@ الغدر بسمو الأمير من أوسع أبوابه !!!!

[المكيظم]

الغدر بسمو الأمير من أوسع أبوابه !!!!

يقول الله تعالى ( فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) لاأجد غير هذه الآية تنطبق على ضال مثل هذا !! لقد عميت قلوبهم وأبصارهم وعقولهم عن الحق والصواب والتمسك بهذا الدين جملة وتفصيلاً ، في شهر فضيل ، وأمام رجل فاضل ، وبكل غدر وخيانة يتقدم هذا النكرة في المجتمع بخطوات ماكرة لينفذ تلك العملية الهوجاء ، الغدر صفة مذمومة عند كل من يملك ذرة من عقل وشيمة عالية ، الغدر صفة قبيحة ، من لبس لباس الغدر فقد اتصف بصفات المنافقين عن أبي هريرة رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: آية المنافق ثلاث؛إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خانمتفق عليه ، لقد اجتمعت في هذا وأتباعه صفات ذميمة لاتكاد تحصى ، وإذا لم يكن هذا هو الغدر من أوسع أبوابه فأين هو ؟ وإن عاقبة الغادر وخيمة في الدارين أما الدنيا فسقوط عدالته وشيمته وكرامته بين الناس وأما الآخرة فهي أشد وأنكى ، ومن التشهير والفضيحة للغادر أنه ينادى يوم القيامة على رؤوس الأشهاد باسمه واسم أبيه ؛ لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : إِنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يُقَالُ : هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ ) وفي رواية : عَنْ نَافِعٍ قَالَ : لَمَّا خَلَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ جَمَعَ ابْنُ عُمَرَ حَشَمَهُ وَوَلَدَهُ فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : ( يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )، وَإِنَّا قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ غَدْرًا أَعْظَمَ مِنْ أَنْ يُبَايِعَ رَجُلٌ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُنْصَبُ لَهُ الْقِتَالُ ، وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْكُمْ خَلَعَهُ وَلَا بَايَعَ فِي هَذَا الْأَمْرِ إِلَّا كَانَتِ الْفَيْصَلُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ )
إن ماحدث من جناية وخيانة وغدر بسمو الأمير ليعيدنا للكتاب والسنة والبحث فيهما بحثاً تطبيقياً ومراجعة لأوضاعنا وإنزال الأدلة والبراهين الواضحة على مثل هذه التصرفات ، فنجد من أمثال قول الله تعالى ( إن الله لايحب من كان خواناً أثيماً ) ونجد في السنة وقد قال صلى الله عليه وسلم : من أمَّن رجلاً على نفسه فقتله أعطيَ لواء الغدر يوم القيامة . رواه أحمد . فهذا الحديث الصحيح يبيّن أن المسلم إذا أعطى أماناً لرجل فإن قتله يُعتَبَرُ من الغدر والخيانة ، ويكون صاحبه حامل لواء غدر يُفضح به على الملأ على رؤوس الأشهاد يوم الدين . وقد جاء بلفظ : من ائتمنه رجلٌ على دمه فقتله فأنا منه بريء وإن كان المقتول كافراً . وأيضاً : أيما رجلٍ أمن رجلاً على دمه ، فقتله ، فقد برئت من القاتل ذمة الله وإن كان المقتول كافراً . لماذا ؟ لأن قضية الغدر والخيانة في الشريعة شأنها خطير .
بعد بيان وزارة الداخلية الذي كشف للأمة خيوط الجريمة بل وإن نشر المكالمة التي دارت بين سمو الأمير وهذا المنسلخ من كل رجولة وشيمة ومن كان خلفه ويؤيده ، إننا أثناء وبعد سماع المكالمة لانملك دموعنا ولا نملك قلوبنا وهي ترتعش وجلاً ، رجل يمد يده وقلبه الحنون بلطف وشفقة وآخر يمد يده بسوء نية وقلب مظلم ( قل هل يستوي الأعمى والبصيرأفلا تتفكرون ) وإن المتأمل في عبارات سمو الأمير وماتكرر من عبارة : ضعوا الله بين أعينكم ، نعم إنها توجيهات عظيمة فهل وعينا ذلك ؟ والحمد لله الذي سلّم سمو الأمير ومن حوله ، إن هذا العمل دليل انحراف في فهم النصوص الشرعية والضرب بها عرض الحائط ، فجمع هؤلاء ضلالاً فوق ضلالهم ، وفساداً مع إفسادهم ، أين هذا وأمثاله الجهلة عن قول الله تعالى ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)- ؟؟ أم نسي قول الله تعالى ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخر وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ) وأين هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات قيل يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) رواه البخاري ومسلم. ؟؟ وقوله عليه الصلاة والسلام (لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً) رواه البخاري ؟ فسبحان الله ! إنها جريمة بشعة لايقرها شرع ولاعقل ولافطرة .. وإن هذه الجريمة الأولى من نوعها ، والأخيرة بإذن الله تعالى لتوضح لنا مثل الشمس الساطعة أن هذه الفئة ومن لفّ لفهم بالداخل والخارج أنهم قد أفلسوا وسقط في أيديهم وبدأت الخيوط تتضح لولاة الأمر وللأمة طراً فضاق بهم الفضاء وتأزمت نفوسهم ولكن الله تعالى لهم بالمرصاد في الدنيا والآخرة وسيحفظ الله تعالى هذه البلاد وأهلها وسيخنس شياطين الإنس الغالين وفي المقابل الجافين الذين يصطادون في الماء العكر ، فيخلطون الأوراق ويلبّسون على الناس بشتى الطرق وأنواعها استغلالاً للأحداث الشاذة ، وتهييجاً للعواطف ، وإن المتتبع لسياسة ولاة أمرنا وفقهم الله تعالى وزادهم من كل خير لتطمئن نفسه على هذا الدين وأهله وعلى هذا الوطن ومن على تراثه وأن هذا الدين وثوابته لن يضرها أي إرهابي سواء الغالي أو الجافي فكلهم إرهابيون ، وديننا دين الوسط الحق ، الوسط المنضبط بالأدلة الشرعية والقيم التي من تمسك بها فلن يضل بإذن الله تعالى ، الحمد لله الذي سلّم سمو الأمير والحمد لله الذي كشف لنا أوراق هؤلاء وهؤلاء .. ونسأل الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا ومجتمعنا كافة من كل سوء وأن يخذل كل من يتربص بهذا الدين وأهله من كل طائفة أو مذهب باطل .

عبدالله بن سليمان الوكيل – إمام وخطيب جامع الشعيبة في جلاجل