العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الرأي العـام °¨

¨° الرأي العـام °¨ للموضوعات العامة واختيارات الأعضاء من موضوعات مميزة ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-07-2012, 03:10 PM   #316
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

هل من الممكن أن نتحرر من هذا الرق الثقافي؟


صالح بن عبدالرحمن الحصين


1433هـ

الفصل الأول:
من العدل أن نعترف بأن ما نسميه الآن (الثقافة العالمية المعاصرة) هو في الحقيقة "الثقافة الغربية" أو بعبارة أخرى "الثقافة الأوروأمريكية".
لقد ظلت هذه الثقافة طوال القرون الماضية ترسل أشعتها إلى العالم الخارجي في الكرة الأرضية حتى غطت ما تغطيه الشمس بل أبلغ من ذلك دخلت الأكواخ في الغابات والمغارات في الجبال.
كانت هذه الثقافة قاهرة غلابة، طردت الثقافات المحلية، أو أضعفتها أو عدلت فيها، لقد غيرت مظاهر الحياة، وطريقة العيش، وكانت في ذلك شاملة وعامة، فالتوسع في اقتناء الآلات والمعدات واستخدامها، وتطبيق التقنيات الحديثة في التنظيم والإنتاج، وطقوس الاحتفالات، وإجراءات البروتوكولات الدبلوماسية، وقواعد "الإتيكيت" الاجتماعي كلها أمثلة لهذه المظاهر.
واضح أن بعض هذه المظاهر يقتضيها الاختيار العقلاني، والفائدة العملية، ولكن بعضها كان مجرد تقليد للثقافة الغربية المستجيبة للذوق الغربي أو الـ Culture المحض، على سبيل المثال سيادة موضات الشباب والنساء، وطراز الملابس، ومظاهر تزيين الجسم، وقد ترى الرجل العربي يحرص على الاحتفاظ بهويته العربية والاعتزاز بها فيحتفظ بغطاء الرأس (الغترة والعقال)، ولكنه في الوقت نفسه يحتفظ باللباس الغربي بما فيه ربطة العنق التي لا يبدو لها وظيفة عملية في حياة العربي أو على الأقل لا يبدو لها وظيفة تقابل ما ينفقه العربي عليها من عمل ووقت ومال.
هذه المظاهر المادية من السهل إدراكها، ولكن للثقافة الغربية تأثيراً أكثر عمقاً وأبلغ أثراً على الحياة، وأعنى به التأثير على اللغات المحلية، ومنها لغات شعوب العالم الإسلامي، ولا يحتاج الإنسان إلى أكثر من ذكاء الرجل العادي وقليل من التأمل ليدرك العدد المهول من العبارات والمصطلحات والألفاظ التي اقتبستها اللغات الأخرى عن طريق الترجمة الحرفية من اللغات الأوربية.
وبما أن اللغة كما يقال تفكير ناطق والتفكير لغة صامته فإن من الطبيعي أن يقع تأثير هذه الظاهرة على تصورات الإنسان عن الطبيعة والحياة.
ولذا ليس غريبا أن نرى تصورات الناس من الثقافات الأخرى، بما فيهم المسلمون، منسجمة ومتطابقة مع تصورات الثقافة الغربية وكأنما ينظرون من خلال عدسات الثقافة الأوروأمريكية السائدة، مهما كانت لا تنسجم أو تتناقض مع روح الثقافة المحلية (الدين، التقاليد، أو الموروثات الثقافية).
وقد مكن لهذا التأثير الشامل والعميق للثقافة الغربية أمران:
1) القوة المادية والمعنوية للغرب التي تعاظمت على مر القرون الأخيرة، فالثروة المعرفية والتقدم التكنولوجي والاختراعات ورفع شعارات الأسس الأخلاقية (مثل حقوق الإنسان، وكرامة الإنسان، والمساواة أمام القانون، والبذل التطوعي والعمل الإنساني) والقوة العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية كلها من مكونات تلك القوة المادية والمعنوية.
2) وربما يكون أهم من ذلك هشاشة الثقافات المحلية بالمقارنة مع الثقافة الغربية، في نموها واستعلائها، بما في ذلك الثقافة السائدة في العالم الإسلامي باستثناء ما هو منها مستمد من الثقافة الأصيلة أي الإسلام.
للتوضيح، أعرض بعض الأمثلة التي تعبر عن عمق وقوة تأثير الثقافة الغربية على التفكير والتصور في العالم الإسلامي:
أ - المثال الأول: لقد كشف الاقتصاد الكبير المعاصر عن نتائج مدمرة للنظام المصرفي الربوي لم تكن معروفة من قبل، وبما أن هذا النظام من الآليات الرئيسة للاقتصاد الغربي، فقد استحوذ دائماً على نقد الاقتصاديين الغربي، ولعل أوضح ما يعبر عن ذلك ما تضمنه مقالان لعالم الاقتصاد الحائز على جائزة نوبل الأستاذ "موريس آلية" نشرها في صحيفة لوموند الفرنسية في يونيو عام 1989، من أن النظام البنكي الغربي سبب أضراراً فادحة للاقتصاد العالمي تتلخص في وجود مرض متجذر في الاقتصاد العالمي يهدده بالانهيار أو مواجهة أزمات حادة، إذ أصبح هذا الاقتصاد عبارة عن أهرامات من الديون يرتكز بعضها على بعض بتوازن هش، وفي استعمال المال في غير وظيفته الطبيعية بتيسير النظام البنكي الغربي عمليات الـSpeculation
وأصبح العالم أشبه بمائدة قمار واسعة وأصبح "الإسبكيوليشن" يستأثر، كما يقرر موريس آلية بـ 97% من تدفق النقود بين بلدان العالم ويبقى للتجارة الحقيقة 3% فقط ، وذلك كله كان سبباً لما يعانيه العالم من ضنك وبطالة وانخفاض في مستوى العدالة الاجتماعية.
كما أوضح نقاد اقتصاديون آخرون التأثير السلبي للنظام البنكي الربوي على التخصيص الأمثل للموارد بتحيزه لقوة الائتمان في مقابل جدوى الإنتاج، وتشجيعه الاستهلاك الطائش وخلق حاجات غير حقيقية للرجل العادي لتتحول إلى ما يعتبره حاجات لا يستغني عنها، وتأثيره السلبي على الاستقرار الاقتصادي، وأثره في تعويق وجود ونمو المناخ الاستثماري الذي يشجع على الادخار والتكوين الاستثماري، وأخيرا أثره السلبي على النمو الاقتصادي، وبالرغم من ذلك كله فالتصور السائد في الثقافة الغربية أن النظام المصرفي الربوي لا بديل له.
وفي خلال المائة سنة الماضية وجد علماء أجلاء في العالم الإسلامي يسلمون بالتصور نفسه، ويرون أن لا بديل للنظام البنكي الربوي آلية رئيسة يقوم عليها اقتصاد قوي مزدهر غلاب.
وبما أن هذا التصور يناقض حكماً شرعياً معروفاً من الدين بالضرورة وهو تحريم الربا الذي عد القرآن ارتكابه مؤذنا بحرب من الله ورسوله، فلم يكن أمامهم - تحت التأثير السحري القاهر للثقافة الغربية- إلا أن يقتحموا عقبة التعامي عن البديهية العقلية، فينكروا أن يكون ما تسميه البنوك الربوية قرضاً بفائدة هو الربا المحرم، غافلين عن أن رجل الشارع في لندن أو باريس أو روما يسميه (الربا) بل أن البنوك الربوية العربية حينما تتحدث بغير العربية تسميه (ربا)، بل إذا أنكر كونه (الربا) فمعنى ذلك أنه لم يوجد قط ولا يوجد في الدنيا (ربا)، أن ما تسميه البنوك الربوية العربية قرضاً بفائدة هو الصورة الأساسية للربا التي عرفت على مر التاريخ، وسمتها (ربا) كل الشعوب.
ومن ناحية أخرى فلم يتنبه هؤلاء العلماء إلى أن الواقع العملي، والتجارب الناجحة التي طبقت خلال العقود الثلاثة الماضية أثبتت إمكانية التحول في الوساطة المالية بين المدخرين والمستثمرين من النظام الربوي إلى نظام يبرأ من الربا شكلاً وجوهراً.
أن قوة الأسر الثقافي الذي أجبر هؤلاء العلماء على أن يعموا عن بديهة عقلية، وأن يتعامواً عن الحقائق الواقعية لا يمثل في حقيقة الأمر شذوذا من أفراد في مجال الأسر الثقافي بل هو في الحقيقة ظاهرة عامة واتجاه سائد، فقد أظهرت العقود الثلاثة الماضية التي وجدت فيها مؤسسات مالية سميت "بالمصارف الإسلامية" أو "النوافذ الإسلامية" في البنوك الربوية، أن عمل المصرفيين الإسلاميين يعاونهم - بحسن نية - أعضاء الهيئات الشرعية في المصارف من العلماء على بذل جهود نشطة لاكتشاف وابتكار مناورات فقهية تمكنهم من متابعة آليات النظام البنكي الربوية وتبنيها بعد إلباسها ثوباً لا يستر العورة في الغالب باسم "المعاملات الشرعية"، لقد تمكنوا من تبني التعامل المصرفي بالفائدة البسيطة، ثم بالمعدل العائم للفائدة، وحتى عمليات التحوَّط والمشتقات المالية في صور يستحيل إيجاد الفرق بينها وبين أصولها من آليات التعامل الربوي سواء من ناحية الجوهر والحقيقة أم من ناحية الآثار السلبية.
وفي المملكة العربية السعودية هان على الإدارات الحكومية، بما فيها التي لها علاقة بالدين والتقوى، هان عليها أن تعين موظفيها على الاقتراض بالربا، لأغراض الاستهلاك الطائش، ولم يكن ذلك من المسئولين في هذه الدوائر عن بلاهة أو غبـــاء أو عدم إدراك للواقع، ولم يكن عن ضعف في الدين والتقوى، وإنما كان للعجز والتبلد أمام ضغط الواقع المتمثل في الرق الثقافي الذي ظلت الثقافة الأوربية تمارسه ضد الثقافات الأخرى.
لم تكن الخسارة الثقافية التي فرضها الرق الثقافي الذي مارسته وتمارسه الثقافة الغربية على العالم الإسلامي خسارة فكرية بل كانت خسارة عملية كبرى تمثلت في شلل العالم الإسلامي وعجزه عن إنقاذ نفسه وإنقاذ البشرية من البلاء العظيم (الربا)، وعجزه عن إيجاد بديل يحقق المبادئ الثلاثة الكبرى للاقتصاد الإسلامي: 1- أن يكون المال قياماً للناس، 2- وأن لا يكون دولة بين الأغنياء، 3- وأن يحقق العدل في التعامل.
ب) المثال الثاني: من وجود بعض صور الإرث التي يكون للأنثى منها نصف نصيب الذكر بنى بعض المثقفين الغربيين تصوراً بأن القاعدة العامة في الميراث في النظام الإسلامي أن الذكر والأنثى حينما يكونان في درجة واحدة من القرابة للمورث فإن نصيب الأنثى يكون دائماً نصف نصيب الذكر، بنوا على ذلك أن هذا الوضع يمثل انتهاكاُ للمساواة بين الرجل والمرأة، واستنتجوا من هذا التصور أن الدافع إليه تمييز الإسلام ضد المرآة ونظرته الدونية لها، وصادق كثير من المثقفين المسلمين على هذا التصور، وشغلوا أنفسهم بعراك فكري لتبرير هذا الوضع وإثبات أنه لا ينتج فرضية التمييز ضد المرآة، وعموا عن أن نصوص القرآن التي يقرؤونها أو يسمعونها بتكرار كاف، تنطق بأن ذلك التصور زائف وغير صحيح، إذ تتضمن النصوص في أول سورة النساء وآخرها تفصيلاً للوضع الإرثي حينما يكون الذكر والأنثى في درجة واحدة من القرابة للمورث (كلاهما أخوة مثلاً) وحينما تكون درجتهما متساوية من ناحية القوة (كلاهما إخوة أشقاء، أو لأب أو لأم).
فالنصوص تتضمن سبع حالات: ثلاث منها يكون للأنثى نصف نصيب الذكر، وثلاث يكون للأنثى فيها مثل نصيب الذكر، والسابعة تتضمن صورتين يختلف فيهما اجتهاد المفسرين، فيرى بعضهم أن للأنثى ضعف نصيب الذكر في إحدى الصورتين إعمالاً لظاهر النص، ويرى آخرون أن للذكر ضعف نصيب الأنثى أعمالاً للرأي والقياس، هذا يعني أن الاطراد في تنصيف نصيب الأنثى في الميراث لو أنخرم بواحدة من السبع حالات لما صح اعتباره قاعدة عامة فكيف إذا أنخرم بثلاث حالات أو أربع من السبع، هذا يعني أن النظام في تسويته في بعض حالات الإرث بين الذكر والأنثى وعدم تسويته في حالات أخرى لا علاقة له البتة بقضية المساواة بين الرجل والمرآة.
ومن ناحية أخرى فإن المثقفين الغربيين والمسلمين لم ينتبهوا إلى البديل عن النظام الإسلامي في ميراث الأنثى والذكر الموجود الآن في العالم، خارج العالم الإسلامي، فهي حقيقة لا يمكن المنازعة فيها أن النظام الشائع خارج العالم الإسلامي يعطي المورث الحق في توزيع تركته بين من يخلفه من أولاده وغيرهم وفق رأيه ورغبته، وفي الغالب -والأحكام تبنى على الغالب لا على النادر- أن المورث يفضل إيثار الذكور من أولاده بالميراث، أما بقصد عدم خروج المال عن العائلة أو بقصد آخر، وهذا أمر يظهره الواقع.
فالنظام الإسلامي يحمي المساواة بين الذكر والأنثى بأن يكون لكل منهما نصيب من الإرث - يقدره العليم الحكيم لعوامل مختلفة ويحصنها من أهواء أو رغبات المورثين ويستجيب بذلك لمقتضيات المنطق والعدل، فالنظام الإسلامي كما هو ظاهر يحمي المساواة بين الذكر والأنثى ولا ينتهكها، وإذا فما بني على الفرضية الزائفة عن انتهاك النظام الإسلامي للمساواة بين الذكر والأنثى هو بالتالي زائف وغير صحيح.
وفي هذا المثال، كالمثال السابق، نرى كيف أن الرق الثقافي حمل المثقف المسلم على العمى حتى عن نصوص القرآن وعن ظواهر الواقع، أن تصور أن القاعدة العامة في الميراث في الإسلام أن يكون للمرأة نصف نصيب الرجل عندما يتساويان في درجة القرابة وقوتها، وأن هذا الحكم ينتهك مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، وأن هذا الانتهاك نتيجة التسليم بنقص قيمة المرأة في المجتمع عن قيمة الرجل هذا التصور فرع عن التصور العام للثقافة الغربية عن المساواة بين الرجل والمرأة ، وهو أنها مساواة تماثل لا مساواة تكامل.

وهذا التصور لا يلتفت إلى أن الكون في وجوده ومسيرته يعتمد مبدأ الزوجية قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ****** [يس:36] وقال تعالى: {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ****** [الذاريات : 49 ] ، هذا يعني أن المساواة تقوم بين كلاً الزوجين في الكون ولكنها ليست مساواة التماثل وإنما مساواة التكامل التي تختلف فيها الوظيفة دون أن تختلف القيمة فليست قيمة الإلكترون الموجب أقل ولا أكثر من قيمة الإلكترون السالب.
وبين الذكر والأنثى من البشر تقوم مساواة التكامل وليس التماثل فسيولوجيا، وبيولوجيا، وسيكولوجيا، فلماذا يمتنع عقلاً أن تقوم بينهما في بعض الأحيان مساواة التكامل سوسيولوجياً.
هل يوجد مبرر من الوضع العملي للإصرار على أن مساواة التماثل بين الرجل والمرأة اجتماعياً هي التصور السليم؟ هل يظهر الواقع العملي إن المرأة والرجل كسبا بهذا التصور أم خسرا؟ هل صارت المرأة بتطبيق هذا التصور على أرض الواقع أقرب إلى الحياة الطيبة (السعادة) وأبعد عن المعيشة الضنك ( الشقاء)؟ هل صار المجتمع بهذا التصور أكثر عدلاً والوطن أكثر تقدماً؟
لنستحضر هذين النموذجين من عالمي الثقافة الغربية، الشيوعي والرأسمالي:
أولاً: منذ أن قال لينين (الزعيم الشيوعي الأول): "لن نتقدم ونصف شعبنا في المطبخ" طبقت في الاتحاد السوفييتي أكمل وأشمل وأدوم صورة لمساواة التماثل بين الرجل والمرأة، عملت المرأة خارج المنزل في مجال البناء ورصف الطرق وكنس الشوارع، وعملت باحثة في مراكز البحوث وميكانيكية ومهندسة ورائدة فضاء، كان نصيب المرأة في الأعمال المكروهة والشاقة أكثر ولكنها كسبت مساواة التماثل مع الرجل.
كانت النهاية كما وصفها (الزعيم الشيوعي الأخير) جورباتشوف في (البروسترويكا) حين كتب "لقد وضعت الدولة السوفييتية حداً للتمييز ضد المرأة الذي كان سائداً في روسيا القيصرية ... كسبت المرأة ... نفس الحق في العمل كالرجل والأجر المتساوي للعمل المتساوي ... ولكن طول سنوات تاريخنا البطولي والشاق عجزنا أن نولي اهتماماً لحقوق المرأة الخاصة واحتياجاتها الناشئة عن دورها كأم وربة منزل ووظيفتها التعليمية التي لا غنى عنها بالنسبة للأطفال، إن المرأة حين تعمل في مجال البحث العلمي وفي مواقع البناء وفي الإنتاج والخدمات وتشارك في النشاط الإبداعي لم يعد لها وقت للقيام بواجباتها اليومية في المنزل ... وتربية الأطفال وإقامة جو أسري طيب، لقد اكتشفنا أن كثيراً من مشاكلنا في سلوك الأطفال والشباب وفي معنوياتنا وثقافتنا وفي الإنتاج تعود إلى تدهور العلاقات الأسرية والموقف المتراخي من المسئوليات الأسرية، وهذه نتيجة مناقضة لرغبتنا المخلصة والمبررة سياسياً لمساواة المرأة والرجل في كل شيء، والآن في مجرى (البروسترويكا) بدأنا نتغلب على هذا الوضع، ولهذا السبب فنحن نجرى الآن مناقشات جادة في الصحافة وفي المنظمات العامة وفي العمل والمنزل بخصوص ما يجب أن نفعله لنسهل على المرأة العودة إلى رسالتها الإنسانية البحتة " انتهى .
ثانياً: في العالم الرأسمالي تطور تصور مساواة التماثل بين الرجل والمرأة إلى شعار ملهم وفاعل وشبه مقدس حتى انتهى إلى الحركة النسوية (National Organization for Women NOW)
ولسوء الحظ فإن الأمر انتهى بالمجتمع الأمريكي والأوروبي إلى مثل هذا الوضع: في الولايات المتحدة وغالب - إن لم يكن كل- البلدان الأوروبية بلغت نسبة وحدة الوالدية (Single parenting) إلى نسب مروعة تتجاوز الخمسين في المائة في كل أو أغلب الحالات، ماذاً يعني هذا؟ يعني أن النساء بإرهاقهن بمسئولية العائل الوحيد صرن مسئولات عن إعانة أنفسهن وعن إعالة أعداد تزيد عن عددهن من أفراد الشعب، مع أن دخولهن في الغالب أضعف، وفرصهن في تنمية دخولهن أقل.
في التاريخ البشري المكتوب ربما لم تقع المرأة مسحوقه في مثل هذا الوضع الظالم من قبل، لقد لوح للمرأة بجزرة مساواة التماثل مع الرجل فغفلت عن ضربات عصا هذه المساواة التي تلهب ظهرها، على أن الدراسات الحديثة أظهرت أن المرأة في كثير من الأحيان لا تستطيع مقاومة القانون الطبيعي وتستجيب لداعي الفطرة فتختار مساواة التكامل، وتعود إلى البيت لتؤدي مسئولياتها الاجتماعية التقليدية.
فمثلاً في دراسة نشرتها في موقعها في 21 نوفمبر 2005م برفسور ليندا هرشل (وهي رائدة في الحركة النسائية وأستاذة جامعية في مادة feminism) ذكرت أن نصف النساء من الأفضل تعليمياً في الولايات المتحدة اخترن البقاء في البيت وتربية أطفالهن بدلاً من الخروج إلى سوق العمل، ونقلت عن مايرا هارت الأستاذ في "البرنس سكول" في هارفرد الذي قام في عام 2000م بمسح للطالبات في الأعوام 1981 ، 1986، 1991، أنه وجد 38% فقط من حاملات الماجستير يعملن خارج المنزل.
وتعلق هرشل: معظم النساء يفضلن الزواج وأن يكون لهن أطفال ولذا لا يكن جادات في الثورة على الفكرة التقليدية أن وظيفة المرأة تربية الأطفال ورعاية الأسرة، ولم تقل واحدة من النساء اللاتي قابلتهن أنهن يرون هذا الوضع ينتهك العدل مع النساء، وقد عبرت إحداهن وفق مصطلحات علم الإدارة زوجي يقوم بوظيفة المسئول التنفيذي وأنا أقوم بوظيفة المسئول عن إدارة المال، فهو يعمل لتوفير النقود، وأنا أقوم بإدارة استخدامها.
لمزيد من الإيضاح في تقييم تصور الثقافة الغربية لمساواة التماثل بين الرجل والمرأة، ينبغي مقارنة هذا التصور وتصور النظام الإسلامي في الموضوع.
الإسلام يقرر مساواة التماثل بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بالقيمة الإنسانية فيقرر المساواة بينهما في الخضوع لميزان التفاضل عند الله قال تعالى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ****** [الحجرات: 13] .
وفي المسئولية والجزاء قال تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ****** [آل عمران : 196] ولا يتصور تعبير عن التساوي والتماثل أدق وأبلغ من تعبير "بعضكم من بعض" وقال: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً****** [النحل: 97] وفي الكرامة الإنسانية {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ... الآية****** [الإسراء: 70] و"بني آدم" هنا تشمل أولاد آدم الذكر وأنثى.
وفي الشخصية القانونية فالرجل والمرأة يتمتعان على السواء بالذمة المالية والأهلية الشرعية لاكتساب الحقوق وتحمل الالتزامات وإجراء التصرفات القانونية.
وبعد ذلك يراعي الإسلام مساواة التكامل في بعض مجالات الوظائف الاجتماعية فيحمي المرأة مما توجبه مساواة التماثل من تحميلها مسئولية اجتماعية زيادة على المسئولية الاجتماعية التي تهديها إليها قوانين الطبيعة والفطرة.
وكما في المثال الأول كان من الطبيعي أن يكون لتبني مساواة التماثل دائماً بين الرجل والمرأة، كما تتصورها الثقافة الغربية، من قبل المسلمين أعراضه وتداعياته على أرض الواقع.
ولو أخذنا بلاد مجلس التعاون الخليجي مثلاً، لما عز علينا أن نلاحظ التغيير الساحق في حياة المرأة في فترة قصيرة من الزمن، لقد صار عادياً أن يكون طموح الطالبات في المؤسسات التعليمية: "الوظيفة"، أي العمل خارج المنزل بالأجر تحت قوامة رئيس ذكر أو أنثى، وذلك بالرغم من ضعف الدافع الذي يدفع المرأة عادة للعمل خارج المنزل وهو الدافع الاقتصادي، وقد تضاءل بصورة عالية لدى الفتيات وأهلهن تفضيل الزواج أثناء مدة الدراسة التي قد تمتد إلى العشرينات من العمر أو تتجاوزها بل أنه يوشك أن يتمثل ظاهرة عزوف الفتيات عن فكرة الزواج بالكلية.
أما الغلو في الاستخدام، بأن توكل إلى الخادمة تربية الأطفال وربما أعداد الواجبات بالإضافة إلى أعمال المنزل الأخرى، فهو أمر تظهره الإحصاءات.
وربما يكون من تداعيات حرمان المرأة السعودية أو الخليجية نفسها من ممارسة وظائفها الطبيعية والتقليدية في إدارة مملكتها "البيت" ما يلاحظ من زيادة الاضطرابات النفسية لدى المرأة مثل الاكتئاب والتوتر النفسي وما يتبع ذلك من آثار مرضيه على الجسم.
‌ج- المثال الثالث: دأبت الولايات المتحدة الأمريكية على إصدار تقرير سنوي بعنوان الحرية الدينية في العالم، ويحاكم هذا التقرير دول العالم في حمايتها أو انتهاكها للحرية الدينية، وفي سلسلة هذا التقرير توضع المملكة العربية السعودية في خانة واحدة مع الصين في تعاملها مع الإيجور، وبورما في تعاملها مع شعب أراكان، وتوصف هذه الدول بأنها الأسوأ انتهاكاً للحرية الدينية، وتوصف المملكة العربية السعودية بأنه لا يوجد فيها حرية دينية مطلقاً.
وفي التقرير الصادر عام 2011م عن العام الذي سبقه 2010م، عنى التقرير في مهاجمة المملكة العربية السعودية بأنها تسمح بنشر الكتب التي تعبر عن أيدلوجيتها، وبنشاط الدعاة الذين ينشرون هذه الأيدلوجية خارج المملكة العربية السعودية، وفي التقرير نفسه تُهاجم المملكة بأنها لا تسمح لدعاة الديانات الأخرى من العمل في المملكة ولا بنشر الكتب المعبرة عن هذه الديانات.
ومع وجود التناقض الظاهر بين الأمرين في شأن الحرية الدينية في فكر الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن كثيراً من المثقفين السعوديين، بينهم موظفون مؤثرون من إدارت حكومية سعودية مختلفة، يصادقون على صحة النقد الموجه لبلادهم فيما يتعلق بنشر مذهبها الديني، وأن الأمريكيين على حق في مطالبتهم للمملكة العربية السعودية بأن تحجم وسائل نشر هذا المذهب.
وفي الوقت نفسه يشعرون بالحرج عندما يواجهون (ودائماً يواجهون) باحتجاج الآخرين بأن هؤلاء الآخرين يسمحون للمسلمين بإقامة معابدهم ومراكزهم الإسلامية والدعوة لدينهم في بلادهم فكيف لا تسمح المملكة العربية السعودية لغير المسلمين بإنشاء معابدهم ومراكزهم الدعوية، وبوجود الدعاة للأديان الأخرى ونشر كتب الديانات الأخرى، ولا يجدون رداً لهذا الانتقاد إلا أن هذا "مقتضى قوانيننا"، ولنا مثل كل بلد الحق في اختيار قوانيننا، في حين أن الاحتجاج موجه أساساً ضد هذه القوانين، ولذا فإن المثقفين السعوديين في داخل نفوسهم يصادقون على صحة النقد الموجه لبلادهم، وأن الآخرين على حق في توجيهه.
إن الرق الثقافي المتجذر أثره في أفكار ومشاعر المثقفين المسلمين، ولا نستثنى السعوديين، هذا الأثر الظاهر في الثقة المبالغ فيها بتصورات الثقافية الغربية وضعف الثقة في تصور ثقافتهم الأصلية، هو العامل الرئيس لعمى هؤلاء المثقفين عن مقتضيات التفكير العقلاني وعن أدراك حقائق الواقع.
فمنذ ابتدأ سلطان المسلمين السياسي في الأرض، وعلى مر العصور وفي مختلف الأقطار لم تتغير سياسة المسلمين فيما يتعلق برعايتهم للحرية الدينية للآخرين الخاضعين بسلطانهم السياسي، في صور لا يوجد لها مثيل في الدول الحديثة سواء في أوروبا أو أمريكا.
لقد التزموا دائماً بعدم المساس بممارسة الآخرين لأديانهم وحموا معابدهم وأعطوهم الحق في أن يكون لهم قوانينهم الخاصة وقضاؤهم الخاص، وأنظمتهم الاجتماعية وتنشئة أولادهم على تقاليدهم وثقافتهم واُستثنوا من القانون الجنائي العام، بمعيار أن كل عمل لا ينافي الأخلاق في ثقافة الأقليات الدينية فلا يعتبر فعله جريمة في حقهم، حتى لو كان يعتبر جريمة في حق المسلمين طبقاً للقانون الجنائي العام.
وكان المسلمون يرون أن هذه السياسة يقتضيها المنطق العقلاني والعدل، كانوا يرونها شيئاً طبيعياً لا يستحق عندهم الضوضاء حولها، أو التعالي بها، أو النظرة الدونية للآخرين، وفي الوقت نفسه استثنوا جزءاً صغيراً من أرض عالم السلطان السياسي الإسلامي المترامية الأطراف، اعتبروه مركز الإسلام وفق ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغرغر حينما قال: "لا يكون دينان في جزيرة العرب" وفَهِمَ الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم، كما نصت عليه كتب الفقه، أن المقصود بجزيرة العرب اصطلاحٌ يختلف عن الاصطلاح الجغرافي فلا يشمل اليمن الذي بقي فيه اليهود حتى وقتنا الحاضر، وهذه المنطقة من أرض الإسلام اعتبرت مركز الإسلام، وحُدّد بجزء من الجزيرة العربية يشمل: (باعتبار التقسيمات الإدارية السائدة في العصور الأولى) مكة وتوابعها الإدارية، والمدينة وتوابعها الإدارية، واليمامة وتوابعها الإدارية (أي تقريباً حدود المملكة العربية السعودية الجغرافية حالياً) ففي هذا الجزء المستثنى وردت النصوص من القرآن أو من الحديث الصحيح تمنع فيها الوجود الديني الدائم لغير الإسلام سواءً في حالة الفرد، أم المنشأة، أم التنظيم، وكانوا يرون أن هذا الاستثناء (وهو يقرر القاعدة ولا ينقضها) هو أيضاً مقتضى المنطق العقلاني والعدل.
وكل منصف يجب أن يوافق على صحة التصور، فليس من المنطق العقلاني ولا من العدل أن يسمح لوافد للبلاد بأن يحقر الإسلام، أو نبيه، أو رموزه وكتابه المقدس، في مركز الإسلام، وغني عن البيان أن غير المسلم يعتقد أن الدين الإسلامي غير صحيح، وأنه دين زائف، وأن نبيه كاذب أو غير سوي من الناحية النفسية
هناك جانب آخر أن كل دولة لها مرجعها الثقافي الأعلى الذي يحكم قوانينها وإجراءاتها وتصرفاتها ويسمي القانون الأساسي للحكم أو الدستور، المملكة مرجعها الثقافي الأعلى ليس "قانون حكم" بل هو "مرجع أعلى" وهو القرآن وحديث الرسول الصحيح.
ولا يتصور أن دولة في العالم تسمح بوجود أشخاص، أو مراكز ثقافية، أو منشآت، تحقر قانون تلك الدولة الأساسي للحكم "الدستور" وتعلن في ممارساتها زيف الدستور، وقيمه وتشوهها، فهل من المنطق أو العدل أن تسمح المملكة في جانبها للغير بمثل ذلك.
ولكن المثقفين السعوديين عندما يواجهون بهذا الهجوم قلما ينتبهون لمثل هذه الحقائق، فيردون في دفاعهم الاعتذاري بحجج من السهل نقضها وردها، لأنها لا تمثل الحقيقة، فجل ما يردون به التمثيل بالفاتيكان في حين يرد عليهم الآخرون بأنه لا نسبة بين الفاتيكان مساحة وسكانا وبين المملكة، أو يردون بأن هذا مقتضى "قوانيننا الخاصة" كما للآخرين قوانينهم الخاصة، في حين أن الهجوم من الغرب على هذه القوانين وليس على الالتزام بها.
إن استعمال حجج ضعيفة هو أسوأ من عدم إيراد أي حجج مطلقا، فوق أنه تشويه للحقائق على أرض الواقع.
الفصل الثاني:
هل من المستحيل أن نتحرر من هذا الرق الثقافي؟ قد لا يكون الأمر مستحيلا عقلا، ولكنه قد يكون مستحيلا في العادة، والواقع أنه لا يمكن أن يتحرر الرقيق إلا إذا أقتنع بأن حالة الرق غير طبيعية، وأنه يمكن تغييرها، ثم وجد العزم على التغيير، والتاريخ يعلمنا قاعدة مطردة في كل صنوف الرق سواء كانت في شكل أقنان الأرض، أو الطوائف المنبوذة، أو رق الجسم كما كان في الولايات المتحدة الأمريكية حتى صدور قانون الحقوق المدنية في الستينات الميلادية (--19)، إن ما يرسخ الرق هو اعتقاد الرقيق بأن حالة الرق هي الصورة الطبيعية وأنه لا يمكن تغييرها، وإذا حدث الوعي لدى بعض الأفراد وحاولوا الخروج على هذه الأوضاع ففي العادة ينقصهم الرؤية الصحيحة والقيادة الكفؤة.
ولكن إذا كان هذا الأمر صحيحا بالنسبة للمجموع فإن الممكن بالنسبة للأفراد أن يكون الوضع مختلفا حيث يعون بأن الوضع غير طبيعي وأنه لابد من تغييره، وفي حالة الرق الثقافي الذي نتحدث عنه يكون هذا الأمر ممكنا إذا ما وضع معيار دقيق توزن به التصورات ويحكم عليها وفقه، ويمكن أن نلخص هذا المعيار بأن يكون التصور موافقا للمنطق والعقل وأن تكون نتائجه: النفع للجماعة الإنسانية.
ولتطبيق هذا المعيار لابد أن نعترف أن كل تناقض في الفكرة والتصور - بأن يُحكم على تصورين متماثلين بحكمين مختلفين، أو أن يحكم على تصورين مختلفين بحكم واحد- لا يسمح بإدعاء انسجامها مع المنطق والعقل، ولتطبيق هذا المعيار نورد بعض الأمثلة:
1- لو أن قاطع الطريق في الصحراء أو الغابة اعترض سيارة تحمل عائلة فقتل الركاب، لسمي مجرما ولوصف بأنه متوحش وهمجي ولا إنساني، ومتخلف أخلاقيا، فإذا قصف جيش في ليلة واحدة مدينة مثل هيروشيما وقتل مائة ألف شخص من النساء والأطفال وغير المقاتلين -وبعد أن تقرر وعُرف مسير الحرب- فوفق التصور الغربي لا أحد يحكم على الفاعل في هذه الحالة بأنه متوحش أو همجي، أو غير إنساني، إو متخلف أخلاقيا، مع أنه لا فرق في الحالتين في نوعية العمل إنما الفرق في حجم العمل.
2- أسوأ أنواع الوحشية وضع إنسان تحت أشد أنواع التعذيب لانتزاع اعتراف منه، عن نفسه أو على غيره، ومع ذلك لا نرى وصف الدولة التي تختطف الناس وترسلهم في شحنات بالطائرات إلى أسوإ مراكز التعذيب في العالم، وتتضامن معها دول أخرى بالإمداد اللوجستي أو على الأقل تغض النظر، ومع ذلك لا نرى أحدا يصف الفاعل بأنه متوحش، وهمجي، وغير أخلاقي، ولا عقلاني، والفارق العجيب في مثل هذه الحالة أن الفاعل يوصف بالتقدم والتحضر والمدنية.
3- ربما لم يحقر الغرب الإسلام ولم يعبه بمثل ما عاب المسلمين قبولهم لنوع من تعدد الزوجات، ووصفنا تعدد الزوجات في الإسلام بأنه "نوع من أنواع التعدد" لأنه قد لا يكون أي تعدد للزوجات في الماضي والحاضر مشابها لتعدد الزوجات في الإسلام، سواء من ناحية الوظيفة أو من ناحية القيود التي تحدده.
فهل النظرة الغربية تجاه تعدد الزوجات في الإسلام يفرضها المنطق والمحاكمة العقلية؟ لا يبدو الأمر كذلك، فهذه النظرة مؤسسة في الواقع على التراث الثقافي والتقاليد وعلى الذوق الاجتماعي.
المعروف أن التقاليد المسيحية - وهي جزء من التراث الثقافي الغربي- لا تشجع الزواج حتى بواحدة، إذ ترى أن ذلك يخفض من منزلة الإنسان الروحية، والدليل على أن النظرة الغربية مؤسسة على التقاليد الموروثة والعادة الاجتماعية السائدة أن الغرب لا ينظر إلى التعدد في زواج السحاقيات واللوطيين -المشروع عند عدد من الدول الغربية- بمثل هذه النظرة، كما يتسامح الغرب بأن يكون للرجل المتزوج خليلة أو خليلات يعاملهن تماما معاملة الزوجة ولا سيما بوجود تشريعات تحمي حقوق الخليلة وحقوق الأولاد منها.
واضح أنه لا يوجد سبب للتفريق بين الأنواع الثلاثة المذكورة: الزواج التقليدي، والزواج المثلي، والعلاقة الزوجية مع الخليلات وسبب التفريق في الحقيقة هو فعل التراث الثقافي في تصور تعدد الزوجات، في حين أن النوعين الآخرين (زواج المثليين والعلاقة مع الخليلات) وجدت دون أن تكون محملة بالإيحاءات الثقافية الغربية التي يثيرها الزواج التقليدي.
وإذا كان الجزء الأول من المعيار الذي اخترناه لتقييم سلامة التصور أو الفكرة محايدا، بمعنى أنه بمجرده لا يرفض ولا ينفي هذا التصور، فما شأن الجزء الثاني من المعيار وهو مدى النفع أو الضرر للفرد والمجتمع في هذا التصور.

نلاحظ في البداية أن الإسلام حينما شرّع نوعا من تعدد الزوجات أوضح أن الغرض منه حماية اليتامى وإضفاء نوع من الرعاية لهم حين تتزوج أمهم، حيث تعوضهم عن الأب الذي فُقِد، قال تعالى (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي اليَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ...)
ويظهر الواقع هذه الحكمة، ففي المجتمع الذي يوجد فيه التعدد يرتفع الطلب على النساء ويقل العرض، فيصبح لكل أمرأة فرصة أكبر في الزواج، حتى أم اليتامى، أما المجتمع الذي لا يقبل التعدد فمن الطبيعي - كما يظهره الواقع- أن يكون الطلب على النساء أقل وفرصة المرأة في الزواج أقل.
وللمرأة في الواقع اهتمام ومصلحة، وبالتالي لها حق يجب أن يوفى به المجتمع، يتلخص في: الحق في الأمومة، وفي علم النفس أثبت السلوكيون أن غريزة الأمومة أقوى من غريزة الجنس ومن غريزة الجوع، ولها الحق في الزواج حسب التصور الإسلامي، فالغاية التي وردت في القرآن للزواج أن يكون كل من الزوجين سكن للآخر وأن تكون بينهما مودة ورحمة.
ولها حق في أن يكون لها بيت يكون لها مملكتها الخاصة تمارس فيه وظائف الأنثى الطبيعية، وكل هذه الحقوق أهم من بعض الحقوق التي تضمنتها وثيقة حقوق الإنسان، معنى ما سبق أن تحديد فرصة المرأة في الزواج هو في الحقيقة انتهاك لحقوقها المذكورة.
من ناحية أخرى حين يكون الطلب على النساء أكثر فإن الشبح المرعب للمرأة - الطلاق- يتوارى أو يكاد، إذ تعرف أنها إذا فقدت زوجها فإن لها فرصة للزواج من آخر، وبذلك تكون في موقع هي فيه أقوى على المطالبة بحقوقها والدفاع عن ظلمها وهذا واضح من الواقع عند المقارنة بين النساء في غرب إفريقيا، حيث يسود التعدد، وبين النساء في القارة الهندية حيث أن الثقافة السائدة دافع لعدم التعدد، ففي القارة الهندية تحمل المرأة أعباء باهظة للحصول على الزوج، ثم أن خشيتها من شبح الطلاق يشل قدرتها على الدفاع عن ظلمها أو المطالبة بحقوقها، وعلى خلاف ذلك كما يشاهد حال المرأة في غرب أفريقيا.
إن الحقيقة لا تدرك إلا بالنظر إليها من جميع جوانبها، فالبديل عن التعدد - كما شرعه الإسلام- هو الزنا أو البغاء، ومعروف أثر هذه السيئة على الفرد والمجتمع، إن المتأمل في الموضوع إذا هيئ له أن يلتزم بحيادية النظرة وعدم الالتفات إلى الآراء المسبقة سوف يرى ليس فقط أن التعدد كما شرعه الإسلام نافع للمجتمع، بل أنه ضروري للمجتمع السليم.
المثقفون المسلمون عندما يواجهون هذا النقد يواجهونه بدفاع اعتذاري والدفاع الإعتذاري يعني الهزيمة بدون مبرر، فالحق أن التعدد كما شرعه الإسلام ليس إجراءً استثنائيا توجبه ضرورات عارضه وإنما هو في الحقيقة نظام صالح يسعد به المجتمع ولا يشقى، لا شك أن تعدد الزوجات له سلبيات في واقع الحياة التطبيقي، ولكن أي شيء في الدنيا خالص من السلبيات، الاتجاه الحكيم هو: الموازنة بين السلبيات والايجابيات واختيار الراجح.
الفصل الثالث:
ومن الأمور التي تساعد المسلم على الحكم الصحيح على التصورات الثقافية الغربية، وما هو منها سليم وما هو غير سليم، المقارنة بينها وبين النظام الإسلامي بشرط المعرفة الكاملة بوضع النظامين والحياد الكامل في الحكم.
ويمكن تطبيق هذه الوسيلة على ثلاث قضايا هي الأكثر تأثيرا في حياة البشر في الوقت الحالي: القضية السياسية، والقضية الاقتصادية، والقضية الروحية.
‌أ- فيما يتعلق بالقضية السياسية، نلاحظ أن العلاقات الدولية بين الدول تبنى على أساس المصلحة القومية والقوة، هذا ما تنص عليه الكتب المدرسية ويتردد على ألسنة الناس، ولو دققنا النظر في هذا المبدأ لوجدنا ألاّ فرق بين هذا المبدأ والمبدأ الذي يوجه فعل قاطع الطريق، أو عصابات الإجرام المنظم، أو الحيوانات في الغابة، كما أشار إلى ذلك البروفيسور جوزيف فرانكن في كتابه المشهور "العلاقات الدولية".
إن المصالح بين الدول قلما تتوافق وكذلك القوة، لذا فإن الولايات المتحدة الأمريكية مثلا والتي يصفها الرئيس نكسون بأقوى دولة في التاريخ وأغنى دولة في التاريخ، في المائة سنة الماضية شنت حوالي مائة حرب على دول أخرى، أي بمعدل حرب كل عام.
فإن كان هذا التصور لا ينفيه المنطق والعقل، لكن نتائجه الكارثية على البشر تبين وتوضح عن عدم سلامته.
أما الإسلام فيجعل العلاقات الدولية مبنية على العدل المطلق، فالعدل المطلق "قيمه" لا تختلف في حالة القريب والبعيد والصديق والعدو والمسالم والمحارب، وقد يتهيأ للناس أن هذه نظرة طوباوية وغير عملية ولكن الواقع يدحض هذه النظرة لأن هذه القيمة وجدت فعلا في تاريخ الإسلام، وبالرغم من أنها تطبق من جانب واحد إلا أنها لم تؤثر في قوة الفاتح المسلم بل كانت أكبر عون له، إذ كانت أساسا لكسب القلوب والعقول قبل فتح الأرض.
‌ب- بالنسبة للقضية الاقتصادية فإن العالم الغربي لأكثر من مائتي سنة كان يتأرجح بين الجنوح إلى الاتجاه الجماعي أو إلى الاتجاه الفردي، وجرب العالم الاتجاه الجماعي مدة سبعين سنة انتهت بانهيار النظام، كما لو كان بيتا من ورق، ولم يكن للنظام الرأسمالي، الذي يأخذ بالاتجاه الفردي، حظا أكثر سعادة إذ ما فتئ الاقتصاد الجانح للاتجاه الفردي يدور في حلقات متكررة من الأزمات المالية بالإضافة إلى أنه لم يوفر السعادة للبشر، حيث أن المال يعمل في الغالب في مجالات يكون فيها المال دولة بين الأغنياء، ولا يمكن أن توصف بأنها (قيام للناس)، ولا تخفى آثار ذلك على حياة البشر.
أما الإسلام فقد هيئ له في الواقع فرصة للتوفيق بين الاتجاه الفردي والاتجاه الجماعي، حيث أوجد على سبيل المثال نظام الخراج الذي بموجبه تملكت الدولة حوالي 95% من أرض العالم الإسلامي المنتجة وفي الوقت نفسه حافظ على حافز الربح بإعطائه الحرية للعامل في الأرض والمستثمر فيها بالتصرف فيها بحرية في حدود المبادئ الشرعية وأثبت هذا النظام نجاحا مدهشا كلما توفرت له الإدارة الصالحة وبهذا وفق بين توفير فرص النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، صحيح أن تطبيق ذلك تم في حالة سيادة الاقتصاد الزراعي، وقد لا تصلح هذه الصورة التطبيقية لكي تستنسخ وتطبق على الاقتصاد الحديث -الصناعي والخدمي- ولكن ذلك لا ينفي وجود إمكانية لدى الإسلام لتقديم حلول مشابهة تتلاءم مع الاقتصاد الحديث.
‌ج- فيما يتعلق بالقضية الروحية نلاحظ أن العالم غير الإسلامي يتأرجح بين اتجاهين: إما عدم الإيمان بالله واليوم الآخر، أو الإيمان بذلك إيمانا مؤسس على التقليد غير المسنود بأدلة تقنع العقل.
كل الأديان، ما عدا الإسلام، لا تستطيع أن تقدم صورة كاملة لمؤسس الدين بل ولا يوجد يقين بأن مؤسس الدين قد وجد أصلا، لاشك أن مثل هذا الإيمان له من التأثير الإيجابي على حياة كثير من الناس ولكن اختفاء المساندة العقلية لدى معتنقيه تُضعف بالتأكيد من آثاره.
الإسلام على العكس، يعرف فيه المسلم المثقف بعد أربعة عشر قرنا نبيه بكل تفاصيل حياته العامة وتفاصيل حياته الخاصة، أي أن المثقف المسلم يعرف عن شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حياته العامة أكثر مما يعرف عن جاره، ويعرف عن حياة نبيه الخاصة أكثر مما يعرف عن الحياة الخاصة لأبيه وأمه، ولهذا يكون باستطاعته أن يحكم على هذه الشخصية ويقيمها ولا يخطئ في هذا التقييم.
ومن جانب آخر، فكل الأديان، بما فيها الإسلام، وجدت فيها انحرافات بلغت أحيانا من اتساع الزاوية ما هو غريب عن الدين الأصلي ومضاد له، ولا توجد لدى الأديان الأخرى النسخة الأصلية للدين التي جاء بها النبي، أما الإسلام فالنسخة الأصلية للدين الذي جاء به محمد لم تتغير ولم تتبدل وهو قابل للفهم والمقارنة بين هذه النسخة والنسخ التي انحرفت عن الأصل.
ومن ناحية ثالثة، فإن الكتب المقدسة والتي في الغالب لا يعرف كاتبها تتضمن أفكار البشر وأوهامهم في فترات معينه، الأمر الذي ينافي أن تكون كلمة الله، أما القرآن فطوال القرون الأربعة عشر الماضية لم يكتشف فيه ما يخالف العقل، أو الواقع، أو الاكتشافات المعرفية الحديثة، وبما أن الإيمان الراسخ، والثابت لا يتغير، هو أساس السلوك الأخلاقي فلا يحتاج إلى أن ننبه إلى آثار ضعفه وانعدامه على التقدم الأخلاقي والتحضر الحقيقي.
......
وإذا كان القارئ يتفق معي على أن المعلومات السابقة صحيحة وأن الاستنتاج منها مقبول فهل يبقى لديه سبب للغلو في الثقة بالثقافة الغربية (الثقافة المعاصرة) وتقديرها بأكثر مما تستحق، على الأقل بالنسبة للتصورات المذكورة آنفا، فإذا كان الجواب بـ"لا" فهذا يعني أول خطوة في التحرر من الرق الذي تفرضه الثقافة الغربية على عقول المسلمين وقلوبهم.
إن الغلو وتجاوز الحد في الثقة في نظام معين أو تصور معين يرتب ولا شك ضعفا في الثقة في النظام المقابل.
مغزى ما سبق أنه من دون ثقة كاملة بالإسلام لا يمكن الوعي بإمكاناته، وإذا لم يمكن الوعي بإمكاناته فكيف يمكن الإفادة منها والإنتفاع بها، وإذا لم يمكن ذلك فكيف يمكن التحرر من الرق الثقافي في التصورات والتطبيقات.

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-07-2012, 03:19 PM   #317
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

============

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-07-2012, 03:21 PM   #318
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

مسلسل عمر رضي الله عنه محاذير وتشويه

محمد صالح المنجد

هناك قواعد عظيمة في الشريعة وجوانب متينة في عقيدة التوحيد، تجلّت في شخصية عمر رضي الله عنه لأنه تخلّق بالقرآن في نفسه، وانطبعت حياته بذلك، فجاءت شخصيته تمثّل مضامين منها: قوته في الحقّ. عزّته الإسلامية. رفضه للتنازلات والمداهنات. سدّه لأبواب الشرّ والفتنة والقضاء عليها في مهدها. غيرته الدينية.محاربته للمنافقين. سعيه في سدّ ذرائع إثارة الشهوات المحرمة. منعه الجهر بالآراء المخالفة للشريعة. تأديب ومعاقبة المخالفين للشرع.

وحيث أن هذه الجوانب في شخصيته لاتُناسب الأعداء أبدًا فقد عمدوا إلى خطة خبيثة، وهي محاولة اختطاف الانطباع عن الشخصية العمرية في أذهان العامة، ومحاولة توجيه الجمهور المسلم إلى جوانب أخرى في شخصية عمر رضي الله عنه بعضها صحيح، وبعضها سيتم تشويهه لإخراج شخصية عمر في النهاية على أنها شخصية إدارية وإنسانية وسياسية، وتتقبّل الآخر، وسيركزون على مسألة المنجزات الإدارية والدوواين، وأن شخصية عمر تعتمد [الإسلام المدني الحضاري].

سيتم التركيز على حادثة القبطي، وعبارة:متى استعبدتم الناس .. واحترام حقوق الأقليات، ونحو ذلك، وبعض هذا حقّ لكنه سيُضخّم حتى يخرج عن نطاقه الشرعي، ويدخل في التمييع، ولن يتم التعرّض لقوة عمر في الحق وصلابته ودرّة عمر التي أذهبت البدعة من رأس صبيغ بن عِسْل ..ولا تفريقه بين النساء والرجال في مواضئ المسجد مثلا، ولا التأكيد على الحجاب الكامل للنساء [قد عرفناك ياسودة]، ولا ردوده القوية على الكفّار، ولا مواقفه الحاسمة من المنافقين التي تصل لدرجة عرض القتل، ولا إخراج من يثير الفتنة بين النساء من المدينة، ولا في ردوده القوية على المشركين.

وستبقى بعض المشاهد القتالية للأكشن وفخامة الفيلم وأنه متعوب عليه، وفيه صرف، ويستمتع الناظرون بالأبعاد الثلاثية والحبكات والمفاجآت، وتضيع في غمرة ذلك كله جوانب الحسم والقوة في أمر الله، والبراءة من الشرك والبدعة، ومقاومة ذرائعها، وأن عمر فعلا كان الباب الذي سدّها.


وما يُقال من الفائدة المزعومة والمعلومات عن عمر رضي الله عنه يُمكن تحصيل أضعافه من المقروءات والمسموعات الكثيرة بدون سلبيات وتشويهات ودون انتقاص من هيبة الفاروق وحُرمته، واجتراء الفسقة على تمثيل دوره، ودون مشاهد نساء وموسيقى ومنكرات لا تليق أبدًا بشخصية الفاروق رضي الله عنه.
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-07-2012, 07:35 AM   #319
عضو جديد
رد: مـقـالات سـاخـنـة

الله يعطيك العافيه

كودرد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-07-2012, 04:31 PM   #320
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




المسلمون في بورما .. الوعي قبل الإغاثة



كتب: السيد الشامي
04 يوليو, 2012 - 15 شعبان 1433هـ

هل يكفي بعد كل إبادة للمسلمين أن نردد قول الشاعر الأندلسي أبو البقاء الرّندي:


كَم يستغيثُ بنا المستضعفونَ وهُم ...... قَتلى وأَسْرَى فما يهتزُ إنسانُ


لمثلِ هذا يبكِي القلبُ مِن كَمدٍ ...... إنْ كانَ في القَلبِ إسلامٌ وإيمانُ


و هل نكتفي بإصدار البيانات و الدعاء و هما مطلوبين في كل الأحوال أم علينا دائماً و ابدً التذكير من خلال منابرنا الدعوية و الإعلامية بمعاني الإخوة الإسلامية و النخوة الإيمانية ؟ لا يكفي أن تكون هباتنا و غضبتنا موسمية و ردات فعل لحظية بل علينا جميعاً أفراد و جماعات و هيئات و مؤسسات و حكومات و دول تحمل المسؤولية الأخلاقية و الدينية تجاه كل محاولات الإبادة المنظمة للأقليات و الأغلبية المسلمة سواء بسبب الاضطهاد الديني و العنصري أو بسبب سعي الشعوب لنيل حرياتها أو الذين يموتون جوعاً و فقراً .
لم يعد كافياً أن يقتصر دور المسلمين على إحصاء القتلى و الجرحى هنا أو هناك أو عمل الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أو إطلاق المبادرات و جمع التبرعات مع أن كل هذا مطلوب و مهم لكن الأهم من ذلك كله أن يتوقف هذا النزيف و لا نترك فرصة لعودته تحت أية مزاعم أو حجج و المطلوب من الداعية غير المطلوب من الإعلامي و المطلوب من الدول غير المطلوب من الشعوب و المطلوب من الأفراد غير المطلوب من الهيئات و الجماعات و الجمعيات و يوم لا تختلط الأدوار و يقوم كلٌ بدوره المطلوب منه فلن نجد بعد اليوم حديثاً عن هذه المآسي و الجراحات .
و يتحمل الإعلام الإسلامي مسؤولية كبرى في هذا الخصوص إذ لابد من وضع الأقليات المسلمة و قضايا الجوع و الفقر في سلم أولويات التناول و التغطية الإعلامية الاستباقية التي تحاصر مثل هذه القضايا في مهدها . لماذا ننتظر حتى تحدث المأساة ثم نقوم بكتابة بعض التقارير أو تقديم بعض المعلومات التاريخية ؟ و لما لا تقوم الفضائيات الإسلامية و هي كثيرة بتخصيص برامج دائمة للحديث عن أوضاع الأقليات المسلمة ؟ و لماذا نكتفي بتوثيق المأساة بعد حدوثها ؟ إن مشكلة الأقليات المسلمة أنها أصبحت غير معروفة لعموم المسلمين إلا بعد وقوعها و تتحمل الهئيآت الإسلامية العاملة في هذا المجال المسؤولية إذ لا يجب أن يقتصر دورها على جمع التبرعات و تقديم الإغاثة فقط بل عليها قبل ذلك توعية عموم المسلمين بأحوال إخوانهم المسلمين في قارات العالم ؟ لماذا لا يعقد مؤتمر سنوي في مكة المكرمة في موسم الحج يلتقي فيه أبناء الأقليات المنسية للتعريف بقضاياهم و تحميل المسلمين شعوباً و حكومات مسؤولياتهم و واجبهم نحوهم
إن المطلوب قبل الإغاثة للأقليات المسلمة الوعي بقضاياهم و قبل الاستنكار لمآسيهم منعها ، و قبل الدعاء التكافل و قبل توثيق مآسيهم توثيق عرى الإخوة الإسلامية و قبل ردات الفعل العاطفية الفعل الاستباقي الواعي لمنع وقوع مآسيهم و قبل قضيتهم الإسلامية قضيتهم الإنسانية .

ماذا يحدث ؟

ماذا يحدث في بورما ؟! البوذيون يقتلون نحو 400 مسلم، واغتصاب للفتيات وخوف وذعر . و بنغلاديش تعيد عشرات القوارب الصغيرة المتهالكة المملوءة بالفارين، بحجة عدم إمكانيتها توفير المكان والطعام والمستلزمات الإنسانية لهم. الفتيات يتعرضن للاغتصاب، ما دفع البعض منهن إلى رمي أنفسهن في البحر أثناء رحلة العودة إلى بورما بعد إرجاع حكومة بنغلاديش لقوارب الفارين من الموت. هذا هو الجواب و هكذا تقول التقارير الإعلامية ، و سبب هذه المذابح وفقاً لهذه التقارير هو إعلان حكومة بورما الجديدة عن نيتها منح بطاقة المواطنة للمسلمين في أراكان، وهو ما اعتبره البوذيون حرباً ضدهم لأنهم يرون في المسلمين عرقاً دخيلاً على بورما ويصنفونهم كدخلاء. و من جانب آخر لم يقف الجيش علي الحياد بل انحاز إلى البوذيين وتركهم يزحفون على قرى ومنازل المسلمين بالسيوف والسكاكين لتبدأ حملة إبادة منظمة ضد المسلمين .
و (بورما) هي إحدى دول جنوب شرق آسيا، التي انفصلت في 1937 عن حكومة الهند البريطانية بعد استفتاء شعبي.يوجد في بورما عدة ديانات ولكن أكثر سكانها يعتنقون البوذية، وأقلية يعتنقون الإسلام وهم يتركزون في العاصمة رانجون، ومدينة ماندلاي ثم في إقليم أراكان شمال على حدود الهند. ويبلغ عدد سكان بورما أكثر من 50 مليون نسمة، وتقدر نسبة المسلمين ب 15% من مجموع السكان نصفُهم في إقليم أراكان -ذي الأغلبية المسلمة- حيث تصل نسبة المسلمين فيه إلى أكثر من 70% والباقون من البوذيين الماغ وطوائف أخرى.

تاريخ من الاضطهاد

المعلومات التاريخية تقول أن (أراكان) دولة مسلمة منذ القرن السابع الميلادي ، احتلتها بورما سنة 1748م .. ذات أغلبية بوذية . و منذ هذا التاريخ و سكانها المسلمين يتعرضون لأشد أنواع التعذيب و التنكيل من قبل سكان بورما البوذيين .وفي عام 1942 حصلت مذبحة كبرى ضد مسلمي أراكان استشهد فيها أكثر من مائة ألف مسلم ،كما تعرضوا للتهجير من أراضيهم بين عامي 1962 و 1991 ، و تم تهجير حوالي 1.5 مليون مسلم إلى بنجلاديش . و رغم تمثيل سكان أراكان في البرلمان فلم تعترف السلطة في بورما بهم رغم المطالبات الدولية المستمرة . وفى بداية شهر يونيو 2012 ، أعلنت الحكومة البورمية أنها ستمنح بطاقة المواطنة للعرقية الروهنجية المسلمة في أراكان .الأمر الذي أغضب البوذيين كثيرا بسبب هذا الإعلان لأنهم يدركون أنه سيؤثر في حجم انتشار الإسلام في المنطقة ، فخططوا لإحداث الفوضى . و هاجم البوذيون حافلة تقل عشرة علماء مسلمين كانوا عائدين من أداء العمرة ، شارك في المذبحة أكثر من 450 بوذي ، و تم ربط العلماء العشر من أيديهم و أرجلهم و انهال عليهم ال 450 بوذي ضربا بالعصي حتى استشهدوا .
و لكي يجد البوذيون تبريرا ، قالوا إنهم فعلوا ذلك انتقاما لشرفهم بعد أن قام شاب مسلم باغتصاب فتاة بوذية و قتلها .و كان موقف الحكومة مخزيا للغاية ، فقد قررت القبض على 4 مسلمين بحجة الاشتباه في تورطهم في قضية الفتاة ، و تركت ال 450 قاتل بدون عقاب . و في يوم الجمعة 3 يونيو 2012 أحاط الجيش بالمساجد تحسبا لخروج مظاهرات بعد الصلاة و منعوا المسلمين من الخروج دفعة واحدة و أثناء خروج المسلمين من الصلاة ألقى البوذيون الحجارة عليهم و اندلعت اشتباكات قوية ، ففرض الجيش حظر التجول على المسلمين فيما ترك البوذيون يعيثون في الأرض فسادا .أدى كل ما سبق إلى أن بدأ العديد من مسلمي أراكان في الهروب ليلا عبر الخليج البنغالي إلى الدول المجاورة ، و يموت الكثير منهم في عرض البحر .

العسكر والوجود الإسلامي

تواصلت سياسة الاستئصال للمسلمين في بورما منذ الاستقلال عام 1948م، لتشتد وتتعمق منذ عام 1962م بعد سيطرة الجيش على السلطة ، و الذي يمكننا أن نلخص ملامحها في فرض البوذية على المسلمين وطمس هويتهم الدينية و ذلك من خلال إجبار المسلمين على اعتناق البوذية حيث أرتد ما يقارب خمسين ألف عن دينهم منذ سيطرة العسكر على مقاليد السلطة، كما سعت السلطة إلى تغيير ديمغرافي أستهدف جعل أراكان إقليماً بوذياً وذلك من خلال تهجير المسلمين من قراهم وأملاكهم وإعطاءها للبورميين البوذيين، وقامت كذلك بتغيير طابع أراكان من خلال طمس المعالم الإسلامية التاريخية عبر هدم المساجد والمدارس الدينية التي تدرس فيها علوم القرآن والحديث. و كذلك التطهير الديني والعرقي من خلال التنكيل والاضطهاد ضد مسلمي بورما تمثلت في القتل الجماعي من خلال حرق القرى والأرياف ذات الغالبية المسلمة، كما هجرت مئات الآلاف من شعب الروهينغا، ومارست حرباً اقتصادية من خلال مصادره أراضيهم ومزارعهم

الإكراه على البوذية

مارست السلطة العسكرية جملة من الإجراءات تجاه المسلمين البورميين بهدف الضغط عليهم لترك البلاد أو يرتدوا عن دينهم ويندمجوا في البوذية و من ذلك العمل القسري لدى الجيش أثناء التنقلات أو بناء الثكنات العسكرية،وحرمان أبناء المسلمين من حق التعليم و الوظائف الحكومية ومنعهم من السفر إلى الخارج حتى لأداء فريضة الحج إلا إلى بنغلاديش وعدم السماح لهم باستضافة أحد في بيوتهم ولو كانوا أشقاء أو أقارب إلا بإذن مسبق، وتقييد ورفع سن الزواج للفتيات المسلمات لسن 25 عاماً، ومنع عقود النكاح إلا بعد إجراءات كثيرة وأخذ إذن مسبق من السلطة ومنع الزواج مرة أخرى للمطلق أو الأرمل إلا بعد مرور سنة، ومن يخالف الإجراءات يعرض نفسه للسجن أو الطرد خارج البلاد.وفرض عقوبات اقتصادية ، كالضرائب الباهظة والغرامات المالية ومنع بيع المحاصيل الزراعية التي تمثل الدخل الوحيد للكثير من المسلمين البورميين لكون غالبيتهم من المزارعين إلا للسلطة العسكرية .
ومن الناحية الدينية لا تسمح الحكومة بطباعة الكتب الدينية وإصدار المطبوعات الإسلامية إلا بعد إجازتها من الجهات الحكومية و عدم السماح للمسلمين بإطلاق لِحاهُم أو لبس الزى الإسلامي في أماكن عملهم.كما تصادر الحكومة ممتلكات الأوقاف والمقابر المخصصة لدفن المسلمين وتُوزّعها على غيرهم أو وتحوّلها إلى مراحيض عامة أو حظائر للخنازير والمواشي!! و يتعرّض كبار علماء الدين للامتهان والضرب ويتم إرغامهم على العمل في معسكرات الاعتقال.و يُمنع استخدام مكبرات الصوت لإطلاق أذان الصلاة، ولقد مُنع الأذان للصلاة بعد رمضان 1403 ه. . كما تمنع ذبح الأضاحي و تقوم بهدم المساجد وتحويلها إلى مراقص وخمّارات ودُور سَكَن أو تحويلها إلى مستودعات وثكنات عسكرية ومتنزّهات عامة، ومصادرة الأراضي والعقارات الخاصة بالأوقاف الإسلامية وتوزيعها على الماغ البوذيين.

حرائر بورما

لم تسلم النساء المسلمات من هذه الحملات القمعية وفي هذا الصدد تقوم السلطات البوذية بإعطاء حُقَنْ مانعة للحمل للنساء المسلمات في حالات كثيرة، ورفع سن الزواج للفتيات ل 25 عاماً والرجال 30 عاماً، منع عقود النكاح إلا بعد إجراءات طويلة وإذن من السلطات، منع التعدد منعاً باتا مهما كان السبب، منع الزواج مرة أخرى للمطلق أو الأرمل إلا بعد مرور سنة، وإذا حَمَلَت الزوجة فلا بدّ من ذهابها طِبْقاً لقرار السلطات الحاكمة إلى إدارة قوّات الأمن لأخذ صورتها الملوّنة كاشفة بطنها بعد مرور كلّ شهر حتّى تضع حملها، وفي كلّ مرّة لا بدّ من دفع الرسوم بمبلغ كبير، وذلك للتأكّد كما تدّعي السلطة من سلامة الجنين، ولتسهيل إحصائية المولود بعد الولادة. كما يتم إجبار الفتيات المسلمات على الزواج من البوذيين.

فماذا نحن فاعلون ؟

لتحدد لنفسك دورا و لا تنظر الآخرين فالمسؤولية فردية و جماعية " و اتقوا فتنة لا تصيبنً الذين ظلموا منكم خاصة " ..

صور من المأساة















أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-07-2012, 02:10 PM   #321
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كودرد مشاهدة المشاركة  

الله يعطيك العافيه

 

الله يعافيك أيها الكريم

سُعدت وتشرفت بتواجدك الكريم

تحيتي وتقديري
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-07-2012, 01:32 PM   #322
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

=============

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-07-2012, 01:36 PM   #323
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة


حتى لا يُعيد (عادل فقيه) جزيرة العرب إلى الجاهلية الأولى !
***
***
بسم الله الرحمن الرحيم
***
إن الخير والشر لا يُصبح عليه الناس بعدما كانوا على غيره بلا تدرجات يبدأونها، فللّه سُنة كونية في بناء المعاني كما له سُنة في بناء المباني، فلكل بناء لَبِنات وللبنات باني وللبناء عجلةٌ زمنية تدور به حتى يكتمل البناء، فالأمّة لا تَكفر حتى تعصي ثم تفجر ثم تكفر، فقوم لوطٍ لم يفعلوا فاحشتهم إلا وقد وقع فيهم السفور ثم الاختلاط ثم زنا النساء ثم لواط النساء ثم لواط الرجال، وقوم نوح لم تنشق لهم الأرض عن الأصنام فعبدوها وإنما صوّروا ثم عظّموا ثم تبركوا ثم عبدوا.
لهذا سمّى الله طريق الشيطان خطوات فقال: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين****** يتدرّج ويؤنّس بالبدايات حتى لا يستوحش الإنسان من شناعة النهايات، أما الله فيأمر بالإسراع إليه فقال: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم****** وقال موسى: {وعجلت إليك ربي لترضى****** لأنه لا وحشة ولا خوف من نهايات الحق.
لقد كانت البشرية على فطرة صحيحة منذ***خلق الله آدم وحواء، وقد قال الله لآدم محذّراً: {يا آدم إن هذا عدوٌ لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى******
ذكر الله العُري والجوع بعد التحذير من إبليس وذلك أن أعظم غايات إبليس تتحقق بالتخويف من الفقر، قال تعالى: {الشيطان يعدكم الفقر****** فيخوّف الإنسانَ من الفقر والجوع وضيق الرزق والبطالة، فإذا استحكم في نفس الإنسان الرهبة من ضيق المادة والوجل من اضطراب الاقتصاد والبطالة سوّل له التخلّص من ذلك بوسائل كالتعري والسفور والاختلاط، ولذا ذكر تعالى بعد تخويف إبليس من الفقر أمْرَه بالفاحشة فقال: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء****** فربط الأمر بالفواحش بالتخويف من الفقر، فأوامره يُسللها إلى الإنسان تحت تخويف الفقر لينشغل عقله بالغاية فيستسهل الوسيلة، فتأتي هذه الوسائل على نفسٍ مهزومة وَجِلة ضعيفة تقبل بالوسائل مهما بلغت للسلامة من الغاية (الفقر) والعقل إذا خاف من شيء استسهل سبل السلامة منه وإن كان يستصعب تلك السبل وحدها منفردةً من قبل، بل قد يسوّغها وربما شرّعها،***فيجعل إبليس تلك السبل وسائل لرغد العيش وطيب الكسب، وليخرج الناس من الفقر وضيق المادة، وتلك الوسائل بالنسبة إليه غايات، وهذا ما تسلكه الحضارة المادية اليوم بدفع عجلة نمو الماديات والتجارات بإبراز مفاتن المرأة وتسويقها في كل سلعةٍ بالدعاية الإعلامية وجعلها موظفة استقبال للرجال، بل حتى صوتها يُستغل للتسويق المادي عبر الاتصالات، بل واشتهرت المراقص في بلدان العرب بل وتجارة البغاء ترويجاً للتجارة وتنشيطاً لاقتصاد البلدان، ولهذا تجد كثيراً من يربط علاج البطالة وكسب الرزق باختلاط المرأة وسفورها تضييقاً للحلال وتوسيعاً للحرام وهذه تسويلات إبليس التي حذر الله منها آدم وحواء أول مرّة، ثم حذّر بني آدم كلهم من تكرار إبليس لتلك المكائد والحيل فقال تعالى: {يابني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما****** ثم قال بعد ذلك مبيناً أن تلك الوسائل يتدرّج بها الناس حتى تصبح قناعات راسخة مع تقادم الزمن: {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها****** فتحوّل لديهم التعري والسفور والاختلاط بعد استدامته، من وسيلة إلى ثقافة موروثة بل إلى عقيدةٍ راسخة أمر الله بها!
والله تعالى ينفي ذلك التخويف الإبليسي من الفقر الذي يبني عليه إبليس وسائله المحرّمة، فبعدما ذكر تخويف إبليس ووعده لهم بالفقر قال: {والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً******.
***
ثم إنه يجب أن يُعلم:
أن لكل بلاء خطوات ولكل خطوات غايات، فلم***تكن تعرف جزيرة العرب الوثنية، حتى جاء عمرو بن لحي الخزاعي وكان والياً على البيت الحرام فسافر إلى الشام فرأى وثنيتها، ورأى فيها تغييراً وتجديداً وأرادها بمكة، فكان ابن لُحيّ أول من قنن الشرك بمكة ثم ما حَولها، فأتى بالأصنام لتعبد بعد التوحيد الذي كانت عليه العرب، ولا بد لتغيير العقائد والأفكار من حَمَلة يتحملون أوزار أهلها ويبوؤن بإثم الأمة.
بدأت الوثنية تتسلل إلى العرب في أقطارها فعبدت الأوس والخزرج والأزد (مناة) وعبد أهل الطائف وقريش (اللات) (والعزى) وحتى يُسبِغوا عليها تشريعاً إلهياً اشتقوا لها أسماء من أسماء الله فاللات من الله والعزّى من العزيز.
تدرجوا فيها بدايةً من استنكارٍ ووحشةٍ من ذلك المعبود الدخيل، فصرفوا لها التعظيم ثم العبادة تدرجاً حتى تعصبوا لها، وتحولت من معبود عند الملمات إلى مطلبٍ عند الحاجات، إلى تعلِّق لا تخلو النفس منه حتى بلغ بهم الحال كما صح في البخاري عن أبي رجاء العطاردي قال: كنا نعبد الحجر في الجاهلية فإذا وجدنا حجراً هو أخير منه ألقيناه وأخذنا الآخر فإذا لم نجد حجراً جمعنا جُثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناها عليه ثم طفنا به.
فعمرو بن لحي لم يأمرهم بحلب الشاة على التراب ليُصنع الوثن، ولكن هكذا العقول كالعجلة تدور بالعقائد وتبدأ بها من حيث انتهت وتنتهي بها على غير ما بدأت!
ولذا تعصبت قريش على دخيل جاهليتها فقاتلوا محمداً صلى الله عليه وسلم على ذلك وطردوه وآذوه، فرأوا منه دخيلاً على ملّتهم، مبتدعاً لعقيدة وفكرٍ جديد لا يُعرف من قبل.
ولم يكن عمرو بن لحي دعاهم إلى هذه النهايات ولكنه سنّ سُنتها فتحمل وزرها،***فكانت عاقبته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا ورأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار وهو أول من غيّر ملة إبراهيم وسيب السوائب وبَحَرَ البَحيرة وحمى الحَامي).
وهكذا تبدأ المِلل والأفكار وتنتهي، تبدأ بوجل وتنتهي بعقيدة ثم تعصب، وكما تكون العقائد تكون الأفكار والأخلاق، فقد كانت البشرية تتقلب من علم من الله إلى جاهلية البشر، وقد مرت البشرية بجاهليات متعددة كلما انحرفت بعث الله نبياً يُقيم اعوجاجها، كما قال تعالى في الحديث القدسي: (خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين) وفي الصحيح عن أبي هريرة مرفوعاً: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم أنبياؤهم كلما هلك نبي خلفه نبي)
هكذا تجري عجلة الانحراف وهكذا تجري عجلة التصحيح.
لا تمر تجارة البغاء إلا بمقدماته الاختلاط والسفور والخلوة، فالبغاء آخر عتبات فواحش الأخلاق بعد اللواط، وقد مرت الإنسانية بجاهلية كثيرة صغرى وكبرى، فإن جاءت جاهلية تبعتها نبوة تمحوها، ومن تلك الجاهليات ما قال تعالى فيه: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى****** وكانت نحواً من ألف سنة وقيل هي بين نوح وإدريس، وكان من صور تبرج تلك الجاهلية مقام النساء مع الرجال كمقام الرجال مع الرجال وهو الاختلاط، قال مجاهد بن جبر -وهو إمام المفسرين من التابعين-: المرأة بين الرجال ذلك تبرج الجاهلية الأولى.
لم تعرف جزيرة العرب الاختلاط الدائم في التعليم والعمل ولا القول بجوازه منذ رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، حتى زماننا حيث دُعي إلى تسهيل الاختلاط بعض المتفقهة فأجابوا ليكون ذلك عتبة لتشريعه ثم العمل به.
وقد بدأ وزير العمل الأستاذ (عادل فقيه) يُدير عجلة فرض الاختلاط وتقنينه في هذه البلاد، وله في ذلك مسالك وتأويلات فكرية وغير فكرية، والتأويلات الفكرية لا تنتهي دوماً إلى حقٍ، فما أُقرت في الأرض عقيدة وفكرة خاطئة إلا تحت ستار التأويل العقلي، فجرى الوزير عادل فقيه في تقنين الاختلاط متدرجاً للإيناس، ومتذرعاً بمحاربة الفقر والبطالة، ومضيقاً لسعة حلال الله إلى خطوات الحرام: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء******، وشجّع على ذلك تراخي كثير من المنتسبين إلى العلم عن الإنكار، حتى ظهرت منكرات الأسواق والشركات بصورة لا تعرفها هذه البلاد***بعد نبيها فعملت المرأة مع الرجال في محل ومكتب واحد متعطرة وربما سافرة لساعات طوال من الليل والنهار، وربما تباهي بعض الناس في ذلك في وسائل الإعلام مجاهرة وتطبيعاً.
وما زال الوزير يطوي بساط العفّة الذي جاء الإسلام ببسطه، وكلّما طوى من العفة شبراً ظهر تحته بساط الجاهلية، وما زال يطوي بيدٍ وينشر بأُخرى، ويسير على تلك الخطوات ولا بد لتلك الخطوات من وقفة جادة توقفها رغبةً أو رهبةً بحكم الله، وهي أمانة الله التي أخذها الله على أهل العلم والأمر وميثاقه الذي أوجب عليهم الوفاء به، وأُجْمِل ما يجب قوله هنا فيما يلي:
***
أولاً: أن مما لا يُختلف فيه أن الله أباح عمل المرأة وتكسبها تجارة وحرفة عند حاجتها في الأحوال التي لا تُعرّضها لحرام كالاختلاط المقنن مع الرجال، وأن الله لم يدع أمراً من أمور الحلال والحرام إلا بينه، والحلال واسع والحرام ضيّق، ولا يضيق الحلال إلا في الأذهان المنشغلة بالحرام حتى يتعلّق قلبها به، لأن النفوس إذا ضاقت أذهانها بشيء ضاقت به أرضها، وقد جعل الله الحلال ما في الأرض كلها وجعل الحرام خطوات منها {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين، إنما يأمركم بالسوء والفحشاء******.
ثانياً: أن الاختلاط الدائم في التعليم والعمل مما حرمه الله، واتفق العلماء على تحريمه في المذاهب الفقهية كلها ولا يعرف القول بالتحليل إلا بعد أزمنة الاستعمار تطويعاً للشريعة لتتفق مع الحال المفروضة، ففي الصحيحين عن عقبة بن عامر قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء) وصح في البخاري عن عطاء: لم يكن -يعني النساء- يُخالطن الرجال كانت عائشة تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم.
وكان عمر يضرب من يراه من الرجال بين النساء، وقد بينت ذلك بأدلته وتعليلاته وأقوال الفقهاء في رسالة بعنوان: (الاختلاط .. تحرير وتقرير وتعقيب). <لتحميل الرسالة اضغط هنا>
ثالثاً: إن السكوت عما يفعله الأستاذ عادل فقيه ويُلزم به التجار على العمل المختلط شراكة في الإثم وتضييع لأعظم أمانة، والله لا يعذر الساكت العالم إذا علم أن لكلامه أثراً في تغيير الشر، فما ضلت اليهود والنصارى إلا بأن رأوا أفعال الأخطاء فسكتوا ثم أُخذ السكوت منهم تجسيراً لتنامي الشر وتشجيعاً للقائمين عليه، ولذا قال الله عنهم: {ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقومٍ آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه****** فجعل الله سكوتهم موجباً للذم وجعله تحريفاً بالرضا، فالصمت إقرار.
رابعاً: إن الله لم يوجب على المرأة التكسب كفايةً لها إلا أنه لم يمنعها منه، لأن القوامة على الرجل تجب عليه بلا منّة، قال الله لآدم: {فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى****** جعل الخروج لهما جميعاً وأما الشقاء فلآدم وحده، لأنه في الجنة مكفول الرزق بلا عمل، وفي الدنيا يشقى هو وحده بكسبه، ولا تشقى هيَ به.
وكثيرٌ من يقيس نسب البطالة الغربية ومعالجاتهم لها وينزلها على مجتمعات الإسلام، وذلك فساد في الأصل تبعه فساد في الفرع والنتيجة، فما بطالتهم كبطالتنا لأن قوامتهم ليست كقوامتنا.
***
وأما الواجب على الدولة ووزارة العمل تجاه بطالة النساء ففي ثلاثة أمور:
الأمر الأول: تعالِج التفريطَ في معنى القوامة الذي يُضيعه الرجال ويهملونه آباءً وأزواجاً وإخواناً، وتنشر الوعي فيه ومحاسبة الولي القادر المفرّط، والواقع اليوم عكس ذلك فيُرى إضعاف القوامة ودعوة النساء إلى المساواة بكسب الرزق والعمل.
الأمر الثاني: سدّ بطالة النساء بالإنفاق عليهن من المال العام بمرتبات معلومة قال تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم****** والمحروم هو من لا كسب له من العاطلين، قالت عائشة: المحروم المحارف الذي لا يتيسر له مكسبه.
وقوله {حق معلوم****** يعني: مؤقّت دائم كالمرتبات.
الأمر الثالث: إيجاد سبل مباحة للعمل، فتعمل المرأة المحتاجة وغير المحتاجة بعيداً عن مظاهر الحرام، في متاجر خاصّة بهنّ لا يُشاركهنّ الرجال، وسبل الحلال أوسع من سبل الحرام.
***
خامساً: على ولاة الأمر إظهار الغيرة على المحارم، والتهديد للمنتهكين لها، كيف والولاة تُرفع إليهم نسب التحرّش والفواحش بنسب عالية من الجهات الرسمية، فقد كان هذا نهج النبي صلى الله عليه وسلم، فقد صح في مسلم وأحمد من حديث أبي سعيدٍ أن النبي قام خطيباً لما جُلد ماعز بالزنا فقال: (أوكلما انطلقنا غزاةً في سبيل الله تخلف رجلٌ في عيالنا له نبيب كنبيب التيس يمنح إحداهن الكُثبة من اللبن، والله لا أقدر على أحدٍ منهم إلا جعلته نكالاً).
هذا في قضية واحدة قام ورهّب الناس، فكيف بالفاحشة إذا اشتهرت واستفاضت وكثر داعيها.
سادساً: إن الاحتجاج على صحة الأفعال بكثرة فاعليها خطأ كمن يقول: (أكثر الناس والدول والمجتمعات تفعل وتقول) فتلك حجة منفصلة عن الحقائق لأن الحقّ يُعرف بذاته لا بفاعليه مكاناً وزماناً وكثرةً وقلةً، وهذه الحجة هي أعظم الحجج الباطلة التي يواجه فيها الناسُ الأنبياء، ولذا كثيراً ما يذكر الله أفعال الأكثرية بالذم في القرآن.
وقد يكون الحقّ في أفراد معدودين وقد جاء في الخبر الصحيح قال إبراهيم عليه السلام لزوجته: (يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك).
وفي الخبر الآخر عن حال النبي صلى الله عليه وسلم: (والله ما على ظهر الأرض أحد يعبد الله على هذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة) يعني محمداً وعلياً وخديجةً.
وقد يكون في واحدٍ كما قالت أسماء بنت أبي بكرٍ: سمعت زيد بن عمرو في الجاهلية وهو مسند ظهره إلى الكعبة وهو يقول: يا معشر قريش لا والذي لا إله إلا هو ما أصبح اليوم على ظهر الأرض على دين إبراهيم غيري.
والحق يُعرف بنفسه لا بغيره.
سابعاً: كثيراً ما يُقرر بعض الناس الخطأ وتطمئن نفسه به، لأن مقصده حسن، وهذه الطمأنينة النفسية لا عبرة بها لأنها قد تعتري أشد الناس ضلالاً، والنوايا الحسنة لا تقلب الحقائق المُشاهدَة لتكون الأفعال موافقة لنية الفاعل، فقد يفعل الخير بنيّة الشر، ويفعل الشر بنية الخير، والإرادة شيء والمُراد شيء آخر، ولذا قال ابن مسعود رضي الله عنه لمبتدعةٍ أرادوا خيراً: (كم من مُريدٍ للخير لم يجده).
وقال الله قبلُ: {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً******.
ثامناً: إن إنكار المنكر العام الظاهر واجب، فلا يستحكم شرٌّ في الأمة إلا بمنكرٍ وفاعلٍ له وساكت عنه.
ولذا فالواجب على العلماء والعقلاء إيقاف خطوات تقنين الاختلاط في المجتمع، فإن لله سنّة كونية أن دفع الفساد قبل نزوله أهون من رفعه إذا نزل، والمنحرف تسهل إعادته من أول الطريق وتشق من نهايته، لأنه حديث عهد بفطرة صحيحة، والواجب تدارك الفطرة قبل تبديلها.
والله هو المعين وحده، به الهداية ومنه السداد.
***
***
قيده/ عبدالعزيز الطريفي
الخميس 22-8-1433 هـ
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-07-2012, 05:52 AM   #324
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

المرأة السعودية , حين تَضرِب و تُضرَب بلندن !!




أنا المُطلَّقة , أنا المُعلَّقة , أنا الأرملة , أنا الفقيرة , أنا المُعنَّفة , أنا المريضة , أنا المُسنّة , أنا المُعاقة , أنا اليتيمة … فأيّ مصلحة سأجنيها من إرسال لاعبة تعدو في ميادين لندن , و أخرى تتسلق قمم الهمالايا ؟!
أنا المظلومة , والمعضولة , والمحرومة من حق النفقةِ والحضانة , فأين مساعيكم وجهودكم وملايينكم ومشاريعكم وأضواءكم الإعلامية , لتُنهي معاناتي وتفكّ قضاياي العالقة في المحاكم ؟!!
أنا المريضة لم تتهيأ لي الرعاية الصحية الجيدة أولم يتوفر لي سريرا بمستشفى حكوميّ , أنا إحدى أولئك اليتيمات أوالمسنّات أو ذوات الاحتياجات الخاصة , ألقيتمونا في دور ومراكز الرعاية ثم أوليتم مهام الإشراف علينا للعمالة من شتى الأديان والأجناس , دون رقابةٍ أو متابعة .. فأين الأمير والوزير والإعلاميّ عنّا ؟!
أنا الباحثة عن فرصةِ عمل أخدم بها نفسي ومجتمعي , أنا المحتاجة أقاسي وأسرتي العوز وضيق ذات اليد , أحتاج مالاً يكفيني ويغنيني , وعملا آمنا مناسبا أحقّق فيه ذاتي وأسدّ به حاجتي , فلا أجد إلا من يخيّرني بين عملٍ مع الرجال وبين أيديهم وتحت ناظريهم أو بقائي تحت سياط الفاقة ! ألست أحرى باهتمامكم وحرصكم وقراراتكم يا مسؤولي بلادي ؟!
أنا المرأة السعودية لي مشاكلي ككل نساء العالم , ولي طموحاتي ونجاحاتي وإنجازاتي أيضا ككل نساء العالم , فمن لطّخ الصورة وعبث بالحقيقة فأوهم الجميع أن غاية المطلب والحلم والهمم أن أصل لملعبٍ دوليّ ؟!
أنا المرأة السعودية يعلم الناس في مشارق الأرض ومغاربها , أن ديني هو الإسلام الذي فرض الحجاب والاحتشام والحياء , وأن واقعي وفطرتي وعروبتي تأنف الابتذال بالاستعراض والتمايل والتثنّي أمام الرجال , فما أخطرها وأشدّها من خيانة وإساءة لنا بأن يرسلوا للمحافل الرياضية الدولية من تنقض كل تلك المبادئ والمسلّمات ثم يقولوا تلك تمثّل رسميا المرأة السعودية المسلمة !!
ما هذا الاستخفاف بشرع الله , والامتهان لكرامة المرأة واستغلالها ؟ كيف ندفعها للندن تَضرب وتُضرب , أو تعدو حتى تلهث ويتصبب عرقها وتنقطع أنفاسها ؟!! لأجل ماذا ؟ أن نحصد مركزا أو “ميداليةً” لم يحصدها الرجال على ما أنفقنا عليهم من مليارات ! أم ليرضى الغرب ويُقال عنا متحضرون ؟ وسحقا لها من حضارة هذه هي مقاييسها ونتائجها ! .
رئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ يعرب عن سعادته وترحيبه بالقرار التاريخي الذي اتخذته السعودية بالسماح للاعبتين سعوديتين “جودو , عدو 800م ” بالمشاركة في أولمبياد لندن , وقبل هذه التصريحات لروغ كانت قد عبّرت كثير من المنظمات الغربية عن احتفائها بهكذا قرار ! ولا يُلامون على مواقفهم فقد سارت المركب وفق مايشتهون فقد ضمنوا أن من أرسل المرأة السعودية لتصارع بلندن أمام ملايين الرجال لن يضيره أو يستثير غيرته ونخوته واعتراضه أي أمر تفعله او يُفعل بها بعد ذلك ! ولكن ماذا عنّا نحن السعوديات الرافضات لمسألة تمثيلنا رياضيا في الخارج , لماذا يتجاهل المسؤول قيمنا ورغبتنا ويفرض علينا مايؤذينا ويسيء إلينا فالأغلبية الغالبة من نساء البلد يرفضن رفضا قاطعا هذا الأمر .
الرئيس العام لرعاية الشباب تحدّث عن شروط إشراك السعوديات دوليا ” اللاءات الثلاث” : لامشاركة بدون حجاب شرعي , لا مشاركة إلا بوجود مَحْرم , لا مشاركة مع الاختلاط .. وهذا كله مجرد هُراء واستهانة بالعقول ! فأين الزي الرياضي عن الحجاب الشرعي الساتر الذي لا يصف ولا يشف ؟ وأيّ محرم سيُسمح له بمخالفة القوانين وكسر الأنظمة التي تمنع دخول غير الرياضيين للمنشآت والمراكز والأسكان المخصصة فقط للاعبين ومدربيهم ؟ وأيّ فصل بين الجنسين في لندن ؟!!
ومع ذلك أليست ” لا ” واحدة يا سمو الأمير ستكون خيرا من ” لاءاتك ” الثلاث ؟! ” لا ” واحدة كانت ستكفينا وتكفيك شرّ هذا الباب الذي فتحته علينا بيديك , ” لا ” ليتك قلتها لكل ما يُرضي الغرب ويغضب الرب , “لا” تقولها ونقولها لكل أمر ترفضه المرأة السعودية لأنه لايتوافق مع قيمها الدينية والاجتماعية التي تفتخر بها .
رسالة أخيرة أوجّهها للقيادات النسائية المؤثرة في بلادي وداعيات الفضل والصلاح فأقول : الشأنُ شأننا والمسألة تتعلق بنا قبل أن تتعلق بصاحب القرار , وإن كان المسؤول قد خالف توجهاتنا وأصدر ما يضرّ بمصالحنا ويصادم قناعاتنا فولاة الأمر لن يرضيهم ذلك , أطالب بتشكيل عاجل لوفدٍ نسائي من الداعيات والأكاديميات للقاء خادم الحرمين حفظه الله أو ولي عهده , لطرح القضية وإيصال صوت ورأي المرأة السعودية وحقها في درء هذا الباطل والمكر عنها , ورغبتها وإرادتها الجادة أن تقرر مصيرها ومستقبلها وخياراتها بما تريده هي لا ما تمليه عليها قوى الإفساد في الداخل والخارج.

ريم سعيد آل عاطف

يوليو - 14 - 2012
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-07-2012, 03:03 PM   #325
المشرف العام
 
الصورة الرمزية فقيدة امها
 
تم شكره :  شكر 40187 فى 13120 موضوع
فقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

قلم نسائي رائع ومؤمن بواجباته

بارك الله فيها وكثر الله من امثالها..

وبارك الله فيك أيظن أخي الفاضل أسد نجد

وسلمت اناملك علي نقلك للموضوع ..

لك إحترامي وتقديري

التوقيع
وفردوساً عليا ياخالقي أسكن بها أباً ، وأماً
أنجبا إبنتاً مدللة ودلالي كان باذخاً .. ربي آرحمهما كما ربياني صغيرآ.
فقيدة امها غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-09-2012, 06:41 PM   #326
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية مقبل
 
تم شكره :  شكر 5900 فى 1665 موضوع
مقبل نسبة التقييم للعضومقبل نسبة التقييم للعضومقبل نسبة التقييم للعضومقبل نسبة التقييم للعضومقبل نسبة التقييم للعضومقبل نسبة التقييم للعضومقبل نسبة التقييم للعضومقبل نسبة التقييم للعضومقبل نسبة التقييم للعضومقبل نسبة التقييم للعضومقبل نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

صاحب الحرف المتألق
و ملك القلم الذهبي الرائع.
( أسد نجد )
تحية معطرة بالورد أهديها إليك
كم يسعدني دوما ان اري هذا النزف الرائع الجميل
فاعجز عن شكر على كل ما تخطه أناملك الذهبيه
وما يتدفق من حبرك العطر
فيض من المشاعر والاحاسيس الجميله ..
عزيزي كم تمتعت وتلذذت بهذه العبارات المتسلسله
والنغمات الملحنه بنفسها
ربما الاسلوب الذي
اتبعته ونهجته على نهجه
من النوع البسيط والسهل
ويمتاز بلذذه في تذوقه..
فهنياً لنا بهذا القلم الساحر
والذي سحرنا جميعنا
احساس رائع وتعبير جميل..
دمتِ بحب وسعاده ..

التوقيع
إذا فقدتي .. ( أدعي لي ) ربما أكون تحت الترأب
-
-
1435/11/3هـ
رحمك الله ي مجآهد
مقبل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-11-2012, 12:17 AM   #327
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية نورالشمس
 
تم شكره :  شكر 8432 فى 1796 موضوع
نورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة



أجمل هديه يتلقاها الشعب الفلسطيني
في ذكرى وعد بلفور !!


الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن
11/2/2012 8:01:00 AM
القدس - (رويترز):

قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس تنازلا نادرا - وإن كان رمزيا - لإسرائيل أمس الخميس، عندما قال إنه ليس له حق دائم في المطالبة بالعودة إلى البلدة التي طرد منها وهو طفل اثناء حرب 1948 التي قامت نتيجة لها إسرائيل.

ومن بين النزاعات التي تعرقل محادثات السلام في الشرق الاوسط مطلب الفلسطينيين بمنح نحو خمسة ملايين فلسطيني حق العودة لأراض في إسرائيل خسروها هم أو أقاربهم.

وتستبعد إسرائيل هذا خوفا من تدفق فلسطيني يقضي على الغالبية اليهودية وتقول انه ينبغي إعادة توطين اللاجئين في دولة فلسطينية مستقبلية في الضفة الغربية وقطاع غزة وهي الاراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 .

وسئل عباس الذي كان يتحدث إلى نشرة الاخبار بالتلفزيون الإسرائيلي التي تتمتع بأكبر نسبة مشاهدة، عما إذا كان يريد ان يعيش في صفد وهي البلدة التي عاش فيها طفولته في منطقة الجليل عندما كانت فلسطين تخضع للانتداب البريطاني.

وقال عباس للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي متحدثا بالانجليزية من مدينة رام الله في الضفة الغربية "لقد زرت صفد مرة من قبل. لكنني أريد ان أرى صفد. من حقي ان أراها .. لا أن أعيش فيها."
وأضاف "فلسطين الآن في نظري هي حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها.

هذا هو (الوضع) الآن وإلى الأبد... هذه هي فلسطين في نظري.. إنني لاجيء لكنني أعيش في رام الله.. أعتقد أن الضفة الغربية وغزة هي فلسطين والأجزاء الاخرى هي إسرائيل."

وتحدى عباس إسرائيل والولايات المتحدة بالتخطيط لتقديم طلب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لرفع تمثيل الفلسطينيين إلى دولة غير عضو.

وفي مواجهة عقوبات محتملة إسرائيلية وأمريكية وعد عباس بالعودة فورا إلى محادثات السلام بعد التصويت في الأمم المتحدة الذي من المرجح أن يفوز الفلسطينيون فيه.

والتصريحات التي أذاعها التلفزيون والتي قوبلت بانتقادات شديدة من جانب معارضي عباس الإسلاميين، تهدف فيما يبدو للتأثير على الإسرائيليين قبل الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التي ستجري يوم 22 من يناير.

وتتوقع استطلاعات الرأي حاليا فوزا سهلا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وهو يميني يقول انه يريد استئناف المحادثات مع عباس لكنه يدعم الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية والضفة الغربية وهو السبب الذي أبداه الفلسطينيون للانسحاب من الجولة الأخيرة من المفاوضات في عام 2010 .

وعبر بعض مسؤلي حكومة نتنياهو عن شكوكهم بشأن قدرة عباس على إبرام اتفاق سلام بعد ان فقد السيطرة على غزة التي انسحبت منها إسرائيل عام 2005 واصبحت تحت سيطرة حماس.

وسعى عباس في حديثه للقناة الثانية إلى التأكيد على سيطرته على الأمن في المناطق التي يديرها الفلسطينيون في الضفة الغربية قائلا انه ما دام في السلطة "لن تكون هناك أبدا انتفاضة مسلحة ثالثة (ضد إسرائيل)."

وقال "لا نريد أن نستخدم الإرهاب. لا نريد ان نستخدم القوة. لا نريد ان نستخدم الأسلحة. نريد ان نستخدم الدبلوماسية. نريد ان نستخدم السياسة. نريد ان نستخدم المفاوضات. نريد ان نستخدم المقاومة السلمية."

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مكتب نتنياهو على تصريحات عباس التي جرى بثها لدى عودة رئيس الوزراء من زيارة لفرنسا.
وتلقي إسرائيل باللوم على عباس منذ فترة طويلة في تعثر الدبلوماسية قائلة ان الإصرار على تجميد المستوطنات التي ينظر اليها في الخارج على نطاق واسع على انها غير شرعية يرقى إلى حد وضع شروط مسبقة.

وقال بول هيرشسون المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن المسؤولية مازالت تقع على عاتق عباس للعودة إلى المفاوضات.
وأضاف "إذا كان يريد ان يرى صفد أو أي مكان آخر في اسرائيل فانه فيما يتعلق بذلك سيسعدنا ان نريه أي مكان. لكن يجب ان تكون هناك رغبة في المضي قدما في عملية السلام."

واضاف أنه نظرا لان عباس ليس مواطنا اسرائيليا "فانه ليس له الحق في ان يعيش في اسرائيل. نحن نتفق على هذا."

وفي غزة نددت حماس بعباس قائلة انه يتحدث نيابه عن نفسه فقط. ولا تعترف الحركة الإسلامية باسرائيل.

وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس انه لن
يقبل أي فلسطيني التنازل عن حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وقراهم وبلداتهم التي نزحوا منها.

وأضاف انه اذا كان أبو مازن (عباس) لا يريد صفد فان صفد سيشرفها ألا تستقبل أمثاله.

*************************************

لا يستحق اي تعليق !!
التوقيع
عندما تيأس، وتقرر الاستسلام والتوقف، فاعرف أنك على بعد خطوات من هدفك.
استرح، فكر في شيء آخر، ثم عاود المحاولة من جديد ..
• كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام ; فلا تيأس ..
...
د. إبراهيم الفقى - رحمه الله -.
نورالشمس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-11-2012, 12:37 AM   #328
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية نورالشمس
 
تم شكره :  شكر 8432 فى 1796 موضوع
نورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة





كنت أتمنى يا فادي لو كنت جريئاً أكثر من ذلك !!

************************************************

كيف يمكن
للسيد الرئيس عباس
ان يمحوا صفد وغيرها من المدن والقرى الفلسطينيه
التي لا يريد ان يعيش بها "هو"
من ذاكرة هؤلاء الأبطال !!



*********



!!!!!!!

التوقيع
عندما تيأس، وتقرر الاستسلام والتوقف، فاعرف أنك على بعد خطوات من هدفك.
استرح، فكر في شيء آخر، ثم عاود المحاولة من جديد ..
• كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام ; فلا تيأس ..
...
د. إبراهيم الفقى - رحمه الله -.
نورالشمس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-11-2012, 12:11 AM   #329
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية نورالشمس
 
تم شكره :  شكر 8432 فى 1796 موضوع
نورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

الحلم بين مرسي واوباما
الحلم والأمل حق طبيعي للأفراد والأمم .. مارتن لوثر كينج الزعيم التاريخي لحركة الحقوق المدنية الأمريكية ، والحائز على جائزة نوبل للسلام قال «عندي حلم »I have a dream القوة هي المعيار بصرف النظر عن اللون والجنس والعقيدة .. هكذا أصبح الحلم له خصوصية فى العقلية الأمريكية كونه عماد ومصدر إلهام تاريخهم منذ قيام الدولة ولتصبح أمريكا هي القوة الاقتصادية والعسكرية والعلمية الأولي في العالم وهي الحلم للآخرين .. والآن تدهور موقفها وظهرت قوة الاتحاد الأوربي والصين المنافسة فجاء أوباما رجل القانون الأسود لحفز همم الأمريكيين لمواجهة نظام سياسي يعانى من أمراض المال والنفوذ والمصالح ودعوة حماية الأمن القومي وردد بصوت عال «أنا الحلم» I am the dream ليؤكد أنه شخصيا تجسيدا حيا للحلم .. فهو ناضج بما يكفي ليكون حكيما ، شاب يملك القوة بما يكفي ليفعل ، وخطيبا بما يكفي للتأثير في الناخبين ..وبجانب مشاكل الداخل والخارج كانت الرؤية المستقبلية حديث الساعة لاوباما ومنافسه رومني ..
في مصر تنحصر الرؤية المستقبلية في الوهم الفاصل بين الواقع والحلم بخصوصية الحالة المصرية وكأن مصر هي بيضة الديك بين دول العالم فهي الدولة المحورية وهي أم الدنيا ومع الشعارات الرنانة والبراقة وأخيرا هي الطريق إلي الخلافة الإسلامية ..هكذا قفز الإخوان إلي السلطة في لحظة تاريخية ازاح فيها الغضب الشعبي مبارك وأسرته رأس الفساد وجلس مرسي علي الكرسي وجماعته في ظل غموض موقف ما يسمي مشروع النهضة المطروح انتخابيا وليلقي علي الشعب خطب الجمعة كواعظ رغم أنه دكتور مهندس وأستاذ بالجامعة وتناسي أن مصر في أسوأ أوضاعها الاقتصادية والسياسية داخليا وعلي مستوي العالم وقد أفسحت لدولة إسرائيل الحلم الموازي في المنطقة مكان الصدارة بجدارة .. ومع رحيل كنز اسرائيل الاستراتيجي المبارك والمعارك القانونية والدستورية والإعلامية عاد السؤال الحائر في همسات الناس قديما ومن يحكم مصر ومصر إلي أين ليتصدر المشهد .. فهل بدأ الكابوس..
هنا مربط الفرس وأدرك الإخوان صعوبة تحقيق الحلم من مصر فقط وأطلقت سهامها نحو الخليج لاصطياد أموال عربية تدعم الحلم الديني ، وكانت تركيا الملجأ ليتعلموا منها فقد كان الفوز والمسئولية أسرع من الحلم .. وتم تأجيل العدالة الاجتماعية لحين إشعار آخر..
هكذا تتضح الصورة وتتعدد أطراف الصراع ليدخل الحلم الفارسي في الصورة .. ويدرك مرشد الإخوان الحاجة لعدم إثارة العقبات في طريق الحلم الإسرائيلي أو الإيراني .. وتعود الكرة لملعب الرئيس الأمريكي وهل يكون ايزنهاور آخر .. كان الاستمرار قراءة كتاب اللـه المنظور واجب بعد أن قطعوا شوطا طويلا في رحلات الفضاء .. وينطلق الحلم من جديد في صورة انتخابات صفق لها العالم .. نعم لكي يعود الحلم الأمريكي يدرك اوباما أن الوقوف الي جانب الضعفاء لا يكفي لوحده بل هي الحاجة الماسة لإدخال تغيير في منظومة المؤسسات الدستورية الأمريكية والعلاقات بينها سعيا نحو مزيد من العدالة . فرص العمل لا تقل أهمية عن التأمين الصحي ، ولذا يجب الإسراع بحل مشاكل الاقتصاد الأمريكي عن طريق علاقات خاصة مع الدول المتقدمة وضمان استمرار الدول العربية كمصدر للطاقة وسوق للسلاح الأمريكي ..
ويظهر الدور الإسرائيلي مع الضوء الأمريكي الأخضر وتبدو الأصابع الخفية مع مصطلحات الفلول والطرف الثالث وما يحدث على الساحة المصرية من تربيطات ومساعدات من قبل القوى العظمى الخارجية وأمريكا – وإسرائيل بالقطع - للقوى الثورية والجماعات الإسلامية على اختلاف مسمياتها وإيديولوجياتها، من أجل دفعهم إلى التناحر وإظهار كل طرف لقوته ومدى دعم الشارع المصرى له من أجل الاستئثار بمخرجات ما سمي بثورة يناير، ومع سياسة الفوضي الخلاقة بالدول العربية يصبح الطريق ممهداً للفتن والصراعات حول تفسيرات كتاب اللـه المقروء والتى ربما تصل إلى حد الصراعات المسلحة وميلاد إمارة سيناء الجديدة لتقترب أمريكا من حلمها
الضائع وإسرائيل أيضا .

بقلم
الشربيني المهندس

********************************
ما رأيك "أسد نجد "
بما يكتب ويقال عما يدور في الساحه من احداث !؟
ولماذا
لا تشاركنا ما تقرأ كما عودتنا أيها النجدي؟
دمت بخير وسلام.


التوقيع
عندما تيأس، وتقرر الاستسلام والتوقف، فاعرف أنك على بعد خطوات من هدفك.
استرح، فكر في شيء آخر، ثم عاود المحاولة من جديد ..
• كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام ; فلا تيأس ..
...
د. إبراهيم الفقى - رحمه الله -.
نورالشمس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-01-2013, 01:22 AM   #330
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية نورالشمس
 
تم شكره :  شكر 8432 فى 1796 موضوع
نورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضو

 

رد: مـقـالات سـاخـنـة

المقال ( هبه عراقي ) :
كشف مشعل عبدالله المظفر وعصام مدير -الباحث في مقارنات الأديان -،
عبر حساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن وكيل سعودي لشركة عالمية للمفروشات (إيكيا ) ، نشر مؤخرا إعلان عبر بعض الصحف المحلية يقول أنه سيخصص مبالغ من مشتريات السعوديين لصالح منظمات خيرية واغاثية دولية تعتني بالطفولة ، وجاء في الاعلان اسم منظمة تدعى
( Save the Children ) ، تعمل في العديد من بلدان المسلمين تحت غطاء اغاثي وانساني ، وتعلن في موقعها صراحة عن نشاطها التنصيري !! .

يقول المظفر وهو من أوائل من فجر هذا الموضوع الخطير على تويتر .. “سعوديون يدعمون منظمات التنصير بالمال!! من اجل غرس النصرانية في قلوب اطفال العالم وبتسهيل اعلامي سعودي!!”
ويضيف المظفر ” منظمة انقاذ الطفولة التابعه لمنظمة اليونيسيف هي منظمة تنصيرية تدعمها ايكيا بيورو لكل لعبه ..لماذا؟”
ويوضح المظفر ” ليس بيني وبين ايكيا الا أن أثاث منزلي منها!! لكنني صدمت حين رأيت الاعلان!”.
ويحذر المظفر “سنقول لكل تاجر لا لتمويل التنصير من اموالنا! وسنقوم بالتوعية للحذر من داعمي التنصير يا ناس الامر خطير تخيلوا مسلم يلبس الصليب باموالكم! “

ويكشف عصام مدير ” هذه المنظمة الخبيثة تعمل في العديد من بلدان المسلمين تحت غطاء اغاثي وانساني وتعلن في موقعها صراحة عن نشاطها التنصيري والان نمولها بفلوسنا!!”

ويكمل مدير”أية جهة او اي شخص من بلاد الحرمين يتصنع الجهل بالمنصرين ويعتذر به سنقيم عليه الحجة وننصح له فان طبع مع التنصير فلا يلومن الا نفسه ان شهرت به”
وأمهل مدير الشركة إسبوع لـ وباقي على انتهاء المهلة يومان تحت عنوان ” رسالة نصيحة لتاجر سعودي ومهلة أسبوع من اليوم وإلا” .
ومن خلال الإعلان الذي أرفقه مدير في إحدى تغريداته يتبين أن الشركة هي إيكيا ، وهو ماأكده عصام مدير في تغريدة لاحقة ” اختيار ايكيا تمويل منظمة تنصير من اي بلد لا يعنيني كثيراً إنما أن تجمع تبرعات لها من مشتريات السعوديين من بلادهم فلا”
يقول مدير في تغريدات متلاحقة ” وصل الامر الى درجة تمكن تلك المنظمة من توقيع اتفاقية مع وكيل سعودي لاكبر شركة مفروشات عالمية بحيث تستقطع مبالغ من مشترياتنا لتمويل برامجها، ونشر الوكيل السعودي اعلانات في الصحف السعودية مؤخرا متفاخرا ومزهوا بعلاقته الآثمة واتفاقياته مع منظمة تنصير الاطفال المشبوهة”
يقول مدير “هاتفت الادارة العامة لوكيل شركة مفروشات عالمية في بلادنا بعد ان نشرت اعلانات بصحفنا تخصص مبالغ من مشترياتنا لمنظمة تنصير باسم مساعدة الاطفال”
ويضيف مدير ” وحذرت الشخص المسؤول من منظمة
Save the Children وانني قد راسلت المنظمة قديما باسم نصراني متبرعا بقسط كفابة يتيم مسلم فارسلوا لي وثيقة تنصيره”
ويستطرد مدير “الشخص المسؤول في الشركة السعودية قال لي انهم اتفقوا مع تلك المنظمة لارسال المبالغ من السعودية لبلدان اسلامية! قلت له هذا مبتغاهم باموالكم!!”
ويتابع مدير” المصيبة انني جلست قرابة نصف ساعة احاول الاتصال بمدير فرع الشركة في جدة ثم اعطوني مديرا اجنبيا يدعى مارك. قلت لمارك: عطني مديرك السعودي اكلمه”
ويسترسل مدير ” واخيرا وبعد دوخة اتصال تكلمت مع ابن صاحب الوكالة السعودية وقلت له: سلم لي على ابيك وهو يعرفني جيدا وهذا رقم جوالي. في انتظار اتصاله ورده ، وقلت له: لدينا منظمات اغاثية اسلامية كثيرة منها مثلا منظمة اغاثة تركية واخرى في لندن ناهيك عن منظماتنا. لماذا نمول منظمة تنصير تخطف ايتامنا؟
ويتابع مدير ” سأمهل هذا الوكيل السعودي اسبوعا حتى يعلن الغاء الانفاقية التي وقعها مع منظمة التنصير ويتفق مع منظمة اغاثة اسلامية او سأشهر به هنا لمقاطعته”
ويضيف مدير ” ما زلت انتظر اتصال رجل الاعمال الذي يعرفني واعرفه وتوضيحه لاتفاق وكالته للمفروشات العالمية مع منظمة تنصير أجنبية نشر عنها واعلن في صحفنا!!”
ويوضح مدير” لن يكفي ان يخبرني رجل الاعمال في السر انه لم يكن يعلم وانه سيلغي اتفاقيته مع تلك المنظمة بل يجب أن يعلن عن الغاء ذلك باسم وكالته ايضا ويعتذر ،فما يدريني حقاً أنه سيلغي الاتفاقية فعلا بعد أن اعلن عنها بجميع وسائل الاعلام! ولعلها فرضت عليه من بلد المنشأ لتلك المفروشات فيستمر فيها”
ويتسائل مدير”السؤال الذي اريد ان اسأله لرجل الاعمال وكيل تلك المفروشات: هل فرضوا عليك تمويل منظمة التنصير هذه؟ ماذا ستفعل بعد ان بلغتك حقيقة تلك المنظمة؟”
أدلة تثبت تورط المنظمة في تنصير واستغلال الأطفال جنسيا
عدد عصام مدير مجموعة من الأدلة التي تثبت تورط المنظمة Save the Children في تنصير واستغلال الأطفال جنسيا …من ضمنها “اعترافات قسيس يعمل مع المنظمة المذكورة تحت غطاء الاغاثة وانقاذ الاطفال وتنصير ايتام المسلمين في البلدان المنكوبة بالحروب والكوارث”
ويشير مدير ” هناك منظمة تنصير في كينيا تقول أن من شركائها منظمة سيف ذا تشيلدرن التي نمولها بمشترياتنا من معارض ايكيا” .
ويضيف مدير ” تزعم المنظمة انها لادينية لكن كل من يفتش جيدا في موقعها سوف يصدم من النفس التنصيري الصارخ بها. استطاعت اختراق السعودية من خلال شركة محلية!!”
ويكمل مدير ” عام ١٩٩٢م و١٩٩٣م راسلت المنظمة المذكورة اثناء اقامتي بامريكا باسم نصراني وتبرعت بمبلغ زهيد كقسط اول مشتركا في كفالة طفل مسلم “
ويتابع مدير ” ظلت منظمة التنصير تلك ترسل لي صور اطفال ايتام وفقراء مسلمين من اندونيسيا وغيرها ومعه تقارير تنصيرهم او تنشئتهم على النصرانية ولدي مراسلاتهم:
ويستطرد مدير” نشرت عن ذلك في صحيفة المدينة المنورة عام ١٩٩٧م محذرا المسلمين من خداع وحيل تلك المنظمة واسألوا الزميل خالد المطرفي فقد كان من مدراء التحرير”
ويسترسل مدير” عام ٢٠٠٨م راسلت مديرة المنظمة التنصيرية متحديا اياها لمواجهة اعلامية لكي اكشف للعالم كيف يخطفون ايتام المسلمين وكيف ينصروهم عنوة بوثائقهم:
ويكشف مدير ” كتبت سلسلة تحقيقات موثقة عن تلك المنظمة في مدونتي “التنصير فوق صفيح ساخن” لكن زملاء الصحافة والاعلام الذين يدعون صداقتي لا ينشرون ذلك!”
ولكن صحيفة المقال ، أبت أن تتجاهل هذا الموضوع الخطير وقررت إعادة نشر مقتطفات مماكتبه مدير في مدونته (التنصير فوق صفيح ساخن) تحت عنوان (منظمة تنصير اغاثية تعترف باستغلال الاطفال جنسيا) بتاريخ 28- مايو – 2008
يقول مدير في مقاله ” اعترفت مسؤولة منظمة تنصير دولية كبرى تعمل تحت غطاء اغاثي بتورط عدد من المنصرين العاملين بها وبمنظمات اغاثية نصرانية أخرى بارتكاب جرائم استغلال جنسي واغتصاب لصغار الفقراء والمشردين في المناطق المنكوبة بالنزاعات المسلحة أوالمجاعات والكوارث الطبيعية.
قالت المسؤولة لصحيفة الشرق الأوسط « مجمل الوكالات الانسانية ومنظمات حفظ السلام التي تعمل في اوضاع طارئة من بينها «سيف ذي تشيلدرن» يجب ان تعترف بأنها معرضة للضعف وعليها معالجة المشكلة».
كانت منظمة «سيف ذي تشيلدرن» التنصيرية البريطانية أعلنت أمس أن “مئات الاطفال الذين تبلغ اعمار بعضهم ست سنوات، يتعرضون لانتهاكات جنسية على يد عناصر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، وعلى يد موظفين في منظمات إغاثة، من اجل الحصول على الغذاء أو الصابون أو الهواتف النقالة، في عدد من مناطق النزاع في العالم، مثل الكونغو وساحل العاج، وجنوب السودان”.
لكن لماذا اختارت منظمة ((سيف ذي تشلدرن)) الاعتراف على نفسها وغيرها من منظمات التنصير الاغاثية بارتكاب هذه الجرائم الجنسية تحت مظلة الاغاثة؟ هل هو تأنيب الضمير حقاً أم لأنهم يؤمنون أن الاعتراف بالخطأ فضيلة؟
لا هذه ولا تلك… لقد تمت مخاطبة المنظمة المعنية مؤخراً بعد توجيه تحذير شديد اللهجة لها إن لم ترد بشكل رسمي مكتوب على تقارير ووثائق – متوفرة لدى مشرف هذه المدونة كاتب هذه الأسطر – تثبت وبالدليل القاطع من مطبوعات المنظمة ذاتها تورطها في مسلسل مستمر من انتهاكات للأيتام والصغار لا تقل بشاعة ولا دناءة عن الانتهاكات الجنسية”.
لقد قامت وتقوم منظمة «سيف ذي تشيلدرن» بخطف منهجي لأيتام وأطفال المسلمين في البلدان المنكوبة والفقيرة وتغير ديانتهم في بطاقات الهوية قسراً تحت وطأة الحاجة والعوز مع تغيير في الأسماء لكل من تضطره الحاجة إلى المساعدات التي يقدمونها بيد بينما تحمل اليد الأخرى الأناجيل والصليب فيتحول عبدالله المسلم المشرد الصغير إلى عبدالمسيح بكل بساطة.
تمكنت بفضل الله من باختراق هذه المنظمة منذ مطلع التسعينات الميلادية من القرن الماضي برسالة كتبتها لهم بالانلجليزية باسم نصراني مستعار مبدياً رغبتي في كفالة يتيم في دولة اسلامية من الدول التي يعيثون فيها فسادا وتنصيراً واستغلالا بشعا.
وردت المنظمة فوراً بسلسلة رسائل تحمد وتشكر لي مبادرتي الكريمة مرفقة لي صوراً وقصصاً مختصرة لعدد من أيتام المسلمين في أندونيسيا وبنغلاديش وغيرها معترفين في المطويات الملونة المضمنة أنهم يعملون على تنشئة هؤلاء الأطفال المسلمين على النصرانية وتغيير مستقبلهم وهويتهم في مدارس المنظمة التابعة لها!!”.
واستمرت المراسلات بيني وبينهم حتى تجمع لي ملف من الوثائق وأدلة الإدانة ضد أكبر منظمة اغاثة تنصيرية تستهدف الأطفال حول العالم مستغلة معاناتهم أسوأ استغلال دينيا واليوم جنسياً.
ولقد قررت أنه آن أوان فضح هذه المنظمة بعد أن انضوت تحت لواء ((الأمم المتحدة)) واستقوى شأنها فصارت تأمر وتنهى وتبلس أردية الفضيلة والورع والحرص على الصغار وأفرادها ذئاب خاطفة من الداخل من المجرمين السفلة الأوغاد.
فبادرت مؤخراً للاتصال بهم لاخذت تصريحات منهم وفق ما تجمع تحت يدي من وثائق منذ عام 1992م وإلى اليوم إلا أن كل محاولاتي باءت بالفشل للحصول على رد ولو بالانكار!!
وإني لأتحدى مديرة المنظمة ورئيسها في لقاء تلفازي مباشر إن أنكروا تنصير أطفال المسلمين الجياع والمشردين قسراً مستغلين معاناتهم وفقرهم وسوف أخرج حينئذ إن شاء الله كل ما في جعبتي من وثائق ومطبوعات ومراسلات جرت بيني وبين المنظمة من أوراقها الرسمية مختومة وموقعة وبالصور”.
صرخة من تويتر .. ( لا لتمويل التنصير )
تفاعل المغردون بشكل مكثف مع هاش تاق بعنوان #لا_لتمويل_التنصير ، يقول مدير ” نظرة سريعة على هذا الهاشتاج باتت تكشف نبض الشارع المحلي المنزعج من تورط وكالة سعودية في تمويل منظمة تنصير. تويتر لا ينتظر “
يقول د.مضاوي الغيث ” اي غاش لنا يستغل ثقتنا اي عقل يبيح له كسوة ابناء النصارى ويموت اطفالنا في سوريا ايكيا ووكيلها السعودي لابد تأديبهم “
ويتعجب ناصر المدعج الجمالين “من مشتريات أبناء بلاد التوحيد ومهبط الوحي وبلاد الحرمين يتم تنصير أبناء المسلمين !!!!! “
ويضيف ماجد أباالخيل ” شركة “وطنية” تدعم التنصير في الخارج ..! يارب أسألك باسمك الأعظم أن تهلك كل من سخر ماله للصد عن دينك”
ويؤكد الشنفرى ” لا وألف لا لترك أخواننا المسلمين تنهشهم النصرانية الهمجية “
ويتابع خلف الشمري “من امن العقوبه أساء الادب”لوكان يخاف ان يحاجج ويحاكم حسب الشرع لمافعل فعلة ولكن هو ممن صرف لهم البطيخ الصيفي ” .

للغيورين على الإسلام
لكل من يغار على الإسلام ..

فلنتحد معاً ضد هؤلاء اللذين يحاربون الإسلام ، والأدهى والأمر أن يتم استخدام أموالنا في تلك الحرب ، فنكون أداة تساعدهم على تنصير الأطفال المسلمون !!
خداع مثل هذا لن نقبل به ، فنحن لسنا مغفلون .

عن صحيفة " المقال اللإلكترونية "
التوقيع
عندما تيأس، وتقرر الاستسلام والتوقف، فاعرف أنك على بعد خطوات من هدفك.
استرح، فكر في شيء آخر، ثم عاود المحاولة من جديد ..
• كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام ; فلا تيأس ..
...
د. إبراهيم الفقى - رحمه الله -.
نورالشمس غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:19 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه