العودة   منتديات سدير > `·• أفياء أدبية •·´ > ¨° مِحبرةُ كتاباتك °¨

¨° مِحبرةُ كتاباتك °¨ خاص بنتاج الأعضاء من خواطر وقصص ومقالات

الإهداءات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-04-2021, 09:06 PM   #1
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز العمران
 
تم شكره :  شكر 16,200 فى 3,359 موضوع
عبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضو

 

مضاوي .. (قصة في أجواء القرية).

-

مضاوي

دفعت مضاوي ثمن تصرفات والدتها الخمسينية الجميلة اللعوب وأصبحت عرضة لملاحقة عدد من رجال وشباب القرية
منذ بلوغها سن الرابعة عشر من العمر .. رغم حرصها الشديد على عدم التجاوب مع كائن من كان.

ولأنها تبحث عن الستر والاستقرار فقد رضيت بالزواج من ابن عمها وهي في سن الخامسة عشر من العمر رغم فقره
ومرضه المزمن بالقلب ، كما أنه لم يكن فارس أحلامها الذي تتمناه ولكن الظروف المحيطة بها أجبرتها عليه

أنجبت في السنة الاولى من زواجها ابنها عبدالله ورغم ذلك لم تنقطع محاولات البعض في الوصول إليها.. خاصة حين
بلغت الثامنة عشر من العمر واكتملت فيها كل صفات الحسن والبهاء.. ولكنها لم تتح الفرصة لهم أبدا

ومن بين هؤلاء الطامعين الوجيه الغني عبدالمحسن الذي كان يتقرب من زوجها بالعطايا والهبات بحجة مساعدته ..
وكان يحرص على إيصالها بنفسه ويتحدث بصوت مسموع لكي يجذب انتباه "أم عبدالله"

وحين يئس من استجابتها لمطلبه لجأ لعجوز (يمون) عليها وطلب منها إعداد خطة للتفريق بين "مضاوي" وزوجها
لكي يطلقها ثم يتقدم للزواج منها .. ووعد العجوز بمبلغ كبير إن هي نجحت في تلك المهمة

بدأت العجوز بالتردد على منزل مضاوي بحجة تسليتها وقت غياب زوجها إلى أن ارتاحت لها مضاوي وزالت الحواجز
بينهما بحيث تدخل العجوز مباشرة وتصفق بيديها ثم تصعد الدرج إلى المصباح (فناء علوي صغير)

وحيث أنه من عادة أهل القرى أن يكون الدور الأرضي من المنزل مخصص كمستودع وحظيرة للغنم في حين يكون
سكنهم في الجزء العلوي من المنزل .. فقد استغلت العجوز خلو الدور الارضي ليكون محور خطتها

وفي أحد الزيارات دفعت العجوز الباب كالعادة ولكنها لم تصعد الدرج بل اتجهت إلى ركن بالقرب من باب حظيرة الغنم
وفرشت بساطاً صغيراً وألقت بجانبه مسبحة ومنديل قماش للإيحاء بأن رجلاً غريباً كان هنا

دخل أبو عبدالله منزله ثم اتجه إلى الحظيرة لتفقد الغنم كالعادة وقد لمح البساط واتجه إليه ليجد المسبحة والمنديل
لتكون الصدمة أعنف من أن يتحملها قلبه العاشق لحبيبته مضاوي ليسقط ميتاً بجوار البساط

تباطأت مضاوي صعود زوجها فنزلت تستطلع الأمر لتفاجأ به جثة هامدة في مشهد أبكاها كثيراً.. ثم انتبهت إلى الأثار
الموجودة وأدركت بفطنتها أنها السبب في وفاة زوجها فقامت بإزالتها حتى لاتساء بها الظنون

انتقلت مضاوي إلى منزل أهلها لقضاء العدة .. وكثير من الرجال ينتظر انتهاء هذه العدة ومن بينهم الوجيه عبدالمحسن
الذي كان يتوقع أن تكون مضاوي مطلقة بسبب مكيدة العجوز ولكنها الآن بكل أسف أصبحت أرملة

انتهت العدة وتسابق الخطاب في التقدم لمضاوي ولكنها لم تجد فيهم من ترتاح له خاصة عبدالمحسن الذي أكثر من
التردد على منزل أهلها تسبقه كرشه المنفوخ وجيبه المليء .. ولكن مضاوي لم تطقه أبدا

بالقرب من منزل أهل مضاوي بيت طيني صغير يسكنه الشاب مفرح ووالدته الطيبة .. حالتهم المادية مستورة على
الحد الأدنى .. ولكنهما في غاية اللطف والوداعة والود مع جميع الأهالي في القرية

يقف الشاب مفرح في دكانه الصغير الذي يقع في مدخل القرية وتعلو بابه لوحة باسم " معرض التسهيل" يبيع فيه
بعض الاواني المنزلية والمستلزمات النسائية وبالكاد يكفي دخله الحد الأدنى من معيشته مع والدته

برنامجه اليومي ثابت لايتغير : من الدكان إلى بيته الطيني الصغير .. هاديء ، مبتسم ، مليح الملامح ، ولا يتدخل فيما
لا يعنيه .. يبيع بالأجل لمن لا يملك المال ولا يستعجله في السداد .. يحب الجميع ويحبونه

إحساسه مرهف ولديه موهبة العزف على العود والغناء .. البعض يحبها فيه وهناك من يعاتبه عليها عتاب المحب كونها
لم تؤثر على سلوكه العام حيث يتواجد مع جماعة المسجد في صلاة الفجر ويمسيهم في صلاة العشاء

مفرح يسمع عن جمال مضاوي ويلمحه أحياناً كما يعلم عن كثرة الخطاب لها ، ولكنه لم يفكر في التقدم لها لضيق ذات اليد
، ثم لخوفه من جرح كبريائه إن هي رفضته كما رفضت الكثير غيره وأبقى على إعجابه قيد الكتمان

مضاوي مثل غيرها تسمع في ليل القرية الهادىء مفرح وهو يداعب أوتار عوده ويغني بصوته العذب ما يعبر عن مكنونه ..
خاصة في ليالي الصيف حين يكون أهالي القرية يستعدون للنوم في سطوح منازلهم الطينية المتلاصقة

في أحد الأيام مرت مضاوي برفقة صغيرها أمام دكان مفرح وكانت تتقدم في المشي عن طفلها ثم تقف و (ترمع) له بيدها
(أي تضرب إبهامها بسبابتها) ليتبعها.. كان مفرح يتابع المشهد بإحساس الفنان وروح الواله العطشان

وتكرر المشهد نفسه في الغد واليوم التالي..وبدا الأمر وكأن الفاتنة مضاوي تحاول ملامسة إحساس مفرح لعلها تسمع رد
فعله في غنائه المعتاد كل ليلة..وهذا بالفعل ما حدث في الليلة التي تلت المرور الثالث لمضاوي :

نورت كل الدرب يومك تعديت
ومنول الشارع مظلم علينا

ليتك سمعت البارحة يوم ونيت
رفعت صوت وقظ النايمنا

علي الضحى مرت على معرض التسهيل
وقــامـــت تـجـيـنــي كــــــل يــــــومٍ عـــلـــى الـــعـــاده


فـــتــــاةٍ بـنـظــرتــهــا تــحـــطـــم شــــبــــاب الــجـــيـــل
تــصــيـــد الــقــلـــوب وقـلــبــهــا مـــااحــــدٍ صـــــــاده

ويـاوجــد حـالــي وجـــد مــرضــان شــــاف الــويــل
يـــــراجـــــع طــبــيـــبـــه كــــــــــل يــــــــــومٍ ولافـــــــــــاده



سمعت مضاوي تلك الكلمات وأحست بكل ثقة أنها المقصودة بهذه التعابير الشجية..وسعدت بها كثيراً..
وتأكدت أن مفرح هو الشخص المناسب لها .. وفي الغد ذهبت إلى دكان مفرح ليس للمرور والاستعراض
بل للتلميح له بالتقدم لخطبتها ..
ولكم أن تتخيلوا الفرحة العارمة التي تجاوزت حدود المعقول للفنان القروي مفرح بالفوز بفاتنة القرية
الجميلة الرائعة مضاوي !!

شكراً لكم أهلي وأحبابي
وعلى دروب الود نلتقي

_
التوقيع
عبدالعزيز العمران غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ عبدالعزيز العمران :
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:30 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه