العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الرأي العـام °¨

¨° الرأي العـام °¨ للموضوعات العامة واختيارات الأعضاء من موضوعات مميزة ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-05-2012, 12:23 AM   #301
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

تركي السديري والديوان الملكي

والمسافة بين ملعب الصائغ وقصر اليمامة



ملعب الصائغ لمن لا يعرفه ملعب لكرة القدم أنشأه في عام 1378هـ أربعة من رواد كرة القدم في المملكة العربية السعودية أحدهم محمد بن عبد الله الصائغ الذي سُمّي الملعب باسمه فيما بعد -رحمهم الله جميعاً- كانت تقام عليه مباريات كرة القدم قبل أن تبنى الملاعب والمجمعات الرياضية الحديثة في الرياض. في مدرجات ملعب الصائغ الشرقية والجنوبية بدأ الاستاذ تركي السديري رئيس تحرير جريدة الرياض التدرب على الكتابة والانفعالات الصحفية ، وفي أجواء تلك المدرجات تشكل فيما أظن قدر غير يسير من رؤاه وتصوراته وربما سماته الشخصية. من الهتافات التي كان يرددها بعض مرتادي تلك المدرجات هتاف تقول كلماته : "عليهم عليهم ، عليهم عليهم". كان ذلك الهتاف وما يرافقه من تصفيق وصفير وتلويح بالغتر والشمغ والطواقي والأعلام أشبه ما يكون بحفلة زار.***



تذكرت ذلك المشهد وأنا أقرأ ما كتبه الاستاذ تركي السديري في جريدته الرياض تحت عنوان "منطق براهين تخلف" وما واكبه وشابهه من كتابات تتابعت خلال أيام قليلة لبعض "الكتاب" حول حديث فضيلة الشيخ عبدالمحسن العبيكان الذي أدلى به لإحدى المحطات الإذاعية المحلية ووجه فيه انتقادات شديدة لمتنفذين يرى أنهم يقفون وراء مشروع تغريبي يستهدف المملكة ويسعون إلى إحلال القوانين الوضعية محل أحكام الشريعة.***



كلام الشيخ حفظه الله والوسيلة التي استخدمها لنشره محل خلاف كبير بين كثير من محبيه قبل شانئيه ، وفي رأيي أن الشيخ تعجل بشكل لا يليق بمثله سواء أكان ذلك فيما يتعلق بمضمون ما قاله أم بالطريقة والوسيلة التي نشره بها ، ومن معرفتي بفضيلة الشيخ وبطيبته وصفاء سريرته فإنني أعتقد أنه استثير من قبل بعض المندفعين من أهل الغيرة الدينية الذين تنقصهم الحكمة والمعرفة الحقيقية بالواقع ، وليته تروّى واستشار من هم أعلم منه بواقع الدولة قبل اندفاعه حفظه الله.***



لست ممن يعتقدون إن هناك مشروعاً تغريبياً يستهدف المملكة ، بل إنني لست ممن يعارضون كل تغريب ، ففي الغرب أمور كثيرة جداً أرى أن من أوجب واجباتنا أن نتعلمها وأن نستفيد منها في جوانب كثيرة من حياتنا. كما إنني لا أعتقد أن هناك أي مسعىً على الإطلاق من قبل أي أحدٍ ممن له قيمة واعتبار لإحلال القوانين الوضعية محل الشريعة في المملكة. وكل ما تشهده ساحتنا الثقافية والإعلامية من جدل حول مسألة التغريب أو القوانين الوضعية ، هو في نظري ومع احترامي الشديد لكل المشاركين فيه ، جدل لا مبرر له على الإطلاق ، وما أحوجنا إلى توجيه الجهود والأوقات المهدرة فيه إلى ما ينفعنا وينفع الناس ويمكث في الأرض.



في هذه العجالة سأقصر حديثي على ما كتبه الاستاذ تركي السديري في مقاله المشار إليه والذي عنوانه "منطق براهين تخلف" ، وما كتبه بعض الكتاب الآخرين والطريقة التي علقوا بها على ما ذكره فضيلة الشيخ عبدالمحسن حفظه الله . يؤسفني القول: إنني لم أطلع على أي مقال مما كتبوه اتسم بالموضوعية وركز على مناقشة مضامين حديث فضيلة الشيخ عبدالمحسن وتبيين خطئه أو أخطائه أو صوابه فيه ، ويؤسفني بشكل أكبر أنني لم أر أو أسمع عن أي صحيفة أو وسيلة إعلامية أعدت تقريراً***إعلامياً مهنياً عن القضايا***التي أثارها فضيلة الشيخ ، حيث إن كل ما اطلعت عليه مما كتب إنما كان هجوماً شخصياً رخيصاً على شخصه تجاوز في هبوطه وبدائيته ما كان يردده بعض مرتادي مدرجات ملعب الصائغ الشرقية والجنوبية في حالات انفعالهم الشديد.



المسافة الفلكية بين وصف الديوان الملكي للشيخ عبدالمحسن في بيان اعفائه ب "فضيلة الشيخ عبدالمحسن العبيكان" ، ووصف الاستاذ تركي السديري للشيخ عبدالمحسن في مقاله المشار إليه ب "المدعو عبدالمحسن العبيكان" هي في حقيقة الأمر المسافة التي تفصل بين المدنية والحضارة من جهة وبين البدائية والانحطاط من جهة أخرى. لم تكن مسؤولية الاستاذ تركي السديري المهنية تقتضي أن يستعيد هتافات ملعب الصائغ ولا أن يدخل في حفلة زارٍ ويقرع طبول البذاءة ، وإنما كان واجبه المهني يفرض عليه أن يبادر بإجراء حوار عاجل مع فضيلة الشيخ عبدالمحسن ويحاصره بالأسئلة المناسبة التي تبيّن إما صحة وواقعية ما ذكره أو خطأه وعدم وجود أساس له ، وفي أقل الأحوال كانت المهنية تقتضي أن يكون مقاله موضوعياً يناقش مضامين ما قاله الشيخ دون اللجوء إلى عبارة "المدعو" ودون ما تضمنه مقاله من تجاوزات لا تليق بأي أحد على الإطلاق. المشاركون في حفلة الزار الذين كانوا يظنون أنهم يدافعون عن الدولة بقرع طبولهم وترديد هتاف "عليهم عليهم" لم يكونوا في حقيقة الأمر يدافعون عن الدولة وإنما كانوا يسيؤون إليها ويشوهون صورتها ، بل ويسيؤون إلى الوطن وإلينا جميعاً وللأسف الشديد ، وهم حين أمعنوا في التقليل من شأن فضيلة الشيخ ووصفوه بالحمق والتقلب وقلة الكفاءة والانتكاس والارتداد، لم يدركوا أنهم في حقيقة الأمر إنما كانوا يهاجمون ويسفهون الدولة التي عينته قاضياً وعضواً في مجلس الشورى وأخيراً مستشاراً في الديوان الملكي برتبة وزير.

***

إنني لا يساورني أدنى شك في أنهم جميعاً لو أدركوا تلك الحقيقة لما كتبوا ما كتبوه لسبب بسيط وبسيط جداً وهو إنهم لا ينطلقون من أساس متين من المهنية الإعلامية ، وإنما يستلهمون مواقفهم من إرث هتاف "عليهم عليهم". ما الذي منع كل أولئك الذين هاجموا فضيلة الشيخ ببذائة وسوقية أن يبيّنوا له ولنا بموضوعيّة ورصانة أن تخوفاته لا أساس لها أو مبالغ فيها في أقل الأحوال ؟ وأن الطريقة التي عبر بها عن مرئياته والوسيلة التي استخدمها لم تكن مناسبة******دون تعييره باجتهادات سابقة له أو نعته بأوصاف بذيئة ؟ . إننا جميعاً معرضون للخطأ ، وسيوجد في كل وقت من يتجاوز حدود المقبول ، فهذي سنة الحياة ، وواجبنا أن نعامل المخطئين برفق وأن نبيّن لهم خطأهم بحكمة ومنطق وحجة******دون أي انتقاص أو تقريع دع عنك إسفاف وبذاءة.***



من المفارقات العجيبة في مقال الاستاذ تركي السديري أنه يتهم فضيلة الشيخ عبدالمحسن بأنه كان يحلم ويأمل بموقع لم يكن مؤهلاً له. وإلى جانب أن القفز إلى تحديد نوايا الناس خسيسة من أردأ الخسائس ، فإنني أعتقد أن الاستاذ تركي السديري آخر من يحق له أن يتحدث عن الأهلية والكفاءة ، فما أكثر ما سمعت حتى من أقرب زملائه في مهنته من يتساءلون عن المؤهلات التي أهلته ليكون رئيس تحرير مؤبد لصحيفة الرياض ورئيساً مؤبداً لهيئة الصحفيين في المملكة. بل إن من المفارقات الأعجب أن الاستاذ تركي السديري الذي قاد حملة الزار ضد فضيلة الشيخ عبدالمحسن كان من المفترض أن يكون أكثر الناس رفقاً وتلطفاً مع المخطئين لأنه من أكثر المنتمين إلى الساحة لإعلامية ارتكاباً للأخطاء ، بل والأخطاء الشنيعة على وجه الخصوص. كنت أتوقع قبل أن يكتب ما كتبه عن فضيلة الشيخ عبد المحسن أن يستحضر مقاله الفضيحة الذي نشره قبل أقل من ثلاث سنوات بعنوان "لماذا لا يعود لبنان إلى سوريه" ، ذلك المقال الأهوج والرديء الذي أحرج به الدولة وأساء إلينا جميعاً وإلى أغلبية اللبنانيين والذي كان يجب أن يستقيل من منصبه بسببه لو توافر لديه الحد الأدنى من المهنية والشعور بالمسؤولية.



أهلية الاستاذ تركي وكفاءته تجلتا بوضوح تام في العنوان العجيب لمقاله " منطق براهين تخلف" الذي علق عليه فضيلة الدكتور محمد النجيمي مصيباً بقوله: ينبغي أن تضاف بعد هذا العوان عبارة "مافي كلام معلوم" ، واقترح أن يتعلم الاستاذ تركي السديري اللغة العربية في معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في جامعة الإمام أو جامعة***الملك سعود ، كما تجلتا في قوله: "في كل الأحوال ما يحدث هو جهل في جهل ، ولا تستطيع أن تحصل على إجابة مقنعة عندما تطلب البرهنة إسلامياً على عدم توظيف المرأة مثلاً.. ولماذا لا تسير وحدها في الشارع؟" ، ومن حقنا جميعاً أن نسأل المثقف الكبير تركي السديري مَن مِن جن المسلمين قبل إنسهم على امتداد التاريخ الإسلامي ينسب إليه القول: إن المرأه لا يجوز لها أن توظف في أي عمل أو إن المرأة لا يجوز لها أن تمشي وحدها في الشارع ؟ . إن هذا غيض من فيض فما أكثر الأعاجيب في مقال الاستاذ تركي التي تبيّن علمه وأهليته لو تم تتبعها واحدة واحدة.



قبل أيام نشر الأديب والإعلامي المبدع الدكتور محمد الحضيف أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود مقالاً قال فيه: إنه أثناء دراسته في أمريكا كان يدهش من الدور الذي كان يقوم به أساطين الإعلام في أمريكا من أمثال وولتر كرونكايت وتد كابل وبوب ودوارد وأمثالهم في قيادة حوارات قومية متماسكة وعقلانية لأشد الأزمات الوطنية الأمريكية ، وكيف إن أولئك الأساطين تحولوا إلى أيقونات وطنية يتعلم منها الشباب ليس فقط كيف يحاورون ويدافعون عن آرائهم بأدب وحجة ومنطق ، وإنما أيضاً كيف يتخلون عن شخصنة القضايا من أجل صالح الوطن والأمة.***



ما أحوج الاستاذ تركي السديري ومن هم على شاكلته ممن ابتليت بهم الساحة الإعلامية لأن يتعلموا من سير أولئك الإعلاميين الكبار، وما أحوجهم لأن يدركوا أن المملكة ولله الحمد قد تجاوزت بكثير زمن ملعب الصائغ وهتافات مدرجاته الشرقية والجنوبية ، وما أحوجنا قبل ذلك وبعده لأن يكون رؤساء تحرير الصحف وكتاب المقالات في مهبط الوحي وقبلة الإسلام والمسلمين في مستوى قيم وطنهم وآماله والتحديات الكبيرة التي يواجهها .



د. أحمد بن عثمان التويجري

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-05-2012, 01:44 PM   #302
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

طــرش بحــر و قـروي وبــدوي


عجبت منهم ياسيدي وحق لي أن أعجب،درسوا وتعلّموا وبعضهم أصبح قدوة،وإن لم يقف

أمام الطلاب لكنه قدوة لأبنائه ومن يلتقي به،وفوق هذا والأدهى والأمر أن خير البريّة محمدٌ

صلى الله عليه وسلم تبرأ منها ومقتها،ولقد ورد في صحيح البخاري "أن رجلان من الأنصار

والمهاجرين تشاجرا فقال الأنصاري:ياللأنصار،وقال المهاجري:يا للمهاجرين،فسمع ذاك رسول الله

صلى الله عليه وسلم فقال:مابال دعوى الجاهلية ... " ولعل هذا خير دليل وشاهدٌ على ذلك.

إن لم تعرفهم ياسيدي فاستمع لبعض ألفاظهم فمنهم من يقول:"ياطرش البحر"،ومنهم من يقول:

"يابدوي"ومنهم من يقول:"ياصلبي" ومنهم من يقول "ياقروي"وهلمّ جرا على هذا النحو

كلاً يغني على ليلاه،فعجبت منهم فـ محمدٌ صلى الله عليه وسلم بلغ مكان لم يبلغه أحد

فلقد بلغ سدرة المنتهى،ومع ذلك عاد وجلس مع الفقراء وممن لم يكن لهم نسب آنذاك

وأعجب منهم أنهم يعلمون أن بلالا رضي الله عنه من الحبشه وسلمان رضي الله عنه من فارس

وصهيب رضي الله عنه من الروم،ويعلمون أن أبا جهلٍ وأبا لهبٍ وغيرهم من عليْة القوم وأشرفهم

نسبا،وأعجب أنهم يعلمون أي الطرفين أعظم منزلة ومقدارا عند الله،وفوق هذا لازالوا في غيّهم يعمهون.

وقفت لأقول بعدها لاتفخر بنفسك ولاتغتر وإياك السبّ والشتم وقد يصل سبابك إلى حدّ القذف

فربّ كلمة تهوي بصاحبها سبعين خريفا في نار جهنم .. أعلم أن الحماس أحيانا يقودك

وقد يصدر من إحدى الفئات التي ذكرتها مايدعوك لتطلق تلك الألفاظ،لكن قبل ذلك يجب عليك

أن تضع نصب عينيك قوله تعالى:"ولاتزرُ وازرة وزر أخرى"فلغة التعميم لغة الجهلاء،

ويجب عليك أن تعلم أن أصابع يديك ليست سواء،فكل فئة فيها صالحٌ وطال، فلا تقذف

الصالح بفعل الطالح اجعل لسانك لاينطق إلا بما هو جميل،فهو يعكس أخلاقك،

فإن عصاك لسانك فاذكر الشخص بعينه ولاتشتم من لاناقة له ولاجمل فكلُّ ذلك في صحائفك

وهناك مقولة أعجبتني أرجوك ثم أرجوك ثم أرجوك أن تعيها جيدا والتي يقول فيها صاحبها:

(من العيب أن تفتخر بشيءٍ لم تصنعه،فلا تفتخر بجمالك،لأنك لم تخلقه،ولا تفتخر بنسبك،لأنك

لم تختاره،إنما افتخر بـ أخلاقك فَـ أنتَ من يصنعها) فدع الخلق للخالق واحفظ لسانك واسمع القائل:

احـــذر لســـانكـ أيهــا الإنســـان .. . ..لايـلـدغنّـكـ إنــه ثعـبـــان

فوالله وتالله وبالله إنني من نسبٍ يشرّف ولكن بفضل الله لم أنتقص يوما أحدا في نسبه.

شكرا لمن تضايق من رحيلي..فله أعذب تحية ولمن دعا لي فرحم الله والديه


خارج النص

حجازية العينين..مكية الحشا.. ..عراقية الأطراف روميّة الكفل

تهاميّة الأبدان..عبسية اللمى.. ..خزاعية الأسنان..درية القبل

عبدالرحمن المالكي
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-05-2012, 02:34 PM   #303
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

شكرا ... معالي الرئيس

كتبت مرة , أن هيئات الأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر , تدعو الناس إلى الفضيلة , والأخلاق , - وبالتالي - فإن التصحيح , والمراجعة المستمرة , مطلبان ملّحان ؛ لتطوير الأداء . كما أن مبدأ محاسبة المخطئ , ومراعاة قصده , والضرر المتعدي المترتب عليه , مع ضرورة العناية بالإجراءات النظامية الخاصة بحالات النصح , أمور لا تقل أهمية عما سبق . وعندما نطالب بمحاسبة رجل الهيئة الميداني - أيّا كان موقعه - , فإن ذلك لا يخوّل لنا , أن نصدر حكما بالفشل على الجميع , ما دام أن المخفق , هو فرد واحد من أفراد هذه المنظومة . وعكس ذلك , فإن العقاب يكون غير مبرر , بل وتكون بيئة العمل طاردة , وغير جاذبة ؛ لأن المقصود - أصلا - هو الاستصلاح , وليس المعاقبة .

قضية تصوير أعضاء الهيئة خلال عملهم الرسمي , والتي حدثت - قبل أيام - في أحد أسواق مدينة الرياض , ونشْر المقطع على موقع اليوتيوب , ومواقع التواصل الاجتماعي ، شهد تفاعلا كبيرا بين زواره , بعد أن ظهرت فيه نقاشات بين أعضاء الهيئة , والفتاة التي صورت الفيديو , هي محاولة للوصاية على النظام ؛ لإضاعة هيبة الهيئة , وخلق مناخ من الفوضى , لا يصب في مصلحة الجهاز . وكأننا لم نتعلم من أخطائنا , ولا من تجاربنا السابقة , إذ أن اعتبار موقع رجل الهيئة , الذي قام بتصحيح الخطأ , من حيث امتلاك السلطة بقرار من ولي الأمر , هو الأصل . وتبقى مكانة رجل الهيئة , وحال المجتمع , لهما دور أساس في نجاح عملية الإنكار , أو التبليغ , وإقامة الحجة .

العقاب مطلوب , والنظام به من المواد , ما يمكّنه من الحد من كل أشكال الخروج عليه ؛ حتى لا يفلت المخطئ من العقاب . فالنظام , والعرف , لا يتعارضان - أبدا - , بل يتفقان على معاقبة المخطئ , ومحاسبته , ومنع التجاوزات . وما يهمنا - اليوم - , هو التأكيد على تصريح معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر - الشيخ - عبد اللطيف آل الشيخ , بأن : " ما ظهر في الفيديو لا يرضينا .. وكما أننا لا نرضى تجاوزاً , أو خطأ من أعضاء الهيئة ، لا نرضى الخطأ , والتجاوز عليهم - مطلقاً - " . فما نحتاجه , هو التوظيف الأمثل لتلك المعاني , بعيدا عن التجني . إذ أن الإنكار , والمحاسبة , لا يكون إلا بميزان الشرع . ومن ذلك على سبيل المثال : أن المخطئ عن عمد , وتقصير , يوعظ , وينكر عليه , فما بالك إذا كان مجاهرا بخطئه ؟ .

سعُد قلبي بتصريح معالي الشيخ , بأن : " الرئاسة تتواصل مع الجهات المعنية ؛ للتحقق من قضية مقطع الفيديو , الذي نشر على اليوتيوب " , فتحول الألم إلى أمل , والحزن إلى سعادة , وهذا الأسلوب هو الأمثل في الظرف , والحدث الحاصل , فكلما كان الخطأ أعظم , كان الاعتناء بتصحيحه أشد ؛ حتى لا تبرد الواقعة , وتضيع المناسبة , ويضعف التأثير .

إن الحكمة في توقيت هكذا تصريح , يقتضي أن يناسب فحواه , ومقتضاه . فما كانت الحاجة فيه إلى الليونة , كان التصريح لينا , وما كان غير ذلك , لزمه العكس . فالخطاب يتبدل بتبدل الحال , وتصحيح القصور الذي حصل الخطأ نتيجة لاختلاله , أمر مطلوب .

بقي أن أقول : كما أننا نطالب بإصلاح أعضاء رجال الحسبة , فإننا نطالب أيضا بإصلاح الآخرين , ومعالجة الأخطاء , فتصحيحها من النصيحة في الدين , الواجبة على جميع المسلمين , مع ضرورة ملاحظة الحالات المتشابهة , والأحوال المتقاربة ؛ حتى ننتقي من هذه الأساليب ما يلائم الواقع , ويواكب تطلعات العصر , وأدواته .

د . سعد بن عبد القادر القويعي

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-05-2012, 12:45 AM   #304
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

ماذا لو كان " جون " سعوديا ؟؟



ليست حياة الناجحين إلا محطات مؤلمة من الفشل توصلهم في نهاية الرحلة لمحطة النجاح النهائية التي يحتفظ بمجدها التأريخ !!

و النظر لإنسان أي إنسان نظرة آنية و الحكم عليه بالفشل هو عين داء المجتمع , فالحياة ليست يوماً واحداً فقط .

هل سمعت بالعالم الأميركي الشهير جون ناش الحاصل على جائزة نوبل في الرياضيات عام 1994 رغم كونه مريضا بمرض الفصام الإرتيابي والذي ظل يدخله للمصحات العقلية و يخرجه منها مدة لا تقل عن عشر سنوات !!.

ترى لو كان كان جون ناش سعودياً كيف ستتعامل معه جامعته ؟؟

هل ستعتبره إنساناً موهوبا و عبقرياً أم ستصدر قرارها بعدم صلاحيته للبحث والتدريس ؟؟؟؟

هل كانت ستسمح له بالتنقل من قسم لآخر بحثاً عن تحقيق ذاته أم ستقف البيروقراطية و مجالس الأقسام و الكليات أمام عبث رغبته ؟؟؟

و أيضاً لو كان جون واحداً منا فهل سيؤمن بذاته وقدراته حتى يحوز نوبل ؟؟؟؟

و لو كان جون ناش سعودياً فهل سيوقن أن الحياة محطات من الفشل لا ينبغي التوقف عندها كثيراً للوصول لمحطة النجاح النهائية ؟؟!!

و لو كان ناش واحداً منا فكيف سننظر إليه غير كونه مجرد إنسان معتوه لا يستحق فرصةً ثانية ولا حق التفكير بطريقة مختلفة !!!

لكي نتمكن من الإجابة علينا أن نقرأ قصة حياة جون فوربس ناش المليئة بالألم و المرض والفشل و النجاح إنها قصةٌ تبعث الأمل و التفاؤل لكل متوقفٍ اضطراري عند محطة الفشل .
بدايةً , التحق جون ناش بمعهد كورنيجي التقني آملا في أن يصبح مهندساً كهربائياً كوالده و لكنه تحول من الهندسة إلى الكيمياء ومن ثم إلى الرياضيات مع مادة اختيارية في الاقتصاد إذ نما لديه شغف كبير بالرياضيات ونظرية النسبية.

وفي عام 1950 حاز الدكتوراه عن أطروحته التي عرفت فيما بعد بنظرية التوازن وعمل بعدها أستاذا في جامعة برنستون الأمريكية .

في عام 1958 بدأت تظهر على جون ناش أعراض مرض الفصام حيث ظن أن شخصاً آخر يشاركه السكن في غرفته طوال إقامته بالسكن الجامعي و كان يكلمه أمام الناس بينما هو في الواقع لا يكلم إلا الفراغ .

وازدادت حالة جون سوءاً و أصبح يظن نفسه مطارداً من الاستخبارات الروسية و الأميركية فتضاعفت هلوساته و أفكاره الضلالية.

مما اضطر زوجته إليسيا في عام 1959 إلى إدخاله مشفى (ماك لين) حيث شخصت حالته بأنها فصام ارتيابي مع اكتئاب بسيط و عدم تقدير للذات.

و ظل جون ناش حتى عام 1970 يدخل للمستشفيات العقلية و يخرج منها متنقلا بين باريس وجنيف و برنستون و لكنه في النهاية قرر التوقف و للأبد عن تناول العقاقير و الأدوية التي أثرت على حياته الزوجية.

بعدها و بمساعدة من زملائه و محبيه عاد جون ناش لقسم الرياضيات في جامعة برنستون كباحث و لكنه منع من التدريس لحالته المرضية .

هناك بدأ جون من جديد حيث ظل يبحث بطريقة عجيبة فهو لا يكتب معادلاته الرياضية على الورق بل على النوافذ و الجداران و كان يفكر بصوت مسموع .

عام 1978 كرم جون ناش بجائزة جون فون نيومان لأبحاثه في التوازنات الغير متعاونة التي تسمى الآن ( توازنات ناش ) .

و قررت الجامعة السماح له بالتدريس تقديراً لأبحاثه المنشورة .

وفي بداية الثمانينات استغل جون ناش ميزة البريد الإلكتروني ليتواصل مع علماء الرياضيات ويطلعهم على أبحاثه , ليشكل هؤلاء الأساتذة نواة لمجموعة قامت بالاتصال بلجنة جائزة نوبل و يشهدوا بأن أبحاث جون كانت نقلة في عالم الرياضيات والاقتصاد.

و أخيراً في عام 1994 حصل جون فوربس ناش على جائزة نوبل نتيجة لنظريته ( نظرية الألعاب ) !!!!

جدير بالذكر أن هوليود رأت أن حياة جون متخمة بالإثارة ما جعلها تنتج فيلماً بعنوان ( A Beautiful Mind) يحكي قصة حياته و قد حاز الفلم على العديد من جوائز الأوسكار .

تُرى لو كان هذا الإنسان واحداً منا فأين سيستقر به المطاف؟؟؟؟


محمد بن علي الحكمي
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-06-2012, 05:12 AM   #305
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أمضيت يومين في المنطقة الشرقية التقيت فيهما مع عدد كبير من الإخوة السوريين وحضرت مهرجانين ثوريين مباركين، وفي الأيام التالية وبعد عودتي إلى جدة انشغلت مع عدد من الضيوف على رأسهم الأستاذ هيثم المالح الذي حل ضيفاً على الحكومة السعودية، وقد جاءت زيارته بترتيب على أعلى مستويات القيادة السعودية، مما يدل على حجم الاهتمام السعودي بحل الأزمة السورية. جلست معه جلسة مطولة، وهو صديق قديم للوالد وتلميذ وزميل مهنة لجدي الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، حيث دخل في القضاء في سوريا في السنوات الأخيرة التي سبقت خروج جدي منه.

إخواني الكرام، هذه صفحات عامة وليس كل ما يُعلَم يمكن أن يقال فيها، ولكن أستطيع أن أقدم بعض المعلومات التي ستساعد على نشر روح التفاؤل والأمل، والتي لا يضر كشفها لأنها صارت معروفة الآن في محافل كثيرة في الداخل والخارج.

سأبدأ بمسألة الحملة التي تم وقفها أمس. أنتم تعلمون (أو يجب أن تعلموا) أن السياسة السعودية لها طبيعة خاصة لا يعرفها إلا من عرفها مطوّلاً، وهي تتسم بالصمت والحركة وراء الكواليس، ومن أندر النادر أن تظهر للملأ، وهو أمر حصل في أحداث الثورة السورية ثلاث مرات حتى الآن على الأقل: الأولى في رسالة الملك إلى السوريين في رمضان، والثانية في موقف وزير الخارجية في تونس على هامش اجتماع أصدقاء سوريا الأول، والثالث الخطاب الموجز الذي وجهه الملك إلى الرئيس اللبناني أخيراً.

ألم تلاحظوا كيف تغير الوضع الميداني في طرابلس والشمال اللبناني بصورة مفاجئة وحاسمة بعد ذلك الخطاب؟ ذلك لأن الجزء العلني من الاتصال يأتي على رأس ترتيبات وإجراءات عميقة خفية لا تستطيع الدولة اللبنانية إغفالها أبداً. عندما نسمع تصريحاً صريحاً عن مسؤول سعودي كبير يكون ذلك عادة هو رأس جبل الجليد، وفي حالات كثيرة يكون الجبل كله مختفياً ولا يظهر منه شيء أصلاً. أعني أن عدم الإعلان عن مشروعات وعن تحركات لا يعني أبداً أنها غير موجودة. هذه لعبة سياسية خطيرة وليست مسلسلاً تلفزيونياً ساذجاً!

إخواني، ثقوا أن الحملات ستبدأ قريباً على أعلى المستويات، ولكن هذه الحملات لن تمثل سوى جزء صغير من مشروع الإسناد الذي بدأ تحريكه منذ بعض الوقت دون أن يحسّ أحد. لقد مضى وقت طويل على مطالبة وزير الخارجية بتسليح الجيش الحر. لعلكم تذكرون أن وزيرة الخارجية الأميركية جاءت تركض إلى الرياض بعد ذلك التصريح بيومين، وأن الملك رفض استقبال اتصال من الرئيس الروسي قبله بأيام. في تلك اللحظة التي تسربلت بالجِدّ الصارم من لحظات التاريخ اضطر اللاعب الأكبر أن يغير موقفه، أعني أميركا. لقد كان العائق الأكبر لتسليح الجيش الحر هو الإدارة الأميركية، ولم تكن الفيتوات الروسية والصينية سوى رتوش وديكورات على المسرح، في حين أصرت الإدارة الأميركية على إطالة المعركة ونفخ الروح في الجسد الميت للنظام، لماذا؟ حتى تفرغ من تهيئة وصناعة البديل.

خلال الشهرين الماضيين وبعدما أطلق السعوديون الصافرة بدأ جهد محموم على الأرض السورية لتجميع و"لملمة" الكتائب المسلحة، وهي بالمئات، وصولاً إلى تشكيل المجالس العسكرية التي عرفتم بخبرها. تنظيم الوضع الميداني على الأرض كان شرطاً مسبقاً لأي تسليح، وقد اضطرت الإدارة الأميركية إلى الموافقة على خطة التسليح بشرط أن تنفَّذ ضمن تشكيلات معروفة وأن يكون التعامل مع جهات يمكن الوثوق بها.

النتيجة التي وصلنا إليها بعد ذلك كله هي: لقد بدأ السلاح يتدفق على سوريا مثل المطر، ومن ضمنه "أسلحة نوعية". نعم، وبلا تفصيلات: أسلحة نوعية نستطيع أن نفسر على ضوئها التحول الدراماتيكي في ميزان القوة والخسائر الهائلة التي بدأت تصيب جيش الاحتلال الأسدي خلال الأسبوعين الأخيرين. ألا تلاحظون أن الدبابات تتهاوى مثل الذباب؟ هل أحصيتم عدد الطائرات العمودية التي أُسقطت خلال الأسبوع الأخير؟ جبل الأكراد، الأتارب، إدلب، المريعية، البوعمر، موحسن. بالإضافة إلى ما ورد اليوم عن كتيبه الأبابيل بشأن ضرب مطار منغ وتدمير 4 طائرات (ويبدو أنها ضُربت وهي على الأرض، ربما بمضادات الدروع).

باختصار: إن ما يبشر به أخونا "صاروخ نباطة" منذ بعض الوقت صار حقيقياً، وما أشار إليه اليوم أخونا "حمصي حر" صحيح، وصحيح أيضاً ما ذكره الأخ "واقعي 10" تحت عنوان "بشرى بشرى يا أحرار".

عمليات عسكرية كاسحة في كل مكان، سوريا الغاضبة تمور كالبركان، ضرب خلية الأزمة، دمشق وحلب في أوج تفاعلهما والإضراب الكبير يعم دمشق لليوم الثاني، التفاعل العربي والعالمي مع الحدث يصل إلى درجات غير مسبوقة، حملة دولية ضد النظام من خلال قطع العلاقات وطرد السفراء (14 دولة حتى الآن)... لقد بدأ الفصل الأخير والله أعلم. ولكنّ كونه فصلاً أخيراً لا يعني أنه قصير، فلا أحد يعلم طوله إلا الله، قد يكون شهراً وقد يكون سنة كاملة، وفي كل الأحوال سيكون صعباً مثقلاً بالآلام والتضحيات الجِسام.

الحرية غالية، وقد جاد شعب سوريا العظيم بالثمن الغالي حتى اليوم، ولسوف يكمل الطريق بإذن الله مهما عظمت التضحيات، والله خير حافظاً وهو الغالب على أمره ولو بعد حين.


الشيخ مجاهد مأمون ديرانية
حفيد الشيخ الطنطاوي
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-06-2012, 07:44 PM   #306
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية نورالشمس
 
تم شكره :  شكر 8432 فى 1796 موضوع
نورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة



سياحة إسرائيل تغتال تاريخ القدس

وديع عواودة-القدس المحتلة
تواصل إسرائيل سباقها مع الزمن لتغيير معالم القدس الإسلامية من خلال مشاريع عمرانية يؤكد الفلسطينيون أنها تهويدية ترتدي حلة سياحية.

وآخر هذه المشاريع المخطط الذي أقرته بلدية الاحتلال في القدس أمس لإقامة عمارة بمساحة ثلاثة دونمات وسط بلدة سلوان بجوار مسجد عين سلوان باسم "بيت العين" بمبادرة وتمويل "جمعية إلعاد" الاستيطانية.

ويشمل المخطط العمراني إقامة "المتحف الأثري" و"مظاهر دينية" وهو جزء مكّمل لمخّطط حكومي يدعى "الهيكل التوراتي" الذي أقر قبل نحو ثلاثة أشهر لإقامة مبنى تهويدي ضخم في حي وادي حلوة.

وسيقام "متحف التوراة" عند المدخل الشمالي لبلدة سلوان، قبالة الجهة الجنوبية
للمسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة على مساحة تسعة دونمات.

وتوضح مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن قرارا حكوميا إسرائيليا صدر قبل أيام معدودة يحمل رقم 4654، ويقضي ببناء مواقع تحمل "الجذب التوراتي" في القدس خاصة في المواقع الأثرية التاريخية.

وتحذّر المؤسسة من هذه المشاريع التهويدية وتبعاتها الخطيرة على المسجد الأقصى، وتنوه إلى أنها تندرج ضمن مخطط لتطويقه من الجهة الجنوبية والغربية بسبعة أبنية تهويدية ضخمة تشكل "مرافق الهيكل المزعوم"، ومراكز لنشر الرواية التوراتية والتلمودية المزعومة للقدس المحتلة.

وردا على سؤال للجزيرة نت يؤكد مدير مؤسسة الدراسات العربية في القدس خليل توفكجي أن إسرائيل تعمل عبر هذه المشاريع لربط التاريخ والدين بالسياسة بهدف إعادة تشكيل التاريخ المقدسي برؤية إسرائيلية، ويضيف أن "الاحتلال يغتال القدس وتاريخها بغطاء سياحي".


خليل توفكجي: القدس بحاجة للأفعال لا إلى الأقوال (الجزيرة نت)
احتلال الوعي
ويشير توفكجي إلى أن الاحتلال يتجه نحو بناء سلسلة متاحف ومزارات أثرية وسياحية على غرار المتحف القائم تحت الأرض في باب العامود من أجل رواية قصص داود وسليمان على مسامع آلاف الزائرين الأجانب ضمن حربه على الوعي، ويرى أنهم يسعون من خلال ذلك إلى طمس تاريخ الأقصى وقبة الصخرة واختلاق روايات يهودية للمكان.


وردا على سؤال آخر يوضح التفكجي أن المؤتمر الإسلامي الأخير في العاصمة القطرية الدوحة لم يوقف مخططات التهويد الجاري تنفيذها على الأرض، لافتا إلى تقصير الفلسطينيين والعرب والمسلمين في حق القدس.


ويضيف "نحن نغدق على القدس الدعم اللفظي فقط وهي بدون أي مرجعية منذ رحيل ابنها عبد القادر الحسيني، فيما هي ذات أفضلية قومية بالنسبة لإسرائيل فتشهد عمليات تهويد يوميا".

وهذا ما تؤكده أيضا مؤسسة الأقصى للوقف والتراث التي كشفت أنّ الاحتلال ينفذ هذه الأيام أكبر حملة حفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك وفي محيطه منذ 150 عاما.

ويشير المتحدث باسم المؤسسة محمود أبو عطا للجزيرة نت إلى أن هذه الحفريات تتزامن مع حملة تزييف غير مسبوقة للموجودات الأثرية بهدف إيجاد مدينة يهودية مزعومة في جوف الأرض وعلى سطحها في محيط المسجد الأقصى المبارك.

وجاءت اعترافات الاحتلال بذلك خلال تقديم درع تقديرية وجائزة "حارس صهيون" لما يسمى "سلطة الآثار الإسرائيلية" ومديرها العام ضابط سلاح المدفعية السابق في جيش الاحتلال يهوشع دورفمن من قبل جامعة بار إيلان.



إعلان بالعبرية يدعو إلى زيارة السائحين للمواقع اليهودية في منطقة الحرم
(الجزيرة نت)

حفريات كبرى
وعممت "سلطة الآثار" نشرة خاصة بهذه المناسبة تضمنت مقالات وتقارير تفاخر بحملة الحفريات الكبرى حول المسجد الأقصى في السنوات الأخيرة.

وأوضح أبو عطا أن حملة الحفريات الكبيرة المذكورة تهدف لحفر شبكة من الأنفاق أسفل المسجد الأقصى المبارك وفي محيطه وتأسيس حيّز افتراضي تضليلي لمدينة يهودية في عمق الأرض وعلى سطحها في المنطقة الملاصقة والمجاورة للمسجد الأقصى.

كما يلفت إلى أنها بموازاة البناء التهويدي تدمر بشكل منهجي الموجودات الأثرية التاريخية الإسلامية والعربية مع حملة تزييف وتهويد للموجودات الأثرية وادعاء باكتشاف غير مسبوق لموجودات أثرية عبرية من فترة الهيكل الأول والثاني المزعومين.


في المقابل قال عضو الكنيست إبراهيم صرصور (من القائمة العربية الموحدة) في اقتراحه لحجب الثقة عن الحكومة الإسرائيلية اليوم إن التوراة جاءت في كثير من قصصها مؤيدة للرواية التاريخية الفلسطينية.

ونوه صرصور إلى أن التوراة أيضا تؤكد دائما أن فلسطين وطن قد سكنه الفلسطينيون منذ 5000 سنة، أي قبل وصول اليهود إليها في زمن موسى عليه السلام وخليفته يهوشع بن نون.



المصدر:الجزيرة

***********************************************

هل قست قلوبكم يا أمة محمد؟
يستصرخ المسجد الأقصى وانتم تنظرون !
وانتم غارقون بالترف واللهو !!

وهل تصفق يد لوحدها ؟

أين أنتم بالله عليكم؟
والى متى !!!
التوقيع
عندما تيأس، وتقرر الاستسلام والتوقف، فاعرف أنك على بعد خطوات من هدفك.
استرح، فكر في شيء آخر، ثم عاود المحاولة من جديد ..
• كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام ; فلا تيأس ..
...
د. إبراهيم الفقى - رحمه الله -.
نورالشمس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-06-2012, 12:20 AM   #307
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

لا حول ولا قوة إلا بالله

لا حول ولا قوة الا بالله

لا حول ولا قوة إلا بالله

هذا زمن بان فيه ضعف المسلمين

نسوا الله فنساهم

اللهم أصلح أحوال أمة محمد
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2012, 03:40 PM   #308
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

حكم الجهاد المعاصر بين علماء السنة ودعاة الفتنة


لا خلاف في حكم الجهاد في سبيل الله تعالى وفضله وعلو درجة المجاهدين في سبيله تعالى،
فقد تواترت النصوص في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الفعلية والقولية والتقريرية،
ومنهج سلف الأمة الصالح بين ظاهر في هذه المسألة، ولذا توارث أهل السنة والجماعة وضمن أصول معتقدهم
أن الجهاد قائم إلى أن تقوم الساعة، يقول شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في رسالته إلى أهل القصيم:
(والجهاد ماض منذ بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل).

الخلاف في متى يجب الجهاد؟ ومتى لا يجب؟ ومتى يكون فرض عين؟ ومتى يكون واجباً عينياً في حق كل أحد،
وهل يوجد جهاد على منهاج النبوة في عصرنا الحاضر؟ الحاجة ماسة جداً في عصرنا هذا
لبيان هذه الأحكام حول مسائل الجهاد سيما وقد ظهر في الساحة الإسلامية وفي مجتمعاتنا
من يصنفون بأنهم دعاة وعلماء ممن أفتى ولايزال يفتي الشباب ويغرر بهم في هذه المسألة
ليزج بهم في فتن مدلهمة ومصائب عظيمة وأخطار جسيمة لا يعود ضررها وخطرها عليهم فحسب،
وإنما يعود الضرر على الإسلام والمسلمين وهل جنى تنظيم القاعدة بجهاده المزعوم على أمة الإسلام إلا أصناف الفتن والشرور والمصائب.

وبيان سماحة المفتي يستحق الإشادة والثناء وذكر فيشكر فسماحته هو الرجل الأول في المؤسسة الشرعية الرسمية في دولتنا المباركة
وهو مكان ثقة ولاة الأمر حفظهم الله وهو من أهل الذكر الذين أمر الله جل في علاه بالرجوع إليهم وسؤالهم وأخذ العلم عنهم في قوله عز من قائل (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).


نعم أود هنا أن أشيد ببيان سماحته - حفظه الله - لما تضمنه هذا البيان من القول الفصل والحق المبين في مسألة الجهاد الإسلامي المعاصر

ولعلي استشهد دعماً لهذه الإشادة وتصديقاً لها بأقوال عدد من كبار علمائنا وأئمتنا أهل السنة ودعاة الحق
من أمثال الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى
والشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء حفظه الله تعالى وغيرهم كثير من دعاة الحق
وممن بيّن الصواب في مسألة الجهاد المعاصر وحذروا من دعاة الفتنة وأوكارهم وأساليبهم في التغرير والتحريض.

كلام الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - في الصلح مع اليهود وأنه لا جهاد في هذا الزمن متضمناً رأيه في الجهاد المعاصر حيث يقول:
(وهدنة غير مؤقتة يراها ولي الأمر ثم هو ولي الأمر ينظر بعد ذلك في قطعها وعدم قطعها كما قال ابن القيم - رحمه الله - وشيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة من الشافعية والحنابلة وغيرهم وقال آخرون: لا تكون الهدنة إلا مؤقتة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة، والصواب إنها تجوز مطلقة إذا رؤي المصلحة.. وإذا رأى ولي أمر المسلمين في أي بلد - بالولي العام ولي أمر في الرياض، في مكة، في المغرب - إذا كان مسلماً يتقي الله - إذا رأى المصلحة في ذلك ودفع الشر عن المسلمين، هذا وتكون غير مؤقتة (ثم إذا أراد قطعها) نبذ إليهم.

أحد الحضور: طيب إذا كانت - الله يغفر لك إذا كانت هذه المعاهدة وهذا السلام سيعطل الجهاد لا محالة..
أجاب الشيخ ابن باز رحمه الله قائلاً: وين الجهاد وين الجهاد؟؟!! ويقول الشيخ محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:
(إنه في عصرنا الحاضر يتعذر القيام بالجهاد في سبيل الله بالسيف ونحوه، لضعف المسلمين مادياً ومعنوياً،
وعدم إتيانهم بأسباب النصر الحقيقية، ولأجل دخولهم في المواثيق والعهود الدولية، فلم يبق إلا الجهاد بالدعوة إلى الله على بصيرة).
ويقول أيضاً - رحمه الله - جواباً عن السؤال التالي: ما رأيكم فيمن أراد أن يذهب إلى البوسنة والهرسك؟
(أرى أنه في الوقت الحاضر لا يذهب إلى ذلك المكان، لأن الله عز وجل إنما شرع الجهاد مع القدرة:
وفيما نعلم من الأخبار - والله أعلم - إن المسألة فيها اشتباه من حيث القدرة.
صحيح أنهم صمدوا ولكن لا ندري حتى الآن كيف يكون الحال! فإذا تبين الجهاد واتضح، حينئذ نقول: إذهبوا).

وقال أيضاً:
(ولهذا لو قال لنا قائل الآن: لماذا لا نحارب أمريكا وروسيا وفرنسا وانجلترا؟! لماذا؟! لعدم القدرة.
الأسلحة التي قد ذهب عصرها عندهم هي التي في أيدينا، وهي عند أسلحتهم بمنزلة سكاكين الموقد عند الصواريخ.
ما تفيذ شيئاً. فكيف يمكن أن نقاتل هؤلاء؟)

وقال أيضاً رحمه الله:
(ولهذا أقول: إنه من الحمق أن يقول قائل إنه يجب علينا أن نقاتل أمريكا وفرنسا وإنجلترا وروسيا! كيف نقاتل؟
هذا تأباه حكمة الله عز وجل. ويأباه شرعه. لكن الواجب علينا أن نفعل ما أمر الله به عز وجل
"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، هذا الواجب علينا أن نعد لهم ما استطعنا من قوة، وأهم قوة نعدها هي الإيمان والتقوى).
وهذا مقتطف من بيان سماحة المفتي وفقه الله حيث يقول:
من عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ إلى عموم إخوانه المسلمين:
فإن الله قد أوجب على المسلمين التناصح فيما بينهم والتواصي بالحق،
يقول الله تعالى "وتواصوا بالحق"، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

وإني من باب الشفقة على شبابنا، والنصحية لأئمة المسلمين وعامتهم،
رأيت أن أكتب هذه الكلمة بعدما لوحظ منذ سنوات خروج أبنائنا من البلاد السعودية إلى الخارج قاصدين الجهاد في سبيل الله،
وهؤلاء الشباب لديهم حماسهم لدينهم وغيرة عليه، لكنهم لم يبلغوا في العلم مبلغاً يميزون به بين الحق والباطل،
فكان هذا سبباً لاستدراجهم والإيقاع بهم من أطراف مشبوهة، فكانوا أداة في أيدي أجهزة خارجية تعبث بهم باسم الجهاد،
يحققون بهم أهدافهم المشينة، وينفذون بهم مآربهم، في عمليات قذرة هي أبعد ما تكون عن الدين،
حتى بات شبابنا سلعة تباع وتشترى لأطراف شرقية وغربية،
لأهداف وغايات لا يعلم مدى ضررها على الإسلام وأهله إلا الله عز وجل.

وقد سبق أن حذرنا وحذر غيرنا من الذهاب للخارج بهذه الحجة؛ لأن الأوضاع كانت مضطربة، والأحوال ملتبسة،
والرايات غير واضحة، وقد ترتب على عصيان هؤلاء الشباب لولاتهم ولعلمائهم وخروجهم لما يسمى بالجهاد في الخارج مفاسد عظيمة.

هذه جملة من أقوال المرجعية الشرعية لهذا البلد الكريم والذين كلهم معروفون بالرسوخ في العلم والفقه في الدين وسلامة المعتقد والمنهج وحسن الولاء لولاة الأمر.

بعض من رموز دعاة الفتنة حينما يقترح شخص ما وجوب التحذير من مثل هذه الأفكار الوافدة والجماعات الحزبية
ينبري مدافعاً بكل ما أوتي من قوة عن هذه الجماعات وتلكم الأفكار "هذه الجماعات نفع الله بها"
ليقرر مباشرة وفي اقتراح بديل وجوب التصدي للمرجئة والرافضة وغيرهم - زعم -
وهل معاناتنا طيلة سنوات المحنة التي عشناها مع من يسمون المرجئة أم مع الرافضة
بل هل يوجد بيننا فرقة يعتقدون الارجاء علناً بمعنى يستحلون فعل الكبائر والمنكرات ويبيحون ذلك
ويفتون به بدليل انه لا يضر مع الإيمان ذنب؟! لم اسمع بوجود مثل هذه الفرقة
وأظن ذكرها ومحاولة التحذير منها في مقابل مواجهة الهجوم العنيف على فكر الحزبيين - الإخواني - وفضح أوكارهم ومحاضنهم ومؤسساتهم.

هذا الداعية الكبير والعالم الجليل قدم له التنظيم الحزبي أعظم خدمة في التاريخ
حيث أصبح علماً يشار إليه في صفوفهم ويتواصون بالرجوع إليه والصدور عن فتاواه
وقد شوهد في عدد من معارض الكتاب يبحث عن كتب مؤسسي الفكر الحزبي في زوايا الادراج،
كما شهد عليه بمواصلة التصدي للفتوى بوجوب الجهاد في العراق وغير العراق سراً حينما يستفتيه بعض من غلو بمحبته
وتجاوزا الحد في ذلك كم شهد عليه أيضاً بالذهاب إلى أسر وعائلات من يفجرون أنفسهم في بعض البلدان
والبلدان المجاورة وغير المجاورة ليواسيهم ويبشرهم بأن أبناءهم قد فازوا بدرجة الشهادة فهم أحياء عند ربهم يرزقون
وكأنه تلقى هذه البشارة وحياً ربانياً أو خبراً سماوياَ!!.

أصابع الاتهام ومن قبل عدد من الموقوفين أمنياً أدانت مثل هذا العالم بالاسم في التحريض والتغرير بالناشئة
من خلال فتاواه وأشرطته ودروسه فلم لا يوقف على أقل الأحوال عن النشاط الدعوي والدروس ويكف شره عن الآخرين؟!!.

كما يجب الإيقاف في حق كل من اشارت إليه تلكم الاصابع بالتورط في تغرير الناشئة
وأؤكد انه ما زال يوجد عدد من المشاهير جادين في التغرير بالناشئة وتحريضهم على الخروج للجهاد في بلدان أخرى
ولعل من أهدافهم تدريب الناشئة عسكرياً كما حصل لسابقيهم في معسكرات أفغانستان ليعودوا بفتنة جديدة على أوطانهم ومجتمعاتهم!!.

شهدت بنفسي أحد كبار رموز التنظيم الحزبي في محاضرة له في موسم الحج والحضور بأمس الحاجة لفقه أحكام حجهم ومناسكهم أتدرون ما عنوان محاضرته حفظه الله؟!!
انها عن الجهاز في العراق وفضله واحصائية بعدد قتلى العدو المحتل... إلخ فما تعليقكم الكريم؟!!.

سؤال فرض نفسه هنا الكثير من دعاتنا وخطبائنا ومعلمينا وتربويينا وأساتذة جامعاتنا ما رأيهم في الجهاد الإسلامي المعاصر
وما تعليقهم على بيان سماحته حفظه الله وفتاوى كبار العلماء؟!! وما دورهم في الاستفادة منه في منابرهم ومؤسساتهم وقاعاتهم الدراسية؟!!.

وزارة الشؤون الإسلامية تشكر على تعميمها مباشرة على خطبائها وحثهم بالاشادة ببيان سماحته
ومن امتثل من الخطباء واستجاب لتوجيه الوزارة فله كل الشكر والثناء على امتثاله وتجاوبه
ومن لم يستجب فدلالة عدم قناعته بالبيان لمخالفته لفكره وتوجهاته
وهنا يكون قد أدان نفسه وهنا يجب حماية المجتمع وبخاصة الشباب من فكره وآرائه
كما تجب مساءلته عن رفضه لتوجيه الوزارة!!.

اعتقد مع أهمية بيان سماحة المفتي حفظه الله إلا انه لم ينل حقاً وافياً من الاشادة والتأكيد والمتابعة
وهنا يرد سؤال ملح أين جهود المؤسسات الرسمية الأخرى تعليمية أو اعلامية أو غيرها في المساهمة في تفعيل والاشادة بهذا البيان العظيم؟!!
ألا يجب أن تعمم جميع مؤسساتنا الرسمية هذا البيان على جميع منسوبيها وافرادها لتصل فائدته إلى أكبر شريحة في مجتمعنا؟!!
ولأن بعضاً من مؤسساتنا مخترقة فكرياً ممن قد لا يروق له البيان وما ورد فيه فيجب في نظري بعد التعميم المتابعة والمساءلة من جهات الاختصاص!!.

بقي على ناشئتنا الامتثال السريع لمثل هذا التوجيه من عالم كبير ومراجعة النفس وتحكيم الشرع والعقل
قبل الزج بالنفس في المهالك بحثاً عن الجنة وعشقاً للحور العين وكيف يتأتى ذلك مع معصية الله ورسوله
فعلماؤنا هم المبلغون عن الله ورسوله وكيف يتأتى ذلك مع عقوق الوالدين وقد أمر الله ببرها ومنع نبي الهدى رجلاً من الجهاد في سبيل الله معه من أجلهما.

فليحذر شبابنا عشاق الجنة من دعاة الفتنة الذين همهم الزج بأبناء الآخرين فقط ولأهداف ومصالح ذاتية في مثل هذه الفتن والمصائب
ولو افتقد أحدهم ابنه أو وجد له رسالة توديعية بحثاً عن الشهادة لأقام الدنيا ولم يقعدها:
(يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)
ثم يا معاشر شبابنا الغيور هل سأل أحدكم من أفتى له بوجود الجهاد المعاصر
ليزج به في عملية انتحارية ما الذي أقعده هو عن الجهاد؟!!
لماذا يفتي للآخرين ولا يعمل هو وأولاده وأقاربه بفتواه وما السر في ذلك؟!!

والله من وراء القصد...

د/ ابراهيم المطلق
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-06-2012, 02:17 PM   #309
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

جهاد الخازن أو (ملهّي الرعيان) يرد!


في إيلاف الإلكترونية، وليس في الجزيرة التي نَشرتُ فيها المقال، أو جريدة الحياة التي ينشر فيها زاويته، كتب جهاد الخازن رداً على مقال كنت قد كتبته هنا في الجزيرة بعنوان (جهاد الخازن يقلب ظهر المجن). وقد جاء رده في إيلاف تحت عنوان (دونكشوت الرياض).

صدقني يا جهاد أنني لم أكتب مقالي آنف الذكر والذي أغضبك إلا لأنني كنت مُتألماً من موقفك المخجل والمهادن والزئبقي وغير الإنساني مما يجري في سوريا، ولاسيما وأنت تكتب في جريدة محسوبة على بلادنا وهذا بيت القصيد. كان واضحاً - يا جهاد - لي ولكثير من القراء أنك تتحدث عن سوريا وعن الأسد وشبيحته بلغة مائعة، تدور حول الفكرة بحذر، ثم تدعها دون حسم، تنضح بالزئبقية والمراوغة، أو كما نسميها نحن معشر الكتاب (الطريقة الرمادية) التي لا تدين أحداً، وتتعمد ألا تأخذ موقفاً واضحاً في أية قضية؛ فالكتاب الرماديون يقفون من الشيء ونقيضه على مسافة متساوية، حتى وإن كان هذان النقيضان الضحية والجلاد، أو بشار الأسد وشعبه، أو المملكة ودول الخليج من جهة وإيران من الجهة الأخرى، حتى يتدبرون استثماراتهم!

تقول في مقالك: (انتقادي تدرج مع زيادة القتل، حتى كانت مجزرة الأطفال فاعتبرتها نقطة اللاعودة).. معنى ذلك أنك قبل مجزرة الحولة، التي سميتها (مجزرة الأطفال) لم تجد في ما اقترفه بشار وشبيحته طوال سنة كاملة ما يستدعي الغضب، أو الإدانة، حتى جاءت مجزرة الحولة فانتفضت، وتحركت إنسانيتك.. يا جهاد: قبل تلك المجزرة كان عدد قتلى صاحبك أكثر من عشرة آلاف قتيل، فهل كان - بالله عليك - ثمة إمكانية (للعودة) كما تقول بعد هذا الشلال من الدماء؟؛ وهل هذا السفاح وأجهزة مخابراته لم ترتكب إلا مجزرة الأطفال كي يستيقظ ضمير السيد جهاد أخيراً، و(يتكرم) على السوريين بإدانة جزارهم!

وكل من بحث في مقالاتك وما كتبته عن سوريا منذ أن بدأت انتفاضة السوريين وحتى المقال الذي قلبت فيه لبشار ونظامه ظهر المِجَن؛ سيصل إلى ما وصلت إليه، وهو ما اعتبرته واعتبره غيري (تغيّراً) جديراً بالكتابة عنه، فطالما أنك أنت الذي تَحسِب توجهات الرياح، وتتوجس مخاطرها، تخليت عن بشار، وعن الاستثمار فيه، وانحزت للشعب السوري أخيراً، فهذا مؤشر يدل على أن بشار أصبح أضعف من أن يخشاه أو قل: أن يستثمر فيه حتى (جهاد)؛ هذا إذا لم يكن هناك - طبعاً - سبب آخر؛ يكفي أن تعرف أن مقالك سالف الذكر اعتبره - أيضاً - كثيرٌ من المغردين في (تويتر) دليل كاف على أن بشار ساقط لا محالة، واستدلوا بموقفك أخيراً من نظامه، ففي رأيهم عندما تهرب أنت من سفينة بشار - كما غرّدَ أحدهم - فليس أدل على ذلك من أن الرياح ستُغرِق السفينة وربانها؛ أما القيم والمبادئ فآخر من يتحدث عنها هو أنت، وأنت بالتحديد.

وأتذكر بالمناسبة قصة تروى عن أحد الكتاب الصحفيين من عرب الشمال. يقولون: إن إحدى دول الخليج طلبت من كاتب صحفي أن يزورها، ودسّمت (شواربه) وكان قبل الزيارة يشتمها وينتقدها بسبب أو من دون سبب فتوقف. وعندما طلبوا منه أن يشن هجوماً على دولة كان بينها وبين من (دسموا) شواربه خصومة، على اعتبار أنهم الآن أصبحوا (أصحاب) رَفَض، ورد عليهم: ما قبضنه كان ثمناً للسكوت، أما الهجوم فسعره أغلى، ورفض أن ينتقد حتى يقبض!

وقبل أن أختم أقول: الخازن هذا يُعرف في أوساط الكتاب والصحفيين السعوديين باسم (ملهّي الرعيان).. وملهي الرعيان طير صحراوي (نصف جارح)، مُهاجر، يُسمى في صحارينا بهذا الاسم عندما يَعبرها شتاء مُتّجهاً إلى الشمال، واسمه العلمي (Caprimulgus Aegyptius)، وهو طائر يظنه الراعي في الصحراء طيراً ذا شأن وقيمة، فيطارده بغرض صيده، وعندما يعرف متأخراً حقيقته، يكتشف أنه أضاع وقته فيما ليس له قيمة.

إلى اللقاء.

محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ - الجزيرة السعودية


أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-06-2012, 12:59 PM   #310
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

خالد التويجري والمنتديات



كتبت في هذه الجريدة سابقاً عن ما تحدثه التقنية الحديثة - إن هي أسيء استخدامها - من كوارث على الصعيد الفردي أو على الصعيد الجماعي أو المجتمعي بشكل عام، وعن ما يتحمله مستخدمها بذلك السوء من إثم سيحاسب عليه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ما لم يسارع إلى الاستغفار والتوبة، أما أولئك الذين يصرون على غيهم وعلى إكمال مسيرتهم في استخدام تلك التقنية للإساءة للناس عن قصد وعن سبق إصرار، فهم بذلك لا يتحملون جريرة ما يفعلون فقط، إنما سيتحملون وزر من مشى على نهجهم وتعلّم منهم وسار على دربهم.

الغيبة والبهتان صفتان يجتمع فيهما حين يتحدث شخص عن سلبيات شخص آخر أو أشخاص أو حتى مجتمع بأكمله، لكن ما يفرق بينهما أن الغيبة هي عندما ينقل شخص ما سلبيات شخص ثانٍ لثالث، وتكون تلك السلبيات بالفعل موجودة فيمن يدور الكلام عنه، أما إذا لم تكن موجودة فيه أو فيهم أصلاً، فالصفة هنا تكون البهتان، وهذا لا خلاف فيه ومعظم القراء الكرام يعلمون حقيقة ذلك.

ويرهق الشخص الناقل نفسه حينما يقوم بفعل الغيبة الذي يعتبر نقداً تهديمياً تدميرياً لمجرّد التشهير فقط، فيما الأدهى من هذا وذاك أن يأتي بهتاناً وزوراً غير موجود أصلاً في الأشخاص أو الشخص الذي يدور حوله ذلك النقد الهدام المدمر المؤدي إلى التشهير به ليس إلا، الأمر الذي يترتب عليه الكثير من الضرر والفساد والكثير من التخريب للفرد محل البهتان أو الغيبة أو للمجتمع بأسره.

ما دفعني حقيقةً للكتابة عن هذا الموضوع آنذاك وجمع واقتباس بعض مما كتب عنه هو انتشار المنتديات التي لا هّم لأفرادها إلا أن يستغيبوا فلاناً ويبهتوا فلاناً لا لشيء سوى لإرضاء نزعة همجيه لا نفع لها إطلاقاً ولا أساس لها، وتأخذ طابع التشهير بأمور هي أبعد ما تكون عن واقع النقد البنّاء، منتديات تسمح لمن كانت نفسه مريضة أن يستغيب ويبهت دون أن يكشف عن نفسه، يقبع خلف لوحة المفاتيح الخاصة بجهازه الحاسوبي ليقول ويكتب ما يشاء دون وازع ديني أو خلقي. لقد وجد هذا المريض وغيره ضالتهم في التعبير عن مكنوناتهم المريضة خلف ستار واقٍ لا يتم مشاهدتهم من خلاله، فتبدأ ألسنتهم بنقد الآخر بصفات خلقها الله أو بصفات شخصية لا نفع من ذكرها إطلاقاً كأن يقال فلان قصير القامة وفلان فاسد وثرثار وأناني ومتعجرف ويأخذ من الدين حجه لتمرير ما شاء من مخالفات وذلك كافر وآخر جام وثالث عليه أن يحلق لحيته لأنه لا ينتمي لتيار معين وآخر يجب أن يطلق لحيته لأنه ينتمي لتيار معين وهكذا.

أما الآن، فما دفعني للكتابة حقيقةً هو الهجوم المحموم على معالي الأستاذ خالد التويجري رئيس الديوان الملكي وأمين عام هيئة البيعة، والذي كنت أتمنى أن هجوماً كهذا يحدث لنقد أداء الرجل أو لتوجيهه لأمر معين أو للفت نظره لموضوع غاب عنه ويجب تنبيهه له بحكم قربه من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أو لقرار صدر تضرّر منه البعض وكان لخالد التويجري يد فيه بغية التأثير عليه لإعادة النظر فيما صدر، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث، ولم أجد أياً مما سبق كمبرر أو سبب للهجوم على شخص هذا الرجل الذي لا أعرفه ولم أقابله أو أحادثه قط في حياتي، بل إن الهجوم تطرق لمناحٍ شخصية بحتة لا تمس عمل الرجل بشيء ولا تقترب من منجزاته التي يبدو أنه آثر أن يأخذ بنصيحة والده رحمه الله بأن يتجنب الإعلام ولا يتحدث من خلاله بل يثبت نفسه وعمله على أرض الواقع.

ذهب هؤلاء لطعن الرجل في كرامته وقذفه بأبشع الأوصاف وحملوه مسئولية كثير مما يحدث مما يرونه غير صحيح بل مخالف لما شرع الله وأحل، وضعوه كأحد أعضاء فريق تغريبي له تأثير كبير وانتشار عظيم، ونسوا أو تناسوا ما فعله هذا الرجل حتى الآن منذ توليه مهامه الحالية في أروقة الديوان الملكي، تناسوا ما قدمه من خدمات جليلة تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، تناسوا أنه تفرغ لخدمة البلاد بعد أن نظم العمل في الديوان ورتب مسألة توافد المطالبين بالشرهات والمنح ممن لا عمل لهم سوى تلك المهمة، تناسوا إسهاماته في الصحافة عبر عواطف وعواصف أو عكس التيار أو كتاباته في صحف ومجلات خارجية أو كتبه القانونية أو الشعرية، وتضحيته بذلك حينما توقف من أجل تأدية الواجب الوطني الذي أوكله إياه خادم الحرمين الشريفين.

نعم فخالد التويجري كغيره من المسئولين يتمتعون بحظوة معينة لدى ولاة الأمر تقديراً لحجم العمل الذي يقومون به وبالتالي فقربهم ذلك لابد أن يتبعه مستوى معيشياً معيناً يعكس صورة تتناسب وطبيعة قربه من ولي الأمر وهذا أمر يخفى على الجميع، فجميع وزرائنا اليوم يقطنون القصور بما فيهم وزراء العدل والشئون الإسلامية وأعضاء هيئة كبار العلماء وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبقية الوزراء وهذا حق مشروع لمن يتبوأ منصباً كهذا، فلمَ نستنكر على خالد التويجري ما يتمتع به من مال أو سكن أو خلافه وهو أحد أبناء الشيخ عبدالعزيز التويجري رحمه الله الذي بلا شك أورثه أيضاً إلى جانب الأخلاق والحكمة، المال.

الإدمان على ممارسة الغيبة لا يورث المغتاب إلا مزيداً من عواطف الغل والكيد والكراهية للآخرين، والمغتاب مخلوق أعمى البصر والبصيرة، وإن شئت فقل أعورهما لأنه لا يبصر في الآخرين إلا المثالب والمعايب وهو مخلوق سجن نفسه وجهاز حاسوبه بين جدران التشاؤم السوداوية، وعصب عينيه بعصابة الأنانية واللؤم، فعاش كارهاً مكروهاً، نابذاً منبوذاً وهل أقتل للإنسان العاقل من حالة كهذه الحالة التي يؤول إليها أمره.

على أنه قد يتبادر للذهن أنني أدعو ـ من حيث لا أقصد ولا أنتبه ـ إلى إغماض العين عن الأخطاء سواء في الأفراد أو المجتمع، وأدعو بالتالي إلى تجاهلها والسكوت عنها وهذا السكوت والتجاهل فيه من الخطورة والضرر ما ليس يوجد مثله في الغيبة والفضح، معاذ الله، فأنا لست غافلاً عن مثل هذا المنزلق البليد، وإنما أردت أن أقول إنه لمن الخطأ الجسيم أن ننظر إلى الأشياء بعين واحدة فقط، وقد وهبنا الله تعالى عينين اثنتين، عيناً لترى القبح والثانية لترى الجمال، واحدة لتبصر الخطأ فتتحاشاه والثانية لتبصر الحق فتتبعه، وليس فقط النظر للقبح وللخطأ، فمعلوم أن اعتياد نهش الأعراض، وتتبع العورات، وتقصي الأخطاء والعيوب، ومن ثم إذاعتها واتخاذها مادة دسمة لتزجية الفراغ عن قصد أو غير قصد، يؤدي بالإنسان المتتبع المتقصي إلى نوع من الإدمان على ممارسة دور الذبابة، هذه الحشرة التي دأبها التنقل بين الخبائث المأكولة والمشمومة، لتقوم من بعد ذلك بتوزيع الأذى والقرف والمرض، ونشرها بالمجان حيثما ارتحلت أو حلت من أجسام الناس ومرافقهم العامة أو الخاصة.

بقي أن أقول لخالد التويجري وهو لا يعرفني ولا أعرفه، إن هذا الصنف من المخلوقات إنما يمثل الزبد الرابي، والزبد يظل طافياً أبداً ولا يغتر بالزبد إلا زبد مثله. وقد قال الله تعالى: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ)وقال سبحانه أيضاً: (قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ)فكيف إذا كان الطيب ما يزال كثرة مباركة وهي الأمل المنشود.

د.عبدالله بن سعد العبيد
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-06-2012, 12:53 PM   #311
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-07-2012, 06:51 PM   #312
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة





محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ



جهاد الخازن كتب هنا في الجزيرة مدّعياً أنني (كذبت) عليه ونسبت إليه ما لم يقله؛ ولأنّ (البيّنة) على من ادّعى، فسأورد هنا مُقتطفات من مقالاته تُثبت أنه إما مصاب بالزهايمر (مرض الخرف)، فينسى اليوم ما قاله في الأمس؛ هذا إذا أحسنّا به الظن، أو أنه (يبتز) ليقبض منا ثمناً لمواقفه، كما كان يفعل (إخوة) له من قبل؛ وهذا في تقديري هو الاحتمال الأقرب.

جهاد منذ أن بدأت الانتفاضة السورية وهو يتخذ منها موقفاً مناهضاً (وبقوّة)، رغم شلاّل الدماء التي تدفّقت ومازالت تتدفّق بفعل (صاحبه) سفّاح دمشق ونظامه. ورغم أمنياته أن يهزم بشار المنتفضين إلاّ أنّ الرياح أتت في النهاية بما لا يشتهيه، فاضطر إلى أن ينقلب على صاحبه.

ولأنني لا أطلق الأحكام دون دليل وبيّنة، فهذه حججي وبراهيني التي تثبت ما أقول:

أولاً:

كتب في زاويته (عيون وآذان) في جريدة الحياة في 27 أبريل 2011 مقالاً جاء فيه بالنص: (هناك في سورية اليوم شباب غاضبون ومعارضة مدنية، إلا أن هؤلاء من دون قيادة تجمعهم أو أحزاب معروفة، كحزب الوفد في مصر مثلاً. أما المعارضة الأخرى التي أرفضها إطلاقاً، فهي جماعات أصولية سرية تريد أن تعود بسورية إلى عصور الظلام، وهي حسنة التمويل (من أين؟) ولها اتصالات خارجية مشبوهة). والسؤال: أليس ما يُردِّده جهاد هنا هو ذاته خطاب الأسد ونظامه؛ ثم من هم الجهات المشبوهة يا جهاد؟

ثانياً:

طالبت المملكة على لسان الأمير سعود الفيصل بتسليح المعارضة السورية التي تحمي المدنيين السوريين من القتل والإبادة، فانبرى جهاد يعارض الفكرة، مواكباً خطاب الأسد ونظامه. فكتب في 2 مارس 2012 بجريدة الحياة مقالاً قال فيه بالنص: (أعطي عدداً كبيراً من الدول الثمانين التي شاركت في مؤتمر تونس علاماتٍ عاليةً في حُسن النية، غير أنني أنفي حُسن النية تماماً عن المطالبين الآخرين بتسليح المعارضة، إذ يكفي أن ننظر إلى الأسماء لنعرف أن أصحابها لا يريدون الخير لسورية أو للعرب والمسلمين جميعاً).. أقول: لك الحق ككاتب أن تختلف مع تسليح المعارضة لرؤية تراها، ولكن لا يحق لك يا جهاد إطلاقاً أن (تُشكك) في نوايا الدول التي طالبت بتسليح المقاومة، ومنها المملكة ودول الخليج، وتصنّفهم بوقاحة وصفاقة وقلّة أدب بأنهم (أعداء) للعرب والمسلمين.

ثالثاً:

جهاد - كما هو معروف - يُطالب علناً بأن تمتلك إيران السلاح النووي، غير عابئ بأمن المملكة والخليج. وعندما سُئلَ: كيف تدعو إلى أن تمتلك إيران السلاح النووي، وترفض أن يتسلح السوريون الذين يدافعون عن مدنييهم؟. كتب في زاويته في 11 مارس 2012 في ذات الزاوية في جريدة الحياة مقالاً جاء فيه: (منذ خمس سنوات أو نحوها وأنا أؤيد في هذه الزاوية البرنامج النووي الإيراني، خصوصاً الجانب العسكري منه لإنتاج قنبلة نووية، هذا إذا وجد. وقبل أيام اعترضتُ على تسليح المعارضة السورية. أيّدتُ البرنامج النووي الإيراني لأنّ لدى إسرائيل ترسانة نووية مؤكدة، إلا أنني زدتُ مُقترِحاً على الدول العربية كلها أن تسعى لامتلاك سلاح نووي، فانتشار مشاريع الأسلحة النووية في الشرق الأوسط سيجعل أميركا والشرق والغرب تسعى إلى تجريد المنطقة من أسلحة الدمار الشامل ونرتاح من ترسانة إسرائيل، وما قد تملك إيران في المستقبل).. من الواضح أنه عندما انكشف، وانفضح تناقضه، وكيله بمكيالين، هرب إلى القول بأنه يطالب بتملُّك كل العرب السلاح الذري، لا حبّاً بنا، وإنما تخلُّصاً من الإحراج، والأهم (دَعم منظومة إيران - الأسد) التوسعية، بحجّة أنه يريد أن ينتصر لموطنه فلسطين.

لذلك فعندما قلَبَ الخازن لبشار ظهر المجن ومن خلفه إيران، وناصر الانتفاضة أخيراً، وهَرَبَ من سفينة صاحبه (الأسد)؛ كان بالفعل موضوعاً جديراً بالكتابة عنه. والسؤال: هل كذبت عليك يا جهاد وتجنّيت وأنا من فمك أدينك؟.. فمن الذي يكذب إذن؟

إلى اللقاء.

*نقلاً عن صحيفة "الجزيرة" السعودية
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2012, 05:05 PM   #313
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

ما دار في قصر الأمير طلال بن عبدالعزيز



08-04-1433 10:14
الرياض _ المثقف الجديد


قبل أعوام بادر الأمير طلال بن عبد العزيز إلى دعوة لفيف من المنتسبين للعلم الشرعي من السنة والشيعة في قصره في الرياض, وكان هدف اللقاء الحوار وتعزيز ثقافة التعايش ,حيث مضت تفاصيل اللقاء إلى التسطيح المتوقع, لكن ثمة مفاجأة فجرت نفسها وأذهلت الأميرطلال ذاته .المثقف الجديد يستند إلى رواية (شاهد عيان) حضر المشهد من مفتتحه حتى انفضاضه .

يروي (شاهد العيان ): "لا يمكن لي نسيان ما دار في خاتمة ذاك المجلس، فقد أدركت بعده الفرق الشاسع بين طرح الحلول الحالمة، وبين مواجهة تعقيدات الواقع بجدية ووضحٍ. هناك كثيرون اليوم يحاولون معالجة وضع الطائفة الشيعية في البلد بمنهجية سطحية تركز على الخطابيات والإنشائيات العائمة التي تغيب أصل الداء، وتدفن مكمن البلاء.

حضرت المجلس في بيت الأمير طلال بن عبدالعزيز. وكان هناك في البداية طرفان. أحدُهما يمثل الشيعة، وهم (الشيخ حسن الصفار، وعلي آل محسن، وجعفر الشايب، وآخر لا أذكره)، والطرفُ الآخر يمثل أهل السنة، وليس فيه سوى الشيخ (عبدالمحسن العبيكان).ومن خلال ما دار في الجلسة، علمتُ أن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة لقاءات سابقة، انتهت باتفاقٍ على إصدار بيانٍ أو وثيقة تعايش سلمي، يوقع عليها مراجع الشيعة، وعلماء السنة، تتضمن قبول كلٍ من الطرفين بالآخر، ضمن شروط خطابية شاعرية يعرف من يعايش الوضع على الأرض أنها شروطٌ حالمةٌ غير قابلة للتطبيق.

لم أعجب لذلك، فقد لفت نظري –من أول الجلسة- أن الطرف الذي اختير لتمثيل أهل السنة شيخٌ طيب القلب، لا يملك درايةً كافيةً بمذهب الشيعة، وليست لديه الخبرة الواسعة بواقع الطائفة في البلد.

لا أدري هل كان اختيار ذلك الشيخ اتفاقاً، أو أنه أمرٌ رتب له بعناية، فأنا لم أحضر اللقاءات السابقة، ولكن قدر لي حضور هذه الجلسة الأخيرة التي جاء مسارها مختلفاً تماماً، وبطريقة تفاجأ بها رؤوس الشيعة الحاضرون.أما لماذا اختلفت هذه الجلسة عن سابقاتها فلأن الأمير خالد، ابن الأمير طلال بن عبد العزيز طلب من والده الإذن بأن يدعو مختصين بمذهب الشيعة كي يحضروا اللقاء، فكان له ما أرادَ.

حضر الجلسة كلٌ من: الشيخ صالح الدرويش (القاضي بمحكمة القطيف)، والدكتور العراقي نعمان السامرائي (الأستاذ بجامعة الملك سعود سابقاً)، والشيخ عثمان الخميس، والشيخ حسين الحكمي، والشيخ بندر الشويقي.

كان حضور هؤلاء مفاجئا للطرف الشيعي. وكانت الخيبة باديةً على وجوههم من البداية. فقد أدركوا مباشرةً صعوبة التلاعب بمن يعرف مداخلهم ومخارجهم.

لن أطيل في الشرحِ، فقد دار بحثٌ طويلٌ أثناء اللقاء. لكني فقط سأركز على قضية ختم بها المجلس، وكان وقعها شديداً على الأمير طلال بن عبد العزيز، حيث صُدم الأمير بذلك الإقرار الخطير الذي نجح المشايخ في انتزاعه من بين شفتي الشيخ حسن الصفار.طرح الشيخ عثمان الخميس على الشيخ عبد المحسن العبيكان-والجميع يسمع- ضرورة أن تُضمَّنَ الوثيقة موافقة الشيعة على تقديم انتمائهم لأوطانهم ورفعه فوق انتمائهم لمرجعياتهم الفارسية القابعة وراء الحدود.

بالنسبة لمن لا يعرف طبيعة ارتباط الشيعة بمراجعهم قد تبدو له هذه النقطة قليلة الأهمية. ذلك أن الكثيرين يتصورون أن علاقة الشيعي بمرجعه، تشبه علاقة السني بعلماء مذهبه. لكن العارف بالأمور يدرك الخطأ الكبير الذي يقع فيه من يحمل مثل هذا التصور.

المرجع بالنسبة لمقلده الشيعي مطاع الأمر، وقوله هو الدين بالنسبة لأتباعه، ولا يجوز لأحدٍ من مقلديه أن يستدرك عليه، أو يخطئه، أو يخالفه، أو يتبني قولاً غير قوله، حتى لو كان هذه الرأي صادراً من علماء آخرين من داخل المذهب.

هذه العلاقة بين المراجع ومقلديهم، حولت المذهب الشيعي إلى ما يشبه التنظيمات الملتزمة بتوجيهات قائدها. وهنا مكمن الخطورة حيث يتحول الشيعي أثناء الأزمات إلى أداة عمياء تحرك من الخارج، ولا تستطيع السلطات المحلية التفاهم معها.حين طرح هذا الإشكال في المجلس، بادر علي آل محسن إلى المناورة، فذكر أن مراجع الشيعة عادةً ما يأمرون أتباعهم بالانخراط في مجتمعاتهم، ويحثونهم على الخضوع والتعايش مع النظم القائمة في بلدانهم أياً كانت انتماءاتها المذهبية.

هنا تفطن أحد المشايخ الحاضرين للمناورة، فسأل: وماذا لو أمروكم مستقبلاً بخلاف ذلك؟ أنتم الآن تستكينون لأنهم أمروكم بذلك، لكن ماذا لو تغير موقفهم؟

هنا تورط علي آل محسن، فبادر الصفار لإنقاذه، وقال: نحن أصلاً نتبع مرجعية السيستاني، والسيستاني لا يؤمن بولاية الفقيه، وبالتالي فإن أتباعه يقلدونه في مسائل الفقه فقط، دون المسائل السياسية.مناورة ثانية. وإلا فإن مراجع الشيعة حين يفتون، فإن الشيعي المقلد لهم ملزمٌ بالأخذ بفتواهم، سواء تعلقت بالسياسة أو بغيرها. لكن أحد المشايخ الحاضرين جارى الصفار في مناورته، فسأله: وماذا عن أتباع خامنئي؟

قال الصفار: ما لهم؟

قال له الشيخ: خامنئي هو إمامهم ووليهم الفقيه، وسلطته عليهم مطلقة، وطبول الحرب الآن تقرع. فما الذي يمليه عليه دينهم، فيما لو أمرهم مرجعهم بالتمرد والقيام بتحركات وأنشطة داخل بلدانهم؟

عاد الصفار للمناورة، وقال: أتباع خامنئي أقلية لا يشكلون خمسة بالمائة من الشيعة.

مناورة ثالثة. لكن الشيخ جاراه هنا أيضاً، وسأله: وماذا عن هؤلاء الخمسة بالمائة. لو أمرهم خامنئي بالتحرك والتمرد داخل بلدانهم، فماذا سيفعلون؟

هنا استسلم الصفار وأجابَ بكل وضوحٍ: سيسمعون ويطيعون؟

وعند هذه النقطة صدم صاحب البيت الأمير طلال بن عبد العزيز، وفوجئ بهذه الحقيقة التي لم يكن يعلمها.

وبعدها خرج الصفار ليتحدث عن المتطرفين الذين أجهضوا مشروع وثيقة التقارب.
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-07-2012, 03:07 PM   #314
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

=================

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-07-2012, 03:09 PM   #315
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

هل من الممكن أن نتحرر من هذا الرق الثقافي؟


صالح بن عبدالرحمن الحصين


1433هـ

الفصل الأول:
من العدل أن نعترف بأن ما نسميه الآن (الثقافة العالمية المعاصرة) هو في الحقيقة "الثقافة الغربية" أو بعبارة أخرى "الثقافة الأوروأمريكية".
لقد ظلت هذه الثقافة طوال القرون الماضية ترسل أشعتها إلى العالم الخارجي في الكرة الأرضية حتى غطت ما تغطيه الشمس بل أبلغ من ذلك دخلت الأكواخ في الغابات والمغارات في الجبال.
كانت هذه الثقافة قاهرة غلابة، طردت الثقافات المحلية، أو أضعفتها أو عدلت فيها، لقد غيرت مظاهر الحياة، وطريقة العيش، وكانت في ذلك شاملة وعامة، فالتوسع في اقتناء الآلات والمعدات واستخدامها، وتطبيق التقنيات الحديثة في التنظيم والإنتاج، وطقوس الاحتفالات، وإجراءات البروتوكولات الدبلوماسية، وقواعد "الإتيكيت" الاجتماعي كلها أمثلة لهذه المظاهر.
واضح أن بعض هذه المظاهر يقتضيها الاختيار العقلاني، والفائدة العملية، ولكن بعضها كان مجرد تقليد للثقافة الغربية المستجيبة للذوق الغربي أو الـ Culture المحض، على سبيل المثال سيادة موضات الشباب والنساء، وطراز الملابس، ومظاهر تزيين الجسم، وقد ترى الرجل العربي يحرص على الاحتفاظ بهويته العربية والاعتزاز بها فيحتفظ بغطاء الرأس (الغترة والعقال)، ولكنه في الوقت نفسه يحتفظ باللباس الغربي بما فيه ربطة العنق التي لا يبدو لها وظيفة عملية في حياة العربي أو على الأقل لا يبدو لها وظيفة تقابل ما ينفقه العربي عليها من عمل ووقت ومال.
هذه المظاهر المادية من السهل إدراكها، ولكن للثقافة الغربية تأثيراً أكثر عمقاً وأبلغ أثراً على الحياة، وأعنى به التأثير على اللغات المحلية، ومنها لغات شعوب العالم الإسلامي، ولا يحتاج الإنسان إلى أكثر من ذكاء الرجل العادي وقليل من التأمل ليدرك العدد المهول من العبارات والمصطلحات والألفاظ التي اقتبستها اللغات الأخرى عن طريق الترجمة الحرفية من اللغات الأوربية.
وبما أن اللغة كما يقال تفكير ناطق والتفكير لغة صامته فإن من الطبيعي أن يقع تأثير هذه الظاهرة على تصورات الإنسان عن الطبيعة والحياة.
ولذا ليس غريبا أن نرى تصورات الناس من الثقافات الأخرى، بما فيهم المسلمون، منسجمة ومتطابقة مع تصورات الثقافة الغربية وكأنما ينظرون من خلال عدسات الثقافة الأوروأمريكية السائدة، مهما كانت لا تنسجم أو تتناقض مع روح الثقافة المحلية (الدين، التقاليد، أو الموروثات الثقافية).
وقد مكن لهذا التأثير الشامل والعميق للثقافة الغربية أمران:
1) القوة المادية والمعنوية للغرب التي تعاظمت على مر القرون الأخيرة، فالثروة المعرفية والتقدم التكنولوجي والاختراعات ورفع شعارات الأسس الأخلاقية (مثل حقوق الإنسان، وكرامة الإنسان، والمساواة أمام القانون، والبذل التطوعي والعمل الإنساني) والقوة العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية كلها من مكونات تلك القوة المادية والمعنوية.
2) وربما يكون أهم من ذلك هشاشة الثقافات المحلية بالمقارنة مع الثقافة الغربية، في نموها واستعلائها، بما في ذلك الثقافة السائدة في العالم الإسلامي باستثناء ما هو منها مستمد من الثقافة الأصيلة أي الإسلام.
للتوضيح، أعرض بعض الأمثلة التي تعبر عن عمق وقوة تأثير الثقافة الغربية على التفكير والتصور في العالم الإسلامي:
أ - المثال الأول: لقد كشف الاقتصاد الكبير المعاصر عن نتائج مدمرة للنظام المصرفي الربوي لم تكن معروفة من قبل، وبما أن هذا النظام من الآليات الرئيسة للاقتصاد الغربي، فقد استحوذ دائماً على نقد الاقتصاديين الغربي، ولعل أوضح ما يعبر عن ذلك ما تضمنه مقالان لعالم الاقتصاد الحائز على جائزة نوبل الأستاذ "موريس آلية" نشرها في صحيفة لوموند الفرنسية في يونيو عام 1989، من أن النظام البنكي الغربي سبب أضراراً فادحة للاقتصاد العالمي تتلخص في وجود مرض متجذر في الاقتصاد العالمي يهدده بالانهيار أو مواجهة أزمات حادة، إذ أصبح هذا الاقتصاد عبارة عن أهرامات من الديون يرتكز بعضها على بعض بتوازن هش، وفي استعمال المال في غير وظيفته الطبيعية بتيسير النظام البنكي الغربي عمليات الـSpeculation
وأصبح العالم أشبه بمائدة قمار واسعة وأصبح "الإسبكيوليشن" يستأثر، كما يقرر موريس آلية بـ 97% من تدفق النقود بين بلدان العالم ويبقى للتجارة الحقيقة 3% فقط ، وذلك كله كان سبباً لما يعانيه العالم من ضنك وبطالة وانخفاض في مستوى العدالة الاجتماعية.
كما أوضح نقاد اقتصاديون آخرون التأثير السلبي للنظام البنكي الربوي على التخصيص الأمثل للموارد بتحيزه لقوة الائتمان في مقابل جدوى الإنتاج، وتشجيعه الاستهلاك الطائش وخلق حاجات غير حقيقية للرجل العادي لتتحول إلى ما يعتبره حاجات لا يستغني عنها، وتأثيره السلبي على الاستقرار الاقتصادي، وأثره في تعويق وجود ونمو المناخ الاستثماري الذي يشجع على الادخار والتكوين الاستثماري، وأخيرا أثره السلبي على النمو الاقتصادي، وبالرغم من ذلك كله فالتصور السائد في الثقافة الغربية أن النظام المصرفي الربوي لا بديل له.
وفي خلال المائة سنة الماضية وجد علماء أجلاء في العالم الإسلامي يسلمون بالتصور نفسه، ويرون أن لا بديل للنظام البنكي الربوي آلية رئيسة يقوم عليها اقتصاد قوي مزدهر غلاب.
وبما أن هذا التصور يناقض حكماً شرعياً معروفاً من الدين بالضرورة وهو تحريم الربا الذي عد القرآن ارتكابه مؤذنا بحرب من الله ورسوله، فلم يكن أمامهم - تحت التأثير السحري القاهر للثقافة الغربية- إلا أن يقتحموا عقبة التعامي عن البديهية العقلية، فينكروا أن يكون ما تسميه البنوك الربوية قرضاً بفائدة هو الربا المحرم، غافلين عن أن رجل الشارع في لندن أو باريس أو روما يسميه (الربا) بل أن البنوك الربوية العربية حينما تتحدث بغير العربية تسميه (ربا)، بل إذا أنكر كونه (الربا) فمعنى ذلك أنه لم يوجد قط ولا يوجد في الدنيا (ربا)، أن ما تسميه البنوك الربوية العربية قرضاً بفائدة هو الصورة الأساسية للربا التي عرفت على مر التاريخ، وسمتها (ربا) كل الشعوب.
ومن ناحية أخرى فلم يتنبه هؤلاء العلماء إلى أن الواقع العملي، والتجارب الناجحة التي طبقت خلال العقود الثلاثة الماضية أثبتت إمكانية التحول في الوساطة المالية بين المدخرين والمستثمرين من النظام الربوي إلى نظام يبرأ من الربا شكلاً وجوهراً.
أن قوة الأسر الثقافي الذي أجبر هؤلاء العلماء على أن يعموا عن بديهة عقلية، وأن يتعامواً عن الحقائق الواقعية لا يمثل في حقيقة الأمر شذوذا من أفراد في مجال الأسر الثقافي بل هو في الحقيقة ظاهرة عامة واتجاه سائد، فقد أظهرت العقود الثلاثة الماضية التي وجدت فيها مؤسسات مالية سميت "بالمصارف الإسلامية" أو "النوافذ الإسلامية" في البنوك الربوية، أن عمل المصرفيين الإسلاميين يعاونهم - بحسن نية - أعضاء الهيئات الشرعية في المصارف من العلماء على بذل جهود نشطة لاكتشاف وابتكار مناورات فقهية تمكنهم من متابعة آليات النظام البنكي الربوية وتبنيها بعد إلباسها ثوباً لا يستر العورة في الغالب باسم "المعاملات الشرعية"، لقد تمكنوا من تبني التعامل المصرفي بالفائدة البسيطة، ثم بالمعدل العائم للفائدة، وحتى عمليات التحوَّط والمشتقات المالية في صور يستحيل إيجاد الفرق بينها وبين أصولها من آليات التعامل الربوي سواء من ناحية الجوهر والحقيقة أم من ناحية الآثار السلبية.
وفي المملكة العربية السعودية هان على الإدارات الحكومية، بما فيها التي لها علاقة بالدين والتقوى، هان عليها أن تعين موظفيها على الاقتراض بالربا، لأغراض الاستهلاك الطائش، ولم يكن ذلك من المسئولين في هذه الدوائر عن بلاهة أو غبـــاء أو عدم إدراك للواقع، ولم يكن عن ضعف في الدين والتقوى، وإنما كان للعجز والتبلد أمام ضغط الواقع المتمثل في الرق الثقافي الذي ظلت الثقافة الأوربية تمارسه ضد الثقافات الأخرى.
لم تكن الخسارة الثقافية التي فرضها الرق الثقافي الذي مارسته وتمارسه الثقافة الغربية على العالم الإسلامي خسارة فكرية بل كانت خسارة عملية كبرى تمثلت في شلل العالم الإسلامي وعجزه عن إنقاذ نفسه وإنقاذ البشرية من البلاء العظيم (الربا)، وعجزه عن إيجاد بديل يحقق المبادئ الثلاثة الكبرى للاقتصاد الإسلامي: 1- أن يكون المال قياماً للناس، 2- وأن لا يكون دولة بين الأغنياء، 3- وأن يحقق العدل في التعامل.
ب) المثال الثاني: من وجود بعض صور الإرث التي يكون للأنثى منها نصف نصيب الذكر بنى بعض المثقفين الغربيين تصوراً بأن القاعدة العامة في الميراث في النظام الإسلامي أن الذكر والأنثى حينما يكونان في درجة واحدة من القرابة للمورث فإن نصيب الأنثى يكون دائماً نصف نصيب الذكر، بنوا على ذلك أن هذا الوضع يمثل انتهاكاُ للمساواة بين الرجل والمرأة، واستنتجوا من هذا التصور أن الدافع إليه تمييز الإسلام ضد المرآة ونظرته الدونية لها، وصادق كثير من المثقفين المسلمين على هذا التصور، وشغلوا أنفسهم بعراك فكري لتبرير هذا الوضع وإثبات أنه لا ينتج فرضية التمييز ضد المرآة، وعموا عن أن نصوص القرآن التي يقرؤونها أو يسمعونها بتكرار كاف، تنطق بأن ذلك التصور زائف وغير صحيح، إذ تتضمن النصوص في أول سورة النساء وآخرها تفصيلاً للوضع الإرثي حينما يكون الذكر والأنثى في درجة واحدة من القرابة للمورث (كلاهما أخوة مثلاً) وحينما تكون درجتهما متساوية من ناحية القوة (كلاهما إخوة أشقاء، أو لأب أو لأم).
فالنصوص تتضمن سبع حالات: ثلاث منها يكون للأنثى نصف نصيب الذكر، وثلاث يكون للأنثى فيها مثل نصيب الذكر، والسابعة تتضمن صورتين يختلف فيهما اجتهاد المفسرين، فيرى بعضهم أن للأنثى ضعف نصيب الذكر في إحدى الصورتين إعمالاً لظاهر النص، ويرى آخرون أن للذكر ضعف نصيب الأنثى أعمالاً للرأي والقياس، هذا يعني أن الاطراد في تنصيف نصيب الأنثى في الميراث لو أنخرم بواحدة من السبع حالات لما صح اعتباره قاعدة عامة فكيف إذا أنخرم بثلاث حالات أو أربع من السبع، هذا يعني أن النظام في تسويته في بعض حالات الإرث بين الذكر والأنثى وعدم تسويته في حالات أخرى لا علاقة له البتة بقضية المساواة بين الرجل والمرآة.
ومن ناحية أخرى فإن المثقفين الغربيين والمسلمين لم ينتبهوا إلى البديل عن النظام الإسلامي في ميراث الأنثى والذكر الموجود الآن في العالم، خارج العالم الإسلامي، فهي حقيقة لا يمكن المنازعة فيها أن النظام الشائع خارج العالم الإسلامي يعطي المورث الحق في توزيع تركته بين من يخلفه من أولاده وغيرهم وفق رأيه ورغبته، وفي الغالب -والأحكام تبنى على الغالب لا على النادر- أن المورث يفضل إيثار الذكور من أولاده بالميراث، أما بقصد عدم خروج المال عن العائلة أو بقصد آخر، وهذا أمر يظهره الواقع.
فالنظام الإسلامي يحمي المساواة بين الذكر والأنثى بأن يكون لكل منهما نصيب من الإرث - يقدره العليم الحكيم لعوامل مختلفة ويحصنها من أهواء أو رغبات المورثين ويستجيب بذلك لمقتضيات المنطق والعدل، فالنظام الإسلامي كما هو ظاهر يحمي المساواة بين الذكر والأنثى ولا ينتهكها، وإذا فما بني على الفرضية الزائفة عن انتهاك النظام الإسلامي للمساواة بين الذكر والأنثى هو بالتالي زائف وغير صحيح.
وفي هذا المثال، كالمثال السابق، نرى كيف أن الرق الثقافي حمل المثقف المسلم على العمى حتى عن نصوص القرآن وعن ظواهر الواقع، أن تصور أن القاعدة العامة في الميراث في الإسلام أن يكون للمرأة نصف نصيب الرجل عندما يتساويان في درجة القرابة وقوتها، وأن هذا الحكم ينتهك مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، وأن هذا الانتهاك نتيجة التسليم بنقص قيمة المرأة في المجتمع عن قيمة الرجل هذا التصور فرع عن التصور العام للثقافة الغربية عن المساواة بين الرجل والمرأة ، وهو أنها مساواة تماثل لا مساواة تكامل.

وهذا التصور لا يلتفت إلى أن الكون في وجوده ومسيرته يعتمد مبدأ الزوجية قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ****** [يس:36] وقال تعالى: {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ****** [الذاريات : 49 ] ، هذا يعني أن المساواة تقوم بين كلاً الزوجين في الكون ولكنها ليست مساواة التماثل وإنما مساواة التكامل التي تختلف فيها الوظيفة دون أن تختلف القيمة فليست قيمة الإلكترون الموجب أقل ولا أكثر من قيمة الإلكترون السالب.
وبين الذكر والأنثى من البشر تقوم مساواة التكامل وليس التماثل فسيولوجيا، وبيولوجيا، وسيكولوجيا، فلماذا يمتنع عقلاً أن تقوم بينهما في بعض الأحيان مساواة التكامل سوسيولوجياً.
هل يوجد مبرر من الوضع العملي للإصرار على أن مساواة التماثل بين الرجل والمرأة اجتماعياً هي التصور السليم؟ هل يظهر الواقع العملي إن المرأة والرجل كسبا بهذا التصور أم خسرا؟ هل صارت المرأة بتطبيق هذا التصور على أرض الواقع أقرب إلى الحياة الطيبة (السعادة) وأبعد عن المعيشة الضنك ( الشقاء)؟ هل صار المجتمع بهذا التصور أكثر عدلاً والوطن أكثر تقدماً؟
لنستحضر هذين النموذجين من عالمي الثقافة الغربية، الشيوعي والرأسمالي:
أولاً: منذ أن قال لينين (الزعيم الشيوعي الأول): "لن نتقدم ونصف شعبنا في المطبخ" طبقت في الاتحاد السوفييتي أكمل وأشمل وأدوم صورة لمساواة التماثل بين الرجل والمرأة، عملت المرأة خارج المنزل في مجال البناء ورصف الطرق وكنس الشوارع، وعملت باحثة في مراكز البحوث وميكانيكية ومهندسة ورائدة فضاء، كان نصيب المرأة في الأعمال المكروهة والشاقة أكثر ولكنها كسبت مساواة التماثل مع الرجل.
كانت النهاية كما وصفها (الزعيم الشيوعي الأخير) جورباتشوف في (البروسترويكا) حين كتب "لقد وضعت الدولة السوفييتية حداً للتمييز ضد المرأة الذي كان سائداً في روسيا القيصرية ... كسبت المرأة ... نفس الحق في العمل كالرجل والأجر المتساوي للعمل المتساوي ... ولكن طول سنوات تاريخنا البطولي والشاق عجزنا أن نولي اهتماماً لحقوق المرأة الخاصة واحتياجاتها الناشئة عن دورها كأم وربة منزل ووظيفتها التعليمية التي لا غنى عنها بالنسبة للأطفال، إن المرأة حين تعمل في مجال البحث العلمي وفي مواقع البناء وفي الإنتاج والخدمات وتشارك في النشاط الإبداعي لم يعد لها وقت للقيام بواجباتها اليومية في المنزل ... وتربية الأطفال وإقامة جو أسري طيب، لقد اكتشفنا أن كثيراً من مشاكلنا في سلوك الأطفال والشباب وفي معنوياتنا وثقافتنا وفي الإنتاج تعود إلى تدهور العلاقات الأسرية والموقف المتراخي من المسئوليات الأسرية، وهذه نتيجة مناقضة لرغبتنا المخلصة والمبررة سياسياً لمساواة المرأة والرجل في كل شيء، والآن في مجرى (البروسترويكا) بدأنا نتغلب على هذا الوضع، ولهذا السبب فنحن نجرى الآن مناقشات جادة في الصحافة وفي المنظمات العامة وفي العمل والمنزل بخصوص ما يجب أن نفعله لنسهل على المرأة العودة إلى رسالتها الإنسانية البحتة " انتهى .
ثانياً: في العالم الرأسمالي تطور تصور مساواة التماثل بين الرجل والمرأة إلى شعار ملهم وفاعل وشبه مقدس حتى انتهى إلى الحركة النسوية (National Organization for Women NOW)
ولسوء الحظ فإن الأمر انتهى بالمجتمع الأمريكي والأوروبي إلى مثل هذا الوضع: في الولايات المتحدة وغالب - إن لم يكن كل- البلدان الأوروبية بلغت نسبة وحدة الوالدية (Single parenting) إلى نسب مروعة تتجاوز الخمسين في المائة في كل أو أغلب الحالات، ماذاً يعني هذا؟ يعني أن النساء بإرهاقهن بمسئولية العائل الوحيد صرن مسئولات عن إعانة أنفسهن وعن إعالة أعداد تزيد عن عددهن من أفراد الشعب، مع أن دخولهن في الغالب أضعف، وفرصهن في تنمية دخولهن أقل.
في التاريخ البشري المكتوب ربما لم تقع المرأة مسحوقه في مثل هذا الوضع الظالم من قبل، لقد لوح للمرأة بجزرة مساواة التماثل مع الرجل فغفلت عن ضربات عصا هذه المساواة التي تلهب ظهرها، على أن الدراسات الحديثة أظهرت أن المرأة في كثير من الأحيان لا تستطيع مقاومة القانون الطبيعي وتستجيب لداعي الفطرة فتختار مساواة التكامل، وتعود إلى البيت لتؤدي مسئولياتها الاجتماعية التقليدية.
فمثلاً في دراسة نشرتها في موقعها في 21 نوفمبر 2005م برفسور ليندا هرشل (وهي رائدة في الحركة النسائية وأستاذة جامعية في مادة feminism) ذكرت أن نصف النساء من الأفضل تعليمياً في الولايات المتحدة اخترن البقاء في البيت وتربية أطفالهن بدلاً من الخروج إلى سوق العمل، ونقلت عن مايرا هارت الأستاذ في "البرنس سكول" في هارفرد الذي قام في عام 2000م بمسح للطالبات في الأعوام 1981 ، 1986، 1991، أنه وجد 38% فقط من حاملات الماجستير يعملن خارج المنزل.
وتعلق هرشل: معظم النساء يفضلن الزواج وأن يكون لهن أطفال ولذا لا يكن جادات في الثورة على الفكرة التقليدية أن وظيفة المرأة تربية الأطفال ورعاية الأسرة، ولم تقل واحدة من النساء اللاتي قابلتهن أنهن يرون هذا الوضع ينتهك العدل مع النساء، وقد عبرت إحداهن وفق مصطلحات علم الإدارة زوجي يقوم بوظيفة المسئول التنفيذي وأنا أقوم بوظيفة المسئول عن إدارة المال، فهو يعمل لتوفير النقود، وأنا أقوم بإدارة استخدامها.
لمزيد من الإيضاح في تقييم تصور الثقافة الغربية لمساواة التماثل بين الرجل والمرأة، ينبغي مقارنة هذا التصور وتصور النظام الإسلامي في الموضوع.
الإسلام يقرر مساواة التماثل بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بالقيمة الإنسانية فيقرر المساواة بينهما في الخضوع لميزان التفاضل عند الله قال تعالى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ****** [الحجرات: 13] .
وفي المسئولية والجزاء قال تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ****** [آل عمران : 196] ولا يتصور تعبير عن التساوي والتماثل أدق وأبلغ من تعبير "بعضكم من بعض" وقال: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً****** [النحل: 97] وفي الكرامة الإنسانية {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ... الآية****** [الإسراء: 70] و"بني آدم" هنا تشمل أولاد آدم الذكر وأنثى.
وفي الشخصية القانونية فالرجل والمرأة يتمتعان على السواء بالذمة المالية والأهلية الشرعية لاكتساب الحقوق وتحمل الالتزامات وإجراء التصرفات القانونية.
وبعد ذلك يراعي الإسلام مساواة التكامل في بعض مجالات الوظائف الاجتماعية فيحمي المرأة مما توجبه مساواة التماثل من تحميلها مسئولية اجتماعية زيادة على المسئولية الاجتماعية التي تهديها إليها قوانين الطبيعة والفطرة.
وكما في المثال الأول كان من الطبيعي أن يكون لتبني مساواة التماثل دائماً بين الرجل والمرأة، كما تتصورها الثقافة الغربية، من قبل المسلمين أعراضه وتداعياته على أرض الواقع.
ولو أخذنا بلاد مجلس التعاون الخليجي مثلاً، لما عز علينا أن نلاحظ التغيير الساحق في حياة المرأة في فترة قصيرة من الزمن، لقد صار عادياً أن يكون طموح الطالبات في المؤسسات التعليمية: "الوظيفة"، أي العمل خارج المنزل بالأجر تحت قوامة رئيس ذكر أو أنثى، وذلك بالرغم من ضعف الدافع الذي يدفع المرأة عادة للعمل خارج المنزل وهو الدافع الاقتصادي، وقد تضاءل بصورة عالية لدى الفتيات وأهلهن تفضيل الزواج أثناء مدة الدراسة التي قد تمتد إلى العشرينات من العمر أو تتجاوزها بل أنه يوشك أن يتمثل ظاهرة عزوف الفتيات عن فكرة الزواج بالكلية.
أما الغلو في الاستخدام، بأن توكل إلى الخادمة تربية الأطفال وربما أعداد الواجبات بالإضافة إلى أعمال المنزل الأخرى، فهو أمر تظهره الإحصاءات.
وربما يكون من تداعيات حرمان المرأة السعودية أو الخليجية نفسها من ممارسة وظائفها الطبيعية والتقليدية في إدارة مملكتها "البيت" ما يلاحظ من زيادة الاضطرابات النفسية لدى المرأة مثل الاكتئاب والتوتر النفسي وما يتبع ذلك من آثار مرضيه على الجسم.
‌ج- المثال الثالث: دأبت الولايات المتحدة الأمريكية على إصدار تقرير سنوي بعنوان الحرية الدينية في العالم، ويحاكم هذا التقرير دول العالم في حمايتها أو انتهاكها للحرية الدينية، وفي سلسلة هذا التقرير توضع المملكة العربية السعودية في خانة واحدة مع الصين في تعاملها مع الإيجور، وبورما في تعاملها مع شعب أراكان، وتوصف هذه الدول بأنها الأسوأ انتهاكاً للحرية الدينية، وتوصف المملكة العربية السعودية بأنه لا يوجد فيها حرية دينية مطلقاً.
وفي التقرير الصادر عام 2011م عن العام الذي سبقه 2010م، عنى التقرير في مهاجمة المملكة العربية السعودية بأنها تسمح بنشر الكتب التي تعبر عن أيدلوجيتها، وبنشاط الدعاة الذين ينشرون هذه الأيدلوجية خارج المملكة العربية السعودية، وفي التقرير نفسه تُهاجم المملكة بأنها لا تسمح لدعاة الديانات الأخرى من العمل في المملكة ولا بنشر الكتب المعبرة عن هذه الديانات.
ومع وجود التناقض الظاهر بين الأمرين في شأن الحرية الدينية في فكر الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن كثيراً من المثقفين السعوديين، بينهم موظفون مؤثرون من إدارت حكومية سعودية مختلفة، يصادقون على صحة النقد الموجه لبلادهم فيما يتعلق بنشر مذهبها الديني، وأن الأمريكيين على حق في مطالبتهم للمملكة العربية السعودية بأن تحجم وسائل نشر هذا المذهب.
وفي الوقت نفسه يشعرون بالحرج عندما يواجهون (ودائماً يواجهون) باحتجاج الآخرين بأن هؤلاء الآخرين يسمحون للمسلمين بإقامة معابدهم ومراكزهم الإسلامية والدعوة لدينهم في بلادهم فكيف لا تسمح المملكة العربية السعودية لغير المسلمين بإنشاء معابدهم ومراكزهم الدعوية، وبوجود الدعاة للأديان الأخرى ونشر كتب الديانات الأخرى، ولا يجدون رداً لهذا الانتقاد إلا أن هذا "مقتضى قوانيننا"، ولنا مثل كل بلد الحق في اختيار قوانيننا، في حين أن الاحتجاج موجه أساساً ضد هذه القوانين، ولذا فإن المثقفين السعوديين في داخل نفوسهم يصادقون على صحة النقد الموجه لبلادهم، وأن الآخرين على حق في توجيهه.
إن الرق الثقافي المتجذر أثره في أفكار ومشاعر المثقفين المسلمين، ولا نستثنى السعوديين، هذا الأثر الظاهر في الثقة المبالغ فيها بتصورات الثقافية الغربية وضعف الثقة في تصور ثقافتهم الأصلية، هو العامل الرئيس لعمى هؤلاء المثقفين عن مقتضيات التفكير العقلاني وعن أدراك حقائق الواقع.
فمنذ ابتدأ سلطان المسلمين السياسي في الأرض، وعلى مر العصور وفي مختلف الأقطار لم تتغير سياسة المسلمين فيما يتعلق برعايتهم للحرية الدينية للآخرين الخاضعين بسلطانهم السياسي، في صور لا يوجد لها مثيل في الدول الحديثة سواء في أوروبا أو أمريكا.
لقد التزموا دائماً بعدم المساس بممارسة الآخرين لأديانهم وحموا معابدهم وأعطوهم الحق في أن يكون لهم قوانينهم الخاصة وقضاؤهم الخاص، وأنظمتهم الاجتماعية وتنشئة أولادهم على تقاليدهم وثقافتهم واُستثنوا من القانون الجنائي العام، بمعيار أن كل عمل لا ينافي الأخلاق في ثقافة الأقليات الدينية فلا يعتبر فعله جريمة في حقهم، حتى لو كان يعتبر جريمة في حق المسلمين طبقاً للقانون الجنائي العام.
وكان المسلمون يرون أن هذه السياسة يقتضيها المنطق العقلاني والعدل، كانوا يرونها شيئاً طبيعياً لا يستحق عندهم الضوضاء حولها، أو التعالي بها، أو النظرة الدونية للآخرين، وفي الوقت نفسه استثنوا جزءاً صغيراً من أرض عالم السلطان السياسي الإسلامي المترامية الأطراف، اعتبروه مركز الإسلام وفق ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغرغر حينما قال: "لا يكون دينان في جزيرة العرب" وفَهِمَ الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم، كما نصت عليه كتب الفقه، أن المقصود بجزيرة العرب اصطلاحٌ يختلف عن الاصطلاح الجغرافي فلا يشمل اليمن الذي بقي فيه اليهود حتى وقتنا الحاضر، وهذه المنطقة من أرض الإسلام اعتبرت مركز الإسلام، وحُدّد بجزء من الجزيرة العربية يشمل: (باعتبار التقسيمات الإدارية السائدة في العصور الأولى) مكة وتوابعها الإدارية، والمدينة وتوابعها الإدارية، واليمامة وتوابعها الإدارية (أي تقريباً حدود المملكة العربية السعودية الجغرافية حالياً) ففي هذا الجزء المستثنى وردت النصوص من القرآن أو من الحديث الصحيح تمنع فيها الوجود الديني الدائم لغير الإسلام سواءً في حالة الفرد، أم المنشأة، أم التنظيم، وكانوا يرون أن هذا الاستثناء (وهو يقرر القاعدة ولا ينقضها) هو أيضاً مقتضى المنطق العقلاني والعدل.
وكل منصف يجب أن يوافق على صحة التصور، فليس من المنطق العقلاني ولا من العدل أن يسمح لوافد للبلاد بأن يحقر الإسلام، أو نبيه، أو رموزه وكتابه المقدس، في مركز الإسلام، وغني عن البيان أن غير المسلم يعتقد أن الدين الإسلامي غير صحيح، وأنه دين زائف، وأن نبيه كاذب أو غير سوي من الناحية النفسية
هناك جانب آخر أن كل دولة لها مرجعها الثقافي الأعلى الذي يحكم قوانينها وإجراءاتها وتصرفاتها ويسمي القانون الأساسي للحكم أو الدستور، المملكة مرجعها الثقافي الأعلى ليس "قانون حكم" بل هو "مرجع أعلى" وهو القرآن وحديث الرسول الصحيح.
ولا يتصور أن دولة في العالم تسمح بوجود أشخاص، أو مراكز ثقافية، أو منشآت، تحقر قانون تلك الدولة الأساسي للحكم "الدستور" وتعلن في ممارساتها زيف الدستور، وقيمه وتشوهها، فهل من المنطق أو العدل أن تسمح المملكة في جانبها للغير بمثل ذلك.
ولكن المثقفين السعوديين عندما يواجهون بهذا الهجوم قلما ينتبهون لمثل هذه الحقائق، فيردون في دفاعهم الاعتذاري بحجج من السهل نقضها وردها، لأنها لا تمثل الحقيقة، فجل ما يردون به التمثيل بالفاتيكان في حين يرد عليهم الآخرون بأنه لا نسبة بين الفاتيكان مساحة وسكانا وبين المملكة، أو يردون بأن هذا مقتضى "قوانيننا الخاصة" كما للآخرين قوانينهم الخاصة، في حين أن الهجوم من الغرب على هذه القوانين وليس على الالتزام بها.
إن استعمال حجج ضعيفة هو أسوأ من عدم إيراد أي حجج مطلقا، فوق أنه تشويه للحقائق على أرض الواقع.
الفصل الثاني:
هل من المستحيل أن نتحرر من هذا الرق الثقافي؟ قد لا يكون الأمر مستحيلا عقلا، ولكنه قد يكون مستحيلا في العادة، والواقع أنه لا يمكن أن يتحرر الرقيق إلا إذا أقتنع بأن حالة الرق غير طبيعية، وأنه يمكن تغييرها، ثم وجد العزم على التغيير، والتاريخ يعلمنا قاعدة مطردة في كل صنوف الرق سواء كانت في شكل أقنان الأرض، أو الطوائف المنبوذة، أو رق الجسم كما كان في الولايات المتحدة الأمريكية حتى صدور قانون الحقوق المدنية في الستينات الميلادية (--19)، إن ما يرسخ الرق هو اعتقاد الرقيق بأن حالة الرق هي الصورة الطبيعية وأنه لا يمكن تغييرها، وإذا حدث الوعي لدى بعض الأفراد وحاولوا الخروج على هذه الأوضاع ففي العادة ينقصهم الرؤية الصحيحة والقيادة الكفؤة.
ولكن إذا كان هذا الأمر صحيحا بالنسبة للمجموع فإن الممكن بالنسبة للأفراد أن يكون الوضع مختلفا حيث يعون بأن الوضع غير طبيعي وأنه لابد من تغييره، وفي حالة الرق الثقافي الذي نتحدث عنه يكون هذا الأمر ممكنا إذا ما وضع معيار دقيق توزن به التصورات ويحكم عليها وفقه، ويمكن أن نلخص هذا المعيار بأن يكون التصور موافقا للمنطق والعقل وأن تكون نتائجه: النفع للجماعة الإنسانية.
ولتطبيق هذا المعيار لابد أن نعترف أن كل تناقض في الفكرة والتصور - بأن يُحكم على تصورين متماثلين بحكمين مختلفين، أو أن يحكم على تصورين مختلفين بحكم واحد- لا يسمح بإدعاء انسجامها مع المنطق والعقل، ولتطبيق هذا المعيار نورد بعض الأمثلة:
1- لو أن قاطع الطريق في الصحراء أو الغابة اعترض سيارة تحمل عائلة فقتل الركاب، لسمي مجرما ولوصف بأنه متوحش وهمجي ولا إنساني، ومتخلف أخلاقيا، فإذا قصف جيش في ليلة واحدة مدينة مثل هيروشيما وقتل مائة ألف شخص من النساء والأطفال وغير المقاتلين -وبعد أن تقرر وعُرف مسير الحرب- فوفق التصور الغربي لا أحد يحكم على الفاعل في هذه الحالة بأنه متوحش أو همجي، أو غير إنساني، إو متخلف أخلاقيا، مع أنه لا فرق في الحالتين في نوعية العمل إنما الفرق في حجم العمل.
2- أسوأ أنواع الوحشية وضع إنسان تحت أشد أنواع التعذيب لانتزاع اعتراف منه، عن نفسه أو على غيره، ومع ذلك لا نرى وصف الدولة التي تختطف الناس وترسلهم في شحنات بالطائرات إلى أسوإ مراكز التعذيب في العالم، وتتضامن معها دول أخرى بالإمداد اللوجستي أو على الأقل تغض النظر، ومع ذلك لا نرى أحدا يصف الفاعل بأنه متوحش، وهمجي، وغير أخلاقي، ولا عقلاني، والفارق العجيب في مثل هذه الحالة أن الفاعل يوصف بالتقدم والتحضر والمدنية.
3- ربما لم يحقر الغرب الإسلام ولم يعبه بمثل ما عاب المسلمين قبولهم لنوع من تعدد الزوجات، ووصفنا تعدد الزوجات في الإسلام بأنه "نوع من أنواع التعدد" لأنه قد لا يكون أي تعدد للزوجات في الماضي والحاضر مشابها لتعدد الزوجات في الإسلام، سواء من ناحية الوظيفة أو من ناحية القيود التي تحدده.
فهل النظرة الغربية تجاه تعدد الزوجات في الإسلام يفرضها المنطق والمحاكمة العقلية؟ لا يبدو الأمر كذلك، فهذه النظرة مؤسسة في الواقع على التراث الثقافي والتقاليد وعلى الذوق الاجتماعي.
المعروف أن التقاليد المسيحية - وهي جزء من التراث الثقافي الغربي- لا تشجع الزواج حتى بواحدة، إذ ترى أن ذلك يخفض من منزلة الإنسان الروحية، والدليل على أن النظرة الغربية مؤسسة على التقاليد الموروثة والعادة الاجتماعية السائدة أن الغرب لا ينظر إلى التعدد في زواج السحاقيات واللوطيين -المشروع عند عدد من الدول الغربية- بمثل هذه النظرة، كما يتسامح الغرب بأن يكون للرجل المتزوج خليلة أو خليلات يعاملهن تماما معاملة الزوجة ولا سيما بوجود تشريعات تحمي حقوق الخليلة وحقوق الأولاد منها.
واضح أنه لا يوجد سبب للتفريق بين الأنواع الثلاثة المذكورة: الزواج التقليدي، والزواج المثلي، والعلاقة الزوجية مع الخليلات وسبب التفريق في الحقيقة هو فعل التراث الثقافي في تصور تعدد الزوجات، في حين أن النوعين الآخرين (زواج المثليين والعلاقة مع الخليلات) وجدت دون أن تكون محملة بالإيحاءات الثقافية الغربية التي يثيرها الزواج التقليدي.
وإذا كان الجزء الأول من المعيار الذي اخترناه لتقييم سلامة التصور أو الفكرة محايدا، بمعنى أنه بمجرده لا يرفض ولا ينفي هذا التصور، فما شأن الجزء الثاني من المعيار وهو مدى النفع أو الضرر للفرد والمجتمع في هذا التصور.

نلاحظ في البداية أن الإسلام حينما شرّع نوعا من تعدد الزوجات أوضح أن الغرض منه حماية اليتامى وإضفاء نوع من الرعاية لهم حين تتزوج أمهم، حيث تعوضهم عن الأب الذي فُقِد، قال تعالى (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي اليَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ...)
ويظهر الواقع هذه الحكمة، ففي المجتمع الذي يوجد فيه التعدد يرتفع الطلب على النساء ويقل العرض، فيصبح لكل أمرأة فرصة أكبر في الزواج، حتى أم اليتامى، أما المجتمع الذي لا يقبل التعدد فمن الطبيعي - كما يظهره الواقع- أن يكون الطلب على النساء أقل وفرصة المرأة في الزواج أقل.
وللمرأة في الواقع اهتمام ومصلحة، وبالتالي لها حق يجب أن يوفى به المجتمع، يتلخص في: الحق في الأمومة، وفي علم النفس أثبت السلوكيون أن غريزة الأمومة أقوى من غريزة الجنس ومن غريزة الجوع، ولها الحق في الزواج حسب التصور الإسلامي، فالغاية التي وردت في القرآن للزواج أن يكون كل من الزوجين سكن للآخر وأن تكون بينهما مودة ورحمة.
ولها حق في أن يكون لها بيت يكون لها مملكتها الخاصة تمارس فيه وظائف الأنثى الطبيعية، وكل هذه الحقوق أهم من بعض الحقوق التي تضمنتها وثيقة حقوق الإنسان، معنى ما سبق أن تحديد فرصة المرأة في الزواج هو في الحقيقة انتهاك لحقوقها المذكورة.
من ناحية أخرى حين يكون الطلب على النساء أكثر فإن الشبح المرعب للمرأة - الطلاق- يتوارى أو يكاد، إذ تعرف أنها إذا فقدت زوجها فإن لها فرصة للزواج من آخر، وبذلك تكون في موقع هي فيه أقوى على المطالبة بحقوقها والدفاع عن ظلمها وهذا واضح من الواقع عند المقارنة بين النساء في غرب إفريقيا، حيث يسود التعدد، وبين النساء في القارة الهندية حيث أن الثقافة السائدة دافع لعدم التعدد، ففي القارة الهندية تحمل المرأة أعباء باهظة للحصول على الزوج، ثم أن خشيتها من شبح الطلاق يشل قدرتها على الدفاع عن ظلمها أو المطالبة بحقوقها، وعلى خلاف ذلك كما يشاهد حال المرأة في غرب أفريقيا.
إن الحقيقة لا تدرك إلا بالنظر إليها من جميع جوانبها، فالبديل عن التعدد - كما شرعه الإسلام- هو الزنا أو البغاء، ومعروف أثر هذه السيئة على الفرد والمجتمع، إن المتأمل في الموضوع إذا هيئ له أن يلتزم بحيادية النظرة وعدم الالتفات إلى الآراء المسبقة سوف يرى ليس فقط أن التعدد كما شرعه الإسلام نافع للمجتمع، بل أنه ضروري للمجتمع السليم.
المثقفون المسلمون عندما يواجهون هذا النقد يواجهونه بدفاع اعتذاري والدفاع الإعتذاري يعني الهزيمة بدون مبرر، فالحق أن التعدد كما شرعه الإسلام ليس إجراءً استثنائيا توجبه ضرورات عارضه وإنما هو في الحقيقة نظام صالح يسعد به المجتمع ولا يشقى، لا شك أن تعدد الزوجات له سلبيات في واقع الحياة التطبيقي، ولكن أي شيء في الدنيا خالص من السلبيات، الاتجاه الحكيم هو: الموازنة بين السلبيات والايجابيات واختيار الراجح.
الفصل الثالث:
ومن الأمور التي تساعد المسلم على الحكم الصحيح على التصورات الثقافية الغربية، وما هو منها سليم وما هو غير سليم، المقارنة بينها وبين النظام الإسلامي بشرط المعرفة الكاملة بوضع النظامين والحياد الكامل في الحكم.
ويمكن تطبيق هذه الوسيلة على ثلاث قضايا هي الأكثر تأثيرا في حياة البشر في الوقت الحالي: القضية السياسية، والقضية الاقتصادية، والقضية الروحية.
‌أ- فيما يتعلق بالقضية السياسية، نلاحظ أن العلاقات الدولية بين الدول تبنى على أساس المصلحة القومية والقوة، هذا ما تنص عليه الكتب المدرسية ويتردد على ألسنة الناس، ولو دققنا النظر في هذا المبدأ لوجدنا ألاّ فرق بين هذا المبدأ والمبدأ الذي يوجه فعل قاطع الطريق، أو عصابات الإجرام المنظم، أو الحيوانات في الغابة، كما أشار إلى ذلك البروفيسور جوزيف فرانكن في كتابه المشهور "العلاقات الدولية".
إن المصالح بين الدول قلما تتوافق وكذلك القوة، لذا فإن الولايات المتحدة الأمريكية مثلا والتي يصفها الرئيس نكسون بأقوى دولة في التاريخ وأغنى دولة في التاريخ، في المائة سنة الماضية شنت حوالي مائة حرب على دول أخرى، أي بمعدل حرب كل عام.
فإن كان هذا التصور لا ينفيه المنطق والعقل، لكن نتائجه الكارثية على البشر تبين وتوضح عن عدم سلامته.
أما الإسلام فيجعل العلاقات الدولية مبنية على العدل المطلق، فالعدل المطلق "قيمه" لا تختلف في حالة القريب والبعيد والصديق والعدو والمسالم والمحارب، وقد يتهيأ للناس أن هذه نظرة طوباوية وغير عملية ولكن الواقع يدحض هذه النظرة لأن هذه القيمة وجدت فعلا في تاريخ الإسلام، وبالرغم من أنها تطبق من جانب واحد إلا أنها لم تؤثر في قوة الفاتح المسلم بل كانت أكبر عون له، إذ كانت أساسا لكسب القلوب والعقول قبل فتح الأرض.
‌ب- بالنسبة للقضية الاقتصادية فإن العالم الغربي لأكثر من مائتي سنة كان يتأرجح بين الجنوح إلى الاتجاه الجماعي أو إلى الاتجاه الفردي، وجرب العالم الاتجاه الجماعي مدة سبعين سنة انتهت بانهيار النظام، كما لو كان بيتا من ورق، ولم يكن للنظام الرأسمالي، الذي يأخذ بالاتجاه الفردي، حظا أكثر سعادة إذ ما فتئ الاقتصاد الجانح للاتجاه الفردي يدور في حلقات متكررة من الأزمات المالية بالإضافة إلى أنه لم يوفر السعادة للبشر، حيث أن المال يعمل في الغالب في مجالات يكون فيها المال دولة بين الأغنياء، ولا يمكن أن توصف بأنها (قيام للناس)، ولا تخفى آثار ذلك على حياة البشر.
أما الإسلام فقد هيئ له في الواقع فرصة للتوفيق بين الاتجاه الفردي والاتجاه الجماعي، حيث أوجد على سبيل المثال نظام الخراج الذي بموجبه تملكت الدولة حوالي 95% من أرض العالم الإسلامي المنتجة وفي الوقت نفسه حافظ على حافز الربح بإعطائه الحرية للعامل في الأرض والمستثمر فيها بالتصرف فيها بحرية في حدود المبادئ الشرعية وأثبت هذا النظام نجاحا مدهشا كلما توفرت له الإدارة الصالحة وبهذا وفق بين توفير فرص النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، صحيح أن تطبيق ذلك تم في حالة سيادة الاقتصاد الزراعي، وقد لا تصلح هذه الصورة التطبيقية لكي تستنسخ وتطبق على الاقتصاد الحديث -الصناعي والخدمي- ولكن ذلك لا ينفي وجود إمكانية لدى الإسلام لتقديم حلول مشابهة تتلاءم مع الاقتصاد الحديث.
‌ج- فيما يتعلق بالقضية الروحية نلاحظ أن العالم غير الإسلامي يتأرجح بين اتجاهين: إما عدم الإيمان بالله واليوم الآخر، أو الإيمان بذلك إيمانا مؤسس على التقليد غير المسنود بأدلة تقنع العقل.
كل الأديان، ما عدا الإسلام، لا تستطيع أن تقدم صورة كاملة لمؤسس الدين بل ولا يوجد يقين بأن مؤسس الدين قد وجد أصلا، لاشك أن مثل هذا الإيمان له من التأثير الإيجابي على حياة كثير من الناس ولكن اختفاء المساندة العقلية لدى معتنقيه تُضعف بالتأكيد من آثاره.
الإسلام على العكس، يعرف فيه المسلم المثقف بعد أربعة عشر قرنا نبيه بكل تفاصيل حياته العامة وتفاصيل حياته الخاصة، أي أن المثقف المسلم يعرف عن شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حياته العامة أكثر مما يعرف عن جاره، ويعرف عن حياة نبيه الخاصة أكثر مما يعرف عن الحياة الخاصة لأبيه وأمه، ولهذا يكون باستطاعته أن يحكم على هذه الشخصية ويقيمها ولا يخطئ في هذا التقييم.
ومن جانب آخر، فكل الأديان، بما فيها الإسلام، وجدت فيها انحرافات بلغت أحيانا من اتساع الزاوية ما هو غريب عن الدين الأصلي ومضاد له، ولا توجد لدى الأديان الأخرى النسخة الأصلية للدين التي جاء بها النبي، أما الإسلام فالنسخة الأصلية للدين الذي جاء به محمد لم تتغير ولم تتبدل وهو قابل للفهم والمقارنة بين هذه النسخة والنسخ التي انحرفت عن الأصل.
ومن ناحية ثالثة، فإن الكتب المقدسة والتي في الغالب لا يعرف كاتبها تتضمن أفكار البشر وأوهامهم في فترات معينه، الأمر الذي ينافي أن تكون كلمة الله، أما القرآن فطوال القرون الأربعة عشر الماضية لم يكتشف فيه ما يخالف العقل، أو الواقع، أو الاكتشافات المعرفية الحديثة، وبما أن الإيمان الراسخ، والثابت لا يتغير، هو أساس السلوك الأخلاقي فلا يحتاج إلى أن ننبه إلى آثار ضعفه وانعدامه على التقدم الأخلاقي والتحضر الحقيقي.
......
وإذا كان القارئ يتفق معي على أن المعلومات السابقة صحيحة وأن الاستنتاج منها مقبول فهل يبقى لديه سبب للغلو في الثقة بالثقافة الغربية (الثقافة المعاصرة) وتقديرها بأكثر مما تستحق، على الأقل بالنسبة للتصورات المذكورة آنفا، فإذا كان الجواب بـ"لا" فهذا يعني أول خطوة في التحرر من الرق الذي تفرضه الثقافة الغربية على عقول المسلمين وقلوبهم.
إن الغلو وتجاوز الحد في الثقة في نظام معين أو تصور معين يرتب ولا شك ضعفا في الثقة في النظام المقابل.
مغزى ما سبق أنه من دون ثقة كاملة بالإسلام لا يمكن الوعي بإمكاناته، وإذا لم يمكن الوعي بإمكاناته فكيف يمكن الإفادة منها والإنتفاع بها، وإذا لم يمكن ذلك فكيف يمكن التحرر من الرق الثقافي في التصورات والتطبيقات.
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:52 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه