العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الرأي العـام °¨

¨° الرأي العـام °¨ للموضوعات العامة واختيارات الأعضاء من موضوعات مميزة ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-05-2011, 01:16 PM   #106
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!

مجهول (7)




يقول صاحب المذّكرات

السلام عليكم ورحمة الله ..


(1)

قبل حوالي عقدٍ من الزمان .. ابان دراستي الجامعيه .. وفي نهاية المستوى الثاني تقريبا" .. التحقت كطالب متدرب .. بأحدى المؤسسات الصـُحـُفيه ..
ومع مرور الايام .. مارست العمل الصحفي .. بمهنيه احترافيه .. خرجت منها بخبرات عظيمة .. وعلاقات لازلت ادين للفضل ببعضها.. حتى يومنا هذا .
وخلال تلك الفتره خالطت علية القوم ومتوسطيهم .. ساستهم وعلمائهم .. فنانيهم ولاعبيهم .. ادبائهم واطبائهم ..
و زاملت اقلاما صـُحـُفيه .. متعددة المشارب والمواهب والتوجهات .

وكان ضمن من زاملتهم .. بطل قصتنا هذه ..
( صديقي) .. هذه كلمته لي .. كلما رأني .. !!
اقول له احيانا" ممازحا" .. انا اخيك .. فيرد بل انت ( صديقي..)!!
لذلك سأطلق عليه .. خلال سرد احداث هذه القصه .. لقب ( صديقي )

كان ( صديقي ) الاعزب .. معروفا" بيننا بأناقته المفرطه .. وعطوره الباريسيه .. وحبه الشديد للتفرنج ..
كنا نجتمع كطاقم تحرير .. ظهيرة كل يوم .. على طاولة مستديرة .. لتجهيز المادة الصحفيه التي ستصدر من الغد .. وحين يراني قادما" الى مكان الاجتماع .. يشير الي بأصبعه .. قائلا" : الى هنا ياصديقي .. لو لم يكن لك من مكسب في الجلوس بجواري .. الا عبق روائح ايف سان لوران .. حتى ان رئيس التحرير اذا شاهده .. يسير في احدى الردهات .. يناديه بصوت مسموع ..:
( حيا الله قزاز ) نسبة الى اشهر بائعي العطور في المملكه ..

كثيرا" ماكان يردد ( صديقي ) .. بأنه غربي الهوى .. عربي الجوى
فهو ناقم وبشده على مايعيشه مجتمعه من تحفظ .. وتقليديه وانطواء .. ورجعية ( على حد تعبيره )
يعشق نزار قباني حد الثماله .. ولا يترنم ويطيح برقبته يمنة ويسرة الا على أغاني فيروز
يقرأ لنجيب محفوظ .. وفاروق جويده ..

يملك ( صديقي ) من الخصال .. ما لاتجده متوافرا" في رجل واحد
خلوق ذو ابتسامه لاتفارق محياه .. ذكي ونبيه .. يحتكم على قلما" سيالا" .. واسلوبا" ادبيا" رفيعا

الا ان مشكلة ( صديقي ) العظمى .. والازليه .. والتي تصيبه بالاكتئاب المزمن ..

انه لايحب ذوي ( اللحى ) ..
يمقتهم ويصرح بذلك علنا" .. وعلى رؤوس الاشهاد ..
لايمكن ان يمر يوما" ما .. دون ان يشذ ب .. في رجال هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
دائما" مايردد عنهم .. انهم حجر العثرة الصماء .. على طريق سيرنا نحو الحضاره .

بصدق ..
لم اشهده ابدا" .. يدخل الى مصلى المبنى الذي نجتمع تحت سقفه ..
اظنه كان لايؤدي الصلوات ..
كنا نناصحه .. فيقول لنا : ( ومن قال لكم اني لا اصلي .. الايمان هاهنا .. ويشير الى الجهة اليمنى من صدره لا اليسرى.. امعانا منه في السخريه )
اذا خرجنا هو وانا .. لوحدنا .. يفضفض لي .. عن مايكنه جوفه من هموم وافكار ورؤى .. مما يجعلني اشعر .. بمدى سطوة الشيطان على افكاره ..!!
بدات أتقرب منه أكثر .. شيئا" فشيئا" .. في محاولة مني لتذكيره بالله وبرسوله واليوم الاخر .. فلم اجد منه الا قلبا" صلدا" .. واذنا" صماء ..

في يوم ( اثنين ) شتوي .. شاهد احد الاخوة السودانيين العاملين في الاقسام الفنيه بالجريده .. .. مارا" من امام مكتبه .. فدعاه الى تناول قدحا" من شاي .. شكره السوداني معتذرا" بانشغاله .. وعندما اصر ( صديقي ) .. اعتذر الضيف بلباقه .. وقال ( انا صائم )
بـُهـت ( صديقي ) .. وقال : وهل نحن في شهر صيام .. حتى تحرم نفسك . لذة شراب ساخن .. في جو قارس البروده .. !!

ساسألك .. قالها موجها حديثه للسوداني ..
هل يمكن ان تـُعفى عن صيام يوم .. في رمضان !! ؟ اذا ليكن عطائك بقدر مكسبك .. يكفيك ثلاثون يوما في العام يازول .. !!
لم نزيد السوداني وانا على قولنا .. هداك الله .. وخرجنا .

حينما كنت.. اقرأ كتابات ( صديقي ) .. غير المنشورة طبعا" .. اشعر بقشعريره . تسري في بدني ..
أي قلم يجرؤ .. على كتابة مثل هذا .. !!؟فلا اتمالك نفسي .. واؤنبه .. بل واهدده .. !
فلم يكن يزيد على قوله :
لاتعجل ياصديقي .. سيأتي ذلك اليوم الذي .. تجد ماتقرأه هنا .. نزقٌ .. امام ما سيـُنشر .
وكان زماننا ذاك .. في بداية .. ظهور زمن الاطباق الفضائيه .. اوماكنا نسميه بـ ( البث المباشر ( ..

خوفا" .. على فكري وديني .. نفذت بجلدي .. واصبحت اتحاشا .. الجلوس معه .. او التقرب منه . وأبديت له شيء من جفاء فقد اخذ اليأس طريقه الى نفسي .. من عودة (صديقي ) الى جادة الصواب ..

شعر هو بذلك ..
فكان كلما رأني .. يقول .. لن تبرح ان تكون ( صديقي ) !!
ارد عليه بأبتسامة باهته .. وفي داخلي اقول (( اللهم رده اليك ردا" جميلا))

بعد عدة اشهر ..
كنت اسير في احد الشوارع التجاريه .. المكتظه بمحلات الازياء .. واذا ببصري يقع على (صديقي ) على قدميه وبجواره فتاه .. تلف ساعدها الايسر حول يمناه .. وتحمل في يمينها عدد من الاكياس المليئه بالمشتريات ..
لم تكن تلك الفتاه .. متحجبه بالشكل الذي نعهده نحن في نساء بلادنا .. فحجابها لايكاد يغطي عشر وجهها !!
وكعادتنا نحن السعوديين .. حينما يشاهد احد منا صديقا" له .. ومعه اسرته .. فأنه يتحاشا اللقاء به مباشرة .. !!
وهذا مافعلته .. اتحت له الفرصه ليكون لقاءنا وسلامنا منفردا" .. مسترجعا" بذاكرتي .. متى اقدم هذا ( الصديق ) على الزواج .. !!؟

الا انه رفع عقيرته .. مناديا" )) صديقي (( ..
توقفت .. واقبل عليّ .. وهو في ذات الوضع مع تلك الفتاه .. !!
ومع اقتراب خطواتهما مني .. وهي بجواره .. بدأت اشعر بتعرق جبيني ..وكفاي !!
مد يده مصافحا" .. ومعانقا"
كيفك .. !؟ قالها لي .. !!

يمم وجهه شطر صاحبته وقال : اعرفك على خطيبتي .. ( فلانه الفلاني) ..
و مدت هي يدها نحوي .. للسلام ..

يتبع
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-05-2011, 06:19 AM   #107
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!

( 2 )



شعرت بالارتباك .. وازداد تعرق جبيني .. وكأنني اقف اسفل شمس حارقه .

تزامن مدها (الجريء ) ليمناها .. بقصد السلام ..

مع صوت بالكاد يـُسمع لـ ( طقطة ) لبان بين فكيها ..

فاشمئزت نفسي ..


مددت يدي ..


وبعنف ..


نحو ذراع ( صديقي ) .. وتنحيت به جانبا" .. !!


من هذه الفتاه .. !؟ قلتها له ..
الم اقل لك انها خطيبتي .. !؟ هكذا اجاب .!!

قلت له : اظنك تقصد ان تقول ( قرينتي ) .. فقد تم عقد قرانك عليها ..
ولم تدخل بها بعد . .!




تبسم .. وقال لا .. لا ..
انا اعي ماترمي اليه .. ياصديقي المتخلف ..
عقد القرآن.. سيكون بعد اختبار مشاعر كل منا نحو الاخر ..!!!

شعرت بان اوداجي قد تورمت ..
ولكن يـا ( صديقي ) .. انت هنا تجاوزت كل الخطوط الحمراء .. منها والسوداء .
شرعا" .. وعرفا" .. وسلوكا" فأنت مذنب .

من اباح لك الخروج والانفراد بها .. وبهذا الشكل الموغل في ازدراء المحيطين بك .. ؟

قاطعني ..
دع عنك نصائحك الذهبيه .. ووفرها الى ان نلتقي في الجريده .
وهناك ساشرح لك الامر .
والان دعني اذهب قبل اغلاق المتاجر لصلاتكم !!!

تأبط ذراعها .. وغادرا
وفي القلب منه حسره ..


انتظرت قدوم اليوم التالي .. بفارغ الصبر
بحثت عنه حتى وجدته ..

حين شاهدني .. بادرني .. مرحبا" بـ ( الرفيق ) ..
هززت رأسي .. لايهم ان اكون ( صديق ) او ( رفيق) ..

اخذته الى حيث لا احد ..
وعلمت منه .. ان تلك الفتاة هي ابنة احد اشهر من عـُرف عنهم .. حب التأمرك ..
واهم دعاة التغريب .. وخروج المرأه
وانها بالفعل خطيبته .. وخروجها معه بموافقة .. ذويها ..
وانه لامانع لديهم .. طالما انهم يثقون في ( صديقي ) .. ونواياه حسنه .
بل انها تلقى التشجيع .. من والدها شخصيا" ..

بعد ان ادلى بكل هذه المعلومات ..
حاولت ان ابين له .. خطأ مايذهب اليه ..
وان الشيطان حريص على اغوائه ..

تبسم قائلا" : " لازالت الرجعية .. تعشعش بين زوايا فكرك ياصديقي .. "

حينها فقط ..
شعرت بأنني فعلا" أشفق عليه ..

( اللهم رده اليك ردا جميلا ) ..
هكذا تمتمت ..
استاذنته وغادرت ..

بقينا ( صديقي ) وانا .. في مد وجزر .. على مستوى العلاقات الشخصيه ..
اكن له شفقة وخوفا ..
و يحمل لي محبه وتقديرا .. اشعر بها من خلال تعامله معي .. !!

ذات مره ..و في مناسبة عشاء
وبعد ان انتهينا من تناول الطعام .. تقابلنا امام مغاسل اليدين ..
فقد كان هو على يميني .. وعلى شمالي أخ ( ملتح ) ..

نظر اليه بتعجرف .. وهو في طريقة الى مغادرة المكان ..
وهمس لي .. ( كم اكره هذه اللحى ) . !!

اذا" فأنت تكره محمد عليه السلام وصحابته ..!! هكذا رميت بها على مسامعه .

ارتبك .. وقال انا لا اقول بهذا ..

ولكنك تكره سنته واوامره .. وهذا يعطي انطباعا" بانك تكرهه ..
فلو كنت تحبه صادقا" .. لأقتديت به ..
وفي اقل الاحوال لصنت لسانك عن الاستهزاء بأتباعه ..

استشف من حديثي الجفوه والغلظه ..
فغير مسار الحديث ..

كرهت البقاء .. وغادرت .

شاء الله .. ان انهي علاقتي .. بتلك المؤسسه الـصُحـُفيه ..
وان اغادر الى موقع اخر ..

وبقيت ذكرى ( صديقي ) .. ومواقفه المؤلمه .. تدور في مخيلتي ..

كان في داخلي صوت ينادي .. بأن لاتدعه للشيطان !!

وكنت كلما قرأت له .. اعجب بأسلوبه .. واتذكر جميل اخلاقه .. فأدعو له :
(( اللهم رده اليك ردا جميلا )) .

تقطعت بنا السبل .. ونأت بنا الايام ..
ونسيت ( صديقي ) .. وهو كذلك .. نسيني .
فمن بـعُد عن العين .. نسيه القلب ..

وانشغل كلٌ منا بحياته .. ولم اعد اعلم .. ماالذي انتهى امره اليه .. هو وصاحبته .
الا انني كلما التقيت .. بأحد ممن زاملنا .. وسألته عنه
قال لي : هو بخير .. ( ولازالوا في طغيانهم يعمهون )..

مرت سنوات ..

وذات يوم .. وبينما كنت منهمك .. في عمل ما .. بحضور جمع من الناس ..

اذا بصوتٍ يأتيني من الخلف ومن صوب كتفي الايمن .. هامسا" ..

(( مرحبا" ياصديقي ))..

التفت بدهشه .. فالصوت معهودا" و قد لامس مسمعي ..
ونراته ليست بغريبه على طبقات اوتار اذني ..

فاذا انا بصاحبي ..

عقدت الدهشة لساني ..

نظرت اليه فقط
ولم أمد له يدي مصافحا" ..

يتبع
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-05-2011, 01:44 AM   #108
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!

( 3 )




الجمتني الدهشه ..


وشعرت بأن خلايا المخ لدي .. قد تباطأت للحظات في نقل التوجيه الى تفكيري ..



فلم اعد ادرك مالواجب علي فعله .. !



حساسية المكان .. واهمية الزمان .. الذي التقينا في .. وهول المفاجأة



تواكبت جميعها .. لتشل قدرتي على اتخاذ القرار المناسب .. !



التقت عيناي .. بعينيه !



وشَعَـرَ هو .. بهول الصدمه والحيرة .. التي اعيشها ..



تسمر في مكانه ..



واغرورقت عيناه .. بدمعة حرى صامته .. جامده !!



لاهو بالذي مسحها .. !!



ولا هي بالتي .. انسكبت على خده ..!



لم امد له يدي مصافحا" ..



ابدا" .. ابدا"



فما تلك اللحظة .. بلحظة التقاء الاكف ..



بل هي لحظات التقاء القلوب ..



شرّعتُ له .. ذراعيّ الاثنتين ..



وما كاد يراها وقد شـُرِّعتْ



الا وارتمى بينها بكل ما اوتي من قوة ..



والتفـّتْ يمينه لتلقي شماله .. حول كتفيّ



وكأنه غريق .. في بحر لجي .. وقد وجد ضالته .



شعرت بأزيز اضلعه ..



وسخونة انفاسه



وكأنما في حنجرته .. سدود وحشرجات !!



لم ينطق ببنت شفه ..



وما زال مقدار قوة احتضانه كما هي .. لم تخبو .. او تقل!



تركت له نفسي ..



ووضعت يمناي .. خلف رأسه المتعب !



واذا به يطبع قبلة .. على كتفي الايمن .. لم اشعر بأصدق منها .. من اخٍ لأخيه ..!!



رفعت رأسه ..



لأبصر وجهه ..



فاذا بأودية من الدموع .. قد تراكمت .



وسارت ..



وانسدلت ..



بتحنان بالغ ..



على خديه ..






ومن ثم ..







على ( لحيته ) ..



لم أرى بأجمل منها ..



قد نبتت على عارضيه ..



قال لي : وعبراته تتزافر ..



واضلعه تتنافر ..



انت ( أخي ) ..



ولست بـ ( صديقي) ..




قبلت جبينه .. بقوة



وعانقته من جديد ..





كان الزمان .. ضحى التاسع من ذو الحجه ..الفائت



وهو اشرف يوم اشرقت فيه شمس ..



وكان المكان .. في مخيم دعوي .. على ارض عرفات الطاهره ..



وكان ( أخي ) .. يلتحف بردائين ابيضين ..



كأنصع مارأيت من بياض ..



اخذته بيده ..



فأنقاد طواعية ..



وفي الطريق الى خيمتي ..



كانت دموعه تذرف بصمت ..



واصابع يسراه .. تقبض على انامل يمناي .. بكل ما اوتي من قوه !



وكانني أسيرٌ بين يديه .. يخشى هروبي !




اللهم ما اكرمك .. وما احلمك .. وما اجودك ..



أهذا هو ( صديقي )



عدو ( اللحى ) اللدود



وقد اصبح ..



صديق ( اللحى ) الودود ..







(( اللهم ردنا اليك ردا جميلا ))



دخلنا الخيمه ..



وبعد ان اسندته الى صدرها ..



حيا الله ( صديقي ) .. قلتها له .



رمقني بنظرة عتاب .. وقال :



الم اقل بأنك ( أخي) ..



أجبته :



بل أنت من أغلى الأخوان .. أيها الحبيب !!



مرت لحظات صمت ..



وفي قلبي شوق عارم .. لمعرفة سر تحوله ..



من ذلك المقاتل الشرس .. الى الحمل الوديع .. !!



اردت ان اسأله .. انـّـى لك هذا !!؟



لدي الف سؤال وسؤال .. اريد نثرها بين يديه .



فأثرت الانتظار .. ريثما تهدأ نفسه وتستقر مشاعره ..



وما هي الا لحظات .. حتى عاد الى هدؤه



ونظر الي .. .. وبحنكته التي اعرفها فيه ..



قال ..: لديك اسئلة كثيرة .. اليس كذلك ؟



اومأت له برأسي .. كدليل موافقه .. !



سأجيبك .. عن كل شيء ..



فقط .. عندما نعود الى مدينتنا .. وبعد ان نكمل حجتنا .. !!



سأحدثك بأهم حدث عرفته في حياتي .. !!



وكيف احياني الله .. بعد موتي !!



وماذا قلت لأبنتي الصغيره ..؟



ومن ذاك الذي دعاني وانا نائم ؟



فقط كن بالقرب .. وعلمّني ..



كيف احب الله ورسوله .. ؟؟



بقينا في ضيافة الرحمن .. بقية ايام الحج ..



رأيت في اخي .. لهف وشوق .. الى محبة الله .. لم اره في احد قبله ..



كان دعائه .. مصحوب بدوع الندم .. وحسرات الضياع .. !



قبيل غروب شمس يوم عرفه .. انتحى جانبا" ..



وانا ارمقه بنظرات المشفق المحب ..



وقد ستر خديه وعينيه بكفيه ..






الله اعلم .. ماذا كان يقول !!

يتبع ..
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-05-2011, 06:16 AM   #109
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!

( 4 )


بعد انتهائنا من مناسك الحج بفضل الله ..
عدنا الى مدينتنا ..
لم نكن رفقه ..
فقد ارتبطت انا برفقاء غيره
وغادر هو وحيدا" تحقيقا" لرغبته .

بعد وصولنا الى مدينتنا بيومين ..
عنّ لي .. ان ابحث عنه ..
فقد كان أمره.. مسيطرا" على جل تفكيري
ولولا شيء من وعثاء السفر
لهرولت اليه منذ لحظة قدومي !

من الغد ..
هاتفته .. فتبين لي انه في شوق للقاء !!
اقترح هو الزمان والمكان الذي سنجتمع فيه ..
وعلى الموعد .. كنت .

شاهدته .. وكأنني لأول مره ابصره ..

سبحان الله ..
هنا شيء اود ان انقله لكم ..




[ من ادخل الله نور الايمان .. وعظمة الخشية .. الى قلبه .. ستجد فيه اختلافا" كثيرا ..
محبة الناس له تتغير .. و وضاءة وجهه تتبدل .. وسلوكه يأسرك .. ]

نعود ..


قرات في عينيه .. مالم اقرأه في سير العائدين والتائبين ..
الرجل الذي القاه الان .. لايمكن بأي حال من الاحوال
ان يكون هو ذات الرجل الذي كان (صديقي ) يوما ما

في سلامه سلام .. وفي كلامه وقار .. وفي هدؤه رزانه ..
لم اعهدها فيه من قبل ..
حتى ابتسامته التي كانت جميله .. اضحت اجمل مما سبق !!

بعد مقدمات وسؤال عن الاحوال ..
بادرته ..

من قمة رأسي الى اخمص قدمي .. كلي اذان صاغيه ..!!
فهل لك ان تسترسل ..!!

ما ان تلقف هذه العبارة مني ..
حتى انشرحت اساريره .. وكأنه يريد ان يـُخرِج اثقالا جاثمة بين اضلعه !!

قال :

لعلك تعرفني اكثر من نفسي ..

في مامضى !!
كنت اظن الحياة .. مجرد لهو وعبث ..
نصحو لننام .. وننام لنصحو
ومابين الصحوة والنوم ..
يجب ان نستغل كل ( لحيظة ) للملذات فقط ..

كانت فلسفتي في الحياه ..
استغل كل ساعات يومك .. لتسعد قلبك !!
وكنت افعل .. ما اظنه سعاده !!

سفر ..
سهر ..
لقاءات عابره ..
حريه ..
انطلاق دون ضوابط ..
انعتاق من قيود ..

لايشيء يردعني من هوى .. طالما ان نفسي تشتهيه


اثقل ماكان يؤرقني ..
اولئك الذين كنت اراهم ( متزمتون )
كنت اسخر من كل واحد فيهم .. حين رؤيته

لحية .. ومسواك .. وازار لايصل الى الكعبين !!

ايُ شعارٍ يتمنطقه هؤلاء !! ؟

كنت اقول في قرارة نفسي حين رؤية أي منهم ..
ايعقل ان يعيش مثل هؤلاء البشر .. في قرننا هذا

نحن في زمان ناسا و الانترنت و البلوتوث و صغر حجم الكون
وسرعة الانتقال من شرق الكره الى غربها !!
واولئك .. لاهم لهم الا ..
اطالة شعيرات في الوجه وبترجزء من سنتيمترات من قماش ..

)) استغفر الله العظيم (( ..
نطق بها .. وفي حنجرته غصه قرأتها بين احرف كلماته .

اخرج من صدره بضع زفرات ..
كنت احسبها .. حرّى
لم ادع عيناه .. تفلت من رقابتي
بل كنت انظر اليه بتركيز
واشعر انه من المتوجب علي ان استحثه .. من اجل اخراج كل كوامنه ..

لم انبس ببنت شفه ..

توقف هو لبرهه .. وكأنه سيتخذ قرار ما ..

ثم واصل حديثه ..

تزوجت .. بتلك الفتاه التي رصدتها معي ذات يوم ..
عشت بها ومعها ..

وعلى الرغم من مضي فترة ليست بالقصيره .. على خطبتي اياها
الا اننا اكتشفنا .. بعد زواجنا
ان كل منا لم يستكشف الاخر بعد ..

واتضح لي لاحقا" .. ان كل ذلك .. مجرد ( حكايات افلام ) ..
لااعلم من منا .. كان الجاني على الاخر .. انا ام هي !؟

مضت اشهر على زواجنا .. ولم نستطع الاستمرار !!
فالحرية والسعادة التي كنت انشدها ..
تبخرت بمجرد انتهاء الماذون من كتابة ( العقد ) !!

اتفقنا على الانفصال بموده .. دون ان نرزق بابناء
عادت هي الى اهلها
وعدت انا الى غيي ..


بعد حوالي عام ..
اصرت والدتي على تزويجي ..

اصبح الامر لدي سيان ..
لم اتردد .. وافقتها دون ممانعه او تردد

خطبت لي ابنة احدى الاسر العادية .. في محافظتنا
لم تكن بتلك الاسرة المتحرره ولا بالمتزمته .
بين بين ..

تزوجت بامرأه لااعرفها ..
شعُرتُ بالتخلف والانهزاميه لهذا القرار
اهكذا خاتمتي !! ؟

دخلت بها .. دون انشراح !

في ليلتنا الاولى .. لم ترفع راسها امامي .. خفرا" وحياء"

وعهدي بمن عرفت من النساء ..
هنا وهناك ..
الصولة والجولة ..
فأعينهن تسابق عيناي !!
واياديهن تسابق يداي!!

وما ان دخلت عليها ..
وحدثتها حديث الغريب للغريب ...
حتى استأذنتي للحظات ..
فأذنت لها ..

توقعتها .. ستتجمل لزوجها
كفتاة في ليلة فرحها ..

واذا بها ..
تمد سجادتها .. وتتلتحف بدثارها
وتصلي ..


(مطوعه) !!!!
هكذا همست بأزدراء
الله يسامح الوالده .. أهذا وقت صلاة ..!!
قلتها في نفسي ساخرا" !!

تركتها على سجيتها .
وما ان انتهت من صلاتها ..

حتى قالت لي :
هل اوترت !! ؟؟

لم اجبها ..

مرت الايام .. وتوالت الليالي
وعلمت انه وجب علي الاستعداد .. لقدوم ضيف جديد على منزلنا ..
خلال الاشهر القادمه .

كانت هذه الزوجه..
تتقرب مني كل ما ابتعدت عنها ..
تشتري رضاي .. براحتها
يخجلني .. توددها
لاهم لها .. الا البحث عن سعادتي ..
فأستحيي ان اجلب لها التعاسه .

اكتشفت ان زوجتي .. ( مطوعة ) لطيفة
بل لطيفة جدا" ..

لاحديث لها الا عن الجنة والنار ..
اجد بين ايديها كتبا" .. كلما قرأتها
غالطت نفسي .. وقلت لايمكن ان يكون هذا الا مبالغة فألقي بها جانبا"

ما ان اعود من الخارج ..
الا وتسألني .. هل صليت الظهر ..!!؟
هل صليت العصر .. !!؟

نعم نعم .. صليت ..
هذه اجاباتي بتذمر ..
وانا والعياذ بالله .. لم افعلها ..

بدأت اكره لقائها .. حتى لاتسألني عن الصلاة

رزقنا بمولودتنا الاولى ..
وازدان بها منزلي ..

تشبه امها كثيرا" .. الا اني عشقتها دون امها
كبرت الصغيره الجميله
واصبحت رفيقتي .. في خروجي وعودتي
لاهم لها الا ( البقاله ومحل الالعاب المجاور )

ذات يوم ..
هاتفني اخي ..
يريد مني الحضور اليه .. لأصطحابه الى المطار ..
كنت يومها اشعر بالارهاق ..
فالليلة الماضيه سهرت في الجريدة حد الاعياء ..
ولم اخذ كفايتي من النوم ..

اخذت طفلتي بجواري .. وذهبنا سويا" الى منزل عمها
ومن هناك اصطحبناه الى المطار
وودعته عند بوابته ..

في الطريق الى منزلي ..
وحين انتصفت المسافه ..

شعرت بشيء .. لم اشعر به من قبل .. !!
لست انا .. بالذي اعرفه عن نفسي !!

بدأت اشعر بالدوار .. !!

خفقان في قلبي !!

زغلله في بصري !!

اشعر بثقل يخدّر مفاصلي !!

حاولت جاهدا" ..
الخروج من مأزق هذا الشعور ..

غالطت نفسي ..
وكابرت ..

الا ان انفاسي بدأت تضيق .. !

اصبحت اخرج زفير هوائي .. من فمي لا انفي .. !

العرق اخذ يتصفد من جبيني .. وخداي !

تملكني الخوف ..

سيطر علي الرعب ..

خشيت الارتطام بالسيارات التي امامي !.

ولا اراديا" .. اوقفت سيارتي الى جانب الطريق!

وقفزت الى الكرسي المجاور .

واختطفت صغيرتي ..

وجريت بها خارجا" .. وملوحا" للسيارات العابره

ان توقفوا .. توقفوا !!

رتل من السيارات .. مر بي ولم يتوقف ..

وفجأه ..

توقفت تلك السياره .. واذا بي اركض نحو مقعد الراكب

لم استاذن صاحبها .. بل لم امكنه حتى من سؤالي

قلت له ارجوك .. ارجوك

اشعر بأني سأموت وهذه ابنتي ..

انقلني الى اقرب مستشفى ..

كأنه قرأ .. في عيني الرعب

( ابشر بأذن الله سأوصلك اطمئن)
كانت هذه عبارته .. التي اجابني بها ..

اطبقت على اضلع الصغيره ..واحتويتها بين ذراعي

واغمضت عيناي ..

والسيارة تسير بنا .. نحو مستشفى لم احدده لسائقها ..

شعرت اني مقبل على(الموت) ..

وازداد ضغطي على فلذة كبدي ..

لااريد ان اشعر .. بأني قد خذلتها وتركتها وحيده ..

(( اشهد ان لااله الا الله .. واشهد ان محمدا رسول الله))

رددتها اكثر من مره .. وما ذاك عهدي بنفسي

حاولت قرأة شيء من القرآن ..

فاذا برصيدي لايسعفني

يا الهي .. لا احفظ منه الا الفاتحه وقصاره

حتى اية الكرسي التي سمعت بفضلها .. لا اتقفن حفظها

يالغفلتي ..

اين كنت من هذا ! ؟؟

اكثرت من الاستغفار .. بدأت اردد سبحان الله .. سبحان الله

كان همي الاول والاخير ..

ان لاوقت اضيعه ..

يجب ان اجمع اكبر قدر من الحسنات ..

يجب ان اشغل ذلك الرقيب .. الذي عن يميني بالتسجيل والتدوين ..

واحسرتا على مافرطت في جنب الله ..

هطلت دموعي .. على وجنتاي اسى وحسره .

مرت ايام حياتي امام ناظري كشريط سينمائي

شعرت اني كنت بعيدا" .. عن الله ..

واني قد دنوت من لحظة الحقيقه .. التي كنت اتجاهلها دوما ..

استحيت ..

بأي وجه سألقى الله ..

اين افكار ( غاندي ) و ( سارتر ) مني الان !!

اين ترانيم نزار .. وقصص ( اجاثا كريستي)

اين سنين ضيعتها .. في قصص وروايات وخيال ..

اين مني كل هذا .! !؟

وهذا اخر ماعهدته بنفسي ..

وعيت واذا بي .. بين يدي ذوي الستر البيضاء

احدق في لاشيء ..

يتبع ...
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2011, 04:39 PM   #110
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!

( 5 )



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
*
*
*
قال اخي حفظه الله وثبتنا واياه
مستكملا" سرد ماجرى له من احداث :


استعدت شيء من الوعي .. ونظرت حولي .. اتفحص المكان ..
في محاولة مني للرجوع بالذاكرة الى الوراء قليلا" ..


وسألت نفسي ما الذي اتى بي الى هؤلاء .. ! !؟


اين انا .. !؟


فجأه ..
وبتصرف لا ارادي .. ضممت ذراعاي الى صدري .. !
ابحث عن شيء ما


تذكرت غاليتي .. وفلذة كبدي ..!
كانت بين احضاني .. !!
اين ذهبت ..?
أين هي ؟


صرخت ..
اين ابنتي .. ؟
فاذا بصوتي يعود صدى الي مصدره ..
نتيجة كممامة اكسجين .. وضعوها على انفي وفمي معا" ..


نزعتها وبقوه ..
دكتور .. دكتور .. هكذا كان ندائي لرجل اراه من بعيد .. يرتدي بزة بيضاء .. ويعلق على جيده سماعة طبيه ..
حضر الي ..
ولمحت في وجهه نضاره ..
وفي ملامحه كل معاني الدعة والاطمئنان ..


سألته :
دكتور اين ابنتي .. !؟


لاتتعب نفسك .. انت بحاجه الى الراحه .. هكذا اجابني .
شعرت بأنه لايفهمني ..
او انه لايعلم ان ابنتي كانت في حضني ..

فجأه ..


ظهر لي شاب سعودي ..
متأنق في ملبسه .. مؤدب في حديثه
وحادثني بأسمي قائلا" :


احمد الله على سلامتك يـا ( فلان ) وناداني بأسمي الاول !!!
اقلقتني عليك يارجل ..!! حفظك الله
لكن الحمد لله طمأنني الطبيب .. انك بخير
كل مافي الامر مجرد ارهاق .. وسيزول بأذن الله
وشقيقك ( فلان ) واسماه بأسمه .. في طريقه الينا


ابنتك معي .. ومع زوجتي .. انظر اليها هنااااك
واشار بيده الى نهاية الممر الذي تطل عليه الغرفه ..
فأذا بالفلذة بين احضان امرأة متحجبه
تداعبها وبين يديها .. لعبة


اعدت النظر الى الرجل بتمعن ..


) وانا لازلت في مرحلة التأرجح
بين واقعي الذي اعيشه ..
وبين اخر المشاهد التي عشتها (


واذا بي امام شاب ) ملتحٍ ) انيق .. وسيم .. مؤدب.


عفوا" .. من انت ..؟ قلتها له .


انا اخوك .. عبدالاله الـ ........


الا تذكرني .. !!؟ كانت تلك اجابته .. !!


لم يدع لي مجال .. لمحاولة الاستذكار .. حتى لا يجهد ذاكرتي !! ( لله ما اروعه)


وواصل حديثه قائلا" :


انا الذي توقفت لك بسيارتي .. على طريق المطار واخذتك وابنتك معي .. وطلبت مني ان اوصلك الى اقرب مستشفى.
كنت لحظتها .. تعيش رعبا" لايوصف ..
سمعتك تتلو الشهادتين .. وتسبح ربك وتستغفره ..


ماشاء الله عليك .. هذا نتيجة عظمة الايمان في قلبك ..
بعد ركوبك معي بهنيهه .. احسست انك فقدت وعيك ..


شعرت بالقلق عليك ..
ودعوت الله .. وسألته بعزته وعظيم جلاله ..
ان يحفظك لهذه الصغيره ومن معها !!
وان لايريها مكروه فيك ..


سحبت ابنتك الجميله من بين يديك ..
وحثثت المسير نحو هذا المستشفى الذي نحن فيه الان ..


وحين كنا في الطريق ..
هاتفت زوجتي .. وطلبت منها ان تلقاني هنا برفقة اخيها
لتعتني بطفلتك .. وقد حضرت كما ترى .


كما ارجوك ان تعذرني .. اخي .. ( فلان ) .. وناداني باسمي .!!!
فقد تجرأت وادخلت يدي في جيب ثوبك
واخذت هاتفك الجوال وبطاقتك الشخصيه
ومنها عرفت اسمك .. واتصلت بأحد الارقام المُدخلة مسبقا" في هاتفك تحت مسمى ( فلان – اخوي) .
وسألته عنك وعلمت منه بأنه شقيقك ..
اخبرته بالامر .. فاخذ منه القلق كل مأخذ .. الا انني طمأنته .. وهوفي طريقه الينا ..


*
*
*


يقول( اخي ) .. اثناء سرده لقصته .. وانا مشدوه لحديثه ووصف قصته ..


كان ذلك الشاب يتحدث .. بأنطلاقة غريبة
شعرت وهو يخبرني بما جرى لي ولأبنتي ..


بأنه اطهر من يسير على الارض ..
تتطاير من عينيه نظرات التحنان
ومن بين شفتيه .. كل معاني البذل والايثار


احسست بطيب معدنه .. ولطافة معشره


يأسرك بحديثه .. وطيب عباراته


ابتسامته لم تفارق محياه البته ..
حتى وهو يحدثني .. عن وقع المفاجأه عليه
حين حمل شخصا" غريبا" ..
وفجأة يغمى عليه معه ..


يملك هدوءا" غريبا" يبعث على السكينه


الغريب .. جدا"
ان الرجل ( ملتح ٍ)


وماهكذا كنت اظن الملتحين .. !!


اين الفجاجه التي كنت اظنها فيهم !!؟
واين قسوتهم وشدتهم .. التي حدثونا عنها !!؟
واين عنجهيتم وتصلفهم ..!! ؟


ما اراه الان امامي .. شيء لايمكن وصفه .. ويناقض كل الافكار السيئة المرسومة عنهم .


هنا رجل قدّم وزوجته .. مالا يقدمه الغريب للغريب !!



احس هو بسرحاني ..
واراد ان يعيدني الى اتزاني فقال :


لقد طمأنني الطبيب عنك .. فقد اجروا لك بعض الفحوصات
منها ما ظهرت نتائجه وهي مطمئِنه ..
والاخرى لازالت في المختبر ..


ولا تقلق فقد اكد الطبيب .. بأن قلبك اقوى من قلبي
قالها وهو يضحك .. حتى بدى وجهه كالبدر .


حضر الطبيب ..
وسألني بعض الاسئله واجبته عليها ..
واعاد لي بعض الفحوصات الاكلينيكيه
وشكوت له من صداع يقبع في مؤخرة رأسي
اشعر وكأنه يكاد ينفجر ..!


ضرب على كتفي براحته .. وقال ( زي الحصان).. !!
احتاج فقط الى ان ابعثك للاشعة المقطعيه ..
اريد ان اتاكد من سلامة الرأس ..


ما ان نطق بهذه العباره ..
الا وضاقت علي الارض بما رحبت ..
شعرت بالخوف .. والرهبه
وبدأت المخاوف تنتابني من جديد ..
رأسي .. واشعه مقطعيه .. وفقدان وعي !!! ؟
كل هذه مؤشرات توحي على ان الامر .. قد لايبشر بخير !


جأني عبدالاله ..
هاه بشر .. وش قال الطبيب .. ؟
قلت وانا مرتبك .. يريد اشعه مقطعيه لرأسي ..


رد علي بقوله : .. سهلة جدا"
وهذه تمنحك باذن الله الاطمئنان .. على سلامتك وصحتك


ثم اردف قائلا" :
ارجوك ان تعذرني .. الصلاة ستقام الان .. سأصلي في مسجد المستشفى .. واعود اليك
اتركك في رعاية الله ..


غادر .. وبقي بصري متسمرا" نحو مسيره !!
تاركا" لي الف سؤال وسؤال .. !!


وانا لماذا .. لا اصلي ... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هكذا حدثت نفسي


حاولت ان اتحرك من سريري ..
فوجدت اني قادرا" على ذلك ..


مر الطبيب من امامي .. وحين رأني اهم بالنزول
سألني مابك .. الى اين ؟


اريد ان اصلي ...!!!
اريد ان اصلي ... !!!
اريد ان اصلي ... ! ! !


قلتها مرة واحده .. فقط
و تردد صداها بين ردهات صدري .. وفي اعماق جوفي .. مرات عديده
شعرت بأني افخر بها .. وان غربتي عنها قد طالت ..


حسنا" .. لابأس ..اذا لم يكن ذلك يرهقك ..
قالها الطبيب .
واشار الى السقف .. انظر الى ذلك السهم .. فهو يشير الى اتجاه القبله ..


لالالا .. قلتها بقوة .. !


اريد المسجد .. اريد ان اتوضأ اولا" ..
نزلت من سريري
وحين انتصفت في الممر ..



شاهدتها .. وقد اقبلت ..
تسارع الخطى نحوي
تفتح ذراعيها .. وكأنها مهاجر وقد عادالى وطنه بعد اغتراب!


فلذة كبدي ..
احتضنتها .. و استنشقت انفاسها
قبلتها .. وضممتها حتى شعرت بأن اضلعي قد خالطت اضلاعها





(بابا وش فيك)

قالتها .. وبكت فأبكتني !!


مسحتُ دموعي بخصلات شعرها ..
وحتى لااريها بكائي .. قلت لهاارجعي الى خالتكِ .. واجلسي معها حتى اصلي واعود..


( صرت تصلي زي ماما) !!!! ؟؟

طعنتني بهذه العباره التي خرجت بعفوية وبراءه
.. وكأنني كنت بحاجة الى تلك الطعنه ..


اعدتها من احيث اتت ..
وجرجرت اقدامي نحو مكان الوضؤ .. وانا اشعر بثقل في راسي وباقي جسدي ..




( صرت تصلي زي ماما) !!!؟

رنين هذه العباره .. التصق بتفكيري
تذكرت تلك( المطوعه ) القابعه في منزلي ..
لكِ الله .. يازوجتي الغاليه
اواه كم كنت قاسيا ..!!


توضأت .. وحرصت على ان احسن الوضؤ ..
شعرت باني ذاهب الى اهم من يفد اليه المذنبون امثالي ..
دخلت ذلك المسجد .. والمؤذن يقيم الصلاه
وكاني لم ادخل مسجد في حياتي قط ..


قدمت رجلي اليمنى .. وقلت في خاطري ..
رباه ..




عبدٌ ينؤ بحملٍ ثقيل ..
وقف بباك ..
فأرحم ضعفه .. واقبل توبته ..


اصططفت مع ( الرجال) ..
طردت كل مايجول بخاطري من افكار ..
واستحضرت انني .. ضيف جديد على كريم
شعرت انني اقف امام ربي ..
واريد ان اعتذر منه عن مابدر مني ..


كبّر الامام .. وكبرنا بتكبيرته ..
قرأ بالفاتحه ..


لله ما اعذب صوته .. وما اروعه .. !!
وبعد الفاتحه ..
تلا ايات ..
ماكنت ادري اصلا" انها من القرآن ..

((حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِيجَهَنَّمَ خَالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ
أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ رَبَّنَاأَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ))


يا الله ..



كأنها تعنيني ..


أأنا المخاطب بها.. يارب !؟


أأنا المعني بهذا يارب .. !!؟


شعرت بفوح حرارة الرعب من الله تشتعل في جوف صدري

وضاقت غصتي ..

وذرفت دمعتي ..



حاولت ان اجاهد نفسي .. واكتم لوعتي .. فما قدرت




لا اريد لمن حولي ان يسمعوا او يعلموا دمعتي !!



فأنقلبت تلك الدمعه الى بكاء ..



وتحول البكاء الى نحيب خافت ..!!

بكيت .. بكيت .. وبكيت !!!

وحين سجدت ..

ازداد لهيب الحسرة .. والندم

قلت في سجودي اللهم ..

ان اثقلتني ذنوبي وكانت كالجبال ..

فما احقر حجمها .. امام عفوك ورحمتك ..

وحين قمنا للركعة الثانيه ..

اكمل الامام .. القرآة بقوله تعالى ..

((قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُالرَّاحِمِينَ
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ))

فتذكرت يأخي مواقفي التي لاتخفاك .. من اولئك الذي اسخر منهم .. وهم الى الله اقرب ..

وشعرت بفداحة اثمي .. وقلة زادي .. وخبالة عقلي

قارنت بين حالي وحالهم .. فوجدتهم هم الصابرون عن الملهيات والملذات .. وانا الغارق فيها

فكان جزائهم بما صبروا خير ..

وانا المستهزيء بهم ..

الا ما اجهلني .. وما اعزهم !

احسست بأن قدماي لم تعد تحملني .. وشعرت بالانهيار .


*

*

*

التفت اليّ ( اخي)وهو يواصل سرد قصته ..

ورمقني بنظرة منه ..

واذا بي غارق في بحر من الدموع الصامته ..

اوجعتك .. قالها متسائلا" .. !؟

بل والله ابهجتني .. ( اجبته) .

(اللهم ردنا اليك ردا جميلا)
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31-05-2011, 04:54 AM   #111
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!

(( 6 ))


بسم الله الرحمن الرحيم


يستمر اخونا .. وفقنا الله واياهـ .. سرد احداث قصته قائلا" :


اثناء جلوسي للتشهد الاخير .. في تلك الصلاه
احسست بأن كل جوارحي ترتجف
وان نبض اوردتي يزداد قوة ..
والعبرات الخانقه تزيد من احكام قبضتها على حنجرتي ..
وشعرت برغبة جامحة في البكاء ..
فقد اسمتعت لآيات من كلام الله
لو أيقنتها صخور الجبال لتفتت
فكيف بقلب غض ٍ وقد افاق من غفلته ..


انتهى الامام .. صاحب ذلك الصوت العذب الرخيم المؤثر .. من صلاته ..
واستدار بوجهه الى المصلين مستغفرا" و مسبحا" ..
فرفعت بصري اليه .. وفي القلب له دعوه ..
جزاء ما اسمعنا من آيات يذوب لها الفؤاد من كمد .


واذا بي بوجه صاحبي
ذلك الشاب الشهم الطيب .. عبدالاله الـ ........
كأن هو الامام الذي يقرأ
لحظتها .. كم فرحت به ..
وكم تمنيت احتضانه !!


رمقني من بين الصفوف .. وانا اسبره بمقلتاي
فرد علي ّ بابتسامه صافيه ، نقيه ، صادقه ، منحتني شيء من اطمئنان .
لله هو .. ما اروعه !!


بقيت في ذلك المسجد.. اسمع المصلين يسبحون بنسق اجهله ..
وما كنت اعلم ان تلك اذكار مخصوصه ومسنونة بعد كل صلاه !!


كل مااشتقت اليه في تلك اللحظات ..
هو السجود ..
أي وربي .. هو السجود .
اشعر وانا ساجد .. براحة لم اعدها في نفسي من قبل
كاني قريب من ربي .. لاحجاب بيني وبينه ..


صليت سنة العشاء .. وانا اشعر بشيء من الاعياء والارهاق
ودعوت ربي .. ان يفتح لي ابواب فضله ..


خرجت من باب المسجد ..
و اخذت اتفحص وجوه اولئك الرجال الخارجين من بوابته
فوجدتهم مابين طبيب وممرض .. مريض وزائر .. موظف وعامل
كلهك سواسيه ..
قرات في وجوههم السعادة التي كنت انشدها .. وابحث عنها سنين طويله .
رايتهم يتهامسون بموده
ويتبسم كل منهم في وجه الاخر وكانهم اخوة ..
شعرت بأن لهم عالم غير العالم الذي اعيش فيه !


تحاملت على نفسي .. واتجهت صوب سريري في طوارىء المستشفى
وما ان دلفت الى تلك الغرفه ..
الا وبشقيقي .. يحمل في وجهه كل ايات القلق
اخذ بيدي واقعدني على السرير ..


سلامات .. سلامات مابك ؟ سألني ..


اجبته :
لاشيء مجرد عارض سيزول بأذن الله ..


رويت له ماحدث لي .. وبعد ان اطمأن عليّ ..
غادر الى حيث الطبيب المعالج .. ليستجلي منه حقيقة الامر .


وفي هذه الاثناء ..


التفتُ الى زاوية المكان البعيده ..
فاذا بها واقفة هناك ..


عرفها قلبي .. قبل بصري


وحين ادركت ْ بأنني قد شاهدتها ..


اقبلت ْ ..


واتجهت صوبي ..
وهي تحمل بين يديها .. نتاج رباطنا ..


قراتُ في خطواتها الانهيار والوجل .


وما ان وصلت الي ّ .. حتى احاطتني بالستار
وكشفت عن وجهها .. وهي واقفه ..


واذا بدموعها وقد تحدرت على وجنتيها
وبقيت صامته .. !


عيناها تطرح الاسئلة ..
اما لسانها فصامت !!


امعنت النظر في ملامح وجهها ..


فشعرت حينها بأنها من اجمل نساء الكون ..!!
لم اكن اتحسس ذلك الجمال فيها .. قبلا"
وما ادركته الا الان ..


ربما لاني كنت ابحث عنه في زينة زائفه .. تنتهي بمجرد ازالتها


اما الان .. والان فقط


فقد لمحت جمالها ..
حين تذكرت ..
قنوتها في بيتنا وتلاوتها لكتاب الله .. اناء الليل واطراف النهار


وحين جال بخاطري ..
دثارها الذي تتلحف به حين وقوفها بين يدي ربها ..
ايقنت انني ابصر مالم تبصره اشهر دور الازياء العالميه .


برز جمالها في ناظري
يوم تذكرت لحظات افطارها بعيد اذان مغرب كل اثنين وخميس
وتذكرت يوم ان كانت تبحث عن سعادتي وانا في لهو ٍ عنها .. وما زحزح ذلك ايمانها .


وبدون شعور مني ..
اخذت ُ كفها .. ووضعته بين راحتي يداي
قائلا" : حيا الله زوجتي الغاليه


فاجهشت بالبكاء ..


( طهور لابأس تمحيص باذن الله ) ..
قالتها مصحوبة بحشرجه ..
واردفت .. سلامات يا ابا( ...... ) مابك ؟


طمأنتها .. وطلبت منها التوقف عن البكاء حتى لاتشعر البنيه .. بشيء من خوف .


قالت وكانها تريد ان تصدق خبرا" لم يتأكد في ذهنها .. :
حين حضرت الى المستشفى .. وجدت ابنتي بين يدي امرأه لا اعرفها ..
ولحظة اخذتها منها .. وسألت ابنتك عنك .. شرحت لي تلك المرأه أمرك مع زوجها جزاهما الله كل خير .. وانك تتلقى العلاج ..


الا ابنتك قاطعهتا قائلة بفطريتها .. :
( لا .. ابوي صار يصلي مثلك يايمه .. قال لي بيروح المسجد ) .


هل كنت هناك بالفعل .. ؟ سألتني ..
هززت رأسي بالايجاب .. وانا اشعر بشيء من دوار ..


واللهِ .. مامرت ليلة اقف فيها بين يدي ربي ..
ولا لحظة افطار .. بعد نهار صيام ..
الا وسألته ان يتوب عليك ويهديك ..
فلربما استجاب الله لدعائي ..
فابشر بالخير ولا تقلق ..
هكذا قالت لي ..


فاخترق قولها ذلك .. كل جدارات كياني.. واستقر في فؤادي كصك امان .. وهبتني اياه


احست هي باني متعب .. وسألتني اين مكان آلآمك .؟
اشرت الى مؤخرة رأسي ..
فوضعت يمينها .. حيث الالم وابتهلت :
(( اسأل الله العظيم .. رب العرش العظيم ان يشفيك ))
ورددتها مرارا .. ومع كل مره كان الاطمئنان يتسلل الى قلبي ..


عاد شقيقي .. ونادى بصوت مسموع
اذنت له بالدخول ..
وقال : الطبيب يريد ان يحضر للكشف عليك .


طلبت من زوجتي ان تأخذ البنت وتنتظر في صالة الانتظار ..


بعد مغادرتها .. قال لي اخي بشيء من قلق محاولا اخفائه ..
الطبيب يريد منا ان نأخذك الى الاشعة المقطعيه .. !!


حسنا .. اجبته .


نزلت من سريري وأُركبت ُ على كرسي ذو عجلات
وحين هممنا بالمسير طلبت من شقيقي الانتظار


جلت ببصري في ارجاء المكان بحثا" عن ذلك الرجل الطيب الشهم .. عبدالاله الـ ...


واذا به يقف بالقرب من الباب .. ناديته وعرفته بشقيقي .. الذي اثنى على كرمه وحسن خلقه ونبله
وطلبنا منه الذهاب وعدم الانتظار .. لكي لانشغله ..
فاخجلنا بكريم ايثاره .. واصر على البقاء حتى يطمأن علي ّ
حاولت في عدم بقائه .. الا انه اصر .. ورضخنا لرغبته .


يواصل اخي حفظه الله . سرده لقصته .. قائلا" :


تحرك بي الكرسي الى حيث غرفة الاشعه
ومع شعوري الشديد بالارتباك المنهِك
توقف سؤال حائر في ذهني ..


لماذا المقطعيه ؟


وصلت الى حيث يكون جهازها .. وانا لم اصل الى اجابة بعد ..


لأول مرة في حياتي اشاهد ذلك الجهاز الاسطواني الابيض ..
استقبلي احد العاملين عليه ..
وطلب مني الاستلقاء على ظهري ووضع يدي على الجانبين
والثبات على هذه الوضعيه دون حركه ..
كدت اجن وافقد صوابي ..
فرأسي متجه الى حيث سيدخلونني .. في ذلك الجهاز الذي يشبه ( القبر )
تخيلت انه فعلا" ( قبري ) ..
وبدأت اسأل الله اللطف ..


اطفأت الانوار .. وعم الظلام
وبدأ السرير الذي انا ملقى عليه يأخذ طريقه اليا" نحو جهاز الاشعه المقطعيه
وبدأت اسمع اصوات طنين الاشعه .


لم تساعدني قواي على فتح عيني ..
اظن ان الطبيب منعني من ذلك .. لم اعد اذكر ..!


وبعد لحظات اخرجت منه .. وكأنني بعثت من جديد


عدنا الى حيث كنت .. بأنتظار نتيجة الاشعه ..
وبعد وقت ليس بالقصير ..
حضر الينا الطبيب الذي طلب اجراء الاشعه ..
وقال نحن بـأنتظار استشاري المخ والاعصاب ليعطينا رايه في النتائج !


سقط قوله ذلك على راسي كبرق خاطف ..
ماذا تعني بقولك هذا يادكتور .. سألته .
قال :
لاتقلق هذا امر روتيني .. فلكل اختصاصه ..


مرت ثلاثون دقيقه .. كأنها ثلاثون عام .. حتى حضر الاستشاري المختص
وبعد اجتماعه بالطبيب وبطبيب الاشعه
تأكد لهم وعبر الصور الاشعاعيه وجود شيء ما .. في منطقة الالم .


اخبروني وشقيقي بذلك .. وأكدوا لنا ان الامر لايستدعي القلق
وان الامر يحتاج الى تنويمي .. لاجراء المزيد من الفحوصات
ازدادت مخاوفي .. بعد هذا القرار
وقلت لهم لابد ان في الامر شيء هام .. طالما انه يحتاج الى مزيد من الفحوصات
وشرحت للطبيب انني انسان مؤمن .. ومقتنع بما كتب الله لي ..
ويهمني ان اطلع على حالتي .. وتحت مسؤليتي ..


نظر الطبيب الى شقيقي .. نظرة طالب المشوره ..
فقاطعته قائلا" .. انا صاحب الشأن ما الامر .. ؟


اجابني .. :
الاشعه المقطعيه بينت لنا وجود شبه ورم في مؤخرة الرأس ..!!!


اسقط في يدي .. فاحتضنني شقيقي .. واقعدني على السرير ..
شعرت بأن الكون الفسيح .. اصبح اضيق من سم الخياط ..
استرجعت اعمالي .. فما وجدت فيها مايشفع لي .. فضاقت عليّ الارض بما رحبت
واستذكرت فلذة كبدي .. بنيتي .. فجادت مدامعي .
وشقيقي يذكرني بالله وبالايمان بالقضاء والقدر .. وان الامر هين اذا اوكل الى الله ..


في هذه الاثناء ..
وبينما انا ادس وجهي بين كفي ّ .. واذا بيد حانيه تمسح على كتفي
نظرت فاذا هو وجه عبد الاله .. ولا زالت الابتسامه تعلوه ..
سأل مالامر ؟ اجابه شقيقي .. عارض بسيط ان شاء الله ..


قلت له .. قال لي الطبيب بوجود اشتباه وجود ورم في مؤخرة الرأس
شعر بفداحة همـّي ..
فسمعت منه كلمات والله انها لتزن الارض راحة وطمانينه .
اذكر مما قاله لي :
وهل تظن ان المؤمن لايبتلى .. !! ؟
ابشر بان الله يصلي عليك اذا استلهمت الصبر لوجهه الكريم وقلت انا لله وانا اليه راجعون ..!
وتذكر ان ذلك تكفير لذنوب ..
ومن ثم الطبيب يقول اشتباه ..
واخذ يطمأني .. حتى استكانت نفسي الى امر الله ..


*
*
*


طال الحديث بأخي ..
وشعرت بأنه قد انهك .. وصدمني بخبره هذا ..
نظرت اليه .. وكلي ذهول .. استسرعه الاجابه .
وهل تبين مرضك ؟


اجابني ..
نعم ثبت انه ( ورم ) في الرأس ..
وسأسافر قريبا" الى خارج البلاد لاجراء عمليه جراحيه استكشافيه لماهية ذلك الورم..
ان كأن ورما" حميدا" او خلافه .






هنا انتهى سرده لقصته ..
وشعرت انني انا الذي بحاجة الى من يواسيني .. فما زلت حديث عهد بهذه الصدمه
استرجعت قواي وثباتي ,, وهونت عليه الامر ..
واخبرته بما عاناه غيره من امراض اعظم من هذا .. وهاهم الان يتمتعون بعافيه


نظر الي نظرته الحاذقه .. تلك التي اعهدها منه .. وارفقها بأبتسامه
وقال :


لاعليك .. فثقتي بالله .. اعظم من كل المخاوف ..
فالحمد لله الذي قضى لي بهذا وقد عرفت من نفسي العودة اليه .
الكارثه .. لو استفحل الامر وغادرت وانا على ماكنت عليه من حال . والعياذ بالله .


*
*
*
وسافر الى خارج البلاد .. لتلقي العلاج ..


ولازاااال ..


لاتنسوه من دعائكم ..
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-09-2011, 10:03 PM   #112
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!

مجهول (8)



تقول صاحبة المذّكرات

السلام عليكم ورحمة الله ..


((إمرأة تدعى لطيفة ))

.
.
مذكرات تحكي عن قصة شخصية إمرأة تاريخية تعيش في زمننا الحاضر..

فعلى الرغم من أن التاريخ رجل خّلد أسماء الرجال !
إلا أن الحياة إمرأة للأسف لن يخلـــــــــد فيها أحد !
.
.
بإختصار هي إمرأة ليست كسائر النساء..
هل ممكن أن تجد اليوم إمرأة من زمن الدولة السعودية الأولى بيننا الآن؟؟
.
.
نعم لقد وجدتها ..وحدثتها ..وهذه هي قصتي معهـــــــــــــــا ..
.
.
قصة واقعية أقرب للخيـــــــــــــــــال !


أتمنى لكم متابعة ممتعة ...



(1)




(( واذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق ))


الفج العميق ..ماهـــــــــــو؟
.
.
في تفسير الفج العميق وجدت في كتب التفسير أنه الوادي العميق البعيد ...
.
.
.
كنت أفكر في تلك الرحلة الروحانية ...كيف يأتي المسلمون الى مكة ؟ينجذبون وكأن هناك كتلة تجذب الجميع الجميـــــــع من من دعاهم الرحمن وكتبهم عنده يأتون من كل حدب وصوب ...وفج عميق لم أكن أعرف أن الفج العميق هذه المرة سيكون في نفس مدينتي (الرياض )!
.
.
الفج العميق هو في الرياض لكنه عميق وبعيد!ستقولون كيـــــف؟
لولا الحج لما أتت وحضرت وخرجت - تلك المرأة -
عندما حضرت لمجلسي ومكاني وهو في الحقيقة نفس منامي في الحملة لم يكن هناك أحد بجانبي فأنا في بداية الصف والمرأة المفترض أن تجاورني لم تأتي بعد تعرفت على فتاتين أمامي كانتا من مدينة (الخرج ) تعارفنا وكنا متعبين من أول المشوار لذلك خلدنا للنوم جميعاً ..
.
.
.
عندما أستيقظت وجدت المرأة ـ جارتي - قد حضرت تبودعليها علامات السفر!.. كانت في نفس سني تقريباً تلبس لبس أخضر وتضع على رأسها حجاب أسود كانت تقرأ مع تعبها ...!
كنت أريد أن أتحدث معها لكن _ بنات الخرج _ دعوني لتناول القهوة معهم نسيت أن أخبركم بإننا أصبحنا صديقات فصداقة الحج تتكون بسرعة من غير أي مقدمات! ..
ونحن تناول القهوة قدمنا فنجان لتلك المرأة التي لا تتكلم كثيراً بل تقرأ ..تقرأ فحسب ..
.
.
أخذت الفنجان ومن ثم ذهبت لحقيبتها وفتحت (السحاب ) ووضعت الكتيب ورجعت بفنجانها وأخذت تمرة وكأنها الآن مستعدة للحديث ..
.
.
تحدثنا بشكل عام ..تعرفنا تعارف أولي كانت لي نظرة في الناس نادراً ماتخيب !ما أدهشني في تلك المرأة هو حبها لخدمة الآخرين ومن أول يوم عرفتها فيه أخذت -دلة القهوة ـ وقالت من يريد وأخذت - تصب - للجميع بحب وبروح طيبة قلما تجدها في نســـــــاء اليوم ..
.
.
.
في اليوم التالي أستيقظت في الصباح فوجدتها قد أحضرت القهوة والشاي والفطور لمجموعتنا وقالت لي هيــــــا تفضلي ..ذهبت لأغسل وجهي وأصلي وعندما أنهيت صلاتي قالت لي : توك تصلين الفجر ! ليش ؟؟ طيب ماتصلين الليل إنتِ؟
.
.
فقلت لها : كنت جداً متعبة لذلك - راحت علي نومة -
فقالت : وش رآيك أقومك كل يوم معي !
قلت : والله فكرة أجل الله يعينك علــــــــــــــــــــــــي !
.
.
عندما حان وقت النوم نام الجميع عدا إمــرأة كبيرة في السن وقورة جداً من أهل الجنوب كانت تدعي ربها ..وتدعي ..وتدعي وأنا أسترق النظر اليها ..
ثم بقيت أرتب ملابسي والأخت جارتي تقرأ ...نظرت الي وقالت : لم تنامي بعد !
أخبرتها بإني أريد ترتيب الأغراض لكي لا أشعر بالفوضى ..
أنهمرت الأسئلة ..مني ومنها ..
نســــــاء ويتحدثن ..وهل الحديث والسواليف خلقت إلا للنساء ..
.
.
سألتني وسألتها عن أشياء كثيرة متفرقة ..سألت عن أطفالي فبكيت لا شعورياً لإني كنت أشتاق اليهم .. يقتلني الحنين لا أستطيع النوم بسببهم ..لقد ـ جات ع الجرح مثل مايقولون -
.
.
فقالت : وأنا بعد عندي أطفال ..خليهم على الله ياشيخة..
.
.
أقتربت منـــــــــي وربتت على كتفي وهي تقول أنتِ في ضيافة الرحمن ونحن الآن في الثلث الأخير من الليل
قومي صلي وأدعي لأولادك فهذا هو مايحتاجونه والله الدعــــــــــــاء ..
.
.
ثم قامت وأخذت بيدي ذهبنا للمصلى ..كانت تصلي وتبكي ..
.
.
فبكيت معها ربمــــــــا لإننا كنا نصلي جماعة ! أو ربما لإننا مسافرون للحج !
أو ربما لإنها عندما - جات على الجرح وجدته نازف ولا زال ينزف لشجنه بأولاد صغـــــــــار..
يارب أكاد إذا ذكرتهم أذوب ..



يتبع
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2011, 11:11 AM   #113
عضو جديد
 
الصورة الرمزية فتى التوحيد
 
تم شكره :  شكر 22 فى 12 موضوع
فتى التوحيد is an unknown quantity at this point

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!

ذكريات جميلة

متابع,,,

التوقيع
فتى التوحيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2011, 05:37 PM   #114
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتى التوحيد مشاهدة المشاركة  

ذكريات جميلة

متابع,,,

 
أهلا بك أخي الكريم

يشرفني ويسعدني متابعتك للمتصفح

دمت بخير وسعادة
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2011, 07:48 PM   #115
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!




(2)




الــــــــــــدرعيـــــــــــــة


((عاصمة الدولة السعودية الأولى مدينة قديمة أثرية تاريخية هادئة انطلقت منها مسيرة الدولة مدينة صغيرة وادعة تطل على وادي حنيفة ..))
.
.
نعم كانت جـــارتي في (مجلس الحج ) من الدرعية ..
.
.
تحدثنا كثيراً ..تآلفنا بسرعة إنها إمرأة على سجيتها لم يغيرها الزمن ..ببساطة طيبة جداً
.
.
.
اسمها لطيفة وهــــي لطيفة بحق صدق من قال لكل إنسان من إسمة نصيب ..

عندما أستيقظت من نومي كنت أبحث عن نظاراتي .. يمين ويسار وأرفع الوسائد !

وأنا مشغولة بالبحث أسمع لطيفة وهي تقول : تفضلي ..تفضلي ..

ظننتها تريد تفضلي فنجان قهوة أو شاي فأنا لا أرى شيئاً !

قالت : أم محمد خذي عيونك ..وهي تضحك ..!
كانت تقصد نظاراتي ..

أخذتها وأنا أقول لها أين وجدتيها ؟
.
.
قالت : لا يهم ..المهم أنكِ ترين الآن صح !
.
.
صباح الخير ..مارأيك نقوم نصلي الضحى ونفطر ..قالت لي !

قلت لهـــــا : أوكيــــــــة ! فأنا جائعة ..
.
.
أحضرت هذه المرة بيض مسلوق وخبز وكروسان وشاي بالحليب ..

أما هي فلم تحضر سوى كروسان وتمر وقهوة ..
.
.
قلت لها : تحبين التمـــــر إذن ؟

قالت : لا نفطر في بيتنا إلا بالتمـــــــر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول
" بيت لاتمر فيه جياع أهله "
.
.
فقلت لها : صدق صلى الله عليه وسلم

فقالت : بعدين حنا أهل الدرعية نحب التمر ولا عجب فديرتنا كلها مزارع ونخيل ..

ألم تسمعي بمزرعة المغترة ؟
.
.
أم محمد ...سمعتي بمزرعة المغترة أسألك ..
فقلت لها :
عفواً سرحت قليلاً عندما قلتِ الدرعية ..

تذكرت مادة التاريخ والشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير المؤسس محمد بن سعود رحمهم الله جميعاً ..

قالت : هل تعرفينها إذن ؟

فقلت لها : أعرفها من نعومة أظفاري..تاريخنا وسيرافقنا طوال حياتنا ..

قالت : قضيت فيها سنوات كثيرة ..كانت أجمل أيام في حياتي ..أعشق ترابها ..

على العموم سأحدثك عنها أكثر لإننا في اليوم الثامن وغداً يوم عرفة هذا اليوم الذي طالما إنتظرته ..

فقلت لها : يوم عرفة يأتينا كل سنة ..
قالت : نعم يأتينا هذا الزمان ولانكون في هذا المكان !

نحن الآن حجاج ..لقد دعانا الله وحضرنا ملبين ..طائعين ..محبين ..فقراء شعث غبر ..
لا أريد أن أتكلم كثيراً

فقلت لها : لطيفة تصدقين ..أشعر أن لك حكاية !

فقالت : حكاية !

تداركت الأمر وبسرعة قلت لها :
أنا أيضاً عندي حكاية أعتقد بإن أي شخص لديه قصة عن حياته وربما أكثر ..!

فقالت : نعـــــم نعم ..لكن لن أحكيها لكِ كاملة !
.
.
ولدت في الدرعية ..وكان والدي - رحمه الله - تاجر ..
أخواني الأكبر مني إثنان ..ومن ثم أنا ..
والدتي كانت قصة عشقي التي لن تنتهي أبداً !
أمي كانت كل حياتي كنت أرى العالم كله من خلالها ..
تحدثني كثيراً فلم يكن في البيت إلا أنا وهي ..هي الآن في دار الحق
فقلت لها : عظم الله أجرك ..
تذكري دائماً أن في الحياة أشياء كثيرة أسوء من الموت ..طيب ووالدك وأخوانك ؟

فقالت : والدي في عمله دائماً ...وإخواني في حياتهم لم يكونوا تزوجوا بعد !

تقول لطيفة : أنا وأمي كنا دائماً في البيت فلا أسواق ولا خروج من البيت أبداً !

إستغربت وعقبت على كلامها : أبداً أبداً
فعقبت هي على تعقيبتي :
إلا في حالة واحدة عند المرض الشديد أو وقت ولادة أمي فقط !

فقلت لها : إحلفي ..!
فقالت : والله ..تستغربين صح لقد تعودت ..
تربيت على المكوث والقرار في البيت حتى بعد ماتزوجت أحب بيتي لا أخرج منه قط !

تصدقين لولا الحج لما خرجت من بيتي !

قلت لها : سبحان الله إنه الفج العميق إذن ...والزيارات ..والتمشيات ...!

قالت : الزيارات نجتمع في إستراحة كل شهرين مرة ..كل عائلتنا ..
وأهل زوجي نجتمع عند أخته الكبيرة مره كل ثلاثة شهور
وقلما يزورنا أحد فكل في فلك يسبحون ..

لم أصدقها عندما قالت لا أخرج من بيتي ...!

فمن في هذه الأيام لا يخرج ؟

الأسواق تعج بالنساء ..في كل الأواقات ..يلبسون أغلى الموديلات ...

ويبحثون دائماً عن ماهو جديد.!
لكن صدقتها أخيراً ..
من كلامها وتصرفاتها مع أنه في الحقيقة شيء لا يصدق !
.
.
.
تقول : كانت أمي ..تدعي دائماً أن يرزقها الله بأربعة أبناء ..
لم أكن أعرف سر إصرار أمي على هذا الدعــــــــاء ..
وكانت تطلب مني أن أدعوا لها بهذه الدعوة التي أحبتها وإعتادت عليها ..
.
.
.
والدي كان رجل حازم ..شخصيته قوية ..
شيخ رزين أصيل وشهم لا يحب الكلام الكثير لا يخاطبني كثيراً
وأعتقد أنه لايخاطب أمي كثيراً أيضاً ؟

أخبرتك والدي لايحب الكلام الكثير ...
أمي تخافه وتحبه ..
لو أن الرسول أمر النساء بالسجود للرجال لكانت أمي أول الساجدين ..

لو أقول لكِ أمي تقدس والدي تصدقين ؟

والدي بالنسبة لنا كالملك ..الشخص الذي لايخطأ ..رمز للخيــــــر ..
يصدر التعليمات ونحن ننفذ ..
.
.
أخواني أكتسبوا هذه الصفة من والدي رحمه الله ..

وأمي رحمها الله أعطتهم نفس القدر وعاملتهم بنفس معاملتها لوالدي ...
.
.
كانت دائماً تقول (الله يعافي الرجال))
.
.
لكن معاملتها لإخواني بهذه الطريقة جعلتهم يعاملونها برسمية أكثر ..
فعندما تزوجوا إنعزلوا عنا كل واحد منهم ذهب في حياته مع زوجته وأولاده وبقيت أنا وأمي ..
.
.
قاطعتها قائلة : هل أنجبت أمك أربعة أولاد ؟؟
.
.

فقالت لي : سأخبرك ..لكن ليس الآن فغداً يوم عرفة ..!
.
.
ماذا تريدين ...نحن حجاج وفي كل مرة نقول سنسكت ..سندعوا !!
.
.
.
.
اللهم لا تؤاخذنا . سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب اليك ..
.
.
قامت لطيفة مسرعة تريد أن تصلي الظهر ..وتركتني بكومة من الأسئلة !
كنت أستمتع لسردها ..لصدقها ..وفجأة توقفت !
.
.
.
.
وتوقف كل شيء ..ومن ثم قمت وتداركت نفسي وتذكرتها يوم قالت :
غداً يوم عرفة سنولد من جديد إنه يوم ميلادي ..وحلم عمري ..

فقمت وعساني أحقق شي في حلم عمــــــــــــــري ..
.
.
.
يتبع

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2011, 05:37 PM   #116
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!




(3)



اليـــــــوم التاسع


آآه ووطأت قدمــــــــاي أرض عرفة ووقفت أعظم موقف في حياتي ..
.
.
كأني أسمع أحدهما يقول ..
((ماأشرفة من موقف ..وأرجـــاه ..لولا أني فيه ))
ويقول الآخــــــر :
ـ اللهم لاترد أهــل الموقف من أجـــــلي ـ
إنهمـــــــــا الجليلان ..
مطرف بن عبد الله ...وبكر المزني
.
.
هكذا كان إنكسارهم وفقرهم ..تقول صديقتي لطيفة إن أستطعتِ أن تكوني أفقر الحجاج وأذلهم لله فكوني
يقول سهل بن سعد : ليس بين العبد وبين طريق ربه لأقرب اليه من الإفتقار ..
.
.
ليلة عرفة كنا نتحدث عن شريط للشيخ إبراهيم الدويش إسمه ..عرفات عبروعبرات ..
.
.
إتفقنا أن لا نتحدث في عرفات ..وإذا تقابلنا ..لانتكلم لإن عرفات ليست كمنى ..
ففي منى هناك متسع من الوقت لكن وقت عرفات لابد من إغتنام كل جزء من الثانية ..
.
.
وجائت ساعة الصفر ..الكل سعيد حتى الشمس سعيدة لإنها تشرق في خير يوم ..

الجميع منشغل النساء في الحملة كخلية نحل ..متأهبين ومستعدين للإنطلاقه ...

كانت الرهبة والرغبة والشوق تظهر على الجميع ..
وكأننا ذاهبون الى يوم الحشر ..

إتجهت الباصات الى عرفات الله ..الجميع الجميـــــع من كل حدب وصوب
وكأن القوة المغناطيسة الإيمانية تجذب قلوب المؤمنين
قوة كبيرة تلك التي تستطيع ان تجذب من أضيق مكان حتى من الفج العميق !..

أحسست أن الكرة الأرضية تميل جهة عرفات ..
وصلنا المخيم ..وصلينا الظهروالعصر قصراً وجمعاتقديم بأذان وإقامتين ..

ومن ثم إستمعنا الى خطبة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ من مسجد نمرة ..

كانت هناك مكبرات في كل مكان تنقل لنا الخطبة مباشرة ..

صوت الشيخ ..وبحته ..إنفعاله ..حكمته كلها تعودت عليها منذ صغري ..

تعودنا على صوت الشيخ ..ربطناه بالحج بمسجد نمرة بعرفات..

لله درك أيها الشيخ الواعظ إن فضل الله عليك عظيما وإحسانه عميم
فالمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يستمعون اليك ..
فضل وأي فضل بيض الله وجهك و زادك الله من فضله ورفع قدرك
ويسر أمرك وأطال عمرك وجعل صوتك يصدح في أرجاء عرفات كل سنة أزمنة مديدة ..
.
.
أنتهت الخطبة ..رأيت صديقاتي بنات الخرج ..ومعظم نســاء الحملة ..

كنت أبحث عن لطيفة لإنها خير صاحب في هذا اليوم لكني لم أجدها

ذهبت الى مكان (البوفية ) مع علمي أنها لاتحب الأكل كثيراً لكني قلت في نفسي ربما أجدها !
الأكيد أنها أخذت لنفسها مكان منزو بعيد عن الناس ..
إنها لاتريد أن تضيع جزء من الثانية ..كما قالت ..
كنت أحدق ..وأحدق لم أرى سوى أيدي ترتفع في السمـــاء ...

عبرات تسكب ..أعين باكيـــة ..وأخرى شاكرة ..كلهم خوف ورجــا حب وحيـــاء
.
.
الدنيـــــا ومالدنيا لا تساوي شيئاً ..فاليوم يوم الآخرة ..!

الوقوف هنا بالدعـاء ليس كأي مكان ..الخشوع هنا بلغ أعلى درجاته ..

حتى الإيمان تشم رائحته ..تشعر كأنك بين يدي رحمة الله ..

أنشغلت بالدعاء مثلهم .. أنخرطت بالبوح ..بالطلب ..تذكرت والدي ووالدتي ..
وزوجي وأبنائي وكل من له حق علي..
وكل من طلب مني وحملني أمانة الدعاء ..
حتى عيناي لم تعد تحدق في أحد
أعمتها الدموع التي ينزلها الله في قلوب المؤمنين ..لتغسل قلوبهم ..

قدمت إعتذار ..فنحن جميعاً مدينون بإعتذار ..إبداء ..الندم ..والتوبة الصادقة ..

الجميع مستعد منذو سنوات وأنا أنتظر هذا الموقف ..
نفسي التي كانت تلح علي أن أحضر هنا ماعدت أعرفها ! أصبحت عميقة جداً وبعيدة عني الآن ..

كانت تركض أمامي وشريط ذكرياتي وحياتي ومستقلبي كله يعرض علي
كل المشاكل والمصائب التي مرت علي وجدت حلول كثيرة لها إنها الآن بين يدي الله
أما أنا فأصبحت مشلولة عاجزة إلا عن الدعاء كل الأبواب مفتوحة أمامي فجأة ..
كل الممرات ..كل شيء مسخر .. ياه إنه سحر لا بل حقيقة ..
.
.
فالله عزوجل بعظمته وكبرياءه يهبط الى السماء الدنيا ليرى ضيوفه وينظر اليهم بحب ورحمة ويقول لهم

(لوكانت ذنوبكم كعدد الرمل أوكقطر المطر أوكزبد البحرلغفرتها ,أفيضواعبــــــــــادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له)
.
.
أما الشيطان فهاهو مهزوم فاشل..مدحور وكأنه يقدم إستقالته ويعلن إعتزالة !

ألم أخبركم أنه موقف عظيم ..

لن تستشعروا ما أقول لكم إلا في حالة وحده إذا كنتم قد جربتم هذا الموقف ..

يكفي أن أرواحنافي هذا المواقف يباهي الله بهاملائكته ..

الناس كحبات العقد المنظوم ..يجلسون بنظام ..
ومع غروب الشمس إنفرط هذا العقد ..
دفع الجميع الى مزدلفة إنها المشعر الحرام ..

رأيت منظر الحجاج وهم يلبسون الأحرام الأبيض الناصع وكأنهم حبات البرد تساقطت من السماء ...
أو كحبات اللؤلؤ كبيرة وصغيرة وثريات الكريستال اللامع ..
قبل يوم عرفة لم أكن أرى هذا المعان ؟؟ أترى يوم عرفه جلاهم وصقلهم ...ربما ..
.
.
الآن نفرة الحجيج أفضنا من عرفة الى مزدلفة وبتنا في مزدلفة ...
.
.
يوم ليس كأي يوم ..مع كل هذا التعب والإجهاد نشعر بلذة ..
براحة فالروح إذا أخذت دوائها أرتاح الجسد ولو كان منهك ..!
.
.
.

والى أن رجعنا الى الحملة لم أشاهـــــــد لطيفه ؟
.
.
.
ترى أين ذهبت ؟
.
.
.
.
.
.
ألم يشاهدها أحد منكم أيها الربع ؟؟
.
.
.
.

((ليس شيء أكرم على الله عزوجل من الدعــــاء))
.
.

((الغازي في سبيل الله ..والحاج والمعتمر ..وفد الله ,دعاهم فأجابوه,وسألوه فأعطاهم ))
.
.
أبو القاسم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم


يتبع

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-09-2011, 03:16 AM   #117
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!



(4)


هــــاقد أشرقت شمس العيـــــــــــــــــد..

الذي أعرف أن في يوم عيد الأضحى المبارك نذبح الأضاحي بعد صلاة الحج ونلبس ونعايد الأهل ..

والذي أعرف أيضاً أن يوم التاسع نكون صياماً فنستشعر عيد الفطر في عيد الأضحى ..

لكن في الحج رأيت الوجه الآخر عرفت مالم أعرفه عن تلك الأيام ..
فالحاج يعيش أشياء أخرى أحداث كثيرة آوامر ربانية لا يعلم أحياناً حتى الحكمة من مشروعيتها ربما تكون أحاجي ..
وهذا هو الأسلام هو الأستسلام ..
فنحن مستسلمين منقادين ذليلين ضعفاء ونطبق أحكام آلهية لانعلم ماتخفي لنا من قرة أعين ..

لكننا في كل مرة نستشعر بإن هناك أرطال زالت عن الأنفس ..
الحقيقة أن يوم عرفة هو يوم (الذروة) كما سميته ..

مثل قمة جبل إيفرست أعلى نقطة في العالم ألم يعلمو أن أعلى قمة هي جبل عرفات!
لكنها أعلى قمة في يوم مخصوص لإننا بعد غروب شمس هذا اليوم حين نصل الى تلك القمة نرجع مرة أخرى الى السفح ..

نسيت أن أخبركم بإنني زرت قمة عرفات ولم أزور قمة جبال إيفرست
والإختلاف أنك قمة جبل إيفرست تصل الى مرحلة التجمد وقمة جبل عرفات تشعر بالدفء والراحة والأمان ..

اليوم هو العاشرهــويوم الحج الاكبر ...يوم النحـــر ..صفحة بيضاء بجديدة ..عمر جديد ..
هو نفسه عيد الأضحى الذي أعيشة كل سنه لكن بروح إيمانية أكثر أشعر بإني تغيرت حتى شكلي تغير !

لو طلب من الحجاج أن يفتحــوا سيرتهم الذاتية لوجدوها بيضاء نفس بياض صفحة ميلادهم ! ..

أشعر بإنني أمسك كتابي باليمين يداي ترتجفان ! أقلب الصفحات أجدها فارغة حتى تلك اللحظة ..لكن اليوم لابد أنها إمتلئت ..!

تسائلت الآن وأنا أكتب تلك الأسطر من أين كانت البداية ...! وماهو الموضوع الأول؟ولماذا؟
ماذا كتب فيها بعد الحج ؟خــــير ؟ شــــــر؟بماذا ستختم ؟
ليتها تختم بحجة ...لكي أرجع لأرى البياض ..

الحج ..كأنه منظف مفرمت ..يعمل كالديليت لكل السيئات ..أعتقد بإن الجميع يحتاجة ..

الحمد لله أن شرع لنا الحج وجعله ركن من أركان الإسلام ..
.
.
التقطنا الجمار ..كنت أتسائل أيضاً هل سيكفي هذا الحصى لكل هاؤلاء البشر ؟
لا أدري لماذا أشعر بإنني أمتلك توكيلاً بالنيابة عن كل حاج ..! قاتل الله ((اللقافة ))
.
.
ذهبنا الى جمرة العقبة والحمد لله رجمنا الشيطان مثل مايقال ...!
الكل متحمس ..
يرمي ببسالة فهذا هو الشيطان الذي أخرج أبواي من الجنة !
ثأر قديم بيني وبينك تباً لك أيها اللعين ..

اليوم سأصب جامات الغضب عليك سأنال منك !
.
.
إنه حجر .. أراد الله أن يجعل رجمنا معنوياً ..جعل هذا الحجر الأبكم رمز !

ألم أخبركم أن الحج سر من أسرار الله ..

لكن والحق يقال بعد رمي الجمار تذوقنا حلاوة النصر ..المجد ..العظمة ..
.
.
.
.
من ثم قصرنا ..وتحللنا من الإحرام ..رجعنا الى مخيم منى ..دخلت دورة المياة وأنا في قمة التعب ..

أخذت (شاور) ورجعت الى منامي ..وهو نفسه مقعدي ومكان تسريحي لشعري وكل شيء ..

وأنا منهمكة في تجفيف شعري أسمع إحداهن تقول لي (كـــــل عام وإنتِ بخير ) ...(تقبل الله )
.
.
رفعت رأسي وكان شعري مبتل كأنه غيمة ممطرة !
فإذا بها (لطيفة ) يووووووه ..
.
.
لاإرادياً وضعت الفرشاة أرضاً وجلست أحدثها ..بادرتها أولاً أين كنتِ البارحة ؟
.
.
فقالت : كنت في عرفة ..
فقلت لها : لا ياشيخـــــــــــه !
.
.
فقالت :والله ..وأخذنا نحكي عن يوم عرفه وعن الجمار وحجمها

أخبرتني لطيفة أن الحملة تضع حاوية كبيرة تحوي أكياس صغيرة جداً
يوجد بداخلها جمار فلا حاجة لجمع الحصيات فهي متوفرة ..
.
.
تكلمنا عن جمرة العقبة ..وعن الدعاء بعدها ..كنت أقص لها الشكل الهندسي الرائع الذي سهل عملية الرمي
فالحجاج لايعودون من نفس الطريق بل كل من يرمي يذهب الى مكان آخر فلا زحمة ولا فوضى مثل السابق ..

قاطعتني لطيفة وقالت لي : أم محمد سبحان الله شعرك لونه أشقر !
.
.
قلت لها : إيه فينا عرق ..! لطيفة من صدقك !
.
.
قالت : ليش ؟ خايفة من العين !
.
.
قلت لها : لأ هذي صبغة ! معقولة يكون لون شعري كذا !!!
.
.
قالت : صبغة مثل الحنه يعني ...تحطينها لنفسك !
.
.
قلت لها : لطيفة هذي صبغة سويتها في مشغل ..
.
.
قالت : مشغل أعوذ بالله أعوذ بالله..لا لا مستحيل أنا أروح مشاغل !
.
.
قلت لها : ليش ؟ لماذا ؟ وراه ؟
.
.
قالت : أتقِ الله المشاغل فيهــا وفيها ... يكفي إنهم ممكن يصورونك ..
أصلاً زوجي مستحيل يسمح لي أدخل أماكن مشبوهة ..!
.
.
قلت لها : عموماً هذي قناعات ..ومباديء وأفكار ..أنا أستغرب من وجهة نظرك تماماً
لإننا ياعزيزتي في القرن الواحد والعشرين ..لم تعد تقنعنا هذه الأفكار !
.
.
قالت : نفسي أصبغ مثل هذا اللون ..!
تصدقين شفت بنات وحريم كثير شعورهم ألوانها غريبة أشقر وأحمر وحتى بنفسجي وكنت أحسب شعورهم كذا خلقتها ..!
.
.
قلت لها : ؟ ياعمري العالم تغير ..وما ألوم الحريم ..لإن رجالهم الآن أصبحو يشاهدون الدشوش ....

قاطعتني : لايكون عندكم دش ؟؟؟؟
.
.
قلت لها : لطيفة شعري جف وأنا كنت مخططة أروح أستشورة وأرجع !
.
.
قالت : يوووووة جايبة معك إستشوار ...ترى حنا في حج !
.
.
رفعت خصلات شعري وذهبت للممر الذي فيه ( أفياش ) كهرب ..
وهناك تجمع البنات الذين يجففون شعورهم ..
.
.
رجعت ووجدت لطيفة تفكر لم يعجبها الوضع لكنني كنت متأكدة أنها سترى الأسوء ! ...قلت لها يالله نتعشى ؟
.
.
قالت : لأ أبروح دورة المياة بتوضأ أول ..قلت يالله مشينا ..
.
.
عندما دخلنا دورة المياة وجدنا إمرأتان معاهم حقيبة صغيرة فتحوها أمامنا فإذا بها منظفات ..ومراهم ...أقطان صغيرة ..
.
.
عرفنا من حوارهم أنهم يستخدمون كريمات من عيادات تجميلية ...!
.
.
خرجنا ولطيفة تتسائل : كيف لهم أن يحضورأدواتهم التجميلية حتى للحج ؟؟!!
.
.
قلت لها : لطوف ...الزمن تغير ..كل شيء تغير إنفتاح كبير تم في السنوات الأخيرة ..
أنتِ لا تخرجين لذلك لا تستطيعين أن تحكمي ..!
.
.
وصلنا لمكان البوفية أكثر البنات (الصغار) يرتدين البنطال ..والكبار يلبسون الجلابية ..
علقت أيضاً لطيفة على لبس البنطال وقالت :حرام والله ..
فقلت لها : البلوزة طويلة جداً
.
.
فقالت : بعد تبينهم يقصرونها !
.
.
فقلت لها : لأ لأ لم أقل كذلك...لطيفة يالله نرجع نكمل كلامنا في مجلسنا ..
فأنتِ قطعتِ لي بوعد أن تكملي قصتك ..هيـــــــــا لنذهب ..
.
.
.
ذهبنا وأنا ألمح في عينا لطيفة ألف تساؤل ..لم أعد أستغرب تساؤلاتها
فهي لم ترى الإختلاف والتغير الكبير الذي حصل في المجتمع ...!
أشعر بإن لطيفة تعيش زمان مضى وذهب وولى ولن يعود إنه الزمن الجميل مثل مايقولون يوم كانوا الناس على نياتهم ..
.
.
.
يتبع


أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-09-2011, 01:28 AM   #118
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!



(5)


رجعنا الى أيام الدرعية القديمــة ...ورجع شريط الذاكرة الى الوراء ..
.
.
تقول لطيفة : أخي الكبير كان يقوم بكل شيء ..لكنه لا يتكلم كثيراً ينفذ آوامر والدي ..
وكان مؤدب بشكل لاتتصورينه ..وحتى أخي الثاني ..
.
.
كنت أعامل أخواني ووالدي برسمية مثل ما أخبرتك سابقاً ...وهم كذلك ..!
.
.
لكن عوضت هذا بعلاقتي بوالدتي كنت أنظف وأطبخ وأشعر بالسعادة عندما أخدم أمي ..
مع أنني كنت في سن صغيرة جداً ..علمتني أمي كل شيء كانت تفرش السجادة وتقول :
يالله يمة تعالي بنصلي وأوقف أصلي مع أمي وأشم في جلال الصلاة ريحة حنتها ريحة ديرمتها ..
حتى عطرها المميز ..

كتلة من الطيبة المتحركة ..
سألتها : هل تحقق دعاء والدتكِ؟
.
.
فقالت : أي دعاء أها ..تقصدين الأربع أولاد ؟
.
.
قلت لها : نعم ..
.
.
قالت : نعم الحمد لله أنجبت أمي من بعدي ولدين فارق السن بيني وبينهم كبير نسبياً ..
أصغر أخواني الآن عمرة خمس وعشرين سنه بيني وبينه عشر سنوات ..
.
.
الكبار تزوجوا ...وأبتعدوا ..وأمي إنشغلت بتربية الصغار ..
أخبرتك فارق سني كبير بين الكبار والصغار ..
.
.
أما أنا فتقدم لخطبتي شاب من قبيلة ليست من الدرعية أصلاً لكنه كان ملتزم ومحافظ على دينه ..
تربى يتيماً فوالداه توفيا في حادث أليم وتولت أخته تربيته ..
.
.
في البداية والدي رفض وأخواني كذلك كونه ليس منهم ..
لكن أمي أصرت وهذه أول مره ـ تمشي أمي كلامها ـ هذا لإنها تعرف أخته جيداً ..
قالت أمي حتى لو لم يكن يمتلك الكثير من المال !
فالرجال هم من يصنع المال ..ولا يصنع المال الرجال ..!
.
.
تزوجت هذا الرجل وسكنت في شقة صغيرة فزوجي - على قد حالة - لكنه غمرني بطيبته كان مسالم جداً ...
أنجبت منه ولدين وبنت ..وكان أب حنون ولايزال ..نظرت الي وقالت : يمكن لإنه تربى يتيم ؟
.
.
فقلت لها غريبة مع أنهم يقولون فاقد الشي لايعطية !!
.
.
وهو فقد الحنان ..أقصد حنان الأم والأب كذلك !
.
.
فقالت : بل فاقد الشيء يعطية ..ويعطية ..لإنه فقده ولايريد أولاده يفقدوه ..!
.
.
.
عشت مع هذا الرجل أجمل أيام عمري ...أحسست بإني أسعد إمرأة في العالم ..
في ذاك البيت الصغيرليس الموهم أن تعيشي في بيت كبير مزخرف حتى تشعري بالسعادة !

قاطعتها قائلة : عزيزتي لطوف الطيبون للطيبات ..
.
.
.
تقول لطيفة : لم أكن أخرج من البيت إلا لزيارة والدتي مرة في الشهر !
.
.
لإني سكنت في غرب الرياض وبيتي أصبح بعيداً عن الدرعية ..لذلك قلما أزور والدتي .
.
.
.
.
لكن والدتي تعبت ..وأصابها مرض عضال ..
.
.
جننت عندما علمت بمرض أمي لعلمي أن أمي لا أحد لا سوى رب العالمين..
فإخواني تزوجوا جميعاً وتركوها جميعاً ..الأول تزوج بنت العم والثاني تزوج (سورية )
والثالث تزوج (مغربية ) والأخير تزوج بنت بعيدة أصلاً عن عائلتنا وفي كل مرة أخواني يختارون زوجاتهم ..
.
.
ظلت أمي على فراش المرض شهور ..وعندما تدهورت حالتها إستأذنت زوجي وأذن لي أن أجلس عند أمي قبلت رأسه لإنه أذن لي ..
.
.
كانت أمي مثل الطير الجريح أو الطفل الصغير لا تستطيع عمل أي شيء عاجزة تماماً هجم عليها المرض وأنشب أظفارة ..
غير أنها لازالت تمتلك أعذب لسان على وجه الأرض ..!
.
.
لازالت هذه الروح تدعي ..وتشعر وتحس ..مؤمنة بقضاء الله راضية مطمئنة لقد تعلمت منها الصبر ..
.
.
وهذا ماكان يعذبني ..أمي لا تريد أن تشعر أنها عبأ علي ؟ لا تريد أن تحمل أحد همها اييييه يالنفس الأبية ..
حتى آخر لحظة في حياتها لا تستسلم أمي عن عزة نفسها ..
.
.
والدي ذهب وتزوج هو الآخر وأنا بقيت عند أقدام أمي أغسلها ..وأطبخ لها ..أعتني بملابسها بدوائها بكل شيء ..
فعلاقة الحب التي كانت تربطنا أصبحت اليوم أكبر وأشد وأقوى فالحبيبة مريضة !
المرأة التي ضحت وعاشت وقاتلت من أجلي ومن أجل سعادتي تحتاجني الآن ...!
.
.
ماذا عساني أن أفعل تركت زوجي ..وألاودي أحضرتهم معي ..كانو يأنسون وحدة الوالدة ...
.
.
كنت أضع يدي وأقرأ عليها ..ومن ثم أنفث ..
وأشعر بإن هذا يروق لها ..
لذلك أمكث طوال الليل واضعة يدي على جبهتها وأقرأ ..
.
.
في يوم من الأيام قالت لي وأنا واضعة يدي على رأسها: لطيفة يابنيتي الله يسعدتس دنيا وآخره أرجعي مع رجلتس ..
.
.
تقول لطيفة : ليش يمة أفا تعبتِ مني لايكون عيالي صجوك ؟
.
.
قالت : لا لا بس بعد تاركه رجلتس بالحاله ..أخوانك يجون ماهم بيقصرون ..
قلت لها : إلا يمه أخواني مقصرين وينهم لهم أيام والي يجي منهم يقعد دقيقتين يسلم ويشرب فنجان قهوة ويروح !
أخواني وجاتهم ....
فقاطعتني قائلة : ما أبي شي من أحد الي بيجي حياه الله والي بيروح الله يحفظه وإنتِ يابنيتي روحي مع رجلتس لاتقعدين ..
.
.
تقول لطيفة قلت لأمي : يمه ما أقول كذا لإني تعبت ولا أتشكى يمة
هذولا أولادتس بعد يمه مو إنتِ كنتِ تقعدين تدعين إن ربي يرزقتس أربع أولاد ؟
.
.
قالت : إيه وقرب يتحقق دعائي ؟؟
.
.
قلت لها : شلون يمه ؟
.
.
قالت : يوم إني مرضت وتعبت ما أبي أحد يشيل ويحط من تحتي إلا بنيتي ولا أبي أحد يكشفني ويغسلني إلا بنيتي ..
ما أبي حريم أخوانك ..يمه هذولا بنات الناس مهما كان ..!
.
.
قلت لها : والعيال الأربع وش فايدتهم يمه لازم تهاوشينهم ؟
.
.
.
قالت : تمنيتهم أربع عشان إذا مت ماحد يحمل نعشي ويدخلني قبري إلا عيالي الأربع ...عيالي ..
.
.
.
أنفجرت لطيفة في البكاء لم تكن تبكي كانت تنوح ...
تأثرنا جميعاً ساد الصمت في مجلس منى
تساقطت دموعنا ولم نستطع حتى أن نخفف عنها لا أنا ولا هيفاء كذلك آآآآآآآآآه تحرك شيء ما في قلوبنا ..
ترى ماهو الشيء الذي جعلنا نبكي بحرقة ؟
.
.
.
أهو صدق لطيفة ؟ أم صدق والدتها ..
.
.
في الحقيقة لم أكن أعرف !
.
.
.
سوى أنني في كل مرة أحب هذه المرأة أكثر من قبل

.
.
.
يتبع


أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-09-2011, 10:01 PM   #119
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!




(6)


ولازالت تظلل سماء مِنى ... أيام التشريق ..
.
.
هناك في ركن بعيد كانت تنام إمرأة أو بالأحرى هي لا تنام !
كنت أراقبها وأسترق النظـــر إليها ..تتقلب طوال الليل يبدو أنها تعاني من مشاكل وإضطرابات في النوم مثل الكثيرين !
الليلة تفاجأت ببكائها كأنها تتألم ...! أخبرت لطيفة وذهبنا لتلك المرأة وسألنها ؟
.
.
عرفنا أنها أم ( مرضع ) تجمع الحليب في صدرها وتكتل وأصبح كالصخور آه أشعر بألم في صدري عندما تحدثت المرأة ..
تقول : كنت أصارع الآلآم وأتصبر وأصبر عليها لكن ..اليوم وأنا أرمي الجمار كان أمامي حاج أفريقي عملاق
ومن غير قصد منه ضربني في صدري وصحت من شدة الألم ...
.
.
رجعت هنا ولازال الألم ...!
.
.
ذهبنا الى طبيبة الحملة وجائت على وجه السرعة وقالت : الضغط منخفض !
.
.
بسرعة عزيزتي للعيادة سنقوم بشفط الحليب ..وسنعطيك (حبوب ) تساعد على منع التحجر ..و(حبوب ) أخرى تساعدك على النوم وعلى تخطي مرحلة الألم ..
ثم سألتها الطبيبة : لماذا لم تراجعي طبيبة نساء وولادة قبل أن تأتي للحملة ؟؟؟؟
.
.
فقالت ظننت بإنني سأتحمل تلك الآلآم ...!
.
.
أستغرب من بعض النساء...لماذا تتتحمل الألم طالما يتواجد العلاج البديل ..الا ..ألم ؟
.
.
هناك نساء أيضاً حوامل ؟؟ كيف تستطيع الحامل وهي في مرحلة (ضعف ) و(وهن على وهن ) ..أن تواصل حجها دون متاعب ؟
أوليس الحج جهاد المرأة ؟ هل تستطيع الحامل أن تجاهد ؟؟؟
.
.
لابد من الإهتمام بالحالة الصحية شاهدت الكثير من النساء اللواتي يعانين من أرتفاع الضغط أو أرتفاع ضغط الدم
وهن يحملن أدويتهن ....وهذا مهم جداً ...
.
.
إذا عرفنا أن الحج مرة واحدة في العمر فلابد أن نخطط له نوفر لأنفسنا وسائل الراحة ..
خصوصاً الصحة الجسمية لإن الحج عبادة ( جسمية ) تتطلب قوة ونشاط وصبر ..
.
.
.
بعد مرور ساعات وجدنا المرأة في البوفية أصبحت تأكل وتشرب بعدما توقف الألم ..شكرتنا ..
وتحدثنا معها عن ولدها الرضيع ثم ذهبنا الى المصلى ...
.
.
بعد الصلاة قالت لي لطيفة كلام كثير ..كثير بشأن والدتها ...قالت وقالت وقالت ولم أكن أصدق الكثير من كلامها !
لإني لم أرى مثل تلك النماذج في حياتي !
أشعر بإن المرأة التي أمامي إنما هي أسطورة !
.
.
تقول لطيفة : والدتي رحمها الله ولدت في الدرعية وعاشت ..وتزوجت ..وأنجبت في الدرعية ..ثم بعد ذلك دفنت في الدرعية ..
لم تكن تخرج الى أي مكان ولم تسافر الى أي مدينة أخرى عدا مكة والمدينة فقط !
.
.
توفيت وهي زاهدة في الدنيا ومافيها ..لا تطلب ولا ترجوا إلا ماعند الله ..
.
.
.
حدثتني كثيراً عن والدتها ...وعندما ذهبت للنوم أخذت أفكر في لطيفة ووالدتها وأقول في نفسي :
.
.
في مجتمعنا شخصيات تستحق أن نكتب عنها أن نسلط الضوء عليها ولو من بعيد من قال أن الزهد والبكاء
و(الحب الآلهي ) حكراً على بشر الحافي ورابعة العدوية ! فعندنا شخصيات والله ثم والله فيها الخير الكثير الكثير

هناك نساء في مجتمعنا يضرب بهن المثل في الدين والورع لكن هيهات هيهات أن يعرف عنهن شيئاً فهن يولدن ويعشن ويمتن
ولايعرف عنهن شيئاً موصد قبلهن ألف باب وباب ..

مثل شخصية والدة لطيفة شخصية منقطعة عن الدنيا مقبلة على الآخرة ترى أن الدنيا ممر أو شجرة تستظل تحت ظلها فقط ..
.
.
لطيفة أيضاً مثل آخر فتلك الفتاة من تلك المرأة يكفي تشابه الجينات الوراثية والتربية أيضاً ..!
.
.
.
.
فكرت أيضاً في حياتها مع زوجها ..لم أحدثكم عنها ولكن حتماً سأخبركم بها لإنها قصة عجيبة وغريبة أخرى من قصص لطيفة
.
.
.

وكانت مفاجآت أخرى لم تكن بالحسبان ..أي زوجة مثلك يالطيفة ..

.
.
لله درك ..
.
.
يتبع
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-09-2011, 09:15 PM   #120
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـذّكـرات مجهول !!



(7)



حمـــــــــــام الحرم
.
.
أتجهنا الى الحرم لنطوف طواف الحج أو هو طواف الإفاضة ..في الحج الحرم يختلف !
.
.
حمام الحرم يتوسع.. ويوسع للحجاج المكان فلا تكاد ترآه ..كأنه يقول : تفضلوا البيت بيتكم مطهر للطائفين ..!
.
.
ولنا مع الحمام قصص ...فنوح عليه السلام بعد الطوفان والأمواج العالية أرسل بحمامة لترى هل جف الماء فجآت الحمامة البيضاء وهي تحمل غصن الزيتون أي أن هناك عند جبل الجودي حيث الحياة ..
.
.
فالحمام يرمز للحياة .. ..
.
.
وماحمام الغار الذي ربض في عشه لحماية الحبيب إلا رمز ..للأمان ..
.
.
حمام الحرم يوحي لي بنفس بالحياة ...الحب ..المعايشة ...والأمان وكيف لايكون الحرم مليء بالحمام ومن دخلة كان آمنـــــــا؟
.
.
عندما تدخل الحرم وتنظر للبيت مفصلاً ليس جملة ..تنظرللحجر الأسود وتتخيل قصته والركن ..والملتزم ..زمزم ...تعيش ومشاعرك في المشاعر..
.
.
تتخيل ذكريات وتاريخ أمة بل هي خير أمة أخرجت للناس ..
.
.
طفنا في الأعلى وكأننا في مسار كوكب زحل لا أحد يحيد أو يميل الكل يسير في دوائر العرض والكل يدعو الله أن يتقبل كيف لأ وأبونا إبراهيم بعدما وضع القواعد قال: ربنا تقبل منا ..إنه يخشى من عدم القبول فكيف بنا نحن ؟؟
.
.
الحرم يتسع للملايين إنه الإعجاز ! من يرتبهم من يحفظهم من يجعلهم كالجسد الواحد ؟ إنه المضيف لهم رب البيت العتيق ..
.
.
.
.
رجعنا الى الحملة ...وجدت لطيفة قد إنتهت من الطواف ..كانت تجلس مع البنات وتستمع وتصب القهوة ..
.
.
عندما أتيت للمجلس جلست على فراشي ووضعت يدي على رأسي وأنا مجهدة ...قالت لي هيفاء : تقبل الله منك ياحجه ..
فقلت : منا ومنكم منا ومنكم ..
.
.
فقالت لطيفةوكانت تحدث الجميع : عندما حجزنا في هذه الحملة دعا زوجي لي ثلاث دعوات :
.
.
الأولى : أن يتقبل الله حجنا ..
.
.
والثانية : أن ييسره لنا ..
.
.
والثالثة : أن يسخر الله لي إمرأة صالحة تصحبني في هذه الرحلة ..
.
.
تصدقون زوجي كان يحسب حساب إختلاطي في النساء ! يخاف علي !
.
.
فقلت لها وأنا لازلت متكأة : لا ألومة فأنت إمرأة مختلفة ..
.
.
أعجبتني دعوات زوجتك ..وأتوقع أنها دعوات مستجابة فيما عدا الثالثة !
.
.
ضحكت لطيفة وقالت : عندما أنهيت طواف الحج قبلت رأس زوجي لإنه حججني ...
.
.
فقلت لها : معي حق إذن عندما قلت لكِ لا ألومه ..!
.
.
فقالت لطيفة : عندما توفي والدي ورثت مال وعقار ..ووكلت زوجي عليه..وبعد فترة طلبت من زوجي أن يشتري بالمال بيت كبير فنحن نسكن في شقة بالإيجار صغيرة جداً ..
.
.
رفض زوجي وقال : سأشتري البيت بمالي فأخبرته أن مالي وماله واحد وحلفت أن يأخذ كل المال ويضعه بإسمه ويشتري البيت بإسمه وبطلب مني ..
.
.
وبعد جهد جهيد وافق زوجي ..وأشترى البيت والحمد لله إنتقلنا الى بيت كبير وكأنه قصر ..لم أكن أعرف ماذا فعل زوجي بالمال الباقي لم أكن أعرف إن كان هناك باقِ أصلاً
.
.
عندما حجز زوجي في الحملة ذهبنا الى المحكمة ولم أكن أعرف السبب !
.
.
لقد وثق زوجي كل شيء ..وكتب البيت بإسمي وأعلمني ماذا فعل بالباقي وحتى العقار بنى الأرض وأجر..وأنا لا أعلم ولم أكن أريد أن أعرف ..عندما وكلته على كل شيء كنت أعرف أين وضعت مالي ...
.
.
قال لي زوجي : نحن ذاهبون للحج ..سفر ومفارقة ..ولاندري ماذا سيحصل لنا ؟ لذلك وثقت كل شي حلالك وحقك مكتوب كله بإسمك ووالله مآأخذت ولا ريال إلا بعلمك ..!
.
.
.
قلت لها : سبحان الله زوجك مثلك ..!
.
.
.
تقول لطيفة : كنت رافضة تماماً ..أريد كل شيء بإسمة لكنه أبى ..
.
.
.
.
.
فقلت لها : لكن الله لا يستحي من الحق ..!
.
.
قالت : نعم نعم ..هو قال لي ذلك ..
.......
ونحن نتحدث جائت إمرأة تخبرنا أنهم يقيمون محاضرة في مجلس رقم 15 ..فذهب معظم البنات وبقيت أنا ولطيفة ..
.
.
أكملت لطيفة وكانت تتحدث عن أولادها تقول لطيفة : عندما خرجنا نريد الحج الأولاد متماسكين أما أثير فبكت ـ لين قالت بــــــــــــــــــس ـ
.
.
سألتها لطيفة : أمانه بالإمانه : هل تريدين أثير تصبح مثلك ؟
.
.
فقالت : كيف يعني ....؟ أكيد أتمنى تصبح مثلي !
.
.
فقلت لها : تزعلين مني لو أتكلم معك بصراحة !!
.
.
قالت : لا لا خوذي راحتك !!
قلت لها : تريدين أن تصبح أثير لاتخرج لأي مكان ولا تعرف أي شيء يدور حولها في العالم الخارجي !مثلك تماماً ..حسناً لكنها خلقت في زمان غير زمانك !
.
.
فقالت : أنا أعرف مايدور حولي أتابع التلفاز ..وأقرأ الصحف ..
.
.
قلت لها :عزيزتي قرأت كثيراً في علم النفس وعلم الإجتماع وأصبح لدي مقدرة في تحليل تصرفات الناس وإستشفاف ماخلفها..وأرى أنك لاتزالين حبيسة البيت أنت في خندق! لا تعرفين الكثير عن المجتمع !بالرغم من أنك تتمتعين بشخصية جميلة وعفوية وصادقة غير أنك لطيفه ...أممممممممم ألا ترين بإنك غير إجتماعية؟؟؟
.
.
نظرت لطيفة بإستغراب وعلى وجهها أكبر علامة إستفهام رأيتها في حياتي !!.
.
.
ومن ثم سألتها : دعيني أشرح لك ..أخوانك لماذا تزوجوا من جنسيات مختلفة ؟؟
.
.
فقالت : لا أعلم ..هم يريدون ذلك ..وهذا نصيبهم !
.
.
.
فقلت لها : صحيح نصيبهم لكنه أيضاً من صنع أيديهم ..لطيفة هم تزوجوا خارج العائلة لإنهم يريدون إمرأة مختلفة ..ربما قوية ..ربما متعلمة مثل زوجة أخيك الدكتورة في الجامعة ..يريدون زوجات متكلمات ..
.
.
.
لطيفة بإختصار!! أنت تحتاجين لإصدقاء !تبقين كثيراً لوحدك عائلتكم ليس بها شبكة أصدقاء أوشلة بنات ! أنتِ لاتذهبين للزيارت العائلية ...للأفراح وهذه التجمعات وجدت أصلاً للتعارف وتبادل الخبرات والمعلومات !
أنت لا تشاركين في نشاطات إجتماعية ..سواء في عمل أو مدرسة ...
تجلسين في بيتك طوال الوقت يفوتك مواسم التعارف ويفوتك الكثير !
.
.
ردت علي لطيفة بكل ثقه : يفوتني عـــــادي بكيفي وبإختياري .أنا لا أريد تلك الحياة التي تتحدثين عنها أريد أن أبقى فاشلة أجتماعياً..أريد بيتي وأولادي وزوجي فقط ..
.
.
ولأول مرة أرى لطيفة وهي منزعجة !
.
.
.
.
.
.
سبحان الله أنا لا أستطيع أن أقنعها وهي لن تقنعني ..
.
.
.
أستمر الحوار ولكن ..دون جدوى !
.
.
.
.
يتبع

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:22 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه