العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الرأي العـام °¨

¨° الرأي العـام °¨ للموضوعات العامة واختيارات الأعضاء من موضوعات مميزة ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-10-2002, 09:08 AM   #1
عضو رائع
 
الصورة الرمزية غريب الدار
 
تم شكره :  شكر 2 فى 2 موضوع
غريب الدار is an unknown quantity at this point

 

التكبر,,,,,,وآثاره

أخوني الأعضاء ..قرأت هذا الموضوع الشيق فأردت منكم قراءته....

.................التكبر


عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

” إن اللّهَ أوحى إليّ أن تواضَعوا حَتى لا يَفخَرَ أحَد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد ”

(رواه مسلم)

التواضع من سيد الأخلاق والتكبر من سيئها . حكي عن الحسن البصري أنه ذكر قوله تعالى: ” وَعِبادُ الرَحمَنِ الّذينَ يَمشونَ عَلى الأرض هونا ” (26) ، فقال:المؤمنون قوم ذلل ، ذلت لله الأسماع والأبصار والجوارح حتى يحسبهم الجاهل مرضى ، والله ما بالقوم من مرض وإنهم لأصحاء القلوب ولكن دخلهم من الخوف ما لم يدخل غيرهم ومنعهم من الدنيا علمهم بالآخرة . وقال بعض العلماء(27): من أعطي مالا أو جمالا أو ثيابا أو علما ثم لم يتواضع فيه كان عليه وبالا يوم القيامة . وقال موسى بن القاسم كانت عندنا زلزلة وريح حمراء فذهبت الى محمد بن مقاتل(28)،فقلت يا أبا عبد الله أنت إمامنا فادع الله عز وجل لنا ، فبكى ثم قال ليتني لم أكن سبب هلاككم . قال فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم فقال إن الله عز وجل رفع عنكم بدعاء محمد بن مقاتل . وهذا دأب الصالحين لا يرون لعبادة أنفسهم وتقواها أية قيمة تجعلهم يعجبون بأنفسهم ولا يرون أن لهم فضلا على غيرهم . هذا في العبادة والتقوى فما بالك بالمال والجاه أو متاع الحياة الدنيا؟

إن التكبر أحد الأسباب الرئيسة للكفر. قال تعالى: ” سأصرِفُ عَن آياتيَ الّذينَ يتَكَبَّرون في الأرضِ بِغيرِ الحَقّ ” (29). ولم يكن سبب عناد فرعون هذه الأمة ، أبوجهل(30) إلا تكبره ، فحينما سئل عن سبب عدم إسلامه مع معرفته أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس بكاذب ، قال: تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف ، أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تجاثينا الركب وكنا كفرسي رهان ، قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء! فمتى ندرك هذا؟ والله لا نسمع له أبدا ولا نصدقه. فالتكبر هذا بسبب الجاه والشرف وعزة القوم والعشيرة أو في حالات أخرى بسببب المال أو المنصب أو العلم أوالذكاء والمقدرة أو كثرة الأتباع ، إنما هو من تسويل الشيطان.

إن العلاج الناجع للتكبر هو بمخالفة سببه عمليا ، فإذا وجد المرء داعيا للتكبر بسبب المال ، عليه أن يعالجه بمخالطة الفقراء والتواضع لهم ومنحهم الصدقات دون منّ أو شعور بأن له فضلا عليهم . وإن كان تكبره بسبب العلم والذكاء والعقل فعليه التواضع لمن يمكن أن يتعلم منه شيئا جديدا . ركب زيد بن ثابت فدنا منه ابن عباس ليأخذ بركاب فرسه ، فقال مهٍ! يا بن عم رسول الله فقال هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا . فأخذ زيد بن ثابت يد ابن عباس فقبَّلها وقال هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وقال عروة بن الزبير رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على عاتقه قربة ماء ، فقلت يا أمير المؤمنين لا ينبغي هذا ، فقال لما أتاني الوفود سامعين مطيعين دخلت في نفسي نخوة فأحببت أن أكسرها ، ومضى بالقربة إلى حجرة إمرأة من الأنصار فأفرغها في إنائها . ورؤي أبو هريرة رضي الله عنه وهو أمير المدينة وعلى ظهره حزمة حطب وهو يقول طَرِّقوا (اي إفسحوا الطريق) للأمير. وقال ابن عباس من التواضع أن يشرب الرجل من سؤر أخيه.

سئل الفضيل بن عياض عن التواضع فقال أن تخضع للحق وتنقاد له وتقبله ممن قاله. وكان يقول قراء الرحمن أصحاب خشوع وتواضع وقراء الدنيا أصحاب عجب وتكبر. تشاجر أبو ذر وبلال رضي الله عنهما فقال أبو ذر لبلال يا إبن السوداء ، فشكاه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له: ” أعيَّرتَهُ بأمهِ إنَّكَ امرؤ فيكَ جاهلية” ، فألقى أبو ذر نفسه على الأرض وحلف أن لا يرفع رأسه حتى يطأ بلال خده بقدمه فلم يرفع رأسه حتى فعل بلال ذلك(31).ـ



عذراً للإطاله......


منقووووووووول

غريب الدار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-10-2002, 01:56 PM   #2
عضو نشيط
 
تم شكره :  شكر 0 فى 0 موضوع
شاعر تميم is an unknown quantity at this point

 

مشكور

التوقيع
قد اختلف معك في الرأي ، ولكنني أقاتل لأجل أن تقول رأيك
abh889@hotmail.com
بني تميم بلا العز والريم
شاعر تميم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31-10-2002, 11:56 AM   #3
عضو نشيط
 
تم شكره :  شكر 0 فى 0 موضوع
شاعر تميم is an unknown quantity at this point

 

الغــــرور

ما هو الغرور ؟ جاء في كتاب آفات على الطريق التعريف التالي للغرور :

"هو إعجاب العامل بنفسه إعجاباً يصل إلى حد احتقار، أو استصغار كل ما يصدر عن الآخرين بجنب ما يصدر عنه، ولكن دون النيل من ذواتهم، أو الترفع على أشخاصهم". .. انتهى

وجاء في مجلة النبأ الكويتية :

الغرور على ما عرفه بعض علماء الأخلاق، هو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه. وهو من أسوأ الصفات النفسية لأنه الباعث الحقيقي للمساوئ الأخلاقية كحب الدنيا وطول الأمل والظلم والفسق والعصيان. والسبب الرئيسي للغرور هو الجهل، ومثال ذلك المال والعلم. اللذان يعتبران المحك الذي يعرف به معدن الإنسان، فالمال والعلم نعمتان من نعم الله يضفي بها على عبده، ولكن إذا كان المنعم عليه، جاهل بحقيقة الدنيا يغتر بهما، يقول سبحانه: ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)(1) ويقول عزوجل( فلا يغرنكم الحيوة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور)

ماهي مظاهر الغرور ؟
جاء كتاب آفات على الطريق ::
مظاهر الغرور:

1-دوام التحقير والتسفيه لأعمال الآخرين حتى وإن كانت خيراً .
2- كثرة الحديث عما يصدر عن النفس من أعمال، مع مدحها والرفع من شأنها .
3- صعوبة الإذعان، والانقياد للحق، حتى وإن كان صادراً عمن هو أهل له.

اسباب الغــــرور

1-إهمال النفس من التفتيش والمحاسبة

2-الغلو أو التشدد في الدّين
3-التعمق في العلم، لا سيما غرائب وشواذ المسائل مع إهمال العمل
4-الوقوف عند الطاعات مع نسيان المعاصي والسيئات
5-الركون إلى الدنيا
6-رؤية بعض ذوي الأسوة والقدوة على حال دون الحال التي ينبغي أن يكونوا عليها
7-مبالغة بعض العاملين في إخفاء ما يصدر عنهم من أعمال
8-تفرقة بعض ذوي الأسوة والقدوة، في معاملة المتأسّين أو المقتدين
اثارالغــــــــرور
1- الوقوع في غوائل المراء والجدل
2-الوقوع في حبائل التكبر في الأرض بغير الحق
3-الاستبداد بالرأي

علاج الغـــــــرور


1-الوقوف على العواقب، والآثار المترتبة على الغرور
2-التنبيه إلى ضرورة التوسط والاعتدال في كل شيء

3-دوام النظر في كتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم

4-الوقوف علي سير وأخبار السلف من الأمةحيث كانوا يعملون العمل الكثير، المراعى فيه الصدق والإخلاص، ثم لا يعولون عليه، بل إنهم ليتهمون أنفسهم في كثير من الأحوال، فإن ذلك مما يحرك العواطف، والأحاسيس للاقتداء أو على الأقل المحاكاة.

5-التوجيه إلى الاشتغال بأمهات وأصول المسائل
6-مقاطعة المغترين، والابتعاد عن صحبتهم، مع الارتماء في أحضان العارفين بربهم.

8-محاسبة النفس أولا بأول، وتأديبها حتى تقلع عن كل الأخلاق الذميمة
9- متابعة الآخرين له، وقيامهم بواجبهم نحوه من النصيحة مقرونة بشروطها وآدابها
10-اتباع المحيطين به للآداب الشرعية في الثناء والاحترام، والانقياد حتى يقطع الطريق على الشيطان، وتستأصل من النفس هذه الآفة.

11- الاستعانة بالله عز وجل، فإنه سبحانه يعين من دعاه، ولجأ إليه ولاذ به: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين******

خلق الله الإنسان وميزه عن باقي الكائنات بالعقل. فبه يثاب وبه يعاقب. ويحتاج الإنسان إلى جانب عقله، ركائز تدعم مسيرته في الحياة. وهذه الركائز تتجسد في الأخلاق الفاضلة التي هي خير دعامة في حياة الإنسان، بينما الأخلاق الرذيلة هي معول الخراب والهدم.

والغرور أحد المفاسد الأخلاقية التي يبتلي بها المؤمن، فما هو الغرور؟ سؤال نطرحه ونجيب عليه.

الغرور على ما عرفه بعض علماء الأخلاق، هو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه. وهو من أسوأ الصفات النفسية لأنه الباعث الحقيقي للمساوئ الأخلاقية كحب الدنيا وطول الأمل والظلم والفسق والعصيان. والسبب الرئيسي للغرور هو الجهل، ومثال ذلك المال والعلم. اللذان يعتبران المحك الذي يعرف به معدن الإنسان، فالمال والعلم نعمتان من نعم الله يضفي بها على عبده، ولكن إذا كان المنعم عليه، جاهل بحقيقة الدنيا يغتر بهما، يقول سبحانه: ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)
ويقول عزوجل( فلا يغرنكم الحيوة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور)

هناك طرق تعتبر صمام الأمان للإنسان من الإنزلاق في المساوئ الأخلاقية هي:
1 ـ الحضور في مجالس الوعظ والإرشاد.
2 ـ يجعل المؤمن لنفسه ومن نفسه واعظاً ورادعاً، وذلك بمحاسبة النفس فقد ورد في الحديث الشريف: «ما منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم».
3 ـ التواصي بين المؤمنين بالحق كما يقول عزوجل: ( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)

مع تحيات اخوكم:شاعر تميم

التوقيع
قد اختلف معك في الرأي ، ولكنني أقاتل لأجل أن تقول رأيك
abh889@hotmail.com
بني تميم بلا العز والريم
شاعر تميم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31-10-2002, 03:48 PM   #4
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية السلمان
 
تم شكره :  شكر 33 فى 24 موضوع
السلمان will become famous soon enoughالسلمان will become famous soon enough

 

موضوع جميل اخوي غريب الدار ... وتعقيب لطيف اخوي شاعر تميم
الله يعطيكم العافية
ويبارك فيكم
وتقبلوا تحياتي

السلمان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31-10-2002, 11:54 PM   #5
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الغلا
 
تم شكره :  شكر 6 فى 6 موضوع
الغلا is on a distinguished road

 

التكبر

مشكور اخوي غريب الدار ...لطرحك مثل هذا الموضوع الرائع
واحب ان اضيف هذه الكلمات عن التكبر

وهو حالة تدعو إلى الإعجاب بالنفس، والتعاظم على الغير، بالقول أو الفعل، وهو: من أخطر الأمراض الخلقية، وأشدها فتكا بالإنسان، وأدعاها إلى مقت الناس له وازدرائهم به، ونفرتهم منه.

لذلك تواتر ذمة في الكتاب والسنة:

قال تعالى: ((ولا تصعر خدك للناس، ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور)) (لقمان: 18).

وقال تعالى: ((ولا تمش في الأرض مرحا، إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا)) (الإسراء: 37).

وقال تعالى: ((إنه لا يحب المستكبرين)) (النحل: 23).

وقال تعالى: ((أليس في جهنم مثوى للمتكبرين)) (الزمر: 60).

وقال الصادق: (إن في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تواضع لله رفعاه، ومن تكبر وضعاه)(الوافي ج3 ص87 عن الكافي).

وقال(عليه السلام): (ما من رجل تكبر أو تجبر، إلا لذلة وجدها في نفسه) (الوافي ج3 ص150 عن الكافي).

وقال النبي وسيد رسله(صلى الله عليه وآله): (إن أحبكم إلي، وأقربكم مني، يوم القيامة مجلسا، أحسنكم خلقا، وأشدكم تواضعا، وإن أبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون، وهم المستكبرون) (البحارمج15 ج2 ص209 ، عن قرب الإسناد، وقريب منه في علل الشرائع).

وعن الصادق عن آبائه (عليهم السلام) قال: (مر رسول الله وسيد رسله(صلى الله عليه وآله) على جماعة فقال: على ما اجتمعتم؟ فقالوا: يا رسول الله هذا مجنون يُصرع، فاجتمعنا عليه. فقال: ليس هذا بمجنون، ولكنه المبتلى. ثم قال: ألا أخبركم بالمجنون حقَ المجنون؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (المتبختر في مشيته، الناظر في عطفيه، المحرك جنبيه بمنكبيه، يتمنى على الله جنته، وهو يعصيه، الذي لا يؤمَن شره، ولا يرجى خيره، فذلك هو المجنون هذا هو المبتلى) (4البحار م15 ج3 ص125).

وقال أمير المؤمنين(عليه السلام): في خطبة له: (فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس، إذ حبط عمله الطويل، وجهده الجهيد، وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة، لا يدرى أمن سني الدنيا ، أم من سني الآخرة، عن كِبر ساعة واحدة، فمن بعد إبليس يسلم على الله بمثل معصيته، كلا ما كان الله سبحانه ليدخل الجنة بشرا بأمر أخرج به ملكا، واستعيذوا بالله من لواقح الكِـبر، كما تستعيذون من طوارق الدهر، فلو رخص الله في الكبر لأحد من عباده لرخص فيه لخاصة أنبيائه ورسله، ولكنه سبحانه كره إليهم التكابر، ورضي لهم التواضع)(نهج البلاغة).

وعن الصادق عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: (وقع بين سلمان الفارسي وبين رجل كلام وخصومة فقال الرجل: من أنت يا سلمان؟ فقال سلمان: أما أولي وأولك فنطفة قذرة، وأما آخري وآخرك فجيفة منتنة، فإذا كان يوم القيامة، ووضعت الموازين، فمن ثقل ميزانه فهو الكريم، من خف ميزانه فهو اللئيم) (البحار م15 ج124 عن أمالي الصدوق).

وعن الصادق(عليه السلام) قال: (جاء رجل موسر إلى رسول الله وسيد رسله(صلى الله عليه وآله) وسيد رسله(صلى الله عليه وآله) نقي الثوب، فجلس إلى رسول الله، فجاء رجل معسر، درن الثوب، فجلس إلى جنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال له رسول الله وسيد رسله(صلى الله عليه وآله): أخفت أن يمسك من فقره شئ؟ قال: لا. قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟ قال: لا. قال: فما حملك على ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله إن لي قرينا يزين لي كل قبيح ويقبح لي كل حسن، وقد جعلت له نصف مالي. فقال رسول الله وسيد رسله(صلى الله عليه وآله) للمعسر: أتقبل؟ قال: لا فقال له الرجل: لِمَ ؟ قال: لأخاف أن يدخلني ما دخلك).

مساوئ التكبر

من الواضح أن التكبر من الأمراض الأخلاقية الخطيرة، الشائعة في الأوساط الاجتماعية، التي سرت عدواها، وطغت مضاعفاتها على المجتمع، وغدا يعاني مساوئها الجمة.

فمن مساوئ التكبر وآثاره السيئة في حياة الفرد:

أنه متى استبد بالإنسان، أحاط نفسه بهالة من الزهو والخيلاء، وجن بحب الأنانية والظهور، فلا يسعده إلا الملق المزيف، والثناء الكاذب، فيتعامى آنذاك عن نقائصه وعيوبه، ولا يهتم بتهذيب نفسه، وتلافي نقائصه، ما يجعله هدفا لسهام النقد، وعرضة للمقت والإزدراء.

هذا إلى أن المتكبر أشد الناس عتوا وامتناعا عن الحق والعدل، ومقتضيات الشرائع والأديان.

ومن مساوئ التكبر الاجتماعية:

أنه يشيع في المجتمع روح الحقد والبغضاء، ويعكر صفو العلاقات الاجتماعية، فلا يسيء الناس ويستثير سخطهم ومقتهم، كما يستثيره المتكبر الذي يتعالى عليهم بصلفه وأنانيته.

إن الغطرسة داء يشقي الإنسان، ويجعله منبوذا يعاني مرارة العزلة والوحشة، ويشقي كذلك المرتبطين به بصنوف الروابط والعلاقات .

بواعث التكبر

الأخلاق البشرية كريمة كانت أو ذميمة، هي انعكاسات النفس على صاحبها، وفيض نبعها، فهي تشرق وتظلم، ويحلو فيضها ويمر تبعا لطيبة النفس أو لؤمها، استقامتها أو انحرافها، وما من خلق ذميم إلا وله سبب من أسباب لؤم النفس أو انحرافها.

فمن أسباب التكبر: مغالاة الإنسان في تقييم نفسه، وتثمين مزاياها وفضائلها، والإفراط في الإعجاب والزهو بها، فلا يتكبر إلا إذا آنس من نفسه علما وافرا، أو منصبا رفيعا، أو ثراء ضخما، أو جاها عريضا، ونحو ذلك من مثيرات الأنانية والتكبر.

وقد ينشأ التكبر من بواعث العداء أو الحسد أو المباهاة، مما يدفع المتصفين بهذه الخلال على تحدي الأماثل والنبلاء، وبخس كراماتهم، والتطاول عليهم، بصنوف الإزدراءات الفعلية أو القولية، كما يتجلى ذلك في تصرفات المتنافسين في المحافل والندوات.

درجات التكبر

وهكذا تتفاوت درجات التكبر وأبعاده بتفاوت أعراضه شدةً وضعفاً.

فالدرجة الأولى: وهي التي كَمِنَ التكبر في صاحبها، فعالجه بالتواضع، ولم تظهر عليه أعراضه ومساوئه.

والدرجة الثانية: وهي التي نما التكبر فيها، وتجلت أعراضه بالاستعلاء على الناس، والتقدم عليهم في المحافل، والتبختر في المشي.

والدرجة الثالثة: وهي التي طغى فيها، وتفاقمت مضاعفاته فجُن صاحبها بجنون العظمة، والإفراط في حب الجاه والظهور، فطفق يلهج في محاسنه وفضائله، واستنقاص غيره واستصغاره. وهذه أسوأ درجات التكبر، وأشدها صلفا وعتوا.

أنواع التكبر

وينقسم التكبر باعتبار مصاديقه إلى ثلاثة أنواع:

1 ـ التكبر على الله عز وجل:

وذلك بالامتناع عن الإيمان به، والاستكبار عن طاعته وعبادته. وهو أفحش أنواع الكفر، وأبشع أنواع التكبر، كما كان عليه فرعون ونمرود وأضرابهما من طغاة الكفر وجبابرة الإلحاد.

2 ـ التكبر على الأنبياء:

وذلك بالترفع عن تصديقهم والإذعان لهم، وهو دون الأول وقريب منه.

3 ـ التكبر على الناس:

وذلك بازدرائهم والتعالي عليهم بالأقوال والأفعال، ومن هذا النوع التكبر على العلماء المخلصين، والترفع عن مسائلتهم والانتفاع بعلومهم وإرشاداتهم، مما يفضي بالمستكبرين إلى الخسران والجهل بحقائق الدين، وأحكام الشريعة الغراء.

علاج التكبر

وحيث كان التكبر هوسا أخلاقيا خطيرا ماحقا، فجدير بكل عاقل أن يأخذ حذره منه، وأن يجتهد ـ إذا ما داخلته أعراضه ـ في علاج نفسه، وتطهيرها من مثالبه، وإليك مجملا من النصائح العلاجية:

1 ـ أن يعرف المتكبر واقعه وما يتصف به من ألوان الضعف والعجز: فأوله نطفة قذرة، وآخره جيف منتنة، وهو بينهما عاجز واهن، يرهقه الجوع والظمأ، ويعتوره السقم والمرض، وينتابه الفقر والضر ، ويدركه الموت والبِلى، لا يقوى على جلب المنافع ورد المكاره، فحقيق بمن اتصف بهذا الوهن ، أن ينبذ الأنانية والتكبر، مستهديا بالآية الكريمة ((تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين))(القصص: 83).

فأفضل الناس أحسنهم أخلاقا، وأكثرهم نفعا، وأشدهم تقوى وصلاحا

2 ـ أن يتذكر مآثر التواضع ومحاسنه، ومساوئ التكبر وآثامه، وما ترادف في مدح الأول وذم الثاني من دلائل العقل والنقل، قال بزرجمهر: (وجدنا التواضع مع الجهل والبخل، أحمد عند العقلاء من الكبر مع الأدب والسخاء، فأنبِل بحسنة غطت على سيئتين، وأقبح بسيئة غطت على حسنتين)(محاضرات الأدباء للراغب).

3 ـ أن يرض نفسه على التواضع، والتخلق لأخلاق المتواضعين، لتخفيف حدة التكبر في نفسه، وإليك أمثلة في ذلك:

أ ـ جدير بالعاقل عند احتدام الجدل والنقاش في المساجلات العلمية أن يذعن لمناظره بالحق إذا ما ظهر عليه، متفاديا نوازع المكابرة والعناد.

ب ـ أن يتفادى منافسه الأقران في السبق إلى دخول المحافل، والتصدر في المجالس.

ج ـ أن يخالط الفقراء والبؤساء، ويبدأهم بالسلام، ويؤاكلهم على المائدة، ويجيب دعوتهم، متأسيا بأهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).



اخوك الغلا

الغلا غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:43 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه