العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الرأي العـام °¨

¨° الرأي العـام °¨ للموضوعات العامة واختيارات الأعضاء من موضوعات مميزة ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-05-2012, 01:10 AM   #91
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

تربية الخوف والشك


إن خلفية الوالدين التربوية والعلمية، ومستواهما الثقافي، ونظرتهما الفردية للحياة، بالإضافة إلى العامل الاجتماعي كل هذه مجتمعة لها انعكاساتها على تربية الأبناء سلباً وإيجاباً . والتجارب التي يمر بها الوالدان خلال حياتهما، تظل عالقة في أذهانهما وقد تصاحبهما في سلوكهما مع أبنائهم.
و هناك موقفان سلبيان في تربية الأبناء يقع فيه بعض الآباء قد يكون نتيجة للعوامل السابقة، الموقف الأول هو الإفراط في حماية الأطفال، والخوف عليهم من الأخطار المحدقة بهم أو التي ربما يتعرضون لها.والموقف الآخر هو

الموقف الشكي هو الشعور أو القلق المصاحب بأن الطفل سوف يعمل أشياء سيئة أو خاطئة.

الموقف الأول: الحماية المفرطة:

يتبادر سؤال إلى الذهن: هل هناك آباء أو أمهات لا يهتمون ولا يقلقون على أبنائهم؟ الجواب: لا، فالقلق والخوف على الأبناء والاهتمام بهم يشعر به كل أب وأم، وخصوصاً في هذا الزمن الذي انتشر فيه الفساد، وكثرت فيه وسائل الانحراف.

فالقلق والخوف على الأبناء أمر طبعي؛ بل هو أمر محمود فهو دافع للمتابعة والتربية؛ إلا إذا ازداد هذا الخوف وأصبح يشكل اضطراباً نفسياً ،وهماً لازماً ؛ فإن هذا القلق يكون مرضاً. وينعكس سلباً على حياة الطفل، فيكون الطفل محاطاً دائماً بكلمات الرفض والمنع والتقييد، وتلقي الأوامر والنواهي. فيعيش الطفل حالة من الخوف والرعب تمنعه من الإقدام والمغامرة والانطلاق في الحياة بشجاعة وجرأة، وتحقيق رغباته وطموحاته واكتشاف أخطائه بنفسه مما يؤثر ذلك في نموه التربوي والسلوكي.

إن مما ينبغي أن يدركه الوالدان ــ وهما المسؤولان الرئيسان عن أبنائهم ــ أن الحرص والقلق هو نتيجة طبيعية لهذه المسؤولية والمحبة والرحمة التي وهبها الله لهما. إلا إنه من أجل بناء طفل سليم قادر على مواجهة الحياة يتحتم على الوالدين معرفة قدرات أبنائهم، وإتاحة المجال لهم في مواجهة مشاكلهم بأنفسهم، وإعطائهم الفرصة لاكتشاف الحلول لها؛ فلن يكون الطفل قادراً على التغلب على صعوبات الحياة إلا بعد أن يكون معتمداً على الله أولاً ثم على نفسه. وإلا سيكون الطفل اتكالياً ضعيفاً غير قادر على تحمل المسؤولية.

إننا بحاجة للتحرر من الخوف الزائد غير المنطقي، والتعامل مع الأبناء بواقعية، وإعطائهم الثقة في مواجهة الحياة. وكم أعجب عندما أقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف أن أمه آمنة بنت وهب بعثت ابنها الوحيد وهو لا يزال في سن الرضاعة إلى البادية مع حليمة السعدية ومكث ما يقارب أربع سنوات، فهذه الأم القرشية ــ وهن أحن النساء على ولد ــ قد تغلبت على عواطفها ومشاعرها وحنانها فبعثت بابنها إلى البادية لما في ذلك المصلحة للطفل كي يبتعد عن أمراض الحواضر، ويتقوى جسمه، ويتقن اللسان العربي في مهده، فكان عليه الصلاة والسلام أفصح الناس وأشجعهم. فالإشفاق إذا تجاوز الحد يضر بالابن وكما قال علي رضي الله عنه:" يجب عليك أن تشفق على ولدك من إشفاقك عليه".

إننا مسؤولون عن تقديم أفضل الاختيارات لأبنائنا،وإن تعارض ذلك مع مشاعرنا وعواطفنا. وعن طريق ملاحظاتنا للطفل ومعرفة سلوكه، وقدراته الصحية والعقلية، وعلاقته مع الآخرين نبني قرارنا ونقدم له أفضل الاختيارات وندعه يواجه الحياة ويتحمل الأخطاء، فلن يكون الطفل ناضجاً إلا إذا كان لديه رصيداً جيداً من التجارب والممارسات العملية. فالطفل يكتسب من التجربة والممارسة أكثر من التوجيه والإرشاد.وكما قيل: "من لا يغامر في الفشل لا يُحرز النجاح".

ومما يجدر التنبيه إليه ، أنه خلال إعطاء القرار لأبنائنا أن لا نركز نظرتنا على الجانب السلبي؛ بل يجب أن نكون معتدلي النظرة ، فننظر إلى الجانب الإيجابي بتفاؤل وإشراقة نفس، وننظر إلى الجانب السلبي بطموح ورغبة في تجاوز العقبات، مع بذل الأسباب وأخذ الحيطة، وإن حدث خلاف ما كنت ترجو فلا تجزع وتيأس ولكن ارض وسلم بقضاء الله ، ولا تلم نفسك بل استمر في مواصلة البناء وإزالة الأشواك عن الطريق ، فالقدر يدفع بالقدر.

الموقف الآخر: الشك:

من النادر أن نربي أبنائنا دون أن يكون هناك شك تجاه سلوكهم؛ بل كثيراً ما نقدم الشك ونسلب الثقة من الأبناء. فنحن نظن أنهم قد يكذبون علينا، وأنهم يتصرفون خلال بعدنا عنهم تصرفات غير مرغوب فيها. ولذلك نتجه لإثبات أو دحض هذه الشكوك بإلقاء الأسئلة الشكية، وقذف التهم في قالب السؤال: فتراه يسأل قائلاً: ماذا عملت من مشاكل اليوم في المدرسة؟ لماذا لم تصل الظهر في المدرسة؟ … وأسئلة أخرى كثيرة.

ونحن لا نفترض أن نتجاهل ما بأنفسنا من شكوك وظنون، ولكن المطالبة هو تجنب هذه الشكوك إذا لم يكن لها سند واقعي يدعمها. فالسلوك الإسلامي أن نقدم حسن الظن على الشك إذا كان سلوك الأبناء سلوكاً قويماً مستقيماً كما قال الله تعالى " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" وفي حديث أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تحاسدوا ولا تنافسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عبادا لله أخوانا[1] " فحديث الظن ـ في الغالب ـ هو حديث الكذب فهو لا يبنى على حقائق وأدلة وبراهين وإنما هواجس وأوهام وتخرصات. ومن المؤسف والمخجل أن تبني قراراتك على تخرصات وأوهام.

أن توجيه أسئلة الاتهام وإظهار عدم الثقة بالأبناء يؤدي إلى فقد ثقة الطفل في نفسه، ويضعف درجة المصداقية بين الآباء والأبناء إذ يشعر الابن أنه في نظر والديه ليس كفأً، وأنه غير مؤهل لثقة والديه، و يشعر أن والديه لا يفهمونه وبالتالي يبتعد عنهم ويتجه إلى الكتمان والتظاهر أمامهم بأنه جدير بالثقة ، وفي هذه الحالة يكون الابن قد فقد الجو الأسري المريح والذي يستطيع فيه أن يجد ذاته ويحقق رغباته باطمئنان وسعادة.

إن هنالك وسائل كثيرة للتحقق من صحة شكوكك دون أن تدع هناك أثر نفسي سلبي على أبنك. أجلس مع أبنك وحاوره ودعه يبث ويبوح ما يجول في خاطره عندها تدرك هل شكوكك صحيحة أم لا؟ حاول أن تعيش مشاكله وتبحث له عن حل لمشاكله التي يواجهها فقد يكون سبب إخفاقه الدراسي عدم توفر الجو المناسب في المنزل، هيئ له الجو المناسب ، أو أنه ليس لديه الوقت في التحضير والمذاكرة ، أزل كل العقبات التي يواجهها. كن متفاعلاً مع كلامه وقضاياه وتعامل بجد وصدق مع كل همومه وطموحه وإن كانت تبدو في نظرك أنها قضايا هامشية، تجنب إلقاء التهم أو الأسئلة الشكية، ولتكن أسئلتك أكثر لباقة ووضوحاً حتى تكتشف الحقيقة.

------------------------
[1] صحيح ابن حبان رقم (5687)




مبارك عامر بقنه
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-05-2012, 03:22 PM   #92
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

ما أشبه الليلة بالبارحة‍‍‍‍‍‌‌!

يذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى- المجلد 28 ابتداء من ص 424-
كلاما جيداً أجد أنه يشبه إلى حد كبير واقعنا اليوم؛ من حيث تحالف الأعداء،
وتثبيط المسلمين بعضهم بعضاً إلا قلة قليلة وطنت نفسها على الصبر ومجاهدة الظالمين والمنافقين،

ومن حيث حال بعض أهل الصلاح وحيرتهم والخلل الموجود في حياتهم.

وفي سورة الأحزاب التي قارن شيخ الإسلام أحداثها بالأحداث التي جرت في الشام
إبان غزو التتار لبلاد المسلمين بين رحمه الله كيف بلغت المحنة أوجها، والخوف أشده لدى فئام كثيرة من الناس
وممن عليهم شارات الهداية وممن يعتبرون من أهل العلم كما حصل يوم الأحزاب عندما ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً،

وكما يحصل اليوم من اضطراب وحيرة لدى خاصة الناس حال وقوع الفتن وانتشار الشر وقلة الخير..

وبين أن القرآن أنزل ليكون عبرة للمسلمين ونبراساً يهتدون به في ما يواجهونه من أحداث،

وهو بهذه المثابة يجعل المتدبر له في قلب الأحداث اليومية، يستنير بما حصل في الماضي لما يواجهه اليوم من أحداث،

يقول عز وجل "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى
ولكن تصديق الذي بين يديه وهدى ورحمة للمؤمنين".

وكلنا يدرك-كما أخبر الله عز وجل- أن ما أصاب المسلمين من تحزب الأحزاب إنما هو تمحيص للصفوف
وإظهار ما في قلوب المنافقين والذين في قلوبهم مرض.

وتكرر هذا الموقف كما يقول شيخ الإسلام لما غزا التتار بلاد الشام وكيف جعلت هذه الفتنة الحليم حيراناً،

حتى إنها بتعبيره- رحمه الله- أحدثت من أنواع البلوى ما جعلها قيامة مختصرة من القيامة الكبرى.

وهذا الموقف يتكرر اليوم مع موجات العولمة والاختراق اليهودي للعالم الإسلامي
ومحاولات تمميع الهوية وتضييعها بحجة التعايش مع الآخرين، والقبول به، ومحاولات تغريب المرأة،

وكثرة المنكرات بسبب الذنوب والخطايا التي يقع فيها غالب عامة الناس وخاصتهم،

ومن ذلك فساد النيات والحرص على الدنيا والمناصب، وضعف المحافظة على الفرائض،
وغربة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وفي تلك الفترة ناصر المغول من نصارى الأرمن ومن الفرس ومن المستعربة
ما شابه تحزب الأحزاب من يهود ومشركين في غزوة الخندق،
وهذا يشبه تحزب الشيوعيين واليهود والنصارى ضد الإسلام اليوم وإعلانهم أنه العدو البديل،
والتخطيط للهيمنة الثقافية والاقتصادية وغيرها.

ويبرز التشابه الكبير بانضمام شعراء وكتاب من بين صفوف المسلمين لمعاونة حملة المشروع التغريبي،

والمساهمة في بناء مجتمع يقبل كل شئ حتى يمارسوا فيه ما يشاؤون من المنكرات دون أن يقول لهم أحد كلمة "لا"،

تماماً كما خرجت أصوات تطالب بالرضا بحكم التتار في وقت شيخ الإسلام
لأنهم لا يلزمون من تحت حكمهم بشريعة الإسلام بل يتركونهم وماهم عليه،

ومن أقوالهم في تلك الفترة: المصلحة في الاستسلام لهؤلاء التتار،
وفي هذا شبه بما قاله المنافقون يوم الأحزاب في مثل قوله تعالى
" وإذ قالت طائفة لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فراراً".

وبين كيف كان حال بعض الناس-حتى ممن ينتسبون إلى العلم-
من فساد النيات وأكل الأموال العامة بشبهة الدين، وإعراض الكثير عن الجهاد وتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،

فكان دخول التتار - كما هو الحال اليوم من انتشار المنكرات -
ابتلاء وعقوبة على تخاذل أهل العلم وكسلهم ورضاهم بما هم فيه من الراحة والترف أو تركهم القيام بواجبهم خوفاً أو غير ذلك.

يقول رحمه الله: (وقد أصاب أهل المدينة-يقصد عام الحرة زمن يزيد بن معاوية- من القتل والنهب مالا يعلمه إلا الله،
وكان ذلك لأنهم بعد الخلفاء الراشدين أحدثوا أعمالاً أوجبت ذلك، وكان على عهد الخلفاء يدفع الله عنهم بإيمانهم وتقواهم).

ثم بين رحمه الله بعد ذلك أن الحل الذي يكشف الفتن كلها هو قيام أهل العلم بما عليهم من بيان الحق والصبر عليه،

وتثبيت المؤمنين على الخير وحثهم على نصرة الدين بكل أنواع النصرة، وهذا ما قام به شيخ الإسلام عليه رحمة الله

فألقى الله الرعب في قلوب التتار، وتفرق الأرمن والفرس وغيرهم ونصر الله المؤمنين بمنه وكرمه…

وهكذا فإن المسلمين وخاصة العلماء والدعاة منهم إذا صبروا وحسنت نياتهم، ووطنوا أنفسهم على الخير،
وأخذوا بأسباب النصر ومن أعظمها التقوى فإن الله ينصرهم، ويخذل أعداءهم مهما بدا من قوتهم،
ويقلل المنكرات في أراضيهم، وإذا قام أهل العلم بواجبهم خير قيام تجاوبت معهم قلوب المؤمنين والمؤمنات،
وأعزهم الله بعد ذلهم، وجمع بهم القلوب، وهذا من سنن الله في عباده.

فالخلل الذي نفوس الخاصة من أكبر المنكرات التي تجب محاربتها، وهو محل عناية من وفقه الله وسدد خطاه.

د. المحارب
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2012, 11:57 AM   #93
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

بسم الله الرحمن الرحيم

هل تريد ان تعرف السر لجعل زوار موضوعاتك بالآلآف والردود بالعشرات


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

واليكم هاتين القصتين الحقيقيتين :


الأول ... كتب موضوعا .. بذل جهدا .. انفق وقتا .. ظن ان الموضوع اصبح جاهزا للطرح والعرض ... أنزله في منتداه الصغير .... توقع زوار .. توقع تفاعل .. موضوع هام ... ولا بد ان القراء سيثرونه بالردود والتفاعلات .. انتظر يوما ويومين وثلاثة .. والنتيجة عشرة زوار او عشرون .. والردود لاااااااا أحد

اما الآخر ... فالّف كتابا ... انزله في المكتبات ... توقع نفاذا سريعا للمبيعات .. اعد العدة للطبعة الثانية .. انتظر .. مّر على الأسواق والمكتبات .. فوجئ وصدم برفوف ملأى بكتابه .. والنتيجة بيع ما نسبته واحد في المئة والبقية متراكمة في المكتبات .. نصحوه بالانترنت ... قالوا له الناس سرقها الانترنت ... فعليك به ... وسيلة عظيمة للنشر ... إطرح كتابك عبر الانترنت وستجد ما يسرك ... اعد موقعا مجانيا ... فرغ كتابه وأنزله في الانترنت .. عمل عداد حركة لقياس عدد الزوار .. صدم من الناحية الأخرى ... الزوار قليل ... ولا يكادون يفرقون عن زوار المكتبات

وأخيرا .. كلا النموذجين قالا ... لن نكتب بعد اليوم ... موضوعاتنا لا تستحوذ على قراء ... وليس فيها من الفائدة ... لم يباركها الله .. لندع القلم لأهله ..توقف الإثنان .. تركا الساحة ... وكلهما الم وحسرة على هذه الخيبة

كم من الكتاب الاليكترونيين ( كتاب ودعاة الانترنت ) يواجه هذا الموقف اليوم ؟؟؟ وكم منهم ترك الساحة الدعوية لما لقي من إحباط ويأس وعدم وجود أي صدى لما يكتب ؟؟؟ واجهت في موقعي هذا الموقف ولمسته عن قرب مع غير واحد من الذين كتبوا وتألقوا ثم احبطوا وانسحبوا لنفس الأسباب من اعضاء ومشرفين ؟؟؟

وذلك اقول ولكل من واجه هذا الموقف وتسبب له في آثار ونتائج سلبية ارجو من الجميع قراءة تتمة القصتين المذكورتين وبعدها يكون التعليق

الأول ... .. هجر الانترنت اياما .. عاد بعدها ولكن ليتجول في مواقع اخرى اكثر شهرة واتساعا .. تذكر موقفه مع الانترنت بألم وحسرة ... تحركت ذكرياته المريرة ... تغلب على نفسه .. فتح موقعنا اشهير جدا – الساحات – احب ان يرى آخر التطورات .. فإذا بعينيه تقع وكأول ما تقع على عنوان موضوعه الذي تركه يدفن ويتوارى في عالم الغيب ... أهو موضوعي .. لأ ..لأ مؤكد ان احدا ما اختار عنوانا مشابها لعنواني .. تحمس ودخل على الموضوع ... نفس موضوعه بالنص وبالفراغات وبالحركات ... ثغر فاه .. تعجب .. مر على السطور كلمح البرق ليصل الى النهاية ... فإذا بناقل الموضوع يقول " موضوع لفلان من منتدى فلان" .. يا سبحان الله ... كيف ساق الله هذا الناقل الأمين .. ليتصفح في ذلك المنتدى الصغير .. لينقل الموضوع .. ويرفع الرصيد .. ومن 15 زائر الى الآف الزوار .. ومن ولا رد إلى مجموعة من الردود والتفاعل والدعاء للكاتب الأصلي ... احمر وجهه خجلا من رب البريات .. مسخر الأرزاق .. وموزع الأقدار .. من كل شئ عنده باجل وكتاب ... طاطأ الرأس وقال .. استغفر الله العظيم .. لن أكتب الا لله وبالله وعلى الله .. والله تعالى يتولى الآجال والأرزاق والنصيب والنشر والتوزيع

اما الثاني ... وبعد أن شعر بما شعر ... وتخاذل عن حمل القلم .. وترك تأليفه وكتبه .. واقتنع بانه لا يصلح لشئ ولا سيما الكتابة في عالم الدعوة .. يكون جالسا ذات يوم منهمكا في عمله ... .يأتيه احد الأصدقاء .. فلان يا فلان .. نعم .. تعال بسرعة ..... مذا تريد ... اريد ان اريك مفاجأة ... ذهب متثاقلا الى مكتب صديقه .. تعالى وانظر .. اقترب واذا بموضوع طويل وكأنه كتاب ... ما هذا ... اصعد الى عنوان الكتاب .. مفاجأة مذهلة كتابه الذي ذهب أدراج الرياح ... ولكنه عند الله لا يزال متوهجا منيرا مباركا ونافعا .. قاد الله احد رواد واصحاب المجموعات البريدية لينسخه ويوزعه الى قوائم بريدية تصل الى مئات الألوف .. يلف الكتاب العالم كله ثم يعود الى الوطن والى العمل وليصل الى صديق ذلك الكاتب والذي كان عضوا في تلك المجموعة و ليس بينه وبين مكتب الكاتب الا جدارا واحدا .. فوجئ الصديق باسم صديقه ولم يكن يعرف عنه انه كاتب ... نادى صديقه اعاد الحماس إلى أصابعه .. وتدفق الدم في شرايينه .. عاد ولسان حاله يقول مثل ما قال صاحب القصة الأولى بادئا عهدا جديدا مع الله تعالى بأن لا يفكر يوما اين يلقي البذرة ومن سيتولاها بالرعاية فإنما علينا البلاغ وكل شئ بعدها في علم وتقدير رب البريات سبحانه

قصتان هامتان أحببت ان أوردهما لكل من أخذله الانترنت .. وتفاعل الناس مع موضوعاته .. وقلة زواره ... وشعر بالإحباط واليأس وقرر الاعتزال

وأقول اقرأ هاتين القصتين لأكثر من مرة لتفهم وتتعلم أشياء كثيرة جدا جدا جدا لا يستطيع العقل البشري إدراكها

فعالم الانترنت بحر ومحيط وأيّما محيط ... نلقي فيه بالسفن الصغيرة والله يتولاها من بعد ذلك بالرعاية والسير والقيادة بقدر وأجل إلى مكان وزمان وإنسان معلومين من فوق سبع سماوات وذلك لعدة حكم من رب العالمين

فربما حمانا الله بذلك من العجب والغرور والرياء بمشاهدة الثمار فورا

وربما اردنا وقتا وزمانا ليس الأفضل والله تعالى إدّخر ذلك للأفضل وربما وربما ... اذا لنكتب لله فقط وما خاب من كان الله تعالى غايته وهدفه

وأخيرا لدي نقطة وددت التنبيه اليها وردت بشكل عابر في سياق القصة الأولى وهي دور الناقل الأمين الذي نقل موضوع ذلك الكاتب المغمور وأشار إلى اسمه وعنوان موقعه .. موقف ربما يبدو بسيطا ولا يكلف شيئا .. ولكن هل تابعنا كيف كان أثره في عودة محبط الى ساحة العمل والجد والعطاء

من الضروري ضروري أحبتي الكرام نسب الأمور إلى أهلها وعدم هضم الناس وبخسها اشياءها وحقوقها .. ماذا كنا نتوقع ان يحدث لو ان ذلك النقل تم مع تجاهل الكاتب والعنوان .. الم يكن من الممكن ان يترك ذلك أثرا سلبيا مضاعفا ربما يقضي على الكاتب

اذا ... الله الله على أمانة النقل والدعاء للكتاب الأصليين والإشادة بجهودهم والاعتراف بأفضالهم وتوضيح مواقعهم والإشارة إليها حتى وان كتبوا بأسماء مستعارة فالنتيجة واحدة ،، افعلوا كل ذلك وكونوا خير عون على البر والتقوى ولا تكونوا اعوانا للشيطان على اخوتكم من الدعاة والمصلحين والمخلصين

وأخيرا .. هل واجهتك مشكلة من هذا النوع ... اذا ... هل وجدت الحل ... أرجو ذلك

مع حبي وتقديري ودعواتي الصادقة للجميع بالتوفيق من رب العالمين

منقول
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-05-2012, 02:37 PM   #94
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت







حكاية رواها الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله


في برنامجه على القناة السعودية الأولى يقول الشيخ:



كنت قاضيا في الشام



وحدث إن كنا مجموعة



نمضي المساء عند احد الأصدقاء



فشعرت بضيق نفس و إختناق شديد



فأستأذت أصدقائي للرحيل



فأصروا أن أتم السهرة معهم



ولكني لم أستطع



وقلت لهم أريد أن أتمشى لأستنشق هواء نقيا



خرجت منهم مشيا وحدي في الظلام



وبينما أنا كذلك



إذ سمعت نحيبا وابتهال آت من خلف التلة



نظرت



فوجدت امرأة يبدو عليها مظاهر البؤس



كانت تبكي بحرقة وتدعو الله



إقتربت منها وقلت لها:



( ما الذي يبكيك يا أختي)



قالت :



إن زوجي رجل قاس وظالم



طردني من البيت و أخذ أبنائي



و أقسم أن لا أراهم يوما



وأنا ليس لي أحد ولامكان أذهب له



فقلت لها:



ولماذا لاترفعين أمرك للقاضي؟



بكت كثيرا وقالت:



كيف لإمرأة مثلي أن تصل للقاضي؟!!



يكمل الشيخ وهو يبكي



يقول:



(المرأة تقول هذاوهي لاتعلم أن الله قد جر القاضي -يقصد نفسه - من رقبته ليحضره إليها)



سبحان من أمره بالخروج في ظلمة الليل ليقف أمامها بقدميه ويسألها هو بنفسه عن حاجتها



أي دعاء دعته تلك المرأة المسكينه ليستجاب لها بهذه السرعة وبهذه الطريقه



فيامن تشعر بالبؤس وتظن أن الدنيا قد أظلمت


فقط ارفع يديك للسماء


ولا تقل كيف ستحل


بل تضرع لمن يسمع دبيب النملة

أليس هو سبحانه القائل :


(ادعوني أستجب لكم)
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-05-2012, 02:52 PM   #95
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز العمران
 
تم شكره :  شكر 16200 فى 3359 موضوع
عبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت


الدعاء مخ العبادة :

والإلحاح في الدعاء والتبتل أمر يحثنا عليه ديننا القويم خاصة وإن الدعاء يرفع لمن لا

يخفى عليه دبيب النمل في الليلة الظلماء .. سبحانه وتعالى وجل جلاله ..

ورحم الله الشيخ علي الطنطاوي وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ..وأسعدك الله أخي

الغالي قلب المنتدى النابض أسد نجد .. وجعل ما تقدمه لأهلك هنا في ميزان حسناتك يوم لا

ينفع مال ولا بنون .. تقبل أجمل وأرق التحيات .
التوقيع
عبدالعزيز العمران غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-05-2012, 03:48 PM   #96
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية يمامة الوادي
 
تم شكره :  شكر 10916 فى 3630 موضوع
يمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز العمران مشاهدة المشاركة  

الدعاء مخ العبادة :

والإلحاح في الدعاء والتبتل أمر يحثنا عليه ديننا القويم خاصة وإن الدعاء يرفع لمن لا

يخفى عليه دبيب النمل في الليلة الظلماء .. سبحانه وتعالى وجل جلاله ..

ورحم الله الشيخ علي الطنطاوي وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ..وأسعدك الله أخي

الغالي قلب المنتدى النابض أسد نجد .. وجعل ما تقدمه لأهلك هنا في ميزان حسناتك يوم لا


ينفع مال ولا بنون .. تقبل أجمل وأرق التحيات .

 

كلام جميل أخي الفاضل ((عبدالعزيز العمرآن))

أختصر ما تكنه قلوبنا للأخ الكريم قلب المنتدى النابض((أسد نجد))

رحم الله الشيخ علي الطنطاوي رحمة وآسعة

ورضي الله عنك وعن أخينا قلب المنتدى النابض

ورزقكم الفردوس الأعلى من الجنة

التوقيع
(لا تحزن على الأمس فهو لن يعود ولا تأسف على اليوم فهو راحل واحلم بشمس مضيئه في غداً جميل)

يمامة الوادي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-05-2012, 01:21 PM   #97
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

أخي الفاضل عبدالعزيز العمران



أنت كالماء البارد على الظمأ ،، عذب ،، سلسبيل
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-05-2012, 01:25 PM   #98
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

أختي الفاضلة يمامة الوادي

ملىء الله قلبك بالإيمان وطاعة الرحمن
إمتناني وتقديري
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-06-2012, 01:38 AM   #99
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

الإعجاز العلمي في تصميم مزارع الأعناب






الدكتور محمد طاهر موسى
جامعة الإمارات العربية المتحدة
ربما كان العنب من أقدم النباتات التي عرفها الإنسان، فلقد عرفت أنواع منه منذ عهد سيدنا نوح عليه السلام، وهو نبات متسلق عن طريق المحاليق المتحورة عن البراعم الطرفية ويتبع العائلة العنبية، والعنب الذي عرف الأقدمون قيمته الطبية وفوائده التي لا تحصى، ويكفى أن العنب من أفضل الفواكه وأكثرها منافع، فهو يؤكل رطباً ويابساً وأخضراً ويانعاً، وهو فاكهة مع الفواكه، وقوت مع الأقوات، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة. العنب من أجود الفواكه غذاء، يسمن ويعالج الهزال، ويصفى الدم، وينظف القناة الهضمية، ونافع للأمراض المعدية والإمساك. لا يخلو كتاب من كتب الطب الشعبي من عشرات الوصفات العلاجية التي يدخل ضمنها العنب، ولكنى هنا أريد أن أركز على استخدامات (عصير العنب) في الطب الشعبي. يقول المجربون : إن تناول كوب من عصير العنب في الصباح قبل الإفطار وآخر في المساء قبل العشاء يساعد كثيراً في علاج مرضى البواسير وعسر الهضم وحصى الكلى والمرارة. وإذا كنت ممن أصيبوا بالأرق وتبحث عن النوم الهادئ فما عليك إلا أن تجرب تناول نصف كوب من عصير العنب وتستكمل الكوب بالماء الساخن قبل نومك بنصف ساعة. ولا يمكن أن نتحدث عن عصير العنب وننسى استخدامه كمرطب للوجه وصديق للجمال.
من المعروف أن أكثر العوامل البيئية تأثيراً على زراعة الفاكهة عموماً والعنب خصوصاً هى التربة التى ينمو فيها النبات، ويعيش ويستمد كافة إحتياجاته الغذائية والمناخ بعناصرة المختلفة من حرارة ورطوبة ورياح وضوء والتى تؤثر تأثيراً مباشراً على نمو النبات، وأن هذه العوامل تتداخل فيما بينها، وأن إرتباطها بشكل جيد يزيد من إنتاجية وجودة العنب، كما وأن التقلبات الجوية والسنوية تؤثر على نضج العناقيد، وبطريقة غير مباشرة، على تطور وانتشار الأمراض والأفات، فيؤدى إلى ظهور إختلافات فى نوعية العنب.
وأثبتت التجارب أن تعرض سطح التربة الزراعية للحرارة والرطوبة يؤثر على خواصها الطبيعية والكيميائية، كما يعرضها للتعرية وقد وجدأنهمن الأفضل زراعة محاصيل تغطية تحمى التربة، وجذور العنب من الجفاف والتعرض المباشر للضوء والحرارة، كماأن زراعة مصدات للرياح من شأنه حماية التربة والنباتات من العواصف الصحراوية الشديدة التى تقتلع الأشجار، وأوصت هذه الأبحاث بضرورة زراعة محاصيل تغطية شتوية حينما تتساقط أوراق العنب لتزيد من خصوبة التربة وتساعد على دوران العناصر بها ونشاط الكائنات الدقيقة النافعة ومكافحة الآفات وكذلك مصدات للرياح لحماية العنب من تساقط الأزهار والعقد وتثبيت التربة وحفظها من عوامل التعرية وبشرط توفير الإضاءة اللازمة للنبات لحاجتهإليها لأن التظليل يضرها كثيراً حيث لا يتحمل العنب سوى ظله فقط.
يُلقى البحث الضوء على جوانب من الإعجاز العلمى الذى تحدث عنهاالقرآن في وصف جنات العنب وطرق تصميمها بما يفوق ما تم التوصل إليه الآن

(وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَالأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً )الكهف: 32،
وما أثبته العلم الحديث من أهمية وضع سياج حول مزارع العنب لحمايتها من عوامل التعرية والعواصف الشديدة التى تؤدى إلى تحطم مزارع العنب مع عدم منع الضوء عنها لحاجتها إليه (وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ)، كذلك زراعة محاصيل التغطية (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً) لم لها من اهمية فى حفظ جذور النباتات من التعرض المباشر للحرارة والضوء. الإعجاز فى قوله تعالى (وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا) الكهف: 33
أن مزارع العنب فى إحتياجها للماء لا يكون فى صور أمطار خصوصاً في فصل الصيف لأنها تكون فى مرحلة الإثمار، فكانت مشيئه الله أن يتدفق نهر خلال الجنتين.
التفسير القرآني:
(وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً)الكهف: 32.
قوله تعالى (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ ) هذا مثل لمن يتعزز بالدنيا ويستنكف عن مجالسة المؤمنين، وهو متصل بقوله (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ )الكهف : 28. واختلف في اسم هذين الرجلين وتعيينهما؛ فقال الكلبي: نزلت في أخوين من أهل مكة مخزوميين، أحدهما مؤمن وهو أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، زوج أم سلمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم. والآخر كافر وهو الأسود بن عبد الأسد، وهما الأخوان المذكوران في قوله (قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ) الصافات : 51، ورث كل واحد منهما أربعة آلاف دينار، فأنفق أحدهما مال في سبيل الله وطلب من أخيه شيئا فقال ما قال...؛ ذكره الثعلبي والقشيري. وقيل : نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وأهل مكة. وقيل: هو مثل لجميع من آمن بالله وجميع من كفر. وقيل: هو مثل لعيينة بن حصن وأصحابه مع سلمان وصهيب وأصحابه؛ شبههم الله برجلين من بني إسرائيل أخوين أحدهما مؤمن واسمه يهوذا؛ في قول ابن عباس. وقال مقاتل : اسمه تمليخا. والآخر كافر واسمه قرطوش. وهما اللذان وصفهما الله تعالى في سورة الصافات. وكذا ذكر محمد بن الحسن المقرئ قال : اسم الخير منهما تمليخا، والآخر قرطوش، وأنهما كانا شريكين ثم اقتسما المال فصار لكل واحد منهما ثلاثة آلاف دينار، فاشترى المؤمن منهما عبيدا بألف وأعتقهم، وبالألف الثانية ثيابا فكسا العراة، وبالألف الثالثة طعاما فأطعم الجوع، وبنى أيضا مساجد، وفعل خيرا. وأما الآخر فنكح بماله نساء ذوات يسار، واشترى دواب وبقرا فاستنتجها فنمت له نماء مفرطا، وأتجر بباقيها فربح حتى فاق أهل زمانه غنى؛ وأدركت الأول الحاجة، فأراد أن يستخدم نفسه في جنة يخدمها فقال: لو ذهبت لشريكي وصاحبي فسألته أن يستخدمني في


بعض جناته رجوت أن يكون ذلك أصلح بي، فجاءه فلم يكد يصل إليه من غلظ الحجاب، فلما دخل عليه وعرفه وسأله حاجته قال له : ألم أكن قاسمتك المال نصفين فما صنعت بمالك؟. قال : اشتريت به من الله تعالى ما هو خير منه وأبقى. فقال. أإنك لمن المصدقين، ما أظن الساعة قائمة وما أراك إلا سفيها، وما جزاؤك عندي على سفاهتك إلا الحرمان، أو ما ترى ما صنعت أنا بمالي حتى آل إلى ما تراه من الثروة وحسن الحال، وذلك أني كسبت وسفهت أنت، اخرج عني. ثم كان من قصة هذا الغني ما ذكره الله تعالى في القرآن من الإحاطة بثمره وذهابها أصلا بما أرسل عليها من السماء من الحسبان. وقد ذكر الثعلبي هذه القصة بلفظ آخر، والمعنى متقارب. قال عطاء : كانا شريكين لهما ثمانية آلاف دينار. وقيل : ورثاه من أبيهما وكانا أخوين فاقتسماها، فاشترى أحدهما أرضا بألف دينار، فقال صاحبه : اللهم إن فلانا قد اشترى أرضا بألف دينار وإني اشتريت منك أرضا في الجنة بألف دينار فتصدق بها، ثم إن صاحبه بنى دارا بألف دينار فقال : اللهم إن فلانا بنى دارا بألف دينار وإني اشتري منك دارا في الجنة بألف دينار، فتصدق بها، ثم تزوج امرأة فأنفق عليها ألف دينار، فقال : اللهم إن فلانا تزوج امرأة بألف دينار وإني أخطب إليك من نساء الجنة بألف دينار، فتصدق بألف دينار. ثم اشترى خدما ومتاعا بألف دينار، وإني أشتري منك خدما ومتاعا من الجنة بألف دينار، فتصدق بألف دينار. ثم أصابته حاجة شديدة فقال : لعل صاحبي ينالني معروفه فأتاه فقال : ما فعل مالك؟ فأخبره قصته فقال : وإنك لمن المصدقين بهذا الحديث والله لا أعطيك شيئا ثم قال له : أنت تعبد إله السماء، وأنا لا أعبد إلا صنما؛ فقال صاحبه : والله لأعظنه، فوعظه وذكره وخوفه. فقال : سر بنا نصطد السمك، فمن صاد أكثر فهو على حق؛ فقال له : يا أخي إن الدنيا أحقر عند الله من أن يجعلها ثوابا لمحسن أو عقابا لكافر. قال : فأكرهه على الخروج معه، فابتلاهما الله، فجعل الكافر يرمي شبكته ويسمي باسم صنمه، فتطلع متدفقة سمكا. وجعل المؤمن يرمي شبكته ويسمي باسم الله فلا يطلع له فيها شيء؛ فقال له: كيف ترى أنا أكثر منك في الدنيا نصيبا ومنزلة ونفرا، كذلك أكون أفضل منك في الآخرة إن كان ما تقول بزعمك حقا. قال : فضج الملك الموكل بهما، فأمر الله تعالى جبريل أن يأخذه فيذهب به إلى الجنان فيريه منازل المؤمن فيها، فلما رأى ما أعد الله له قال : وعزتك لا يضره ما ناله من الدنيا بعد ما يكون مصيره إلى هذا؛ وأراه منازل الكافر في جهنم فقال : وعزتك لا ينفعه ما أصابه من الدنيا بعد أن يكون مصيره إلى هذا. ثم إن الله تعالى توفى المؤمن وأهلك الكافر بعذاب من عنده، فلما استقر المؤمن في الجنة ورأى ما أعد الله له أقبل هو وأصحابه يتساءلون، فقال )قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ(الصافات الآيتان 51، 52، فنادى مناد : يا أهل الجنة هل أنتم مطلعون فاطلع إلى جهنم فرآه في سواء الجحيم؛ فنزلت )وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً(.
بين الله تعالى حال الأخوين في الدنيا في هذه السورة، وبين حالهما في الآخرة في في قوله )قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ -إلى قوله- لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ(الصافات : 51- 61. قال ابن عطية : وذكر إبراهيم بن القاسم الكاتب في كتابه في عجائب البلاد أن بحيرة تنيس كانت هاتين الجنتين، وكانتا لأخوين فباع أحدهما نصيبه من الآخر فأنفق في طاعة الله حتى عيره الآخر، وجرت بينهما المحاورة فغرقها الله تعالى في ليلة، وإياها عني بهذه الآية. وقد قيل : إن هذا مثل ضربه الله تعالى لهذه الأمة، وليس بخبر عن حال متقدمة، لتزهد في الدنيا وترغب في الآخرة، وجعله زجرا وإنذارا؛ ذكره الماوردي. وسياق الآية يدل على خلاف هذا، والله أعلم.
قوله تعالى )وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ(أي أطفناهما من جوانبهما بنخل. والحفاف الجانب، وجمعه أحفة؛ ويقال : حف القوم بفلان يحفون حفا، أي طافوا به؛ ومنه )حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ(الزمر : 75 )وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً (أي جعلنا حول الأعناب النخل، ووسط الأعناب الزرع.
وقوله تعالى: )كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا* وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ

نَفَرًا (الكهف: 33-34. قوله تعالى )كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ(أي كل واحدة من الجنتين، واختلف في لفظ (كلتا وكلا)هل هو مفرد أو مثنى؛ فقال أهل البصرة : هو مفرد؛ لأن كلا وكلتا في توكيد الاثنين نظير (كل)في المجموع، وهو اسم مفرد غير مثنى؛ فإذا ولي اسما ظاهرا كان في الرفع والنصب والخفض على حالة واحدة، تقول : رأيت كلا الرجلين وجاءني كلا الرجلين ومررت بكلا الرجلين؛ فإذا اتصل بمضمر قلبت الألف ياء في موضع الجر والنصب، تقول : رأيت كليهما ومررت بكليهما، كما تقول عليهما. وقال الفراء : هو مثنى، وهو مأخوذ من كل فخففت اللام وزيدت الألف للتثنية. وكذلك كلتا للمؤنث، ولا يكونان إلا مضافين ولا يتكلم بواحد، ولو تكلم به لقيل : كل وكلت وكلان وكلتان. واحتج بقول الشاعر :
في كلت رجليها سلامى واحدهكلتاهما مقرونة بزائده
أراد في إحدى رجليها فأفرد. وهذا القول ضعيف عند أهل البصرة؛ لأنه لو كان مثنى لوجب أن تكون ألفه في النصب والجر ياء مع الاسم الظاهر، ولأن معنى (كلا)مخالف لمعنى (كل)لأن (كلا)للإحاطة و(كلا)يدل على شيء مخصوص، وأما هذا الشاعر فإما حذف الألف للضرورة وقدر أنها زائدة، وما يكون ضرورة لا يجوز أن يجعل حجة، فثبت أنه اسم مفرد كمعى، إلا أنه وضع ليدل على التثنية، كما أن قولهم (نحن)اسم مفرد يدل على اثنين فما فوقهما، يدل على ذلك قول جرير
كلا يومي أمامة يوم صدوإن لم نأتها إلا لماما
فأخبر عن (كلا)بيوم مفرد، كما أفرد الخبر بقوله (آتت) ولو كان مثنى لقال آتتا، ويوما. واختلف أيضا في ألف(كلتا)؛ فقال سيبويه : ألف (وكلتا)للتأنيث والتاء بدل من لام الفعل وهي واو والأصل كلوا، وإنما أبدلت تاء لأن في التاء علم التأنيث، والألف في (كلتا)قد تصير ياء مع المضمر فتخرج عن علم التأنيث، فصار في إبدال الواو تاء تأكيد للتأنيث. وقال أبو عمر الجرمي : التاء ملحقة والألف لام الفعل، وتقديرها عنده : فِعْتَل، ولو كان الأمر على ما زعم الجرمي : التاء ملحقة والألف لام الفعل، وتقديرها عنده : فِعْتَل، ولو كان الأمر على ما زعم لقالوا في النسبة إليها كلتوي، فلما قالوا كلوي وأسقطوا التاء دل على أنهم أجروها مجرى التاء في أخت إذا نسبت إليها قلت أخوي؛ ذكره الجوهري. قال أبو جعفر النحاس : وأجاز النحويون في غير القرآن الحمل على المعنى، وأن تقول : كلتا الجنتين آتتا أكلهما؛ لأن المعنى المختار كلتاهما آتتا. وأجاز الفراء : كلتا الجنتين آتى أكله، قال : لأن المعنى كل الجنتين. قال : وفي قراءة عبد الله (كل الجنتين آتى أكله). والمعنى على هذا عند الفراء : كل شيء من الجنتين آتي أكله. والأكل (بضم الهمزة) ثمر النخل والشجر. وكل ما يؤكل فهو أكل؛ ومنه قوله تعالى )أُكُلُهَا دَائِمٌ (الرعد : 35 وقد تقدم. )آتَتْ أُكُلَهَا(تاما ولذلك لم يقل آتتا. )وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (أي لم تنقص.
قوله تعالى )وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (أي أجرينا وشققنا وسط الجنتين بنهر. )وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ (قرأ أبو جعفر وشيبة وعاصم ويعقوب وابن أبي إسحاق )ثَمَرٌ (بفتح الثاء والميم، وكذلك قوله )وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ(الكهف : 42 جمع ثمرة. قال الجوهري : الثمرة واحدة الثمر والثمرات، وجمع الثمر ثمار؛ مثل جبل وجبال. قال الفراء : وجمع الثمار ثمر؛ مثل كتاب وكتب، وجمع الثمر أثمار؛ مثل أعناق وعنق. والثمر أيضا المال المثمر؛ يخفف ويثقل. وقرأ أبو عمرو )وَكَانَ لَهُ ثُمُر (بضم الثاء وإسكان الميم، وفسره بأنواع المال. والباقون بضمها في الحرفين. قال ابن عباس : ذهب وفضة وأموال. وقد مضى في (الأنعام)نحو هذا مبينا. ذكر النحاس : حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرني عمران بن بكار قال حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي قال حدثنا شعيب بن إسحاق قال هارون قال حدثني أبان عن ثعلب عن الأعمش أن الحجاج قال : لو سمعت أحدا يقرأ )وَكَانَ لَهُ ثُمُر(لقطعت لسانه؛ فقلت للأعمش : أتأخذ بذلك؟ فقال : لا؟ ولا نعمة عين. فكان يقرأ )ثُمُر(ويأخذه من جمع الثمر. قال النحاس : فالتقدير على هذا القول أنه جمع ثمرة على ثمار، ثم جمع ثمار على ثمر؛ وهو حسن في العربية إلا أن القول الأول أشبه والله أعلم؛ لأن قوله )كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا (يدل على أن له ثمرا.
قوله تعالى )فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ (أي يراجعه في الكلام ويجاوبه. والمحاورة المجاوبة، والتحاور التجاوب. ويقال : كلمته فما أحار إلي جوابا، وما رجع إلي حويرا ولا حويرة ولا محورة ولا حوارا؛ أي ما رد جوابا. )أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا(النفر : الرهط وهو ما دون العشرة. وأراد ههنا الاتباع والخدم والولد، حسبما تقدم بيانه.
)وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً* وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىرَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنقَلَباً (الكهف: 35، 36
وقوله تعالى: )وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ(أي بكفره وتمرده وتجبره وإنكاره المعاد، )قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا(وذلك اغترار منه، لما رأى فيها من الزروع والثمار والأشجار والأنهار المطردة في جوانبها وأرجائها ظن أنها لا تفنى ولا تفرغ ولا تهلك ولا تتلف، وذلك لقلة عقله وضعف يقينه باللّه وإعجابه بالحياة الدنيا وزينتها، وكفره بالآخرة، ولهذا قال: )وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً(أي كائنة، )وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا(أي ولئن كان معاد ورجعة إلى اللّه ليكوننَّ لي هناك أحسن من هذا الحظ عند ربي، ولولا كرامتي عليه ما أعطاني هذا، كما قال في الآية الأخرى )وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى(فصلت: 50، وقال تعالى: )أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا(مريم :77
)قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً* لَكِنَّاْ هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً * وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً * فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِي خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَصَعِيداً زَلَقاً * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً(الكهف 37-41
يقول تعالى مخبراً عما أجابه به صاحبه المؤمن واعظاً له وزاجراً عما هو فيه من الكفر باللّه والاغترار: )أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ(، وهذا إنكار وتعظيم لما وقع فيه من جحود ربه الذي خلقه، وابتدأ خلق الإنسان من طين وهو آدم، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، كما قال تعالى: )كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُم ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَْ(البقرة: 28، أي كيف تجحدون ربكم، ودلالته عليكم ظاهرة جلية، ولهذا قال المؤمن )لَكِنَّاْ هُوَ اللَّهُ رَبِّي(أي لكن لا أقول بمقالتك بل أعترف للّه بالواحدنية والربوبية، )وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً(أي بل هو اللّه المعبود وحده لا شريك له، ثم قال: )وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً(هذا تخصيص وحث على ذلك، أي هلا إذا أعجبتك حين دخلتها ونظرت إليها حمدت اللّه على ما أنعم به عليك، وأعطاك من المال والولد ما لم يعطه غيرك، وقلت ما شاء اللّه لا قوة إلا باللّه، ولهذا قال بعض السلف من أعجبه شيء من حاله أو ماله أو ولده فليقل: ما شاء اللّه لا قوة إلا باللّه، وهذا مأخوذ من هذه الآية الكريمة. وقد روي فيه حديث مرفوع عن أنَس رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (ما أنعم اللّه على عبد نعمة من أهل أو مال أو ولد فيقول ما شاء اللّه لا قوة إلا باللّه، فيرى فيه آفة دون الموت) "أخرجه الحافظ أبو يعلى الموصلي" وكان يتأول هذه الآية: )وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ (، وقد ثبت في الصحيح عن أبي موسى أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال له: )ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا باللّه).؟ وقال أبو هريرة، قال لي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (يا أبا هريرة ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة تحت العرش؟) قال، قلت: فداك أبي وأمي، قال: )أن تقول لا قوة إلا باللّه). قال أبو بلخ وأحسب أنه قال: (فإن اللّه يقول أسلم عبدي واستسلم) "أخرجه الإمام أحمد في المسند".
وقوله: )فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِي خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ(أي في الدار الآخرة، )وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا (أي على جنتك في الدنيا التي ظننت أنها لا تبيد ولا تفنى )حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ(، قال ابن عباس والضحّاك: أي عذاباً من السماء، والظاهر أنه مطر عظيم مزعج، يقلع زرعها وأشجارها، ولهذا قال: )فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً(، أي بلقعاً تراباً أملس، لا يثبت فيه قدم. وقال ابن عباس: كالجرز الذي لا ينبت شيئاً، وقوله: )أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرا(أي غائراً في الأرض وهو ضد النابع الذي يطلب وجه الأرض. فالغائر يطلب أسفلها، كما قال تعالى: )قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ(الملك:30 أي جار وسائح، وقال ههنا: )أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبا(، والغور مصدر. بمعنى غائر، وهو أبلغ منه كما قال الشاعر:
تظل جياده نوحاً عليهتقلده أعنتها صفوفاًبمعنى نائحات عليه.
)وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْبِرَبِّي أَحَداً * وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً(الكهف: 42-43
يقول تعالى:)وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ(بأمواله وبثماره ما كان يحذر مما خوفه به المؤمن، من إرسال الحسبان على جنته التي اغتر بها وألهته عن اللّه عزّ وجلّ، )فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا(،وقال قتادة: يصفق كفيه متأسفاً متلهفاً على الأموال التي أذهبها عليها، )وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً * وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ (أي عشيرة أو ولد كما افتخر بهم واستعز )يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً. هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ(الكهف: 43-44، أي الموالاة للّه، أي هنالك كل أحد مؤمن أو كافر يرجع إلى اللّه وإلى موالاته والخضوع له إذا وقع العذاب، كقوله: )فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ(غافر: 84 وكقوله إخباراً عن فرعون )حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (يونس: 90 ومنهم من كسر الواو من {الوِلاية****** أي هنالك الحكم للّه الحق، كقوله: )ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَِ (الأنعام: 62. ولهذا قال تعالى: )هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا (: أي جزاء )وَخَيْرٌ عُقْبًا (أي الأعمال التي تكون للّه عزَّ وجلَّ ثوابها خير، وعاقبتها حميدة رشيدة، كلها خير.
تنتهى قصة الجنتين بإعجاز كبير فالماء الذى هو مصدر الحياة لكل الكائنات كان سبب الهلاك، وأصبحت الجنان خاوية على عروشها، لأن العنب لا يحتاج الماء إلا بقدر معلوم، ولذا كان الماء يتفق من العيون والأنهار الجارية، كما يحتاج النبات للرى عن طريق الجذر، أما عندما يأتى المطر الغزير من السماء، فذلك هو الدمار بعينه )وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً (، أو لا يجد الماء الذى هو عنصر الحياة، وتلقى نفس المصير الموعود)أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً(. وسبحان من بيده مقاليد كل شىء، وهو على كل شىء قدير. وهكذا يكون الماء هلاك كل جنان الدنيا من أهل سبأ )فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ(سبأ:16،وأصحاب الجنة في سورة القلم )فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون * فأصبحت كالصريمٍ(القلم: 19-20، وصاحب الجنتين هنا.
الجانب العلمي والإعجاز(العوامل البيئية التى تؤثر على زراعة العنب)
أولاً: العوامل المناخية
1-درجة الحرارة
تعتبر درجة الحرارة من أهم العوامل الجوية، في تحديد زراعة العنب حيث يحتاج النبات إلى صيف دافىء جاف نسبياً، والشتاء المعتدل، ولا توافق زراعته الصيف الرطب، نتيجة لقابلية ثمار العنب للإصابة بعدد من المراض الفطرية والحشرية التي يزيد إنتشارها في الجو الرطب، كما لا يقاوم العنب الشتاء الشديد البرودة، وكما ذكرت كتب التفسير فإن القصة التى حكاها القرآن كانت فى منطقة تتوافر فيها كل العوامل الى ذكرناها سالفاً.
2-الضوء
كما هو معلوم أن الشمس، هى مصدر الحرارة، والضوء، وتأثيرها هو الأكثر على النبات مقارنة بالظواهر الجوية الأخرى، والعنب من النباتات المحبة للشمس،ولذا تنجح زراعتة فى المناطق المشمسة، ةالمضاءة كثيراً، وعلى ذلك فوجود اى من الأشجار الكبيرة، من أى نوع تصبحتصبح ضارة للكروم، وذلك بسبب تظليلها لها، لأنها كما يقال لا تتحمل إلا ظلها الخاص، وتنجح بصورة جيدة فى المناطق التى تسطع بها الشمس طوال النهار، حيث تستعمل الطاقة الحرارية والضوئية بصورة جيدة، فقد وجد ان السنين ذات السطوع الكبير للشمس، تعطى عناقيد، تحتوى بصورة إعتيادية على 170-280 جم/لتر من العصير سكر، مع حموضة قليلة وبالعكس.
ويؤثر الضوء مع درجة الحرارة بقوة، على وظائف الكرمة، وبصورة خاصة على عملية التمثيل الضوئى، وهذا ما ينعكس على النمو والإثمار، أما الظل فإنه يؤدى على إبطاء عملية التمثيل الضوئى، ويعوق العمليات الحيوية للكرمة، والذى يؤدى بدورة إلى قلة الاثمار، وقد وجد أن الإضاءة الشديدة ولمدة طويلة تؤدى إلى إطالة الفترة الخضرية، واطوارها، ويؤخر من عملية نضج الحبات، ونضج الخشب، وبالتالى تقل مقاومة الكروم للصقيع. )وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً(الكهف: 32
3-الرطوبة والأمطار
تحتاج زراعة العنب إلى صيف جاف، أى نسبة رطوبة منخفضة، فى فترة تكوين الثمار، اما فى فترة الشتاء، فلا مانع من توفر نسبة رطوبة عالية، خصوصا على هيئة أمطار، فى المواقع التى تعتمد عليها زراعة العنب، ويلاحظ ان الأصناف المتأخرة، تتعرض للإصابة الشديدة بالأمراض الفطرية، وخصوصاً مرض البياض الزغبى والدقيقى، مما يعمل على تلف المحصول، وقد وجد أن فاعلية الأمطار الساقطة تتأثر برطوبة التربة، والحرارة وطبيعة التربة، وتركيبها، وعمق الماء الأرضى، ولا تؤثر امطار الشتاء مباشرة، على الكروم، ولكن يمكن إعتبارها كإحتياطى ماء متجمع فى التربة، فإذا كانت كمية المطار الساقطة فى الشتاء، أقل من 150 ملليمتر، يجب الرى قبل بدء الدورة الخضرية، حتى يكون هناك أحتياطى كافى من الماء للنمو )وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا(
4-الرياح
تتأثر زراعة العنب بفعل الرياح، ويتوقف هذا التأثير على إتجاهها، وشدتها، وسرعتها، والفصل الذى تهب فيه، فالرياح الباردة القوية، والمصحوبة بالأمطار أو الجافة، تكون ذات تأثير ضار يمكن تقسيم الضرر إلى:
أ‌-ضرر ميكانيكى: حيث أن الرياح الشديدة، قد تعمل على إقتلاع الأشجار حديثة الزراعة بأكملها، حيث يكون المجموع الجذرى فيها سطحى، والجذور لم تثبت بعد فى التربة، ويحدث ذلك بكثرة فى الأراضى الرملية والخفيفةز
ب‌-عامل التعرية: حيث تسبب الرياح الشديدة، إزاحة طبقات التربةالسطحية حول المجموع الجذرى، مما يسبب جفاف الجذور، وضعف التربة حول الأشجار.
ج‌-الضرر الفسيولوجى: ويحدث ذلك، عند هبوب رياح جافة، حيث يحدث إختلال فى التوازن المائى، من جراء زيادة نسبة النتح عن الإمتصاص، ولهذا تتساقط نسبة كبيرة من الأزهار، والثمار وبالتالى تقل نسبة المحصول.
لهذا يجب مقاومة فعل الرياح، بزراعة مصدات الرياح في الجهات التي تهب منها، عند إنشاء المزرعة، وفى المناطق الصحراوية يجب زراعة أكثر من صف واحد. وسبحان العلى القدير)ٍوَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلًٍ(.
ثانياً: التربة
يزرع العنب في كثير من أنواع الأراضى، بشرط أن تكون مفككة، جيدة الصرف، مع الإحتفاظ بالرطوبة اللازمة ويساعد على ذلك وجود محاصيل تغطية لتزيد الرطوبة، والخصوبة خصوصاً فترة الصيف،ويزيد النشاط الميكروبى النافع، ويمنع التعرية و يساعد على دورانالعناصر الغذائية، التي يحتاج إليها نبات العنب، وقد ثبت أن العنب تنجح زراعته فى الأراضى الرملية، والجيرية المحتوية على نسبة معقولة من الجير.
خاتمة
أثبتت التجارب الحديثة أن تعرض سطح التربة الزراعية للحرارة والرطوبة يؤثر على خواصها الطبيعية والكيميائية، كما يعرضها للتعرية وقد وجد من الأفضل زراعة محاصيل تغطية تحمى التربة، وجذور العنب من الجفاف والتعرض المباشر للضوء والحرارة، كم أن زراعة مصدات للرياح من شأنه حماية التربة والنباتات من العواصف الصحراوية الشديدة التى تقتلع الأشجار، وأوصت هذه الأبحاث بضرورة زراعة محاصيل تغطية شتوية حينما تتساقط أوراق العنب لتزيد من خصوبة التربة وتساعد على دوران العناصر بها ونشاط الكائنات الدقيقة النافعة ومكافحة الآفات وكذلك مصدات للرياح لحماية العنب من تساقط الأزهار والعقد وتثبيت التربة وحفظها من عوامل التعرية وبشرط توفير الإضاءة اللازمة للنبات لحاجتة إليها لأن التظليل يضرها كثيراً حيث لا يتحمل العنب سوى ظله فقط.
بالنظر إلى كل ماسبق من أبحاث ودراسات وإستنتاجات وبالعودة إلى كتاب ربنا الكريم نجد أن القرآن سبق هذه الإستنتاجات في كلمات وبديعة نتأمل قول الله تعالى )وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً(الكهف: 32 فسبحان ربى العظيم هذا الإعجاز الدقيق للجنتين تحفها النخل (مصدات الرياح) تحمى من العواصف وتثبت الرمال وهى نبات مثمر جذوره ليفية رغم إرتفاع النبات الشاهق فلا تؤذى النباتات المجاورة بالمنافسة على الغذاء ولا بظلها الكثيف خصوصاً أن العنب يحتاج للضوء كثيراً, ولنتدبر قول العلى القدير)وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً((نباتات التغطية) التي تحمى التربة من التعرية وتحفظ رطوبة التربة وتزيد من المواد العضوية بها، ومن الإعجاز فى قوله تعالى )وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (أن مزارع العنب في إحتياجها للماء لا يكون في صور أمطار خصوصا في فصل الصيف لأنها تكون في مرحلة الإثمار، فكانت مشيئه الله أن يتدفق نهر خلال الجنتين.

يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي : mousa176@hotmail.com
تعرف على المؤلف في سطور

المراجع العربية:
1-فتح الباري على شرح صحيح البخاري: الفهارس جمع و إعداد و ترتيب خالد عبدالفتاح شبل أبو سليمان. بيروت، لبنان : دار الكتب العلمية، 1992.
2-الطب النبوي شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي ابن قيم الجوزية ؛ كتب المقدمة و راجع الأصل و صححه و أشرف على التعليقات عبد الغني عبد الخالق ؛ وضع التعاليق الطبية عادل الأزهري ؛ خرج الأحاديث محمود فرج العقدة.القاهرة، مصر :دار الكتب العربية، 1957
3-المناخ وزراعة العنب في الطائف : المملكة العربية السعودية صقر علي العمري. الكويت : الجمعية الجغرافية الكويتية، 1999.
4-الوجيز في أمراض العنب روجر بيرسون، أوستين جوهين ؛ ترجمة و مراجعة جميل فهيم سوريال، أحمد زكي علي.القاهرة، مصر : المكتبة الأكاديمية، 1996
5-الأساليب الحديثة في زراعة و إنتاج العنب محمد عبد الحليم حسن الأشرم.القاهرة مصر : دار الفكر العربي 1993
6-فاكهة المناطق الصحراوية محمد منير محمد فؤاد، السيد إبراهيم بكر، محمد عبد الجواد شاهين ؛ مراجعة جورج رمزي ستينو.القاهرة، مصر : جامعة القاهرة، 1992.
7-العنب: زراعته، رعايته و إنتاجه محمد نظيف حجاج خليف، عاطف محمد إبراهيم، عبد الفتاح عبد الحكيم عثمان.الإسكندرية، مصر : منشأة المعارف، 1991.
8-مزارع العنب عز الدين فراج.القاهرة، مصر : مكتبة النهضة المصرية، 1988.
9-كروم العنب و طرق إنتاجها جميل فهيم سوريال..نيوقوسيا، قبرص: الدار العربية، 1986
10-الأسس العلمية و الفسيولوجية لنبات العنب محمد عبد الحليم الأشرم، كريم صالح عبدول. بغداد، العراق : وزارة التعليم العالي، 1985.
11-زراعة و إنتاج الكروم إبراهيم حسن محمد السعيدي.الموصل، العراق : جامعة الموصل، 1982.
12-إنتاج الفاكهة النفضية جبار حسن النعيمي، يوسف حنا. البصرة، العراق: جامعة البصرة، 1980.
13-طبايع النخيل و معاملاتها تأليف سعد بن خلف العفنان. حائل، السعودية :د.ن.)، 1994 حائل، السعودية : مطابع المحيسن الحديثة.
14-نخلة التمر : زراعتها، رعايتها و إنتاجها في الوطن العربي. عاطف محمد إبراهيم، محمد نظيف حجاج خليف. الإسكندرية، مصر: منشأة المعارف،1993
15-الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، قدم له خليل محي الدين الميس ؛ ضبط و مراجعة على الأصول صدقي جميل العطار ؛ خرج حديث عرفان العشا.بيروت : دار الفكر، 1999.
16-النباتات الزهرية: نشأتها-تطورها- تصنيفها. د. شكرى إبراهيم سعد, دار الفكر العربى، مصر، 1994

مصدر الصور :
موقع الموسوعة الحرة http://wikipedia.org/



المراجع الأجنبية

1-Allison, F.E.1973.Soil Organic Matter and Its Role in Crop Production. Elsevier Scientific Pub.Co.Amsterdam.637 p.
2-May,J.T.1981.Organic matter in nursery soils.p.52-59.In:Proceedings of the 1981 Southern Nursery Conference.
3-McLeod,E.1982.Feed the Soil Organic Agriculture Research Institute, Graton, California.209 p.
4-Olmstead, M.A., Wample, R.L., Greene, S.L. and Tarara, J.M. (2001). Evaluation of Potential Cover Crops for Inland Pacific Northwest Vineyards.Am.J.Enol.Vitic.52(4):292-303.
5-Piper, C.V. ,and A.J.Pieters.1922.Green Manuring USDA Farmer’s Bulletin 1250. 45 p.
6-Rasmussen, R.R. et al.1980.Crop residue influences on soil carbon and nitrogen in a wheat-fallow system Soil Science Society of America Proceedings Volume 44.p.596-600.
7-Sarrantonio,Marianne.1994.Northeast Cover Crop Handbook Rodale Institute, Emmaus,Pennsylvania.118 p.
8-Schmid, O., and R.Klay.1984.Green Manuring Principles and Practice Woods End Agricultural Institute, Mt. Vernon, Maine Translated by W.F. Brinton, Jr., from a publication of the Research Institute for Biological Husbandry Switzerland. 50 p
9-Sullivan,P.G.1990.Rye and Vetch Intercrops for Reducing Corn N Fertilizer Requirements and Providing Ground Cover in the Mid-Atlantic Region. Ph.D. dissertation, Virginia Polytechnic Institute and State University, Blacksburg, Virginia.149 p

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-06-2012, 02:44 PM   #100
عضو رائع
 
تم شكره :  شكر 3274 فى 640 موضوع
ســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this point

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

اليوم انهيت صفحة رقم 2 من هذا المتصفح الجميل

شكرا لك اسد نجد على إمتاعنا بكل ما هو جميل

تقديري***
ســاري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2012, 02:05 AM   #101
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســاري مشاهدة المشاركة  

اليوم انهيت صفحة رقم 2 من هذا المتصفح الجميل



شكرا لك اسد نجد على إمتاعنا بكل ما هو جميل


تقديري***

 

الشكر لله ثم لك على تشريفك الرائع والجميل أيها الأنيق

تحيتي وتقديري


أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2012, 02:06 AM   #102
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

مباهـــج المحـن
أخبار وقصص تاريخية لبعض صلحاء هذه الأمة، وعلمائها النابضين بالجد والعلاء، على شكل قصص قصيرة، لعلها تبلغ قلباً فارغاً، ونفساً غافلة، فتوقظ فيها العزيمة، وتشعل الإرادة .

(1) استطعام

رن صوت المعلم في الأذنين مخضوباً بقطرات شهد مصفى، ذَّوب صاحبه وأرهف روحه، وجعله في غنى كامل عن طعام حسي طيلة اليوم، كانت الكلمات كاللقمات، يتحسسها تحسساً، ويستطعمها استطعاماً، تتخلل منه تخلل الطعام إلى مجاري الدم، فتورثه الحيوية والانتشاء، وكلما انهمك في شغله تذكر، رنين المعلم الآسر، ونبرتة الجميلة، وكلماته العابقة المؤثرة، فأضحى مستطعماً لها بلا طعام، وذائقاً لها بلا ذواق، يبتغيها، ويسأل عنها، حتى أُتيح له الحضور، فرأى من حدائق العلم. وبساتين الضياء، ما تجاوز السمع السابق، والحديث الآنف...
وكنت أرى أن قد تناهى بي الهوى إلى غاية ما بعدها لي مذهبُ
فلمـا تلاقينا وعـاينت حسنهــا تيقنت أني إنما كنت ألعــبُ.


(2) انهماك

يدخل إلى حجرته مسرعاً، فيندفع إلى أوراقه وكتبه، يطالع ويبحث، ثم يراجع ويتأمل، فيغوص في أعماق مسألة علمية، فتعاجله أخته بالطعام، وتناديه:
يا فلان.. الطعام حضر .. فما أصغى ولا انتبه، وكأن العلم ساحر لنا والمعرفة خطافة، والانهماك أكله وشربه... ثم تعيد التنبيه، وتحركه فما راجع ولا انتبه..فتدنو منه المسكينة، وتأخذ وعاء التمر البالي، فتلقمه تمرة، تمرة بيدها التي تنتابها العجب مما تشاهد، وتحار مما يصنع أخوها، المنهمك المعرفي، ثم يفرغ الطعام، وتقوم عنه لحاجتها فينتهي هو من بحثه ولوعته، ويقول بكل براءة وبساطة : هات ما عندك وكأنه يستذكر حلماً أو خيالاً يقول له : الطعام !
فتقول : قد القمتكه..
فيقول : والله ما دريت ولا شعرت...



(3) استيقاظ

صلى العشاء في جماعة ، ثم عاد أدراجه إلى منزله، وجعل يقلب كتابه ويراجعه، الذي عزم على إخراجه في السنة، راجع، وأصلح، ودقق، ثم هيأ الماء بجانبه، واضطجع لينام قليلاً بعد كدح النهار المضني في العمل والعلم، والقيام على العيال، تلا الأذكار، وأحس بهدوء روحاني يجئم على أعصابه فسكن، وأغفى ثم استيقظ سريعاً، متذكراً فائدة علمية، يود إدراجها في كتابه المنتظر، فأخذ السراج العتيق فأوقده ثم بحث عن قلمه وورقه، فقيد تلك الفائدة ثم عاد إلى فراشه، ظاناً أن النوم سيعود إليه، فما إن تمدد، إلا وتناديه خاطرة أخرى نفيسه، لا تقبل التأخير، فسارع للسراج الذي يكاد لا يقوم من بلاه، فأوقده، ثم سجلها في موضعها المحدد.
وعاد الشيخ المجتهد إلى فراشه، يذكر الله ويسبحه، وبحمده على تمام النعم، وتوالي المنن... خلد قليلاً فإذا بذهنه يرن هذه المرة بفائدة أجل من السابقة، يراها كعذق العنب المدلى إلى جائع لاهث، أو ككوز الماء المموّه بماء الورد أمام ظمآن بئيس، فيندفع إليها كيلا تطير، فيسجلها بنفسية سعيدة مبتسمة، يكاد القلم ينكسر من فرط العجلة الشديدة، ثم يعود أدراجه إلى فراشة الذي أيس من استقرار صاحبه، ويتكرر هذا المشهد مرات ومرات، تقارب العشرين مرة، نوم واستيقاظ، وتسجيل وتقييد بلا حد، إلى أن برق السحر، فيستيقظ ويتوضأ وضوءه السني المتكامل، الذي يزيل الخطايا، ويذهب الغموم والهموم، ويصلي لله مناجياً وداعياً، ثلاث عشرة ركعة، ما يحب ان له بها حمر، ونفائس الملاذ، ولا لمعان الدنانير الفاخرة...


(4) صاحب الخُص

يبذل العلم كالسيل المنهمر، ويجود به كالشمس الظليلة، حتى تخرج على يديه المئات بل الآلاف من نجباء التلاميذ، وتعرض عليه المناصب والهدايا، فيأباها لعفافة في نفسه، وكبرياء في علمه، يدرك أن مغبتها خطيرة، وأن عزته ستفنى كما فنيت عزز كثير من العلماء... ويتنكر له الدهر، وتحوطه البلايا من كل مكان، فيبيت هذا المجتهد الذهبي المسكي، كما يقول الصالح سفيان، في خُص من أخصاص البصرة، وتلاميذه المتخرجون يتأكلون بعلمه، لأنه من قذف فيهم ثهمة العلم، وشعلة الابداع.. ذاك قاض، وهذا شيخ مدرسة، وذلكم صاحب وجيه، وهذا ثري من الأثرياء.
أما صاحب الخُص، فيتلوى من وهَج الحر والبرد، ويذوق مرارة المعاناة والمتربة ومع ذلك فيقول (إني لأغلق عليَّ داري، فما يجاوزه همّي). لا يتطلع إلى طعام لذيذ، أو إلى منافسة وجيه، أو صداقة كريم! بل يلتحف الرضا، ويرتدي القناعة، بكل استلذاذ لمعاني الصبر والشمم والإباء...



(5) التفدية
يتسامع بالرحلات العلمية، ويستعظم أثرها على التلامذة، والراحلين، وأنها مفرمة الرجال، وفتاقة الأذهان، ومستودع المعارف والنفائس، فيسير إلى مدينة (أصبهان) فيتقلب بين حر الشمس أحياناً، وبرودة الجو أحياناً أُخَر، وهو حامل لكتبه الثمينة، وأوراقه السمينة، التي يرى فيها عز الدنيا والآخرة، وتيجان الجواهر الباذخة.
فيفاجئه المطر وهو في إحدى الطرق، فيُهرع خائفاً، ولكن ليس على روحه، وإنما على لباب روحه، وشِغاف نفسه ... المتمثلة في كتبه ومحمولاته الغالية.. ينظر ويلتفت، ثم يسارع الخطى، عله يظفر بسقف، أو يستظل بجدار، أو يختبئ تحت شجرة... الطريق قفر، ليس به تل أو أكمه أو أنيس!! ما العمل ؟!..
وبعد طول تفكير، وركض شديد، واغتمام يكاد يقتله غماً وكمداً ، ينكب الفذ المسافر، والناهل للمعرفة على كتبه، ويفديها بنفسه وروحه...
فهي أعز عنده من كل مال، ومن أثمن متاع، ومن جسمه المحتمل لزخات المطر، وعبث الماء، وعاقبة البلل .. ولكن ليحيا الكتاب، ولا يموت العلم والمعارف..!


(6) حديث واحد
يشق في زحمة الحياة، ويعيش أصداءها فتفرض له سنة عزيزة، يسنى خبرها، وتغيب عنه حقيقتها، فيشوق بلوغها، والتأكد من بيناتها... فيتأمل من هو عالم بها، بصير بواحاتها، .. فلا يذكر إلا أخاً ، وصديقاً حميماً، يعيش في أرض بعيدة، ويسكن مكاناً، الوصول إليه شاق.. ، ولكنه يبيت النيه الصالحة، ويشحذ الهمة الحارقة لطول ذلك الطريق، وسخونة شمسه.. ورزايا تعرجاته... مهما كلف الثمن، فإنه علم بهيج، وسنة خالدة، وكنز شريف.... وهل قدمنا للعلم والإيمان ما يقدمه الناس للدنيا؟!.
هيأ الدابة، وشحَذ الهمة، وحقق المقصد، والتهم كل المخاوف، وامتطى درب المخاطر والتعرجات وبلغ (مصر) وحاز الدرة النبوية، والجوهرة المكنونة، وانصرف عائداً مسروراً من وقته.. ليس عنده وقت للاستجمام، أو زمان للراحة، أو ساعه للفرجة والتنزه..!!



(7) الأمنية المفقودة

انسكبت عليه اللذائذ سكباً ، وغمرته أنداؤها واستحلى بأفنانها وأفيائها، وعاش طفرة الغنى الطاغي، وزهوة الملك الواسع، ولكنه لم يصل تمامَ السعادة، وأحسّ بالنقص والنقصان، وتمنى لو حصلت له خصلة أخرى، وأمنية لذيذة، غاية اللذاذة.. ذكرها لحاشيته، وأحسوا منه اللهف والإشفاق، وقالوا ما هي يا أمير المؤمنين، فقال أن أقعدَ في مِصْطبة، وحولي أصحاب الحديث، يقول المستملي: مَنْ ذكرت رحمك الله؟ فأقول حدثنا فلان، قال : حدثنا فلان وينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأراد الحاشية أن يحققوا للسيد المطاع بغيته، ويسعدوه بأمنيته، فأمروا بالمحابر والدفاتر والكتاب، وجاءوا إليه سِراعا، فلما عاينهم قال : وقد سخر فيهم: لستم بهم !!، إنما هم أناس آخرون، دنسة ثيابهم - أي من السفرَ، المشققة أرجلُهم، الطويلة شعورهم، برُد الآفاق، ونقلة الحديث...
فأين أنتم من هؤلاء ؟! كلام مسكت، وصنف نادر، وإدراك عميق، ولذة استحال عنها العمر والمال، وقد ذهب السن والفراغ... وباتت الأشغال كالنائبة الثابتة، والسيادة كالليل البهيم...



(8) اهتبال الفرص

هلم إلى يا صاحبي : ها هو صحابي عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحفظ حديثه، وذاك فقيه مفهام، وهذا جليسه الذي لا يفتر، وحميمه الذي لا ينقطع..
هلم فلتأخذ عنهم، قبل فوات الأوان، وحضور المنيه، وزحمة الاشغال وكثرة الفتن.
فقال له صديقه ساخراً مندهشاً، قد تقالّ الدعوة، وبخس حق الإخوة والعرفان... أترى الناس يفتقرون إليك، وفي الناس : فلان، وفلان ومن أنت ؟! حتى يقبل الناس عليك، ويصغوا لحديثك، ويهتموا بشأنك....؟!
ولسان حاله، العلم كبير، والطريق عسير، وقد كفيت ووقيت!!
ومع شدة الكلمات، ووقع السخريات ! صادفت قلباً حازماً، ونفساً تواقة، وراية مشوقه للعلم والمعرفة..
طارت بها ريحها إلى مدائن المعرفة، وبساتين الآثار، رغم مرارة الأشواك، وتوهجات الظهائر، وتهكم المثبطين... مضت النفس مجاهدة، مثابرة عليه، تجمع الأثر تلو الأثر، والعلم ففو العلم، حتى حازت الصناديق الوفيرة، وضمت المكتبات العامرة، فانشرحت الروح، ونفتق الذهن، وانصبغت الأخلاق، وتمت الأهلية... فعقد الشاب الوجيه درسا، بل دروساً متلونة الأطياف، في كل إنه هو العجَب، يغرف من بحر، وقد سُمى بحراً ، يثور في كل مكان، لا ينتهي حده، ولا يُجارى موجه وتدفقه...
هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والجود ساحله
وجاءت اللحظة التاريخية، واليقظة الزمانية، حين رآه جاره القديم، وصديقه السالف، الذي ثبطه، وسخر منه، وسفّه مسلكه.
فقال معترفاً، حزيناً، قد علاه العجب، والتفت عليه المأساة كالمريض الكسيح (هذا الفتى كان أعقل مني).
ولولا العقل والرشد، لما انتهى العقلاء للمجد والارتقاء... والسلام..


(9) القيلولة

متّعَه الله بصفات العلم، والفهم، والصلاح، ورفل في بيت دين ونسك وإقدام، ولكنه لم يكتف بذلك، بل باشر المهمة، وعاش العزيمة، وسابق التنافس، وقلب الراحة عملاً، والقيلولة دأبا وحرصاً، فحين يخلد الناس للراحة، ويجمّون أنفسهم بقيلولة هانئة، ويربحونها بسكينة دافئة.. ينطلق هو كالنسر الجارح، باحثاً عن طعام وميرة وغذاء، ولكن له مذاق خاص، فيأتي زمن الظهيرة، والشمس قد لونت الهواء بوهجها الساخن، وحركت الريح ترابها الخانق، فيجلس أمام بيت الإمام المنتظر، يرقب خروجه، ليتعلم منه علماً، ربما لا يراه مرة أخرى، ويدرك منه سنة جديده، لم يسمع بها من قبل، ويعلم نفسه الصبر والاجتهاد، وأن العلم لا يُنال براحة الجسد....


(10) مسامرة

الجو بارد، والظلام دامس ، والنفوس منشدة بسبب البرد، وقلة اللباس الدافئ، فيرى الرجل الصالح عالماً، عرف فقهه وعلمه وعبادته، بعد أن صليا معاً، فالتزمه عند باب المسجد، فذكر له حديثَ كذا وكذا، وسمى مسألةً عجيبة هو لها أحوج وأرغب، فمازالا يتذاكران ويتناقشان، حتى برق الفجر، وأذن المؤذن، صمدت الأرجل، صمود الجبال، وأولع القلبُ ولَع العيال، وطارت الأنفس إلى علياء النور والضياء، فما اشتكت ألما، ولا أحست تعباً وسقماً...


(11) الغلَس

اجتمع بأحد فحول العلماء، ونجم السنن الغراء، الذي ذاع من علمه، وسمته وحسن اتباعه ما أربى على الفضلاء الكمَلة!
فكانت فرصةً تاريخية، وساعةً ذهبية، أن يلقاه ذلك التلميذ، ويستمتع بدرسه في الغلس الهادئ الشديد على النفس!! ولكنها محبة العلم، والظفر بالعلماء الحكماء، وفي الغلس تنفجر ينابيع الحكم، وتورقُ أسرار المعرفة، فينام مبكرا مفكراً،ً في الشيخ الكريم، الذي يجعله لا يستمتع بالمنام، فتدق ساعة الحضور، ووقت تأهب الشيخ لعلمه وصلاته، فيأتيه فيذاكره المسألة، والثنتين والثلاث، فلا يجد إلا قلباً مشروحاً ونفساً سعيدة، قد خالطتها السعادة، وحفّها الضياء، بنوره الوضئ، وهدأته الساحرة، فالحمد لله على فضله ...


(12) الحُصُر

خلَد إلى النوم، ولكن، لا كما يخلد الملوك، والوجهاء، والأثرياء، على مباهج الفرش، ولطاف الوسائد، ومزاهر الرفارف، بل خلد إلى حصيرة بالية، ذات نتن بارز مشكوف، كلما انشقت خاطها، وإذا اتسخت نفضها، وبللها بشئ من الماء، فينام عليها نومة الهانئ الجذلان...
آلمته ابتداءً، أول ما نام عليها، ثم مع مرور الأيام، وانشغال الذهن بالعلم والسنة، غاب عنها، ففتح الله عليه من العلم والجمع والاتقان ما فتح، حتى صار من الحفظة الكبار.. صيرته الحصيرة البالية إمام جد وسخاء، وشيخ حذق وذكاء، بلغ المراتب العالية، وحاز المنازل الرفيعة، فسئل رحمه الله : كيف نلت هذا الكم الهائل من الأحاديث والمعارف؟
فقال كنت أنام على البواري أي الحصر، ثلاثين سنة..
والسلام....


(13) اللذاذة

تصدقون ياجماعة... أنني أسهر الليالي الطوال، مستلذاً بالعلم والاطلاع، وهو أشهى إلى قلبي من تلاقي الأحبة والخلان، وحينما تمر بي معضلات المسائل أو عويصات الأفكار، وتنكشف لي أطرب بها طرباً يفوق مُدام اَلندماء!
وكلما هزرت اليراعة للكتابة، وتسويد الأوراق، أستشعر لذة الصوت، وانحناءات القلم، التي تربو على معازف العشاق والسمار !
بل إن تنظيفي لكتبي، وأوراقي، ومسحى لها، أطيب عندي من نقر الجارية لدفّها، فهل سمعتم بمثل ذلك ؟!
وهذه ضريبة النجح والسبق والانجاز..
أأبيتُ سهرانَ الدجي وتبيته
نوماً وتبغي بعد ذاك لحاقي


(14) بائع السقف

يستغرق مالك وقته علماً، وجداً، وحفظاً ومطالعة، ويبذل في ذلك ماله ودراهمه ونفائسه، وتستدفعه النشوة العلمية، وتضيق به الظروف المعيشية، فلا يجد في بيته ما يباع ويستحق نزول الأسواق من متاع!! إذ البيت أكثره خلاء، وما فيه هين غثاء، لا تطمح إليه همم الناس ورغباتهم...
فما العمل ؟!!
يطالع السقف ، فيرى فيه بصيص أمل تسويقي ، وأنه ربما جاء بثمن مغرٍ يوفر له كتباً ليقرأها، أو ييسر ميرة رحلة تحمله، يجمع لها، وبالفعل، يندفع إلى السوق بائعاً سقف بيته، الذي يكنه من الحر والبرد، ليكون بائع السقف لاجل العلم والتحف... والسلام،،،،


(15) ظهور الأوراق

أضحى بيتُ محمد خالياً، وخزانته فارغة، وبطنه خاوياً، طوقته الحاجة من كل مكان، يقرأ ويحفظ ويجد، ولكنه يريد التقييد للضبط، والكتابة مع الشيوخ، فيندر المال لشراء الأوراق !.
فما الصنع حينئذ ؟!!
لا يجد مكاناً للورق، إلا إدارة الديون، حيث يتم الاستغناء عن بعض الورق، فيسألهم إياها، فيعطونه على وجه الصدقة، فيكتب على ظهورها، وقد علاة الفرح والسرور...
وربما وجد في طريقه، ملصقات فيحملها، يقيد عليها نوادر العلم، ودروس الأساتذة، حتى تراكمت عنده، فشعت منها كتب مفيدة، وأجزاء ماتعة، لايزال يطالعها، ويتذكر حسنها وحلاوتها، تنسيه مرارة الفقر، وحياة الضنك والبلاء...


(16) ثمن الثبات

ينشق الأفق عن سواد ملَّبد بالظلمة والعماء، لا تكاد ترى منه بياضاً أو نوراً، يهدهد ظلمته، أو يدفع بلاءه وتجهمه... سنة فتنة شديدة، وداهية عمياء بليدة... الناس في دينهم، ويُخَص العلماء بالسؤال، فيتأهب من يتأهب، ويخاف من يخاف، فيظهر في الجمع الساكن الرابض رجل يدعى عفان، الذي يأتيه المختبرون، ويرهبه الأجناد، فيقول الحق بلا هوادة، ولا يجبيهم للضلال المبين ... فيهدده بعضهم بقطع المعاش، فيتلوعليه بكل استيفاق (وفي السماء رزقكم وما توعدون).
فيكررون عليه، فيأبى بكل عزة واستعلاء، فيعودون أدراجهم صاغرين خائبين ويعود عفان الصالح الى بيته، فيجد النساء، وقد ترامى إليهم خبر رفضه وإبائه، فيلمنه على عيش انقطع، ورزق بار، وعيال جياع....؟!!
وكان يعول نحو أربعين نفساً، لهم أماني ورغبات، ووراءهم مشاق وحاجات.
ولكنه يستشعر أمانة الكلمة، وخشية العالم، ووجوب البيان، وخطورة النفاق.
فما إن يستريح ويتفكر في المصير المحتوم، وقد لامته النسوة، إذا بطارق يطرق الباب... من؟!!
لعلهم مختبرون جدد، أو جنود أخاذون ؟! أم ماذا ؟! ؟.. كل شئ وارد هنا.. لا سيما زمن الفتن والاجتياح، وخطف العقول وقمع الإرادات !!.
فيُفتح الباب ، فإذا رجل بسيط الشكل، رث الهيئة، ليس بحارس ولا وجيه، ولا مسلح أو معتدٍ، بل كأنه زيات، فإذا معه كيس قد حشي بألف درهم، فقال له:
يا أبا عثمان، ثبتك الله، كما ثبت الدين، وهذا لك في كل شهر..



(17) الفتى المليوني

ثروة طائلة، ومزاهر ذهبية باهظة، يستشرف لها الفتى يحيى، وقد رحل أبوه، وأبقى له هذا المجد الكبير، وتلكم السعادة الهانية !
فهل سيكون لها الفتى الغانم، أم الوجيه الرفيع، أو الموسر الفاره؟! يلبس ما يلبسه الملوك، ويركب مراكب العظماء، ويطعم طعام الوجهاء الشرفاء ! كلا !!
يأخذ الفتى يحيى هذه الثروة الملونية المتجاوزة حدّها، والتي تبرق صورتها وتخطف مناظرها، فيصرفها في العلم وبحثه وطلبه، حتى لم يعد له حذاء يلبسه، وضنَّ بالمال على نفسه، وجعله غذاء لعقله وروحه، حتى صار مقدم المحدثين، وشيخ الصناعة الحديثية... رحمه الله.


(18) ورق الكُرنُب

يشبع أُناسٌ، ويجوع آخرون، وتكتظ منازل العظماء بنفائس الأطعمة، والشيخ (بقيّ) لا يكاد يجد شيئا يأكله، فيفترسه الجوع افتراس الضيغم لفريسته، فما يقاومه إلا بورق الكرنب، يخفف شدته، ويذهب مرارته، ويهون من بلائه وعمقه...!
يمكث أياما وهو مكرنب الوجه والبطن والخاطر، قد اخضر مزاجه، واخضوضرت معدته من جراء الإفراط في هذه الأكلة، ولكن كيف الحل ؟! ولا حل إلا مثل ذلك لتخفيف آلام الجوع وشدة المسغبة، فيرضى الفتى بقيّ بقدر الله، منتظراً الفواضل والموانح ...



(19) المحمَّدون

يجتمع المحمدون الأربعة في رحلة علمية إلى مصر، يشوقهم العلم، ويجمعهم الحب في الله، فيعكفون جداً وعلماً ومذاكرة، وينفد زادهم، وتسود الدنيا في وجوههم.. تخلو الدار، ويفنى الطعام، وتشتد الحاجة... ولا يكادون يحدون سبيلاً، أو منفذاً إلى سعة تخفف عنهم، أو تشرح بالهم !
فتذاكروا الطعام وفقده، والأكل وحاجتهم إليه، فقرروا الاقتراع، ومن خرجت عليه ذهب يبحث لهم عن طعام، فاقترعوا فخرجت على محمد بن خزيمة، فقال : أمهلوني لأتوضأ وأصلي صلاة الاستخارة، فما إن صار في الصلاة، إذا بطرق وجلبة وأضواء عند الدار، ففتحوا الباب، فإذا هم بغلام السلطان، وقد حمل صُرر الدنانير تلمع أشكالها، وترن أصواتها، يدعوهم واحداً تلو الآخر، ويمنحه خمسين ديناراً.. ثم قص عليهم رؤيا السلطان، وأنه رأى خيالاً يذكره بمصيرهم وجوعهم الشديد، وبشرهم على ذلك، أن السلطان يقسم عليكم، متى ما نفدت أموالكم عرفتموه وارسلتم إليه، لتحصل لكم المنن ويدوم الإحسان... والسلام...


(20) بائع الطَست

أخذ منه حب الحديث كل مأخذ، فجدَّ لأجله وسافر، وخاض المفاوز وغامر، وبذل له كل النفائس والدراهم... حتى نفد ما لديه، وطوقته قلادة الإفلاس، وبات فقيراً خاملاً، لا يدري ما يصنع...
فيدخل بيته مغموماً مهموماً ... ينظر فيه، ويقلَّب طرفه في المتاع القديم، والضيعات المتواضعة.. فلا يرى شيئاً يستحق العرض للسوق.. إلا طست الوالدة، فيأخذه ويبيعه بسبعة دنانير، ويفوه بكلمته الشهيرة الدالة على أن للعلم تبعات وتضحيات
(من طلب الحديث أفلس)...
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-06-2012, 07:32 PM   #103
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت

جنون الـمـلـك


يُحكى أن طاعون الجنون نزل في نهر يجري في مدينة بلخ
فصار الناس كلما شرب منهم احد من النهر يصاب بالجنون ...
وكان المجانين يجتمعون ويتحدثون بلغة لا يفهمها العقلاء ..
واجه الملك الطاعون وحارب الجنون ..
حتى اذا ما اتي صباح يوم استيقظ الملك واذا الملكة قد جنت ..
وصارت الملكة تجتمع مع ثلة من المجانين تشتكي من جنون الملك !!

نادى الملك بالوزير : يا وزير الملكة جُّنت أين كان الحرس .
الوزير : قد جُّن الحرس يا مولاي
الملك : اذن اطلب الطبيب فورا
الوزير : قد جُّن الطبيب يا مولاي
الملك : ما هذا المصاب ، من بقي في هذه المدينة لم يُجُّن ؟
رد الوزير : للأسف يا مولاي لم يبقى في هذه المدينة لم يُجُّن سوى أنت وأنا .
الملك : يا الله أأحكم مدينة من المجانين!!
الوزير : عذرا يا مولاي ، فان المجانين يدعون أنهم هم العقلاء ولا يوجد في هذه المدينة مجنون سوى أنت وأنا !
الملك : ما هذا الهراء ! هم من شرب من النهر وبالتالي هم من أصابهم الجنون !
الوزير : الحقيقة يا مولاي أنهم يقولون إنهم شربوا من النهر لكي يتجنبوا الجنون ،
لذا فإننا مجنونان لأننا لم نشرب. ما نحن يا مولاي إلا حبتا رمل الآن .. هم الأغلبية ..
هم من يملكون الحق والعدل والفضيلة ...
هم الآن من يضعون الحد الفاصل بين العقل والجنون ..

هنا قال الملك : يا وزير أغدق علي بكأس من نهر الجنون إن الجنون أن تظل عاقلا في دنيا المجانين.

بالتأكيد الخيار صعب ..
عندما تنفرد بقناعة تختلف عن كل قناعات الآخرين ..
عندما يكون سقف طموحك مرتفع جدا عن الواقع المحيط ..
هل ستسلم للآخرين ..
وتخضع للواقع ..
وتشرب الكأس ؟
هل قال لك احدهم : معقولة فلان وفلان وفلان كلهم على خطأ وأنت وحدك الصح !
اذا وجه إليك هذا الكلام فاعلم انه عرض عليك لتشرب من الكأس ؟

عندما تدخل مجال العمل بكل طموح وطاقة وانجاز
وتجد زميلك الذي يأتي متأخرا وانجازه متواضع يتقدم ويترقى وانت في محلك ..
هل يتوقف طموحك .. وتقلل انجازك .. وتشرب الكأس؟



أحيانا يجري الله الحق على لسان شخص غير متوقع ..

مرت طفله صغيره مع أمها على شاحنه محشورة في نفق ...
ورجال الإطفاء والشرطة حولها يحاولون عاجزين إخراجها من النفق ..
قالت الطفلة لأمها .. أنا اعرف كيف تخرج الشاحنة من النفق !
استنكرت الأم وردت معقولة كل الاطفائيين والشرطة غير قادرين وأنت قادرة !
ولم تعط أي اهتمام ولم تكلف نفسها بسماع فكرة طفلتها ..
تقدمت الطفلة لضابط المطافئ : سيدي افرغوا بعض الهواء من عجلات الشاحنة وستمر !
وفعلا مرت الشاحنة وحلت المشكلة وعندما استدعى عمدة المدينة البنت لتكريمها كانت الأم بجانبها وقت التكريم والتصوير !

وأحيانا لا يكتشف الناس الحق إلا بعد مرور سنوات طويلة على صاحب الرأي المنفرد ..
(غاليلوا) الذي اثبت أن الأرض كروية لم يصدقه احد وسجن حتى مات !
وبعد 350 سنة من موته اكتشف العالم انه الأرض كروية بالفعل
وان غاليليو كان العاقل الوحيد في هذا العالم في ذلك الوقت.

ولكن هل بالضرورة الانفراد بالرأي أو العناد هو التصرف الأسلم باستمرار !
( نادية) مثلا تحدت أهلها وكل من حولها لتتزوج مشعل
لتكتشف بعد سنوات إن مشعل أسوء زوج من الرجال!
كم تمنت نادية أنها شربت من الكأس عندما عرض عليها حتى ارتوت !


كاتب مغمور اكثر على الناس بكتاباته الحادة حتى اعتزله الناس ليكتشف بعد سنوات انه كل كتاباته كانت ضربا من الهراء!
كم تمنى هذا الكاتب انه شرب من هذا الكأس حتى ابتلت عروقه!

اذن ما هو الحل في هذه الجدلية ...
هل نشرب من الكأس او لا نشرب ؟
دعونا نحلل ا لموضوع ونشخص المشكلة بطريقة علمية مجردة

رأي فردي مقابل رأي جماعي
منطقيا الرأي الجماعي يعطينا الرأي الأكثر شعبية وليس بالضرورة الأكثر صحة

قد تقول اذن لا اشرب الكأس ... لحظه !
في نفس الوقت نسبة الخطأ في الرأي الجماعي أقل بكثير من نسبة الخطأ في الرأي الفردي

اذن تقول نشرب الكأس .. تمهل قليلا !
من يضمن انه في هذه اللحظة وفي هذه القضية كانت نسبة الصواب في صالحك
اعرف أن الأمر محير

شخصيا عرض علي الكأس مرات عديدة اشربه احيانا وارفض شربه احيانا كثيرة
الامر كله يعتمد على ايماني بالقضية وثقتي في نفسي وثقتي في الاخرين من حولي هذا بالنسبة الى خبرتي ..
والان السؤال موجه لك انت يامن تقرأ هذه الكلمات ..

اذا عُرض عليك الكأس ..هل تفضل ان تكون مجنونا مع الناس !او تكون عاقلا وحدك !
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-06-2012, 02:04 PM   #104
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت


أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-06-2012, 12:58 PM   #105
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من أجـمـل مـا قـرأت



أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:44 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه