تأجيل الإجازة !!
ماجد بن عبد الله السحيمي
بعد انتشار فايروس الانفلونزا (H1N1) - كفانا الله وإياكم كل وباء وشر - بشكل أكثر من السابق تم تأجيل العودة إلى المدارس وذلك حتى بعد عيد الأضحى المبارك أو ربما حتى بداية السنة الجديدة ومن لم يصدق أو يريد أن أؤكد له فإن صديق سائق أخي يعمل عند أحد المدرسين, أحد الذين وصلهم تعميم يفيد بتأجيل الدراسة, والتعميم نفسه وصل إلى اخت زوجة زميل أخي التي تعمل موجهة في إدارة التعليم وللتطمين والتوثيق فإن والد أحد الجيران متقاعد من وزارة التربية والتعليم وله مصادره الخاصة التي كشفت عن تأجيل الدراسة حتى ذلك الحين.ما ذكرته أعلاه كان الصفيح الساخن ومحور حديث الناس وجُل اهتمامهم من آخر العطلة الصيفية حتى لحظات كتابتي لهذا المقال وربما لحظات نشره أيضا فأصبح هذا الموضوع الشغل الشاغل للكثيرين وخاصة أصحاب نقل الشائعات والمروجين لها من الجنسين وما أكثرهم عندنا, لست هنا لأخوض في مدى إيجابية تأجيل الدراسة من عدمه فهناك من هو أبخص مني بكثير في هذه الأمور ولكني هنا أتطرق إلى موضوع الشائعات في مجتمعنا وسرعة رواجها وانتقالها بين الناس كبارا وصغارا دون أدنى مجهود أو احساس بالمسؤولية فكل ما عليك هو إرسال رسالة نصية عبر الهاتف الجوال لتكتشف أن الذين عرفوا ذلك هم 10 وليسوا واحدا وبعد لحظات تكتشف أن الـ 10 أصبحوا ألفا..يا للهول.. الغريب أننا سمعنا منذ زمن طويل بكثير من الشائعات كتخفيض البنزين قبل ما يقارب 5 سنوات حتى صدر ما يبين عدم صحة تلك الشائعات, بل إن أفضل القرارات صدرت فجأة دون شائعات ولكن شائعات تأجيل الدراسة نسمعها دائما وقد أصابت مرة وخابت 100 مرة ليس من اليوم أو البارحة بل منذ زمن طويل, غريب هو مصدر تلك الشائعات والأغرب من يصدقونها فمثل هذه القرارات لا تحتاج لتصل إلى أناس معينين دون غيرهم فإعلانها يتم في القنوات الرسمية كالتلفزيون والصحف الرسمية فكيف يصل مثل هذا القرار إلى معلم في مدرسة معينة دون غيره؟ أو إلى موجهة دون غيرها؟ أم أننا أصبحنا (فاضيين) لهذه الدرجة خاصة بعد نهاية المسلسلات الرمضانية التي ملأت أوقات وعقول الكثيرين حتى أصبحنا نملأ وقت فراغنا وجلساتنا بهذه الشائعات والترويج لها ناهيكم عن التأويل والمغزى من عدم الإفصاح عن مثل هذه القرارات والحكمة من ذلك واختلاق الأسباب لها .. يا سلام. الرسول عليه الصلاة والسلام يقول (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ) وكثير منا يحدث بكل ما يسمع بل وحتى ما يلتقطه من كلام حتى وإن لم يفهمه أو يدرك معناه, لماذا تجد مثل هذه الشائعات أرضا خصبة لدينا؟ هل لو كنا مجتمعا منتجا ومفكرا سنجد مكانا لهذه السخافات؟ هل تعلمون أن كثيرا من العائلات أخذت ذلك بعين الاعتبار وغيرت من خطط السفر والعودة؟. بما أن حديثي قد تطرق إلى ظاهرة من ظواهر المجتمع السلبية فإن ذلك يقودني إلى ظاهرة أخرى كفانا الله وإياكم شرها خاصة أنها كثرت في الآونة الأخيرة ألا وهي ظاهرة العين والحسد, في السابق كان كثير من الناس يُحسدون غالبا على ثرائهم أو شيء يتميزون به كثيرا عن غيرهم أما الآن فأصبح الحسد والعين على أي شيء حتى وإن كان تافها فالحسد على بر الوالدين والتفاهم بين الزوجين وعلى النجاح وعلى السيارة الجديدة والملابس الجميلة والجسم الرشيق والأغرب أن بعض الناس يحسدون من هم أقل منهم في كل ذلك.. سبحان الله .. هذا ونحن مجتمع مسلم قال عنه رسولنا الكريم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) فأين الكثيرون من هذا الحديث وأينهم من الغبطة؟.. الله يرحم الحال, في أوروبا وأمريكا وغيرها من المجتمعات في أي مسابقة حينما يظهر أي شاب أو فتاة ليستعرض مهاراته أو قدراته الخارقة تجد كل الحضور يصفقون له ويشجعونه أما عندنا فأشك أنه سيفعلها ثانية مما سيحل به .. الله يكفينا وإياكم كل شر.. وبالعودة إلى موضوعي الأول أعلاه أود أن أطمئنكم أن ما حصل ليس تأجيلا للدراسة بل تأجيلا للإجازة وبتداومون يعني بتداومون ..ألقاكم الجمعة المقبلة ..في أمان الله.
عكاظ : الجمعة 20 شوال 1430هـ العدد 3036
بالبلدي الفصيح وبدأت الدراسة
فتحي حلواني
صباح الخير والفل والياسمين ياحبايب... بكرة أول أيام الدراسة وحيبدا يرجع أكتر من أربعة ملايين طالب وطالبة لكراسي الدراسة وحنلاقي الشوارع منعنشة من الصباح ومزحومة بالسيارات اللي فيها الطلاب والطالبات وكلوو رايح على المدارس والجامعات والكليات.. أتمنى من كل قلبي انه تكون كل المدارس مستعدة لاستقبال الطلاب والطالبات بفصول نظيفة وبمكيفات باردة مو مقربعة وحالتها بالبلا هدا غير نظافة الحمامات (الله يكرمكم) واللي المفروض تكون في شركة نظافة معتمدة ومسؤولة عن ده الشي لأنه بصراحة اللي بيدخل لبعض المدارس سواء كانت حكومية أو أهلية يشوف العجب العجاب من العفن والقرف اللي فيها واللي أهم من كده صيانة التمديدات الكهربائية عشان لا نسمع ونقرأ بعد كده انه حصلت حريقة في مدرسة ويروحوا طلابنا وطالباتنا فطيس لانه بعض المدارس المستأجرة من بره الله الله ومن جوه يعلم الله... اليوم حترجع الحياة لطبيعتها بعد ما كانت مقلوبة في الإجازة فوقاني تحتاني الليل كان نهار والنهار كان ليل والله يعينهم على زبط الامبير من جديد... والأسبوع بعد المقبل حنشوف الكتاكيت الصغار اللي حيروحوا المدرسة لأول مرة حنشوف البنت متشعبطة في أمها والولد متشعبط في أبوه ودموعهم على خدودهم من الخوف اللي بيحسوا بيه في أول أيام الدراسة والله يعينهم ويساعدهم على هادا الموال... وبكره حيبدأ المدرسين والمدرسات سنة جديدة مع الطلاب والطالبات وياريت يكونوا خفيفين عليهم في طلباتهم وما يحملوهم فوق طاقتهم بطلباتهم العجيبة والغريبة لانو في ناس عندهم وناس ما عندهم والمهم من كل ده انه يسلموهم جداول الحصص على طول عشان لا يتعبوا بناتنا وأولادنا في شيل الكتب كلها عشان لا يكسرووا ظهوورهم لانه الرحمة حلووة... وحبايبنا رجال المرور مسؤوليتهم حتكون زايدة حبتين لانو الشوارع حتكون مزحومة بالسيارات والحكاية يبغالها شوية تنظيم سواء كان التنظيم في الصباح أو بعد الظهر والله يكون في عونهم ويساعدهم على الهيلمان اللي حيشوفوه في أول ايام الدراسة... وحيبدا الزحام في كل المكتبات لانو هادي الأيام موسمهم وشوف واسمع عن الأسعار اللي بتقصم الظهر واللي بتختلف من مكتبة لمكتبة وما في إلا دبح في خلق الله وكلوو ببركة وزارة التجارة... المهم بعد كل اللي قلناه نتمنى من الطلاب والطالبات أنهم يبدأوا سنة حلوة مع مدرسيهم ومدرساتهم مو نجي نقرأ والا نسمع بعد كم شهر انو طالب أو طالبة اتضاربوا مع أساتذتهم عشان أمور تافهة ما لها لا طعم ولا معنى لانو الشاعر بيقول: «قم للمعلم وفيه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولا)أسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد للجميع... وعيشووا كتييييير تشوفوا كتييييير.
الاقتصادية : الجمعة 20 شوال 1430هـ العدد 5842
مهارات التدريس بين التعليم الورقي واستخدام التقنية
د. نجلاء أحمد السويل
تعد مهنة التدريس على اختلاف المراحل الدراسية والتخصصات إحدى المهن التي لها نصيب الأسد من حيث الجانب الكمي على مستوى العالم، فالمعلمون يشكلون شريحة كبرى من الكادر الوظيفي عبر المجتمعات المختلفة, وسواء كان المجتمع متخلفا أو متحضرا إلا أن التدريس هو من المهن القديمة التي تطورت من شكلها البسيط إلى ما يظهر عبر السنوات بصورة أحدث إلا أن المعلم الحقيقي ليس من يلقي بالمادة الدراسية على طلابه وكأن الأمر لا يتجاوز الاعتقاد السطحي بأداء الواجب ولكن مفهوم المعلم على مستوى العالم يتضمن في أول مقوماته وجود المهارة العالية في الأداء من حيث الارتفاع الأمثل لمعدل القدرة على إيصال المعلومة كما هي علميا على أن يكون أسلوبه بسيطا وشيقا، حيث يستطيع فعلا أن يحظى بانتباه أكبر عدد من الطلاب الذين أمامه, الأمر الذي من شأنه أن يرفع من المستوى التعليمي للطلاب, ولكن تلك المهارات الفنية في الاتصال تنبعث عبر قنوات متعددة لعل أولها شخصية المعلم ولكن من جانب آخر هناك أمر مهم ربما لا يعترف به كثير من المعلمين والمعلمات ألا وهو استخدام وسائل التقنية الحديثة في إيصال المعلومة، حيث إن عددا غير بسيط منهم ما زالوا يبالغون في استخدام الوسيلة الورقية التي تفتقد أي تعامل مع عقلية الطالب في العصر الحديث، فعلى سبيل المثال نجد أن الطفل في الصف الأول الابتدائي لديه القدرة على التعامل مع أبجديات الحاسب الآلي, بل إننا لو نظرنا إلى التفكير المنطقي لهذا الطفل ذهنيا لوجدنا فعلا الفروق الحقيقية في التعامل مع الأحداث تزامنا مع ما يفرضه العصر من استراتيجيات منطقية حديثة، فطفل الصف الأول قبل عشر سنوات لا يقارن بطفل في مرحلته العمرية نفسها في الوقت الحاضر, ومع ذلك يتوقف الزمن عند الرصيد الورقي الهائل الذي يفرضه كثير من المعلمين على طلابهم وكأنهم يتحدثون بلغة غير اللغة التي لا بد أن يخاطبوا بها الطلاب، أعتقد أننا لا بد أن نمحو من يوميات المعلم مصطلح دفتر التحضير, ونتعامل بتقنية التحضير عبر الحاسب والطرق الحديثة التي تظل المصدر الوحيد لإشباع الطموح العلمي، فلم نعد أيضا في حاجة إلى لوحات العرض الورقي التي أكل الزمن عليها وشرب إننا في حاجة إلى استبدالها بالأفلام الوثائقية والبرامج الحديثة التي تتناول جوانب المقررات الدراسية بجانب فكري واع, وليس ذلك فحسب بل إن هناك كثيرين من المعلمين يفتقدون الجانب الثقافي للمعلومة التي يقدمونها فهم لا يمثلون سوى مصدر لتكرار المعلومة المنهجية فقط دون البحث عن أي جذور لها, ولكن في النهاية حتى إن كانت هناك رقابة خارجية كمكاتب التعليم المسؤولة عن تقييم المعلمين إلا أن الأمر كله ينصب في مدى الشعور بالمسؤولية الفعلية لأهمية العمل الذي يقوم به الفرد وما يمليه عليه ضميره في محاولة الاستفادة من المتغيرات الحديثة في تقديم الأفضل.