمعوا إلى الله وهو يقسم، يٌقسم مرات بعد مرات، يقسم بالضحى، وله أن يقسم بما شاء
(وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) ثم يقول هناك:
(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وَالأرْضِ وَمَا طَحَاهَا
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)
ثم الجواب يأتيك بعد هذه الأقسام المتعددة المغلظة العظيمة من الرب العظيم يقول:
(قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا) فوالله لن يفلح إلا من زكَّى نفسه بالإيمان بالله، والدعوة إلى الله -عز وجل-.

وطريق النار سهل، ولكنه محفوف بالشهوات ، وآخره الشقاء الأبدي السرمدي الذي لا يزول.

"لمَّا خلق الله النار -في نفس الحديث السابق- قال لجبريل: اذهب فانظر إليها، فذهب إليها، فإذا هي سوداء مظلمة،
يحطم بعضها بعضًا، ترمي بشرر كالقصر، كأنه جِمَالت صُفْر، فرجع إلى ربه وقال:
وعزتك وجلالك ما يسمع بها أحد فيدخلها، ثم حفَّها الله بالشهوات، وبكل ما تشتهيه النفس،
وبكل ما ترتاح له النفس، وبكل ما تهواه النفس، ثم قال: ارجع فانظر إليها، فرجع فنظر إليها،
فإذا هي قد حفت بكل ما تشتهيه النفس، فرجع إلى ربه وقال: لقد خشيت ألا يبقى أحد إلا دخلها".

إن التعامل مع الله عظيم، وإن المتعامل مع الله لا يخيبه الله رجلاً كان أو امرأة، فيا أيتها المؤمنة انوِالخير،
واعملي الخير، فوالله لن تزالي بخير ما نويت الخير، وما عملت الخير.

اسمعي لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
"من همَّ بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة، ومن همَّ بحسنة فعملها كتبت له عشر حسنات،
ومن همَّ بسيئة ولم يعملها كتبت له حسنة، وإن عملها كتبت له سيئة واحدة". فضلا من الله ومِنَّة.


فيا ويل ويا ويل ويا ثبور من غلبت آحاده عشراته. حسنة واحدة، أو سيئة واحدة تغلب عشرات الحسنات.

يا ويل من كان حاله على ذلك. فانتبهن وتقربن إلى الله -عز وجل- بما يرضى الله.

تقربن إليه بالفرائض؛ فإن أحب ما يتقرب به إلى الله الفرائض، ثم تقربن بالنوافل؛
فإنه لا تزال المرأة تتقرب، والرجل يتقرب بالنوافل حتى يحبه الله، "فإذا أحببته -كما قال-:
كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها،
ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه".

فالهِمَّة الهمة؛ فإنها طريق إلى القمة.
أسرعي ولا تنظري إلى الخلف، لا تنظري إلى أي عائق، واعلمي أن شبرًا بذراع، وأن ذراعًا بباع، وأن مشيًا بهرولة.
فضلا من الله ومِنَّة.
اصبري، وجِدِّي، ولا تسأمي، ولا تملي بالنصح، بالدعوة، بالقيام، بما أوجب الله عليكِ، فلا تنظري إلى لوم لائم،
ولا إلى عتاب عاتب، ولا إلى هوى نفس أو شيطان.

وإذا اجتمعت عليكِ هذه كلها، فانظري إلى منازل زاكية في جنان ورضوان.
أدنى أهل الجنة فيها من يأتي بعد ما دخل أهل الجنة، فيقول الله له: ادخل الجنة، فيقول:
يا رب وقد أخذ الناس منازلهم وسكنوا مساكنهم - يخيَّل إليه أنها ملأى- فيقول الله:
ألا ترضى أن يكون لك مثل مَلِك من ملوك الدنيا؟ قال: بلى رضيت يا رب، قال:
فإن لك مثله ومثله ومثله ومثله، وفي الخامسة يقول: رضيت يا رب رضيت. فيقول:
ولك عشرة أمثاله، وما اشتهت نفسك، ولذَّت عينك وأنت فيها.

قولي خيرًا، وادعي خيرًا، وتكلمي خيرًا أو اصمتي؛ فكم كلمة جرى بها اللسان هلك بها الإنسان،
وإن المرء ليقول الكلمة من سخط الله يكتب الله –عز وجل- لها بها سخطه إلى أن يلقاه.

أخيرًا. توبي إلى الله، واستغفري الله؛ فإن الشيطان قد قطع علي نفسه عهدًا، فقال:
وعزتك وجلالك لأغوينهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم، والله يقطع العهد على نفسه –ورغمت أنف إبليس-
وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني.

فاللهم إنا نستغفرك، إنك كنت غفارًا، أرسل السماء علينا مدرارًا، وأقرَّ أعيننا بصلاح المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات.

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى، وصفاتك العلا أن تجعلنا من الصالحين، وأولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون،
وأن تجعلنا ممن باع نفسه لله، فجعل همَّه الله والدار الآخرة.

أسأل الله أن يرينا من بنات المسلمين، وأمهات المسلمين، وأخوات المسلمين ما تقَرُّ به الأعين،
صالحات، قانتات، تائبات، عابدات.

وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-03-2012, 05:34 PM   #82
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

بسم الله الرحمن الرحيم


(2)


دور و مكانة المرأة فى الاسلام




الى الدرة المكنونة و الجوهره المصونة


الى من اخطأ الجميع فى حقها

الى من استهدفها اعداء الاسلام ليطعنوا الدين من خلالها

الى الأم و الأخت و الأبنة و الزوجة

تعالي لتعرفي قدرك عند الله ومكانتك الغاليه فى دينك ....الاسلام



قال الله تعالى :

(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ)

فنرى هنا ان الله سبحانه وتعالى عندما اراد ان يضرب مثلا للذين امنوا رجالا ونساء فلم يذكر اسم نبى او صحابى او رجل صالح وانما ضرب المثل بأمرأتين وهذا اعظم تكريم للمرأة وهو ان نموذج الايمان يتمثل فى هاتين المرأتين الصالحتين.......

فالمرأة هى نصف المجتمع وهى التى تربى النصف الاخر وهى الام و الاخت و الزوجه و الابنه و مصدر الحنان و العاطفه فى الحياة وقد جعلها الله سكن للزوج وجعل بينهما مودة ورحمه ...كما كرم الله الام ووصى بها احسانا فى القرآن فأذا صلحت المرأة صلح المجتمع كله وكانت بمائة رجل وحملت الدين على اكتافها.

ونجد ايضا ان اخر وصايا الرسول (صلى الله عليه وسلم) قبل وفاته كانت

(الا استوصوا بالنساء خيرا)...

كما قال (صلى الله عليه وسلم)

(رفقا بالقوارير)...

وقال صلى الله عليه وسلم
(اتقوا الله فى نسائكم فانما هن عوان عندكم)...

فهنا نجد القيمه الكبيرة للمرأه عند النبى (صلى الله عليه وسلم) واهتمامه بها.

نجد ايضا ان هناك سورة فى القرآن اسمها سورة النساء وتتكلم عن العدل والرحمة مع المستضعفين فى الارض وخاصة النساء.....فالاسلام هو الذى كرم المرأة واعاد اليها كرامتها بعد ان كانت مهانة و ذليله وبلا قيمه فى كل الامم التى عاصرت او سبقت عهد النبى....كانت مهانة عند اليهود و النصارى و الاغريق و الرومان و الفرس وغيرها من الحضارات القديمة وجاء الاسلام ليضع المرأة فى مكانها الطبيعى وليغير الصورة تماما...

فاذا استعرضنا تاريخ الامم المسلمة سنجد نماذج وصور لنساء خالدات عبر التاريخ :

- أمنا حواء
خلقها الله تعالى لتكون سكن لسيدنا آدم بعد ان شعر بالوحدة فى الجنة.....وهى بريئة من كل التهم التى الصقت بها من كل الديانات الاخرى و التى حملتها مسئولية خروج آدم من الجنة.....اما القرآن فكان خطابه لآدم و حواء على السواء بل ووضع المسئوليه على آدم لانه الرجل......ورأينا كيف احبها آدم وعاشا سويا اكثر من تسعمائة عام وعمرا الارض سويا وانجبوا الذريه المؤمنه وزرعوا معا اول بذور الايمان و الاسلام فى الارض

- السيدة سارة
زوجة سيدنا ابراهيم ثبتت معه على الايمان و التوحيد بالرغم من تكذيب كل الناس له ...وهاجرت معه لنشر الدين ورأينا كيف نجاها الله من يد فرعون مصر بكرامات لا يعطيها الله الا لانسانه مؤمنه و موصولة بالله....ثم رأينا كيف صبرت على عدم الانجاب حتى كافأها الله وهى فى التسعين من عمرها وانجبت سيدنا اسحاق ورأت حفيدها سيدنا يعقوب فى حياتها.

- السيدة هاجر
زوجة سيدنا ابراهيم والتى انجب منها سيدنا اسماعيل ورحل بها الى مكه وكانت ارض صحراء لازرع بها ولاماء وتركهم هناك...فقالت له (آلله امرك بهذا؟) فقال لها (نعم)....فقالت له (اذن فلن يضيعنا)....انظر الى يقينها و ثقتها الشديدة بالله وقوة ايمانها واستسلامها لامر الله......ويكفى اننا نتذكرها حتى الان ونحن نحج بيت الله او نعتمر عند السعى بين الصفا و المروة ونتذكر سعيها فى طلب الماء لابنها الرضيع وعندما نشرب من زمزم نتذكر كيف ان الله كافأها على صبرها وسعيها....وايضا تضرب لنا السيدة هاجر مثلا رائعا فى ثباتها وتنفيذها لامر الله ومجاهدتها للشيطان عندما هم سيدنا ابراهيم بذبح ابنه اسماعيل تنفيذا لامر الله له وكيف ظهر الشيطان للسيدة هاجر فى صورة رجل ليحنن قلبها على ابنها لكيلا تنفذ امر الله وكيف انها رجمته بالحصى...ونتذكر ذلك عند رمى الجمرات فى منى حتى الان فى مناسك الحج.

- السيدة ام موسى
راينا كيف اوحى لها الله ان تضع وليدها فى صندوق وتقذفه فى اليم فاطاعت الله ونفذت امره والهمها الله الصبر وربط على قلبها حتى بعد ان التقطه حرس فرعون وجنوده فاعاده اليها لترضعه فى قصر فرعون

- آسيا بنت مزاحم
امرأة فرعون كرمها الله فى القرآن و كرمها النبى فى حديثه بان قال (كمل من النساء اربع منهن آسيا زوجة فرعون) والتى رفضت متاع الدنيا وزينتها ووقفت فى وجه فرعون وآمنت بالله وتحملت العذاب قى سبيل الله وثبتت على موقفها وسألت الله ان يبنى لها عنده بيت فى الجنه فنالت الشهادة ورأت بيتها فى الجنه عند موتها فابتسمت قبل ان تفارق الحياة.

- ماشطة بنت فرعون

كيف ثبتت على ايمانها و توحيدها لله وتحدت فرعون وكيف صبرت على قتل ابنائها الخمسه حرقا فى الزيت المغلى امام عينيها ولم تقل كلمة الكفر وانطق الله ابنها الرضيع ليثبتها حتى استشهدت فى سبيل الله مع اولادها ....وفى رحلة المعراج الخالدة شم الرسول ريحها الطيبه فى الجنه.....

- زوجة سيدنا موسى

وكيف صورها الله فى القرآن بقوله تعالى
(وجاءته احداهما تمشى على استحياء) فكانت مثلا للحياء واختارت ان تتزوج سيدنا موسى لانه قوى وامين رغم انه لايملك شيئا

- زوجة سيدنا ايوب

وراينا كيف صبرت معه على الضراء و الفقر وكيف كانت تخدمه وهو مريض وكيف وقفت بجانبه حتى اشتغلت كخادمه فى البيوت واضطرت لقص شعرها و بيعه لتنفق على البيت حتى رفع الله عنهم البلاء وعوضهم باحسن مما كان عندهم قبل الشدة

- امرأة عمران

والتى ذكرها الله فى القرآن كيف نذرت ما فى بطنها خالصا لله ليكون خادما للمسجد فكافأها الله بالسيده مريم ثم سيدنا عيسى

- السيدة مريم العذراء

خير نساء العالمين وراينا كيف كرمها القرآن وذكر لنا الله عفتها و طهارتها ونقاؤها وعبادتها وتبتلها لله وكان الله يرسل لها بالفاكهه فى غير اوانها واجرى الله معجرة ورزقها بمولود بغير اب وهو سيدنا عيسى وتكلم فى المهد لكى يرد على اليهود الذين اتهموها

- فى قصة اصحاب الاخدود

هناك قصه شبيهه بقصة ماشطة بنت فرعون فايضا هناك امرأة كانت تحمل طفلا رضيعا وكانت سترمى فى النار فانطق الله رضيعها ليثبتها على الحق واستشهدت فى سبيل الله

واما فى امة الحبيب محمد فالنماذج كثيرة ولاتحصى ولنرى كيف حملت المرأة الدين على عاتقها

- امنا الحبيبه السيدة خديجه بنت خويلد

كانت تسمى الطاهره وكانت صاحبة مال و جمال وحسب و نسب وكانت تدير تجارة و كانت شديدة الذكاء وكانت تتسم بالعفه و الطهر ولم تسجد لصنم قط فى الجاهليه وقد اختارت النبى (صلى الله عليه وسلم) زوجا لها بالرغم من انه لم يكن يمتلك شيئا ولكنه كان الصادق الامين فكان زواجا مثاليا وكانت اعظم قصة حب عرفها التاريخ .....السيدة خديجه كان لها دورا كبيرا مع النبى فى مساندته فى بداية الدعوة ووفرت له الجو المناسب ليقوم بدعوته فى ظل الايذاء الشديد من قريش ....وهى اول من دخل فى الاسلام واول من سجد لله....وصبرت على موت ولديها القاسم و عبد الله (والطاهر فى بعض الروايات) كما انها ربت على بن ابى طالب وزيد بن حارثه بين اولادها دون تفرقه...وصبرت على فراق ابنتيها رقيه و ام كلثوم عندما هاجرا الى الحبشه هربا من ايذاء قريش....السيدة خديجه دخل الاسلام على يديها الكثير من النساء...وكانت السند و العون و الصدر الحنون للرسول (صلى الله عليه وسلم) فى اصعب قترات الدعوة بمكه.....وصبرت عند محاصرة الكفار للمسلمين فى شعب ابى طالب وجاهدت بمالها فى سبيل الله ..... وعندما جاءها الموت ارسل الله سيدنا جبريل الى النبى يقول له (ان الله يقرىء خديجه السلام ويبشرها بقصر فى الجنه من قصب لاصخب فيه ولا نصب) ...وهذا اعظم تكريم لهذه المرأة العظيمه....وليعلم الجميع قدرها ..وظل النبى على حبه الشديد لها وكان دائم الذكر لها ولايامها و ذكرياتها حتى وفاته (ص)....حقا اعظم قصة حب فى التاريخ..

- السيدة عائشه

كانت على درجه كبيرة من الذكاء و الفطنه بالرغم من صغر سنها ورصد لكل حركات النبى و سكناته فجعلها الله سببا فى نقل معظم احاديث النبى وعاداته و عباداته داخل البيت و خارجه واختارها الله لكى تنقل لنا الدين وتعلم الاجيال سنة النبى وتثبيتها بعد وفاته وكانت تسمى فقيهة الامه وقد عرفنا من خلالها كل خصوصيات النبى وعرفنا منها فقه المرأة المسلمة وقد اوصى الرسول بأن نأخذ احاديثه منها......وقد نزلت الايه الخاصه برخصة التيمم فى عدم وجود الماء بسبب السيدة عائشه عندما خرجت مع الرسول فى احدى الغزوات ولم تجد ماء للوضوء......ومن الجدير بالذكر ان النبى عندما جمع الجيش لفتح مكه لم يخبر احد انه متجه الى مكه لانه لايريد قريش ان تعلم حتى لايحدث قتال فخرج الجيش وهو لايعلم اين يتجه ولم يخبر النبى احد الا السيدة عائشه لثقته بها وعلمه انها تكتم الاخبارفكان لها دورا فى السياسة ايضا.........السيدة عائشه عندما ابتليت و اتهمت ظلما فى حادثة الافك نزلت براءتها من فوق سبع سموات بقرآن وآيات تتلى الى يوم القيامه........وعندما جاءت لحظة وفاة النبى(صلى الله عليه وسلم) اختار الله له ان يموت فى حضن السيدة عائشه وليس وهو يصلى او يقرأ القرآن ولكن فى حضن زوجته.....ونرى ايضا ايثارها لسيدنا عمر فى ان يدفن بجانب النبى بدلا منها.....وكانت بعد ذلك تستحى ان تخلع ثيابها فى الحجرة المدفون بها عمر....السيدة عائشه كانت تعطر الدراهم قبل ان تتصدق بها لانها تقع فى يد الله قبل يد الفقير........رحم الله السيدة عائشه امنا الحبيبه.

- امنا السيده ام سلمة

صبرت على فراق ابنها الصغير قبل الهجرة ثم صبرت على وفاة زوجها ابوسلمه حتى كافأها الله بالزواج من النبى وكان لها دورا سياسيا خطيرا فى صلح الحديبيه عندما احس المسلمون بأن بنود الصلح كان بها اجحافا لهم وانهم لن يعتمروا هذا العام فلم يطيعوا الرسول ويتحللوا من الاحرام فدخل الرسول خيمته وطلب من السيدة ام سلمة ان تشير عليه ماذا يفعل فأشارت عليه بأن يبدأ بنفسه ويتحلل من الاحرام وعندئذ سيضطر الجميع الى التحلل من الاحرام....لقد حلت المشكله ببساطة شديدة

- امنا السيدة حفصة

كانت تسمى الصوامه القوامه من كثرة عبادتها....وقد تم حفظ النسخه الاولى من القرآن والتى جمعت فى عهد ابى بكر فى بيتها بعد وفاة سيدنا عمر بن الخطاب وسميت بحارسة القرآن

- امنا السيدة جويريه بنت الحارث

اسلم كل قومها بأسلامها وزواجها من النبي (صلى الله عليه وسلم)

- امنا السيدة زينب بنت جحش

بنت عم النبى زوجها الله للنبى من فوق سبع سموات لمنع التبنى فى الاسلام بعد ان كانت متزوجه من زيد بن حارثه ....وكانت كثيرة الانفاق فى سبيل الل

- امنا السيدة سودة بنت زمعه

بسببها رخص النبى فى امكان القيام بطواف الافاضه اثناء الاقامه بمنى فى الحج

- امنا السيده ام حبيبه بنت ابى سفيان

زعيم قريش اسلمت وتركت اهلها و هاجرت الى الحبشه مع غيرها من النساء المهاجرات مثل السيده رقيه و السيده اسماء بنت عميس

- امنا السيده صفيه بنت حيى ابن اخطب

زعيم اليهود تحملت اضطهاد والدها واخفت تعلقها بالاسلام حتى كافأها الله بزواجها من النبى (صلى الله عليه وسلم)
- السبب فى اسلام عمر بن الخطاب كان اخته

فاطمه بنت الخطاب

- السبب فى اسلام عثمان كانت عمته وكانت تخفى اسلامها دلته على طريق ابى بكر الذى اسلم على يديه

- اول شهيد فى الاسلام كانت امرأة وهى السيده سميه ام عمار بن ياسروبشرها النبى بالجنه

- السيده نسيبه بنت كعب (ام عماره)

كان لها دورا كبيرا فى الجهاد مع النبى فى غزواته وكانت تحمل السلاح وتحارب و خاصة فى غزوة احد فى الدفاع عن النبى واصيبت فى كتفها حتى قال لها النبى (من يتحمل ما تتحملين يا ام عمارة)....واستشهد ابنها بعد ذلك على يد مسيلمه الكذاب وكان لها دورا كبيرا فى قتل مسيلمه...

- اول شهيد على ارض قارة اوروبا كانت السيده ام حيرام بنت ملحان فى فتح قبرص وقد تنبأ لها النبى بذلك فى حياته

- اغلى مهر فى التاريخ كان للسيده ام سليم بنت ملحان عندما اراد ابو طلحه ان يتزوجها قبل اسلامه فقالت (له مهرى هو اسلامك) فاسلم وتزوجها وكان اغلى مهر فى التاريخ

- السيده صفيه بنت عبد المطلب

عمة النبى ربت ابنها الزبير بن العوام على الجهاد فكان خير المقاتلين وكان لها دورا كبيرا فى الدفاع عن بيوت المسلمين اثناء غزوة الخندق عندما اراد اليهود ان يتسللوا الى الحصن الذى به بيوت نساء المسلمين فى غياب الرجال فقتلت اليهودى الذى تسلل ودخل الحصن وقطعت رأسه ورمتها على باقى اليهود فظنوا ان هناك جيشا مسلما كاملا داخل الحصن

- السيده اسماء بنت ابى بكر

ذات النطاقين ودورها فى هجرة النبى مع ابيها ابى بكر وكيف كانت تعلم مكانهم ولم تخبر احد وتحملت الاذى من ابى جهل وكانت توصل لهم الطعام وتحمله لمسافات طوياه فى الصحراء وهى حامل فى الشهر السابع وعمرها ثلاثه و عشرون عاما..... وكانت كثيرة العباده ...كثيرة الانفاق فى سبيل الله.....وربت ابنها عبد الله بن الزبير على الجهاد فكان خير المجاهدين

- السيدة ام هانىء

ودورها السياسى فى فتح مكه عندما اهدر الرسول دم احد الكفار وامر بقتله ولكنه استجار بالسيدة ام هانىء فاعطته جوارها.....فقبل النبى ذلك و قال لقد اجرنا من اعطيتيه جوارك ياام هانىء....وكان ذلك سببا فى اسلام الرجل

- السيده فاطمه بنت النبى

وزوجة الامام على...كانت احب الناس اجمعين للنبى.....لانها كانت اشبههم بالنبى خلقا واقتداء به فى كل شىء....وقد ذكرها النبى فى حديثه (كمل من النساء اربع ومنهن فاطمه بنت محمد)....وهى ام الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنه

- السيده زينب

بنت النبى كان لها دورا عظيما فى اسلام زوجها ابو العاصى عندما ظل كافرا مدة طويله وظلت تدعوه الى الدين حتى بعد الهجرة عندما هاجرت وتركته ظلت صابرة حتى اتى الى المدينه فأجارته وظلت تدعوه حتى اسلم

- السيده خوله بنت ثعلبه

نزل فيها قرآنا فى سورة المجادله عندما كانت تشتكى زوجها للنبي (صلى الله عليه وسلم)

- السيده رفيده

كانت اول ممرضه و طبيبه فى الاسلام وكانت تخرج مع المسلمين فى الغزوات لتمرض جرحاهم وامرها النبى ان تنصب خيمتها فى المسجد لعلاج سيدنا سعد بن معاذ عندما اصيب فى غزوة الخندق



- الخنساء
ودورها فى الجهاد وكيف قدمت اربعه من اولادها ليجاهدوا ويستشهدوا فى سبيل الله فى يوم واحد فى معركة القادسيه امام الفرس

- السيده خوله بنت الازور

ودورها فى القتال فى معركة اليرموك امام الروم عندما حاربت وهى ملثمه فظنها الناس انها خالد بن الوليد

- حتى هند بنت عتبه بعد ان اسلمت وحسن اسلامها كان لها دورا كبيرا فى الهاب حماسة الجيش فى معركة اليرموك ...كما كان لها دورا فى العمل وكانت اول امرأة تقترض من بيت المال لاقامة المشروعات الاقتصاديه

- فى احد ايام الخليفه عمربن الخطاب قام خطيبا فى الناس وذلك ليحدد المهور فى الزواج فقاطعته امرأة اثناء الخطبه وجادلته واستشهدت بآيه من القرآن....فقال عمر (اصابت امرأة واخطأ عمر).....

- ابنة بائعة اللبن

التى رفضت ان تخلط اللبن بالماء فزوجها سيدنا عمر لابنه عاصم وجاء من نسلهم عمر بن عبد العزيز

- فاطمه زوجة لخليفه عمر بن عبد العزيز

كيف تركت المال و الثراء و الرفاهيه وعاشت معه حياة الزهد الشديد

- عند نزول آية الحجاب قامت النساء يشق ملابسهن لعمل الخمار و التنفيذ فى الحال

- كان النبى يجعل للمرأة دورا كبيرا فى الغزوات

- النبى قام بغزوة كاملة وطرد يهود بنو قينقاع من المدينه من اجل امرأة ...حاول اليهود كشف عورتها

- الخليفه المعتصم قام بفتح عموريه بسبب استنجاد امرأة مسلمه به عندما قالت (وامعتصماه)

- رأينا كيف كان للمرأة دورا فى الدعوة الى الله وفى الجهاد و فى السياسه و فى العلم و فى العمل و فى العبادة و فى تربية الرجال.......فكان اول من امن بالله امراة و اول من سجد لله امرأة و اول شهيد امرأة

- عندما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم)
ان (المرأة خلقت من ضلع اعوج) كان يقصد ان المرأة تغلب عليها العاطفه فى تصرفاتها وذلك مناسبا للدور الذى تقوم به من تربية الاطفال و لتكون سكن لزوجها وهذا يزيدها تكريما ولاينقص من قدرها.......وكذلك عندما قال النبى (ص) ان (النساء ناقصات عقل و دين) فذلك لان العاطفه عندهم تغلب على العقل كما قلنا ويأتى عليهم ايام الحيض لاصلاة فيها و لا مس للمصحف فذلك نقص فى الكم و ليس الكيف....وذلك لان اعداء الاسلام استغلوا هذه الاحاديث وقلبوا معانيها للطعن فى الدين

- ولذلك فقد ركز الغرب على المرأة وذلك لتدمير الامه الاسلاميه لانه يعرف ان المرأة هى عصب المجتمع فشوة صورة الدين فى نظرها وصور لها الاسلام على انه سجن و قيود و تزمت و تخلف ورجعيه فخلعت حجابها و ضاع حياؤها وزاحمت الرجل فى كل مجالات العمل التى لاتليق بها واهملت بيتها و ضاع ابناؤها وسارت وراء القيم الغربيع المنحله وقلدت المرأة الغربيه......مع ان المرأة الغربيه فى غاية الاهانه فانها ان لم تعمل لتكسب...فانها لن تستطيع ان تعيش وستداس بالاقدام ....كما انها باعت جسدها و اصبح سلعه تشترى وتباع ...ووسيلة لبيع كل السلع.....حتى اذا تقدم بها العمر تدخل دار المسنين فلا يوجد تكافل ولا بر والدين ولااى شىء....حتى اذا ماتت ارسل احد ابنائها مصاريف الجنازة.....فمن كرم المرأة اذا ومن اهانها؟

- اختى فى الله اعلمى قدرك عند الله واعملى لرفعة دينك وليكن اللقاء مع النبى و زوجاته عند الحوض وفي الجنه بأذن الله

والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-03-2012, 10:47 AM   #83
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..

(3)

المرأة نصف المجتمع، هذه حقيقة يعرفها العقل، ويؤيدها الواقع.
وحينما نرجع إلى القرآن الكريم، نجد أنه قد رسم للمرأة شخصية متميزة، قائمة على احترام الذات، وكرامة النفس، وأصالة الخلق،
وإذا كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "النساء شقائق الرجال"
فإنه يستمد هذا من هدي القرآن الكريم.



فإنَّ آيات كثيرة منه تشعرنا بالمساواة البشرية في الحقوق الطبيعية بين الرجل والمرأة، فهو يتحدث عنها بما يُفيد مشاركتها للرجل، وتحملها للتبعة معه، فيقول في قصة آدم أبي البشر: ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ، وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا، وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ) (البقرة: 35) ويقول عن النساء والرجال: ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) (البقرة: 228). وهي درجة القوامة والرعاية في الأسرة.




ويقول: ( لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُون، وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ ) (النساء: 7 ).
ويقول: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى، بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ) (آل عمران: 195).
ويقول أيضًا: ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ، وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ، وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ، وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ، وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ، وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ، وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ، وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ، أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) ( الأحزاب: 35).



ثم نجد القرآن الكريم ـ من إشعاره لنا بشخصية المرأة وكيانها الذي يجب أن يُصان ويرعى ـ يُسمي سورة من أطول سورة باسم " النساء "، يتحدث فيها عن كثير من شئونهن، التي تدل على أن شخصية المرأة في المجتمع الإسلامي مبنية على أساس من التقدير والاحترام في نظر الإسلام.
وها هو ذا القرآن يُسمي سورة أخرى باسم " المُجادلة " يفتتحها بالحديث عن استماع الله من فوق سبع سماوات إلى امرأة تجادل النبي وتحاوره . فيقول في بدء هذه السورة: ( قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ، وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) ( المجادلة: 1).



ِويحدثنا القرآن الحكيم عن المرأة، فيشير إلى أن شخصيتها تعلو وتسمو حين تتجمل بطائفة من مكارم الأخلاق الدينية والاجتماعية، فيوجه الخطاب إلى بعض نساء النبي في سورة التحريم فيقول: (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ) ( التحريم: 5)، أي مُطيعات لله قائمات بالحقوق، يحفظن ما يجب حفظه من النفس والمال والعِرض والشرف، ففيهن خلق الأمانة والصيانة، وهن مهاجرات وصائمات، وهذه أمهات للأخلاق الكريمة الفاضلة.




وقد عرض علينا القرآن الكريم نماذج رائعة سامية لفُضْليات النساء في تاريخ البشرية، فهو يُحدثنا عن نساء ضربن المثل في الإيمان والصبر والعفة والاعتصام بحبل الله المتين، فكان لهن على الأيام تاريخ مُخَلَّد، وذكر مُمَجَّد.


فلنستمع إلى قول الله تعالى: ( وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ، وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) ( التحريم 11، 12).




ويعود القرآن في مواطنَ كثيرة إلى الحديث عن مريم البتول العذراء، وتكريمها بطهارتها وعِفَّتِهَا وصيانتها لنفسها، فيقول عنها مثلًا: ( فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ، وأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا ، وَكَفَّلََهَا زَكَرِيَّا، كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا. قَالَ: يَا مَرْيَمُ أَنَّي لَكِ هَذَا ؟ قَالَتْ: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ، إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابْ) (آل عمران: 37).
ويقول أيضًا: ( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينْ، يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينْ) (آل عمران 42 ، 43).



ويُحَدِّثُنا القرآن عن أم موسى التي تمثلت فيها عاطفة الأمومة بأجلى معانيها، خوفًا على وليدها، وحِرصًا على وحيدها. ولكنها لا تتأبَّى على أمر ربها، بل تُلقيه في الْيَمِّ طاعة لقول ربها: ( فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الَْيَمِّ، وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي، إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) (القصص: 7). ولكنها بعد إلقائها بابنها في اليَمِّ، يُصبح تفكيرها فيه هو الشغل الشاغل لها، بطبيعة أمُومتها وحنانها، ولكنها تلجأ إلى عون الله الذي يُثَبِّت فُؤَادَهَا، وَيَرْبِطُ على قلبها، فذلك حيث يقول: (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا، إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) ( القصص: 10 ).


فنفهم أن من مقومات الشخصية الرفيعة عند المرأة الفاضلة: الإيمان بالله والاستعانة بالله ، وحُسن احتمال الأحداث .





وفي القرآن الكريم إشارة إلى أن المرأة استطاعت أن تبلغ في بعض العصور السابقة منازل مرموقة سامية. فهو يُحدثنا عن " مَلِكَة سَبأ " التي تحلَّت بالذكاء وبُعْد النظر، مع تطلب المشورة والنصيحة، فيقول عنها في أمرها مع سليمان: قالت: ( يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي، مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ، قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بِأْسٍ شَدِيدٍ، وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ) ( النمل32 ، 33 ) . وبعد أن يقص القرآن علينا مواقفها مع سليمان تنتهي ملكة سبأ إلى الإيمان، وتُرَدِّد قولها كما حكى القرآن: ( وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَان للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (النمل: 44 ).



إن المرأة تستطيع بشخصيتها الأصيلة، وأخلاقها الجميلة، وأعمالها الجليلة، أن تُقيم البرهان على أنها شطر المجتمع الذي لا يُستهان به بِحَالٍ من الأحوال .
والله أعلم.
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2012, 04:59 PM   #84
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

إذا أردت أن تعيش سعيداً ..



إذا أردت أن تعيش سعيداً ..

إذا أردت أن تعيش سعيداً فلا تحلل كل شي فإن الذين حللو الألماس وجدوه فحماً

لاتفكر في شيخوخة ولاكبر ولازهايمر .. !

خل عنك الرياضيات !! والأرقام !

الحين بالله .. العمر ، الوزن ، الطول .. ماهي بأرقام ؟!!

وش لك فيها ؟!

لاتحسبها وتقول انا كبرت !!

خلي الطبيب هو اللي يحسبها .. انت مالك دخل ..

أجل وليش ندفع للطبيب .. ويجمع الفلوس على قلبه ! خله يشتغل ويحللها !

بالعربي : ل ا .. ت ح س ب … ع م ر ك .. !

إذا أردت أن تعيش سعيداً ..
صاحب الأصدقاء اللي يحبون الوناسة ووساعة الصدر .

ياخي أصحاب الهم والغم واللي يتذمرون يجيبون لك الغثا وضيقة الصدر !!
أبتعد عنهم !
ملاحظة لك : اذا شفت ربعك ابتعدوا عنك .. حط ببالك انك من النوع الثاني ..
اللي يحوم الكبد !

إذا أردت أن تعيش سعيداً ..
لاتتوقف عن التعلم !
تعلم الكمبيوتر ، الحرف اليدوية ، الزراعة ، أي حرفة .. أي شغلة !
بس تعلم !!
لا تعطل مخك أبداً .. خليه دايماً شغال !
يقولك :
بالأوردو تعني : المخ الفاضي .. مصنع لتكوين الزهايمر !

إذا أردت أن تعيش سعيداً ..
استمتع بالأشياء البسيطة !
استمتع بكل شي تشوفه .. بأكله حلوة تحبها .. بصوت عصفور عجبك ..
باجتماع عائلي حميم .. بمنظر الغيوم .. أي شي ..!
عيش اللحظة الحلوة واستمتع بها ..

إذا أردت أن تعيش سعيداً ..
أضحك ضحكة قوية ومن قلب !
أطلق ضحكة طويييلة و بصوت عالي طبعاً مع اصدقاءك ..
ضحكة تخليك تاخذ نفس عميق ..
تحس معها أن كل الأكسجين اللي بالعالم
دخل في كامل رئتيك !!
واذا عندك اصدقاء مرحين وتضحك معاهم على طول ..
استغل الفرصة
واقضى معهم أطول فترة ممكنة ..

إذا أردت أن تعيش سعيداً ..
الدموع لابد منها !
تحمّل .. احزن .. و .. عدّيها !!
الشخص الوحيد اللي يستمر معاك طول حياتك هو ‘ أنت ‘ ! فلا تحمله
ما لا يطيق من الحزن طول حياته !
عيش حياتك دامك عايش !!

إذا أردت أن تعيش سعيداً ..
خلي دايماً الأشياء اللي تحبها حواليك ..و تحيط بك ..
سواء كانت عائلة .. حيوان أليف تحبه .. نبته ترعاها بنفسك ..
هواية .. أي شي ‘!
بيتك .. هو ملاذك الوحيد .. فأجعله مأوى للاستمتاع ..

إذا أردت أن تعيش سعيداً ..
صحتك ..!
إن كانت ممتازة .. أحمد ربك .. وحافظ عليها ..
وإن كانت غير مستقرة … حسنها .. واهتم بها اكثر ..
وإن لم يكن بوسعك تحسينها … اطلب المساعدة ..

إذا أردت أن تعيش سعيداً ..
لاتذهب في رحلات ‘ لوم الذات والإحساس بالذنب ‘ مع النفس !
بل اذهب إلى رحلات للسوق .. للبر .. سافر .. اذهب لمكان فيه
سعادة لك .. ولكن إياك ورحلات جلد الذات !

إذا أردت أن تعيش سعيداً ..
قل للأشخاص اللي تحبهم .. انك تحبهم ..
في أي وقت وبكل وقت تسنح الفرصة ..!
ستندم كثيراً .. إن رحل عنك شخص للأبد .. وهو لايعلم انك تحبه !
لأن جرأتك خذلتك و أبيت الا تقولها له !
شفيها لو تقول لأمك : يمه انا احبك ! … قد تستغرب هي بالبداية …
ولكن إن قلتها مراراً وتكراراً … سترى انت نتائج مذهلة !
ماذا تنتظر !!! طبقها الآن !
وأخيراً … تذكر .. !

الزيادة في العمر إلزامية …
ولكن الحفاظ على الشباب اختياري … !
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-03-2012, 11:00 PM   #85
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت




[ مُقتَطــفَـات ]


...من كتاب لون حياتك...















































مما راقي لي
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-03-2012, 11:43 AM   #86
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية شامخة بوجودها
 
تم شكره :  شكر 9389 فى 1583 موضوع
شامخة بوجودها نسبة التقييم للعضوشامخة بوجودها نسبة التقييم للعضوشامخة بوجودها نسبة التقييم للعضوشامخة بوجودها نسبة التقييم للعضوشامخة بوجودها نسبة التقييم للعضوشامخة بوجودها نسبة التقييم للعضوشامخة بوجودها نسبة التقييم للعضوشامخة بوجودها نسبة التقييم للعضوشامخة بوجودها نسبة التقييم للعضوشامخة بوجودها نسبة التقييم للعضوشامخة بوجودها نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

أسمح لي أن اشارك هنا .. بما قد قرأت وأعجبني ..




لا تخشَ أن تكون شمعة تضيء للآخرين ,,

فــالشمعة تعرف قيمتها عندما يحل الظلام

كن كــالشمعة..

فنور الشمعة الصغير يطرد عالماً من الظلمات







كن كــــــالشمعــــة ..

تحترق من أجل الآخرين فلن يضيع نورك هباء ....

سيلجأ إليك الفقراء وستسمع شكوى المتعبين في الليل .. فالعتمة ليس لها عينان

سيلجأ إليك التائهون لتنير لهم الدرب .....






كن كـالشمعة ..

شمعة بابتسامتك .. شمعة بعطائك .. شمعة بمواساتك للمجروحين .. شمعة بنور الله في قلبك ..

كن كشمعة تضيء دائما .....فالشمعة تظل تضيء حتى آخر لحظة

كن شمعة تضيء للآخرين .. وسيعمل الآخرون أن يظل رأسك مرفوعاً ..

فالشمعة لا تضيء إلا ورأسها مرفوع نحو السماء ..





كن كــالشمعة ..

فـالشمعة لا تتأثر بالضجيج ولا بالصراخ ولا بالحقد ولا بجيوش الظلام ..

الشمعة تتأثر بالمحبة.. بنفخة روح هادئة عندما يقرب الآخرون وجوههم منها .. كأنهم يهمسون ..

شكراً لك أيتها الشمعة





كن كـالشمعة ..

تضيء للآخرين وسيكون لك قيمة .. ولحياتك معنى ..

سيتهافت عليك المحتاجون ليأخذوا قبس من نورك يشعل شموعهم

سيتراكض الناس للبحث عنك عندما يحل عليهم الظلام .. فــالشمعة تكبر .. وتكبر قيمتها عندما

يكبر الظلام ..






كن كـالشمعة ..

ولا تخش الاحتراق,,

فلن يقصر عمرك عندما تشتعل من أجل الآخرين ..

سيبقى وهجك في القلوب .. وسيحتفظ بك المخلصون في أعز مكان .. حتى تضيء لهم من جديد

كن كـالشمعة ولن تنطفئ...



التوقيع
إِنْ غِبْتُ عَنْكُم يَوماً !! فَـــ سامِحُونِي وادْعُوا لِي
شامخة بوجودها غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-03-2012, 01:58 PM   #87
عضو نشيط
 
تم شكره :  شكر 460 فى 112 موضوع
شبل الأسد is an unknown quantity at this pointشبل الأسد is an unknown quantity at this pointشبل الأسد is an unknown quantity at this pointشبل الأسد is an unknown quantity at this pointشبل الأسد is an unknown quantity at this pointشبل الأسد is an unknown quantity at this pointشبل الأسد is an unknown quantity at this pointشبل الأسد is an unknown quantity at this point

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

من أجمل ما قرأت هو متصفحك
شبل الأسد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-04-2012, 08:22 AM   #88
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

صورة من أدب العلم منسية ..
د. عبد المجيد البيانوني | 4/4/1433 هـ


من أظهر أخلاق العلم وآدابه : التواضع ولين الجانب ، والاعتراف بالفضل لأهله ، وهو ما يدعو صاحبه إلى الاستفادة من الكبير والصغير ، والعامّة والخاصّة ، دون أنفة أو تمييز ، والحرص على الاستزادة من العلم في جميع الظروف والأحوال ، تحقيقاً لقول الله تعالى :
( .. وقُل : ربّ زدني علماً (114) ) طه ..

وقد بيّن لنا القرآن الكريم كيف حرص موسى عليه السلام ، وهو نبيّ من أولي العزم على صحبة العبد الصالح ، الذي أخبره الله أنّه أعلم منه ، ليستزيد من العلم ..

وعندما يقول لنا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ( الكَلِمَةُ الحِكْمَةُ ضَالَّةُ المُؤْمِنِ ، حَيْثُمَا وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا ) ([7]) . فهذا يعني ألاّ يصدّ المؤمن عنها شيء ، من كبر سنّ ، أو علوّ جاه ، أو أيّ اعتبار يحول بين الإنسان ، وبين الاستزادة من العلم ..

قال الطيبي : (ضالّة المؤمن) أي مطلوبه ، فلا يزال يطلبها كما يتطلّب الرجل ضالّته ، (فحيث وجدها فهو أحقّ بها) أي بالعمل بها واتّباعها ، يعني أنّ كلمة الحكمة ربّما نطق بها من ليس لها بأهل ، ثمّ رجعت إلى أهلها فهو أحقّ بها ، كما أنّ صاحب الضالّة لا ينظر إلى خساسة من وجدها عنده . ووجد رجل يكتب عن مخنّث شيئاً فعوتب فقال : " الجوهرة النفيسة لا يشينها سخافة غائصها ودناءة بائعها " . وقال بعضهم : " الحكمة هنا كلّ كلمة وعظتك ، أو زجرتك ، أو دعتك إلى مكرمة ، أو نهتك عن قبيحة " ([8]) .

وقال الماورديّ في تعليقه على هذا الحديث : " ليأخذ الطالب حظّه ممّن وجد طلبته عنده من نبيه وخامل ، ولا يطلب الصيت وحسن الذكر باتّباع أهل المنازل من العلماء ، إذا كان النفع بغيرهم أعمّ ، إلاّ أن يستوي النفعان فيكون الأخذ عمّن اشتهر ذكره وارتفع قدره أولى لأنّ الانتساب إليه أجمل ، والأخذ عنه أشهر ، وإذا قرب منك العلم فلا تطلب ما بعد ، وإذا سهل لك من وجه فلا تطلب ما صعب ، وإذا حمدت من خبرته فلا تطلب من لم تخبره ، فإنّ العدول عن القريب إلى البعيد عناء ، وترك الأسهل بالأصعب بلاء ، والانتقام عن المخبور إلى غيره خطر ، قال علي رضي الله عنه : " عقبى الأخرق مضرّة ، والمتعسّف لا تدوم له مسرّة " . وقال الحكماء : " القصد أسهل من التعسّف ، والكفاف أورع من التكلّف ([9]) .
وهذا الخليفة الراشد عُمَرُ رضي الله عنه يدخل ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ ، لما رأى فيه من النجابة ، والعلم والفهم ، ولم تحل حداثة سنّ ابْنِ عَبَّاسٍ دون ذلك .

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : كَانَ عُمَرُ رضي الله عنه يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ فَكَأَنَّ بَعْضَهُمْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ فَقَالَ : لِمَ تُدْخِلُ هَذَا مَعَنَا وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ عَلِمْتُمْ فَدَعَا ذَاتَ يَوْمٍ فَأَدْخَلَهُ مَعَهُمْ فَمَا رُئِيتُ أَنَّهُ دَعَانِي يَوْمَئِذٍ إِلاَّ لِيُرِيَهُمْ قَالَ : مَا تَقُولُونَ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى : (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ) فَقَالَ بَعْضُهُمْ : أُمِرْنَا نَحْمَدُ الله وَنَسْتَغْفِرُهُ إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا وَسَكَتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا فَقَالَ لِي : أَكَذَاكَ تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ : لاَ ، قَالَ : فَمَا تَقُولُ قُلْتُ : هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَهُ لَهُ قَالَ : (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ)، وَذَلِكَ عَلاَمَةُ أَجَلِكَ : (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)فَقَالَ عُمَرُ : مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلاّ مَا تَقُولُ ([10]) .

وهكذا كانت سيرة العلماء في طلب العلم وآدابهم من سلف هذه الأمّة .. فلم يكن الأشياخ من سلف هذه الأمّة يستنكفون أن يتعلموا من الشباب ما جهلوا ، ولا يزرون عليهم لصغر سنّهم ، إذ الفضل بيد اللّه يؤتيه من يشاء ، لا مانع لما أعطى الله من صبيّ أو غيره ، ولا معطي لما منع الله من كبير أو غيره .

قال أبو أيوب السجستاني : إني أدركت الشيخ ابن ثمانين سنة يتبعُ الغلام يتعلّم منه ، فيقال له تتعلم من هذا ؟ فيقول : نعم ، أنا عبده ما دمت أتعلّم منه .
وقال عليّ بن الحسن : من سبق إليه العلم فهو إمامك فيه ، وإن كان أصغر سنّاً منك .
وقيل لأبي عمرو بن العلاء : أيحسن للشيخ الكبير أن يتعلّم من الصغير ؟ فقال : إن كانت الحياة تحسن به ، فإن التعلّم يحسن ، فإنّه يحتاج إلى العلم ما دام حيّاً .
وقال يحيى بن معين لأحمد بن حنبل وقد رآه يمشي خلف بغلة الشافعي رضي الله تعالى عنه : يا أبا عبد الله تترك حديث سفيان بعلوّ ، وتمشي خلف بغلة هذا الفتى ، وتسمع منه ؟ فقال أحمد : لو عرفت منه ما أعرف لكنت تمشي من الجانب الآخر ، إنّ علم سفيان إن فاتني بعلوّ أدركته بنزول ، وإن عقل هذا الشاب إن فاتني لم أدركه بعلوّ ولا نزول .

وقال أبو بكر بن الجلاء رحمه الله : " إني لأرى الصبيّ يعمل الشيء فأستحسنه ، فأقتدي به ، فيكون إمامي فيه " ([11]) . فما أحسن هذا التواضع ! ومَا أرفع قدر صاحبهِ .!

وقد أصبَحنا في زمن فُقِدَت فيه خَلائقُ العلم وَالعلماء ، وغابت آداب العلم عن كثير من طلاّبه ، إلاّ من رحم ربّي ، وأهمُّها التواضعُ والاعترافُ بالفضل لأهله ، فربّما فاقَ التلميذُ أستاذَه ، وكذلك الولد والده ، وبزَّه في علم أو أكثر بمرَاحلَ وأشواط ، ولكنَّ أستاذَه أو والده لا يزال يذكره تلميذاً ، أو طفلاً كما كان بالأمس ، ويذكّره بذلك كلّما التقاه ، ولا يقرّ له بفضل أو سبق ، وربّما أظهر له الترفّع عليه ، بلهَ أن يتعلّم منه .. وهذا ممّا يحرم منْ بركة العلمِ ، ويدلّ على ضعف الإخلاص .

==================================
([7]) ـ رواه الترمذيّ (10 / 209) وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ ، وابن ماجة (5 / 269) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه .
([8]) ـ فيض القدير شرح الجامع الصغير (5 / 83) .
([9]) ـ فيض القدير شرح الجامع الصغير (2 / 692) باختصار يسير .
([10]) ـ صحيح البخاري (6 / 221) .
([11]) ـ قوت القلوب (2 / 83) .
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-04-2012, 03:04 PM   #89
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

مناظرة طريفة
من كتاب "أريج الأزهار بجمع الفوائد والطرائف والأشعار"
التي القاها الشيخ العلامة ابو عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله
وهي من جمع الأخ الفاضل ابي تراب سيف بن خضر الجاوي
قال أبو تراب:

*أخبرنا شيخنا -حفظه الله-إنه نقل له من أفاده عن العلّامة البيحاني صاحب إصلاح المجتمع رحمه الله

أنه جرت بينه وبين رجل يدعو إلى مساواة الرجل بالمرأة،

فجعل ذلك الرجل يتكلم ، والبيحاني ساكت ،ثم قال له البيحاني:

أما الآن فاسكتي أنا اتكلم.

فغضب الرجل، وقال:

تخاطبني بخطاب المرأة؟

فقال البيحاني :

كيف تدعو إلى مساواتها وأنت لا ترضى أن تساويها في مجرد ضمير المخاطبة؟؟؟

فانقطع المناظر، وضحك عليه الناس
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-04-2012, 07:33 AM   #90
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

قصة قصيرة وعجيبة في إحسان الظن ..


حُكِيَ عَنْ ابنة عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ أَنَّهَا قَالَتْ لِزَوْجِهَا طَلْحَةَ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيَّ ،
وَكَانَ أَجْوَدَ قُرَيْشٍ فِي زَمَانِهِ : مَا رَأَيْت قَوْمًا أَلْأَمَ مِنْ إخْوَانِك ..



قَالَ مَهْ وَلِمَ ذَلِكَ ؟



قَالَتْ : أَرَاهُمْ إذَا أَيْسَرْت لَزِمُوك ، وَإِذَا أَعْسَرْت تَرَكُوك .



قَالَ : هَذَا وَاَللَّهِ مِنْ كَرَمِهِمْ ، يَأْتُونَنَا فِي حَالِ الْقُوَّةِ بِنَا عَلَيْهِمْ ، وَيَتْرُكُونَنَا فِي حَالِ الضَّعْفِ بِنَا عَنْهُمْ .





أورد هذه القصة الإمام الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين ( 1 / 222 ) ثم علق وقال :



فَانْظُرْ كَيْفَ تَأَوَّلَ بِكَرْمِهِ هَذَا التَّأْوِيلَ حَتَّى جَعَلَ قَبِيحَ فِعْلِهِمْ حَسَنًا ، وَظَاهِرَ غَدْرِهِمْ وَفَاءً ..



وَهَذَا مَحْضُ الْكَرَمِ وَلُبَابُ الْفَضْلِ ، وَبِمِثْلِ هَذَا يَلْزَمُ ذَوِي الْفَضْلِ أَنْ يَتَأَوَّلُوا الْهَفَوَاتِ مِنْ إخْوَانِهِمْ ..


أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:55 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه