شكراً لكم ..والله الله في أمهاتكم .

[عبدالعزيز العمران]

شكراً لكم ..والله الله في أمهاتكم !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله أوقاتكم بكل خير

لن أسهب في الحديث عن أمي نورة رحمها لله وأسكنها فسيح جناته كوني لن أضيف جديداً ، خاصة
وأن الحديث عن الأمهات عموماً متشابه عطفاً على المكانة التي تحتلها الأم في قلوب أبناءها والحب
المتبادل بينهم .. وبالتالي فكل الأمهات لهن ذات المنزلة في قلوب البشر جميعاً .
ولعله من المناسب الابتعاد عن أجواء الحزن وما يوصل إليها من أحرف وكلمات فالكل لديه ما يكفي
ويزيد من هموم هذه الدنيا التي مهما أشبعناها لوماً وتقريعاً إلا أنها تظل أثيرة وممتعة لدى الناس
عموماً ولا يمكن تجاهل متعها وجمالياتها المولودة من رحم معاناة أهلها .

ولآن الشيء بالشيء يذكر فإن من أهم متع وجماليات هذه الدنيا هو هذه المشاعر الفياضة والوفاء
المتأصل في نفوس أهلنا وأحبابنا عموماً وفي هذا المنتدى بشكل خاص ، فقد كان لدعائهم وكلماتهم
أثر لا يمكن احتوائه بكلمات تدون هنا وهناك .. بل هو رسم أبدي نقش في قلوب كل من أحب هذه
الأم الغالية وبالتأكيد سيظل أثره باقياً إلى أن نلحق بأهلنا اللذين سبقونا إلى دار البقاء .
وبالأصالة عن نفسي ونيابة عن أهلي هم أقول لكم يا أهلنا في المنتدى أحسن الله إليكم وجزاكم خير
الجزاء و أثابكم وغفر الله لأمواتكم وأطال عمر أحيائكم ورزقكم من حيث لا تحتسبوا...
وشكرا من القلب لكم أحبتي .

أمي .. نورة العلي

رحلت الغالية فجأة بعد أن أكملت ركعتين بعد الساعة الثانية ليلاً يوم الأحد 29/4/1432هـ وشعرت
حينها بألم مفاجئ في صدرها وحاولت مداواته بالقراءة على نفسها ثم طلبت من الوالد عظم الله أجره
القراءة عليها ولكن الروح صعدت لبارئها وهو أرحم الرحمين .. والحمد لله على قضاءه وقدره
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
وكأن ذلك والله أعلم يأتي استجابة لدعوة طالما سمعتها ترددها منذ وعيت ما يدور حولي في هذه الدنيا :
(جعلي من حييلي لقبيري )

***

تقول مغسلة الموتى :

(حلمت يوم السبت في الليل بأني شفت لطيفة الفوزان الله يرحمها وهي تمشط شعر بنية وش حليلها ..
وقلت خير ان شاء الله من هالغالي اللي يتباشرون به أهل المقبرة .. ومن يوم بلغت عن وفاة
أم عبدالعزيز قلت هذا الحلم صار والحمد لله على كل حال ).

***

وقف إمام مسجد الحي الشيخ سعود بن عبدالمحسن الشبانات بعد صلاة العشاء في اليوم الذي غادرت
أم عبد العزيز هذه الدنيا وقال ما موجزه :
(... رحلت عنا سيدة هذا الحي المرأة الفاضلة المتدينة صاحبة الأيادي البيضاء وهي الآن وبمشيئة الله
أمام أرحم الراحمين ولها علينا حق الدعاء وستجد ما فعلت من خير أمامها بإذن الله .. ولكن المطلوب
منا الآن الجد والاجتهاد في البحث عن سيدة أخرى لهذا الحي ممن هو قادر على تأدية بعض ما تقوم به
وأعلم عن بعضه فيما يجهل حتى أبناءها ما تؤديه من أعمال تقصد بها وجهه سبحانه وتعالى.....) .

***
سمعنا من المعزين جملة تكاد تكون مشتركة بينهم فحواها (... نورة العلي هي أمنا مثل ما هي أمكم... )

***

وأنا أقول رحمك الله أيتها الأم حسنة الخَلق والخُلق نقية القلب والسريرة ذات الصوت الدافئ الحنون
المطرب الباعث للراحة والسرور المؤثر بعمق في وجدان سامعه .. وفي الحقيقة أن من جالس هذه
الغالية فهو يسمع دعاءً أكثر منه حديثاً عادياً في أمور الدنيا .. وكثيراً ما أجد في مجلسها بعض أهلنا
القريبين أو البعيدين وهم يبثون شكواهم من أحداث الزمان ومشاكله ويخرجون وعلامات الرضا
مرتسمة على محياهم ، وتخرج هي إلينا وكأنها لم تقابل أحداً .
نعم أحبتي .. حديثها مريح للنفس وممتع وله نكهة خاصة وحين تثقل كواهلنا هموم هذه الدنيا نلجأ إلى
صوتها العذب الممتلئ بالدفيء والحنان والحنين والدعاء .. وأثناء حديثها يغشاك شعور بأنك الوحيد الذي تحظى
باهتمامها وتفاجئك بتفاصيل عن موضوع الحديث لم تخطر على البال .
وأقول أيضاً.. سبحان الله.. من النادر أن تغادر المنزل ولكنها كانت تتواجد في الكثير من الأماكن
والمنازل ووالله إني أتعجب من هذه القدرة العجيبة التي تمتلكها هذه الأم المؤمنة الأمية التي لا تقرأ
ولا تكتب ولكن تحوز من العلم أكثر بكثير منا نحن خريجي الجامعات خاصة فيما يتعلق بالعلوم
الشرعية ! .. جمعنا الله وإياها في جنات النعيم .

***

وصية

أحبابنا في المنتدى عظم الله أجر من فقد والديه أو أحدهما .. وأطال الله عمر من بقي منهم على قيد الحياة..
وأود قبل أن أودعكم أن أوصي من لازالت أمه على قيد الحياة أن لا يدع أي سبب مهما كان يبعده عنها ..
وأن يطيل النظر والتأمل في قسمات وجهها وأن ينتهز أي فرصة لاحتضانها وأن يكون سباقاً إلى القيام
بكافة شؤونها حتى ولو أدى الأمر إلى انتزاع هذه الفرصة من بقية أفراد الأسرة ..
الله الله بهذا قبل فوات الآوان. .. وشكرا لكم أحبابنا في المنتدى وعلى دروب الود نلتقي .