العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الإسلامي °¨

¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-06-2011, 02:52 PM   #106
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

(66)




عبادة بن الصامت

معلم الخير



إنه الصحابي الجليل أبو الوليد عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-،

أحد أفراد وفد الأنصار الذين جاءوا إلى مكة ليبايعوا رسول الله بيعة العقبة الأولى،

وكان أحد الاثني عشر نقيبًا الذين اتخذهم الرسول نقباء على أهليهم وعشائرهم.

وواحد من أولئك الذين قال فيهم رسول الله :
(لو أن الأنصار سلكوا واديًا أو شعبًا، لسلكت في وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرءًا من الأنصار) [البخاري].

وقد شهد بدرًا وأحدًا والخندق والغزوات كلها مع رسول الله ، ولم يتخلف عن مشهد، وهو أحد الذين ساهموا في جمع القرآن زمن النبي .

وقد كان ولاؤه لله ورسوله عظيمًا، حيث يُروى أن قومه كانوا مرتبطين بعهد مع يهود بني قينقاع بالمدينة قبل مجيء النبي إليها،

ولما هاجر الرسول وأصحابه واستقروا بها، وتجمعت قبائل اليهود عقب غزوة بدر،
وافتعلت إحدى قبائلهم وهم بنو قينقاع أسبابًا للفتنة والصدام مع المسلمين،
فلما رأى عبادة موقفهم هذا نبذ إليهم عهدهم قائلا:
إنما أتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ إلى الله ورسوله من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم.

فنزل القرآن مؤيدًا موقفه هذا :
( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)
إلى أن قوله تعالى : ( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)[المائدة: 51-56].

لقد سمع عبادة بن الصامت رسول الله يومًا وهو يتحدث عن مسئولية الأمراء والولاة،
والمصير الذي ينتظر من يفرط منهم في حق من حقوق المسلمين، قائلاً:
(والذي نفس محمد بيده، لا ينال أحد منكم منها شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه) [مسلم]،
فأقسم عبادة بالله ألا يكون أميرًا على اثنين.

ولما فتح المسلمون الشام أرسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عبادة ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء إلى أهلها؛
ليعلموهم القرآن ويفقهوهم في الدين، فأقام عبادة بحمص، ثم انتقل منها إلى فلسطين؛ حيث تولى القضاء بها،
فكان بذلك أول من تولى قضاء فلسطين.

وفي سنة (34 هـ) توفي عبادة بالرَّمْلَة من أرض الشام -وقيل ببيت المقدس-، فرضي الله عنه وأرضاه.


أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2011, 03:53 PM   #107
المشرف العام
 
الصورة الرمزية فقيدة امها
 
تم شكره :  شكر 40187 فى 13120 موضوع
فقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

جزاك الله كل خير،،
سدد الله على درب الخير خطاك،،
وأنابك الباري جنة الفردوس
وأسأل الله ان لايحرمك الاجر

التوقيع
وفردوساً عليا ياخالقي أسكن بها أباً ، وأماً
أنجبا إبنتاً مدللة ودلالي كان باذخاً .. ربي آرحمهما كما ربياني صغيرآ.
فقيدة امها غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-06-2011, 12:05 AM   #108
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فقيدت امها مشاهدة المشاركة  

جزاك الله كل خير،،
سدد الله على درب الخير خطاك،،
وأنابك الباري جنة الفردوس
وأسأل الله ان لايحرمك الاجر

 
آمين

وجزاك الله خيرا على هذا الدعاء الرائع

اسأل الله الكريم أن يتقبله واسأل الله لكِ أيتها الفاضلة بمثله

حفظك الله
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-06-2011, 01:45 PM   #109
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

(67)


حبيب بن زيد

سفير الصدق


إنه حبيب بن زيد -رضي الله عنه- أحد الصحابة الفضلاء،
وأحد الرجال السبعين الذين بايعوا النبي
في بيعة العقبة الثانية،

وكان أبوه وأمه ممن شاركوا في هذه البيعة أيضًا، وقد لازم رسول الله
بعد الهجرة،
وشهد معه الغزوات كلها، ولم يتخلف عن غزوة واحدة .


ولما ادعى مسيلمة الكذاب النبوة، وزاد إضلاله وفساده، رأى الرسول أن يبعث إليه رسالة ينهاه فيها عن حماقته،
ووقع اختيار النبي
على حبيب بن زيد بن عاصم ليكون سفيره إلى مسيلمة الكذاب.

وأخذ حبيب الرسالة وسافر إلى مسيلمة متمنيًا أن يكون سببًا في هدايته وعودته إلى رشده، ووصل حبيب إلى مسيلمة وأعطاه رسالة الرسول ،

ولكن مسيلمة أصر على ضلاله وغروره، وأمر شرذمة من قومه أن يعذبوه أمام حشد كبير من بني حنيفة.


وظن مسيلمة أن كل هذا التعذيب سيجعل حبيبًا يؤمن به، وبذلك يحقق معجزة أمام قومه الذين دعاهم لحضور هذا المشهد،

وتوجه مسيلمة بالحديث إلى حبيب قائلا: أَتَشْهَدُ أن محمدًا رسول الله؟

قال حبيب: نعم أشهد أن محمدًا رسول الله.

فأصاب الخزى مسيلمة، وعاد يسأل حبيبًا في غضب :
وتشهد أني رسول الله؟ فقال حبيب في سخرية واستهزاء : أنا أصم لا أسمع،
فكرر مسيلمة السؤال مرارًا، ولكن حبيبًا ظل يردد جوابه السابق، فاسودَّ وجه مسيلمة الكذاب،
وفشلت خطته، فهاج، ونادى جلاده، فجاء برمحه وطعن حبيبًا، ثم قطع جسده عضوًا عضوًا، وحبيب يردِّد في إيمان صادق :
لا إله إلا الله، محمد رسول الله.

وبلغ رسول الله نبأ استشهاد حبيب، فغضب غضبًا شديدًا، وجهز جيشًا لمحاربة مسيلمة، ولكنه توفي قبل توجه الجيش لمحاربته.

فلما تولى أبو بكر الخلافة من بعده، لاقى مسيلمة في موقعة اليمامة تلك المعركة التي انتصر فيها المسلمون،
وقُتل مسيلمة وأصحابه، وثأر المسلمون لحبيب من هذا الكذاب.

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-08-2011, 03:01 PM   #110
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

(68)




سعد بن عبيد

الشهيد القارئ

إنه أبو عمير سعد بن عبيد بن النعمان الأنصاري الأوسي -رضي الله عنه-،

أسلم قبل الهجرة، وعمل على نشر الإسلام بالمدينة، فأسلم معه جماعة من الأنصار،

ولما هاجر النبي ورأى ما صنعه سعد،
جعله إمامًا لمسجد قباء الذي بناه رسول الله ، ولقبه بالقارئ،
ولم يلقب بهذا اللقب غيره،

ثم جاء أبو بكر فأقرّه على إمامة المسجد، وكذلك فعل عمر بن الخطاب.

وكان سعد أحد الأنصار الأربعة الذين جمعوا القرآن الكريم على عهد رسول ،

ولم ينصرف سعد إلى العلم والتفقه في الدين فقط، بل وهب روحه ونفسه في سبيل الله،

واشترك في الجهاد ضد المشركين في بدر وأحد، وفي كل المشاهد مع رسول الله .

وخرج -رضي الله عنه- مع جيش أسامة وتحت إمرته لقتال الروم،

كما أذن له الصديق -رضي الله عنه- في الخروج إلى العراق للجهاد في سبيل الله،
وحمّله أمانة تعليم المسلمين والقضاء فيما بينهم،
فخرج سعد القارئ -رضي الله عنه-
خلف قائده أبي عبيد بن مسعود الثقفي -رضي الله عنه- يبارز بالسيف، ويعلم بالقلم.

ثم خرج في جيش المسلمين تحت إمرة سعد بن أبي وقاص في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
إلى بلاد كسرى في العراق؛ ليواصل جهاده هناك، لتكون كلمة الله هي العليا.

ويبدأ الجيش المسلم سلسلة من اللقاءات الحاسمة مع أعداء الله،

بدأها بلقاء مع ملك الحيرة وحليف كسرى، الملك العربي النصراني المنذر بن النعمان بن المنذر.


واصطف الجيشان، وبدأ ملك الحيرة يخطب في جيشه؛ ليشجعهم على القتال،
ويشعل الحماسة في قلوبهم، وبينما هو كذلك إذ صاح الحاجب:
رسول من قائد الأعداء يطلب مقابلتك أيها الملك.

فحدث بين صفوف الجيش هرج ومرج، فقال ملك الحيرة غاضبًا: ائتني به.

فدخل القارئ مرفوع الرأس، ثابت الخطأ يدكُّ الأرض برجله وسيفه،
وهو يخترق تلك الجموع الحاشدة التي تأهبت لقتال المسلمين ثم وقف أمام الملك،
فقال قائد الحرس لسعد القارئ: قبل الأرض تحية للملك.

فنظر القارئ باستخفاف واستنكار قائلا: الله أمرنا ألا يسجد بعضنا لبعض،
ولعمري إن هذه كانت العادة المعروفة في الجاهلية قبل أن يبعث الله نبيه محمدًا ،
فلما بعث جعل تحيته السلام، أما تحيتكم هذه فهي تحية جبابرة الملوك.
اضطرب ملك الحيرة، وارتاع من جرأته، فأسرع صائحًا: ويح قومك! ما الذي جئت لأجله.

فعرض عليهم سعد الإسلام وخيّرهم بين ثلاثة أمور:
إما الإسلام، أو الجزية، أو هي الحرب.

فقال له الملك: لقد حدثتكم أنفسكم بالأباطيل، أظننتم أن الفرس مثل الروم؟
كلا، وحق المسيح، إنهم أثبت وأشد،
وهذا الملك أزدشير ملك الفرس قد جمع لكم جيوشه وعساكره، وسينالون منكم.

فرد سعد القارئ في حزم وقوة:
أيها الملك لقد تشرفت بالباطل، وتفوهت بكلام غير عاقل،
أما علمت أن العاقبة للمتقين، وأن الله بكرمه يرفع عنا البأس، ويظفرنا بجميع الناس،
وإن نبينا قال:
(ستفتح على أمتي كنوز كسرى وقيصر) فأما كنوز قيصر فقد فتحها الله علينا، وبقيت كنوز صاحبك.

فزاد غضب ملك الحيرة حتى فقد صوابه، فقال: ما عندنا جواب إلا السيف.

ورجع القارئ إلى المعسكر، وأخبر قائده سعد بن أبي وقاص بالأمر،
وما هي إلا فترة وجيزة حتى زحفت قوات الحق على أهل الباطل،
فتطايرت الرءوس، وعلت الصيحات، وكتب الله النصر للمسلمين.

وتقدم المسلمون نحو القادسية، وهناك كانت جيوش الفرس في أوج أهبتها واستعدادها؛
فقد جمعت عدتها وعتادها في انتظار المسلمين.

وظلت الحرب دائرة يومين، وفي مساء اليوم الثالث، أخذ القارئ يحدث الناس، ويحمسهم،
ويحثهم على الصبر والإخلاص، ويرغبهم في الشهادة، وما أعده الله للشهيد من فضل وكرامة،

وقال لأصحابه: إنا مستشهدون غدًا، فلا تكفنونا إلا في ثيابنا التي أُصِبْنَا فيها.

وفي الصباح كتب الله للمسلمين النصر، وأنعم الله على القارئ بما كان يتمناه،
فاستشهد في سبيل الله.

وقد روى سعد القارئ -رضي الله عنه- كثيرًا من أحاديث النبي ،

وترك بنين وبنات، أشهرهم ابنه عمير الذي ولاه أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ولاية الشام.

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-09-2011, 05:25 PM   #111
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

(69)


عمرو بن الجموح

الجعد الأبيض





إنه عمرو بن الجموح -رضي الله عنه- أحد زعماء المدينة،
وسيد سادات بني سلمة، وشريف من أشرافهم، وآخر الأنصار إسلامًا،

كان زوجًا لهند بنت عمرو أخت عبد الله بن عمرو بن حرام،
وقد سبقه ابنه معاذ إلى الإسلام.

وكان عمرو بن الجموح قد اتخذ لنفسه صنمًا من الخشب في داره سماه منافًا،
فحزن معاذ، وأخذ ينصحه بالدخول في الإسلام،
لكنه ظل مصرًّا على عبادة ذلك الصنم الذي لا ينفع ولا يضر.

وذات يوم، فكر معاذ ومعه بعض الفتيان من بني سلمة في حيلة يُعَرِّفُ بها أباه
أن ما يعبده إنما هو صنم لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعًا ولا ضرًّا، بل لا يمكنه الدفاع عن نفسه.

فدخلوا ليلا، وأخذوا الصنم من مكانه، ووضعوه في حفرة منكسًا على رأسه،
فلما أصبح عمرو بن الجموح لم يجد منافًا، فكاد أن يجن، وغضب غضبًا شديدًا،
وخرج يبحث عنه فإذا به ملقى في حفرة على رأسه.

فثار وأخذ يصيح: ويلكم مَنْ عدا على آلهتنا هذه الليلة؟
ثم رفعه من الحفرة، وغسّله، وطيَّبه، ووضعه في مكانه بالدار،
وهو يقول: أما والله لو أعلم مَنْ فعل هذا بك لأخزينه.

ولما جاء الليل، ونام عمرو، ذهب الفتيان إلى الصنم، وفعلوا به مثلما فعلوا من قبل،
وتكرر ذلك عدة مرات،
فلم يجد عمرو حيلة إلا أن يعلق سيفه في رقبة ذلك الصنم ويقول له:
إني والله لا أعلم مَنْ يصنع بك ما ترى، فإن كان فيك خير فامتنع بهذا السيف (أي فادفع عن نفسك).

فلما جاء الليل أخذ معاذ وأصحابه كلبًا ميتًا، وربطوه في عنق الصنم،
ثم ألقوه في البئر بعد أن أخذوا السيف، فلما أصبح عمرو لم يجد الصنم،
فأخذ يبحث عنه فوجده في البئر مربوطًا فيه كلب ميت،
فكرهه عمرو واحتقره وأخذ يقول:
والله لو كنت إلهًا لم تكن أنت وكلب وسط بئر في قرن،
ثم ذهب إلى الرسول
معلنًا إسلامه.

وكان -رضي الله عنه- جوادًا كريمًا، يقيم الولائم، ويطعم الطعام، ويكرم الضيف،

وكان يقيم الولائم في زواج الرسول
، وكان النبي يعرف فضل عمرو،

ففي إحدى المرات سأل الرسول
جماعة من بني سلمة قبيلة عمرو بن الجموح فقال:

(مَنْ سيدكم يا بني سلمة؟)

فقالوا: الجد بن قيس، على بخل فيه (أي: رغم أنه بخيل)،
فقال لهم رسول الله
:
(وأي داء أدوى من البخل؟ بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح)
[أبو نعيم والبخاري في الأدب المفرد]،

فكانت هذه الشهادة من رسول الله
تكريمًا لابن الجموح.

وفي هذا قال شاعر الأنصار:

فسود عمرو بن الجموح لجوده

وحق لعمرو بالندى أن يسودا

إذا جاءه السؤال أذهب مالـــه

وقـال خـذوه إنه عائد غدا


وكان عمرو بن الجموح أعرج شديد العرج إلا أنه كان يحب الجهاد والغزو في سبيل الله،

وكان يريد أن يجود بروحه وحياته في سبيل الله، كما كان يجود بماله،

وكان له أربعة أولاد كلهم مسلمون،
وكانوا رجالا صادقين في الإسلام يشهدون الغزوات مع رسول الله
.

وفي غزوة بدر أراد عمرو أن يخرج مجاهدًا مع المسلمين،
لكن أبناءه ذهبوا إلى الرسول
وطلبوا منه أن يمنع أباهم من الخروج،

فأمره الرسول
بالبقاء في المدينة.

ثم جاءت غزوة أحد، وأراد أن يخرج مع أبنائه فقالوا له: والله ما عليك حرج،
إن الله قد عذرك (أي جعل لك عذرًا)، ونحن نجاهد عنك، فأخذ عمرو سيفه،
وذهب إلى الرسول
وقال له: يا رسول الله، إن بني (أبنائي)
يريدون منعي من الخروج معك إلى الجهاد،
والله إني لأرجو أن أطأ (أمشي) بعرجتي هذه الجنة. [ابن هشام].

فلما رأى الرسول
إصراره على الخروج أذن له، وقال له:
(أما أنت فقد عذرك الله فلا جهاد عليك، وأما أنتم يا بنيه فما عليكم أن لا تمنعوه، لعل الله أن يرزقه الشهادة).

فأخذ عمرو سيفه فرحًا، وانطلق ناحية القبلة ثم رفع يديه داعيًا:
اللهم ارزقني الشهادة، ولا تردني إلى أهلي خائبًا.

والتقى الجيشان، وانطلق عمرو بن الجموح، وأبناؤه الأربعة
يضربون مع جيش الإسلام بسيوفهم جيش الشرك،

وأخذوا يقاتلون في بسالة وإصرار، وأنعم الله على عمرو بن الجموح بالشهادة كما تمنى.

وأخذ المسلمون يدفنون شهداءهم،
وعندما أتوا على عبد الله ابن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح أمرهم النبي

أن يدفنا في قبر واحد، ثم قال الرسول
:

(والذي نفسي بيده إن منكم لمن لو أقسم على الله لأبره (يقصد: عمرو بن الجموح)) [أحمد].

وكان -رضي الله عنه- يقول للنبي
قبل معركة أحد:
يا رسول الله، أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل،
أأمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة؟ وكانت رجله عرجاء، فقال رسول الله
: (نعم)،

فلما قتل يوم أحد مرَّ عليه رسول الله
، وقال: (ولقد رأيته يطأ في الجنة بعرجته) [ابن عبدالبر].

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-09-2011, 10:28 PM   #112
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

(70)


أبو أمامة الباهلي
الذي أطعمه الله وسقاه



إنه أبو أمامة الباهلي صدى بن عجلان -رضي الله عنه-،
وعندما أسلم، وبعثه رسول الله
إلى قومه باهلة يدعوهم إلى الله عز وجل،
ويعرض عليهم شرائع الإسلام، فلما جاءهم قالوا له :
سمعنا أنك صبوت (أسلمت) إلى هذا الرجل الذي يدعى محمدًا،
فقال أبو أمامة لهم : لا ولكن آمنت بالله ورسوله، وقد أرسلني رسول الله إليكم أدعوكم إلى عبادة الله الواحد الأحد،
وأعرض عليكم الإسلام، ثم أخذ أبو أمامة يحدثهم عن الإسلام ويدعوهم إليه،
ولكنهم أصروا على الشرك وعبادة الأوثان.

فلما أطال الحديث معهم، ويئس منهم، قال لهم : ويحكم،
ايتوني بشربة ماء، فإني شديد العطش وكان عليه عمامة،
فقالوا له : لا، ولكن ندعك تموت عطشًا،
فحزن أبو أمامة وضرب رأسه في عمامته ونام، وكان الحر شديدًا،
فأتاه آت في منامه حسن المنظر بإناء فيه شراب، لم ير الناس أجمل منه لونًا وطعمًا،
فأخذه منه، وشرب حتى ارتوى.
فلما شبع من الشراب، استيقظ من نومه، فلما رآه القوم قد استيقظ قال رجل منهم :
يا قوم أتاكم رجل من سراة القوم فلم تتحفوه (أي تعطوه ما يريد)،
فأتوني بلبن، فقال له أبو أمامة : لا حاجة لي به، إن الله أطعمني وسقاني، ثم أظهر لهم بطنه،
فلما رأوا بطنه مملوءة، وليس به عطش ولا جوع قالوا له :
ماذا حدث يا أبا أمامة، فحكى لهم ما رآه في منامه فأسلموا جميعًا.

وقال أبو أمامة بعد تلك الشربة : فوالله ما عطشت، ولا عرفت عطشًا بعد تيك (تلك) الشربة
[الطبراني والحاكم والبيهقي].

وكان -رضي الله عنه- يحب الجهاد في سبيل الله، وفي يوم بدر أراد أن يخرج مع رسول الله
،
فقال له خاله أبو بردة بن نيار: ابق مع أمك العجوز؛ لتقض حاجتها، فقال له أبو أمامة :
بل ابق أنت مع أختك.
وظل كل منهما يريد أن يخرج مع الرسول
للجهاد،
فاحتكما إلى رسول الله
في ذلك، فأمر رسول الله أبا أمامة أن يبقى مع أمه.

وظل -رضي الله عنه- ملازمًا النبي
في جميع غزواته لا يتخلف عن غزوة ،
ولا يتقاعس عن جهاد. وشارك -رضي الله عنه- في جميع الحروب مع خلفاء الرسول
.

وتوفي أبو أمامة الباهلي بحمص في الشام سنة (81هـ)، وقيل سنة (86هـ)،
وكان عمره (91) سنة، وقيل : إنه آخر من مات بالشام من صحابة رسول الله
.


أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2011, 05:23 PM   #113
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

(71)


عثمان بن مظعون
أول من دفن بالبقيع

إنه عثمان بن مظعون -رضي الله عنه-

عُرِف بحسن الخلق ورجاحة العقل، وُلِدَ بمكة المكرمة،
وأبوه مظعون بن حبيب بن وهب، وأمه سخيلة بنت العنبس، وكان يكنى أبا السائب.

أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا، وكان عمره آنذاك ثلاثين عامًا،
وعاش في حماية الوليد بن المغيرة، ثم رأى ما يحدث للمسلمين من اضطهاد وتعذيب،

بينما هو يمشى آمنًا ولا يتعرض له أحد من المشركين بسوء، فوقف مع نفسه قائلاً:

والله إن غدوّي ورواحي آمنًا بجوار رجل من أهل الشرك،
وأصحابي وأهل ديني يلقون من الأذى والبلاء ما لا يصيبني لنقص كبير في نفسي،

ثم ذهب إلى الوليد وردَّ عليه حمايته، وقال له: يا أبا عبد شمس، قد وفت ذمتك،
فرددت إليك جوارك، فقال له الوليد: ولِمَ يا بن أخي؟ لعله آذاك أحد من قومي؟

فقال: لا، ولكني أرضي بجوار الله -عز وجل- ولا أريد أن أستجير بغيره.

فقال له الوليد: إذن فهيا أردد عليَّ جواري علانية أمام أهل مكة كما أمنتك علانية،

فانطلقا حتى وصلا إلى المسجد الحرام، ووقف الوليد، ونادى على الناس بصوت عال،

فرد عليه عثمان جواره وقال: قد وجدته وفيًّا كريمًا، حافظًا للجوار،
ولكنى أحببت أن لا أستجير بغير الله، فقد رددت عليه جواره.

وكان عثمان ممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية، وكان يقول:

لا أشرب شرابًا يذهب عقلي، ويُضحك بي من هو أدنى مني،
ويحملني على أن أنكح كريمتي.

فلما حرمت الخمر، قال: تبًّا لها، قد كان بصري فيها ثاقبًا.

وتعرض عثمان لأذى المشركين، وشارك إخوانه المسلمين في محنتهم،
وهاجر معهم إلى الحبشة لمّا أمرهم النبي
بالهجرة،

وأخذ معه ابنه السائب، وكان عثمان أمير الفوج الأول إلى الحبشة،
ثم قُدّر له أَن يعود من الحبشة إلى مكة مرة أخرى.

وذات يوم، كان أهل مكة يجتمعون على الشاعر العربي لبيد ابن ربيعة؛
لينشدهم الشعر، فدخل عليهم عثمان، فسمعه يقول:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل
فقال عثمان بن مظعون: صدقت،
فقال لبيد:
وكل نعيـم لا محــالة زائـــل
فقال عثمان -رضي الله عنه-: كذبت، نعيم الجنة لا يزول،

فغضب لبيد، وقال: يا معشر قريش، والله ما كان يؤذي جليسكم،
فمتى حدث فيكم هذا؟!

فقام رجل من المشركين إلى عثمان،
وضربه على إحدى عينيه ضربة شديدة أوجعته وأصابت عينه بضرٍّ شديد،
ورأى الوليد بن المغيرة ما حدث لعثمان بن مظعون،

فقال: أما والله يابن أخي إن كانت عيناك عما أصابها لغنية،
لقد كنت في ذمة ومنعة.

فقال عثمان: بلى والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى ما أصاب أختها في سبيل الله،
وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر، يا أبا عبد شمس.

فقال الوليد: هلمَّ يابن أخي فَعُدْ إلى جواري، فقال عثمان: لا.

وحينما أذن للمسلمين بالهجرة إلى المدينة، هاجر معهم عثمان،
وعاش مع المسلمين حتى جاءت غزوة بدر، فقاتل مع المسلمين،
وكان -رضي الله عنه- عابدًا زاهدًا، يجتهد في العبادة،
وعندما أراد أن ينقطع للعبادة، ولا يتزوج، نهاه النبي
وقال:
(يا عثمان، إن الله لم يبعثني بالرهبانية، وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة)
[ابن سعد].

ومكث عثمان بعد غزوة بدر عدة أيام يشارك المسلمين فرحة النصر على أعداء الله،
ولكنه لم يدم طويلاً، فسرعان ما مرض مرضًا شديدًا حبسه في بيته،

فزاره النبي
ليطمئن عليه، وشاء الله أن يكون مرض الموت،

فمات عثمان بن مظعون وهو سعيد بإسلامه،
مستبشر بما أعده الله له من الخير والكرامة في الجنة.

وبعد موته قَبَّله الرسول
، وغسَّله، وكفَّنه، وصلى عليه،ثم دفنه بالبقيع، وقال :
(ذهبت ولم تلبس منها (الدنيا) بشيء) [مالك].

فكان أول من دُفن بالبقيع، وأول من مات من المهاجرين بالمدينة المنورة،
وكانت وفاته -رضي الله عنه- في السنة الثالثة من الهجرة.



أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-09-2011, 09:47 PM   #114
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم



(72)

عكرمة بن عمرو

الراكب المهاجر

إنه الصحابي الجليل عكرمة بن عمرو بن هشام -رضي الله عنه-،

أبوه عمرو بن هشام الذي سماه النبي
أبا جهل،
لشدة عدائه للإسلام والمسلمين، وقد أسلم عكرمة بعد فتح مكة،

وكان الرسول
قد أباح قتله؛ بسبب ما ظهر منه من شدة العداء لله ورسوله .

فلما فتح الرسول
مكة، فر هاربًا وترك أهله وماله، واتجه نحو اليمن يفكر في الذهاب إلى الحبشة،
إلا أن الله سبحانه كان قد رزقه بزوجة وفية سبقته إلى الإسلام، وهى أم حكيم بنت الحارث بن هشام،
وكانت تحب زوجها وتتمنى له الهداية.

ولما رأت ما كان من هروب زوجها، ذهبت إلى الرسول
تطلب منه العفو والأمان لزوجها،
فرق قلب النبي
لحالها، وأعطاه الأمان، فأسرعت أم حكيم إلى زوجها لتبشره بعفو رسول الله عنه،

وبعد أن عانت الزوجة المخلصة من سفرها في الصحراء، وصلت إلى ساحل البحر فلحقت بزوجها،
وهو في السفينة.
وظلت تنادي عليه حتى سمعها، فقالت: يابن العم، جئتك من عند أوصل الناس، وأبر الناس، وخير الناس،
لا تهلك نفسك، فعاد إليها، فقالت له: إني قد استأمنت لك رسول الله
، فقال لها: أنت فعلت ذلك؟
فقالت: نعم أنا كلمته فأمَّنك، فرجع معها إلى مكة حتى لقى رسول الله
وأعلن إسلامه، فقال له الرسول :
(مرحبًا بالراكب المهاجر) [الترمذي].

وقال النبي
لأصحابه :
(يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنًا مهاجرًا، فلا تسبُّوا أباه، فإن سب الميت يؤذى الحي، ولا يبلغ الميت)
[الواقدي وابن عساكر].
ووقف عكرمة بين يدي الرسول
نادمًا على ما حدث منه، وقال: يا رسول الله، علمني خير شيء تعلمه حتى أقوله،

فقال له النبي
: (شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله)، فقال عكرمة:
أنا أشهد بهذا وأشهد بذلك من حضرني، وأسألك يا رسول الله أن تستغفر لي، فاستغفر له رسول الله
،

فقال عكرمة: والله لا أدع نفقة كنت أنفقتها في صد عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله،
ولا قتالاً قاتلته إلا قاتلت ضعفه، وأشهدك يا رسول الله على ذلك.

وهكذا أسلم عكرمة فحسن إسلامه، وشارك مع جيوش المسلمين في كثير من الغزوات،
واستعمله الرسول
على صدقات هوازن في عام وفاته، وواصل عكرمة جهاده مع المسلمين في عهد أبي بكر،
واشترك في حروب الردة، وأبلى فيها بلاء حسناً، وسار إلى عمان فحارب المرتدين هناك،
وجعله أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أميرًا عليها، وبقى فيها حتى وفاة أبي بكر.

فلما تولى عمر بن الخطاب الخلافة، واتسعت في عهده الفتوحات الإسلامية، اشترك عكرمة فيها، وظل يجاهد في سبيل الله،
حتى جاءت موقعة اليرموك، وكان عكرمة أميرًا على بعض الكراديس (مجموعة من الجنود)،

فنادى في المسلمين: من يبايعني على الموت؟
فأسرع إليه ابنه عمرو وعمه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور، ومعهم فارس من المسلمين،

وانطلقوا نحو جيوش الروم يحصدون رقابهم، وأظهر عكرمة -رضي الله عنه- في هذه المعركة فدائية وشجاعة نادرة
حتى جرح وجهه وصدره، وانتصر المسلمون انتصارًا حاسمًا، ولكن جرح عكرمة كان عميقًا فأدى إلى استشهاده،

فقد وجدوا فيه بضعة وسبعين جرحًا ما بين طعنة ورمية وضربة.

وقبل أن يستشهد عكرمة ضرب أروع مثل في الإيثار، فقد كان بجواره الحارث بن هشام وسهيل بن عمرو،
فدعا الحارث بن هشام بماء ليشربه، فجيء إليه بماء فنظر إليه عكرمة، فقال هشام: ادفعه (أعطه) إلى عكرمة،
فلما أخذه عكرمة نظر إليه سهيل، فقال عكرمة: ادفعه إلى سهيل، فلما وصل الماء إلى سهيل كان قد مات،

ثم تبعه عكرمة والحارث، واستشهدوا جميعًا وقد آثر كل واحد منهم الآخر بشربة الماء -رضي الله عنهم أجمعين-.

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-09-2011, 06:06 AM   #115
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم


(73)


النعمان بن مقرن

شهيد نهاوند

إنه الصحابي الجليل النعمان بن مقرن -رضي الله عنه-

الذي قدم على النبي
في المدينة مع أربعمائة من قومه مُزَيْنَة ، فاهتزت المدينة فرحًا بهم،

واستبشر بهم المسلمون، وقد هداه الله للإسلام، وهدى معه أهله وإخوته السبعة.

وقد اشتهر بنو مقرن بحب الله ورسوله
، والإنفاق في سبيل الله عز وجل، والتضحية من أجل دين الله سبحانه،

وفيهم نزل قول الحق تبارك وتعالى:
( ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله
وصلوات الرسول إلا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم) [التوبة: 99].

ومنذ أن أسلم النعمان بن مقرن وهو يرفع لواء قومه مجاهدًا بهم في سبيل الله شرقًا وغربًا، فنجده في فتح مكة،
وفي الجهاد ضد هوازن والطائف وثقيف، ومحاربة المرتدين ومدِّعي النبوة في عهد الصديق -رضي الله عنه-،

ثم يرفع لواء قومه في موقعة القادسية والتي شهدت أروع بطولاته وتضحياته.

خاض النعمان بقومه كل هذه الحروب محتسبًا أجره عند الله، وطمعًا في مرضاته،
متمنيًا أن ينعم الله عليه بالشهادة في سبيله.

وكان النعمان لين الجانب، زاهدًا في الدنيا ومفاتنها، لا يرضى حياة الرفاهية والإمارة، بل يفضل حياة العمل والجهاد،

فحين عرض عليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الإمارة على قبيلته،
رفض ذلك واعتذر لأمير المؤمنين، ويواصل النعمان رحلة جهاده في سبيل إعلاء كلمة الحق،

فكان على رأس الجيش الذي نجح في فتح البصرة ثم الكوفة، وقضى بذلك على وجود الفرس في بلاد العرب.

وجمع يزدجر كسرى فارس آنذاك جيشًا عظيمًا عدده أكثر من مائتي ألف فارس،

وجعل من نهاوند قلعة يوجِّه منها سهامه إلى الإسلام، وأصر على محاربة المسلمين والقضاء عليهم،

وأحس أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بخطورة الأمر، فحشد جيوشه الإسلامية، وأراد أن يقود الجيش بنفسه،

إلا أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أشار عليه بأن وجوده في المدينة خير للمسلمين من خروجه،
حتى يرعى شئون الأمة الإسلامية التي امتدت أطرافها شرقًا وغربًا، واقتنع الفاروق عمر برأى علي، وقال لمن حوله:
أشيروا عليَّ برجل أوليه قائدًا في هذه الحرب، وليكن عراقيًّا، وله خبرة بطرقها ومسالكها.

فقال له أصحابه: يا أمير المؤمنين، أنت أعلم لجندك وقد وفدوا عليك.

فقال عمر: والله لأولين أمرهم رجلاً يكون أول الأسنة إذا لقيها غدًا. فقالوا:
ومن يكون؟ قال عمر: النعمان بن مقرن المزني. قالوا: هو لها يا أمير المؤمنين.

فأمر عمر -رضي الله عنه- النعمان بن مقرن أن يتجه بالجيش إلى نهاوند،
ثم أرسل إليه عمر جيشًا آخر بقيادة حذيفة بن اليمان ليكون مددًا وعونًا له، فأصبح عدد الجيش الإسلامي ثلاثين ألف فارس،

والتقى بجيش الفرس في حرب شديدة، ظلت يومين لم يستطع أحد أن يحقق النصر على الآخر،

وفي اليوم الثالث نجح المسلمون في أن يبعدوا الفرس عن مواقعهم ويدخلوهم خنادقهم وحصونهم ويحاصرونهم فيها.

وطال حصار المسلمين للفرس، ففكر النعمان وجنده في حيلة يخرجون بها الفرس من حصونهم،

فأشار طليحة بن خويلد الأسدي -رضي الله عنه- بأن يوهم بعض المسلمين الفرس أنهم قد انهزموا، وينسحبوا من الميدان،
فينجذب نحوهم الفرس، ويتركوا مواقعهم، ثم ينقض عليهم الجيش الإسلامي كله مرة واحدة، فيهزموهم بإذن الله.

ونفذ هذه الخطة الحربية القعقاع بن عمرو -رضي الله عنه- مع بعض جنود المسلمين، ونجحت الحيلة،

وظن الفرس أن في جيش المسلمين ضعفًا، فخرجوا وراءهم ليقضوا عليهم، فانقض عليهم المسلمون،

واندفع النعمان بن مقرن في صفوف الفرس، يقاتل قتالاً شديدًا؛ طامعًا في النصر للمسلمين وفي الشهادة لنفسه،

ودعا الله قائلاً: اللهم إني أسألك أن تقرِّ عيني بفتح يكون فيه عز الإسلام، واقبضني إليك شهيدًا.

ونال النعمان أمنيته، فسقط شهيدًا في أرض المعركة، وقبل أن تقع الراية من يده أسرع إليه أخوه نعيم وأخذ الراية منه
ليواصل المسلمون جهادهم، ويكتم نعيم خبر استشهاد القائد،
ويقوم حذيفة بن اليمان الذي أوصى النعمان له بقيادة الجيش من بعده،
فيواصل المسيرة حتى تنتهي المعركة بنصر كبير، أعز الله به الإسلام والمسلمين،

وفي جو الفرحة تساءل المسلمون عن قائدهم؟ فأجابهم نعيم قائلاً: هذا أميركم، قد أقر الله عينه بالفتح وختم له بالشهادة.

ووصل الخبر إلى المدينة، فصعد عمر المنبر ينعي للمسلمين ذلك البطل الشهيد، ويقول وعيناه تذرفان بالدموع:

إنا لله وإنا إليه راجعون، فيبكي المسلمون بالمدينة، ويرتفع صوت عبد الله بن مسعود بالبكاء وهو يقول:
إن للإيمان بيوتًا وإن بيت ابن مقرن من بيوت الإيمان.

وهكذا يسجل التاريخ يومًا من أعظم أيام الإسلام، يوم نهاوند سنة (21هـ)،
ذلك اليوم الذي استشهد فيه أمير نهاوند، وقائد المسلمين فيها النعمان بن مقرن.

وفي نهاوند، دفن النعمان يوم الجمعة في سهل ممتد تكسوه الأشجار العالية، ودفن معه مَنْ استشهد في ذلك اليوم الخالد.

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-09-2011, 03:10 PM   #116
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم


(74)

عمرو بن معد يكرب

فارس العرب

إنه الصحابي الجليل أبو ثور عمرو بن معد يكرب الزُّبَيْدي -رضي الله عنه -

الشاعر والفارس، اشتهر بالشجاعة والفروسية حتى لُقِبَّ بفارس العرب،

وقد شارك في فتوح الشام والعراق، ولم يتخلف عن حرب مع المسلمين ضد أعدائهم قط.

ومما يروى عن إسلامه، أنه قال لصديقه قيس بن مكشوح حينما بلغهما أمر النبي
:

قد ذُكر لنا أن رجلاً من قريش يقال له محمد، قد خرج بالحجاز، يقول: إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى ننظر أمره،

فإن كان نبيًّا كما يقول؛ فإنه لن يخفي عليك، وإن كان غير ذلك؛ علمنا، فرفض قيس ذلك، فذهب هو إلى المدينة،
ونزل على سعد بن عبادة، فأكرمه، وراح به إلى النبي
فأسلم .
وقيل : إنه قدم المدينة في وفد من قومه زُبَيْد، فأسلموا جميعًا.

وفي يوم اليرموك حارب في شجاعة واستبسال يبحث عن الشهادة، حتى انهزم الأعداء، وفروا أمام جند الله .

وقبيل معركة القادسية طلب قائد الجيش
سعد بن أبي وقاص مددًا من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
ليستعين به على حرب الفرس، فأرسل أمير المؤمنين إلى سعد رجلين فقط، هما:
عمرو بن معد يكرب، وطليحة بن خويلد، وقال في رسالته لسعد: إني أمددتك بألفي رجل.
[الطبراني].

وعندما بدأ القتال ألقى عمرو بنفسه بين صفوف الأعداء يضرب فيهم يمينًا ويسارًا، فلما رآه المسلمون؛
هجموا خلفه يحصدون رءوس الفرس حصدًا، وأثناء القتال وقف عمرو وسط الجند يشجعهم على القتال قائلاً:
يا معشر المهاجرين كونوا أسودًا أشدَّاء، فإن الفارس إذا ألقى رمحه يئس.

فلما رآه أحد قواد الفرس يشجع أصحابه رماه بنبل، فأصابت قوسه ولم تصبه، فهجم عليه عمرو فطعنه،
ثم أخذه بين صفوف المسلمين، واحتز رأسه، وقال للمسلمين: اصنعوا هكذا.
وظل يقاتل حتى أتمَّ الله النصر للمسلمين.
[الطبراني].

وفي موقعة نهاوند، استعصى فتح نهاوند على المسلمين، فأرسل عمر بن الخطاب إلى النعمان بن مقرن قائد الجيش قائلاً:

اسْتَشِر واستعن في حربك بطلحة وعمرو بن معد يكرب، وشاورهما في الحرب،
ولا تولِّهما من الأمر شيئًا، فإن كل صانع هو أعلم بصناعته.

وقاتل عمرو في هذه المعركة أشدَّ قتال حتى كثرت جراحه، وفتح الله على المسلمين نهاوند،
وظفر عمرو في تلك المعركة بالشهادة، ودفن بقرية رُوذَة من قرى نهاوند.


أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-09-2011, 01:37 PM   #117
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

(75)


عروة بن مسعود

شبيه عيسى



إنَّه عروة بن مسعود الثقفي أحد أكابر قومه،
وكان أحد الذين أرسلتهم قريش إلى النبي
يوم صلح الحديبية ليفاوضه،

ويومها قال عروة للنبي
:

أي محمد، أرأيت إن استأصلت أمر قومك، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك. [البخاري].

ثم رجع عروة إلى أهل مكة، وقال: إني رأيت من أصحاب محمد العجب،

فوالله ما تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلَّك بها وجهه وجلده،

وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده،

وما يحدون النظر إليه تعظيمًا له: أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي،

والله ما رأيت ملكًا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمدٍ محمدًا،
وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها. فكان لعروة اليد البيضاء في تقرير الصلح يوم الحديبية.

وروى أن عروة بن مسعود ظل على شركه حتى عزم الرسول
على فتح الطائف،
وجهز النبي
سرية من أصحابه، وخرج معهم إلى ثقيف، التي تحصنت بحصون عظيمة،

فعسكر النبي
بسريته حول الحصن عدة أيام، فلما وجد أن الحصار لا يفيد قرر العودة إلى المدينة،

فلحق به عروة سيد ثقيف، فأسلم وحسن إسلامه، ثم استأذن النبي
أن يرجع إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام،

فقال له النبي
:
(إن فعلت فإنهم قاتلوك)، فقال عروة: يا رسول الله، أنا أحبُّ إليهم من أبصارهم، فأذن له النبي
.

ورجع عروة إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام، ولكنهم غضبوا منه وسبوه، وأسمعوه ما يكره،

وفي فجر اليوم التالي صعد عروة فوق سطح غرفة له وأذن للصلاة، فخرجت إليه ثقيف، ورموه بالنبل من كل اتجاه،

فأصابه سهم فوقع على الأرض، فحمله أهله إلى داره، وهناك قيل لعروة:
ما ترى في دَمِكَ؟ قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إليَّ،
فليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله
قبل أن يرتحل عنكم، فادفنوني معهم، فدفنوه معهم.

فلما علم
بما حدث لعروة قال:
(مَثَلُ عروة في قومه مَثَلُ صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه) [الطبراني].

وقال
:
(عُرض عليَّ الأنبياء، فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة،
ورأيت عيسى بن مريم -عليه السلام- فإذا أقرب مَنْ رأيت به شبهًا عروة بن مسعود. [مسلم].


أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-09-2011, 02:10 PM   #118
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية عيون عسليه
 
تم شكره :  شكر 10358 فى 2546 موضوع
عيون عسليه نسبة التقييم للعضوعيون عسليه نسبة التقييم للعضوعيون عسليه نسبة التقييم للعضوعيون عسليه نسبة التقييم للعضوعيون عسليه نسبة التقييم للعضوعيون عسليه نسبة التقييم للعضوعيون عسليه نسبة التقييم للعضوعيون عسليه نسبة التقييم للعضوعيون عسليه نسبة التقييم للعضوعيون عسليه نسبة التقييم للعضوعيون عسليه نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم


كالعادة ابداع رائع استاذنا أسد نجد

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير


التوقيع






سسـآمحوني ..



فــ ﭑنآ لإآ عل̲م ..إن كآن لـ̲ عمـري



بقـيـييييييـہ ..


شيخة الغيد ♥



عيون عسليه غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-09-2011, 02:16 PM   #119
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية رحيق الياسمين
 
تم شكره :  شكر 23306 فى 5888 موضوع
رحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

جزاك الله خير الجزاء

اسأل الله رب العرش العظيم أن يجعل في كل حرف تكتب أخي أسد في موازين حسناتك

تختصر علينا البحث وتجمع لنا المعلومات في متصفح واحد

متابعة المتصفح المميز

رحيق الياسمين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-02-2012, 02:18 PM   #120
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

(76)


عتبه بن غزوان

معمر البصرة



إنه عتبة بن غزوان أحد الرماة الأفذاذ الذين أبلوا في سبيل الله بلاء حسنًا، سابع سبعة سبقوا إلى الإسلام،
وبسطوا أيديهم مبايعين رسول الله
،

ومُتحدِّين قريشًا بكل ما معها من قوة وبأس، وتحمل مع إخوانه عذاب قريش واضطهادها.

هاجر إلى الحبشة في المرة الثانية، فلم يطق فراق رسول الله
، وسرعان ما رجع ليبقى بجوار الرسول

حتى حان موعد الهجرة إلى المدينة، فهاجر مع المسلمين، ولكن قريشًا لم تهدأ بعد هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة، بل بدأت في محاربة الإسلام، واصطدمت مع المسلمين في بدر،

فحمل عتبة سلاحه ليضرب به رءوس الكفر، وظل رافعًا سلاحه مع الرسول
في كل لقاءاته مع المشركين لا يتخلف عن جهاد، أو يتكاسل عن معركة.

وبقى عتبة بعد وفاة النبي
مجاهدًا في سبيل الله،

فقد أرسله أميـر المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أرض البصرة لقتال الفرس في الأُبُلَّة، وليطهر أرضها من رجسهم.

ومضى عتبة بجيشه إلى الأبلة، والتقى بأقوى جيوش الفرس، ووقف عتبة أمام جنوده حاملاً رمحه بيده، وصاح: الله أكبر.

تلك الكلمة التي زلزلت الأرض من تحت أقدام الفرس، وما هي إلا جولات مباركة حتى استسلمت الأبلة،
وطهرت أرضها من الكفر، وتحرر أهلها من طغيان الفرس.

وبعد فتح الأبلة، أسس عليها عتبة مدينة البصرة، وبني فيها مسجدًا كبيرًا، وبقى عتبة -رضي الله عنه- بالبصرة يصلي بالناس،
ويفقههم في دينهم، ويحكم بينهم بالعدل، ضاربًا لهم أروع مثال في الزهد والورع.

وظل عتبة -رضي الله عنه- واليًا على البصرة حتى جاء موسم الحج،
فخرج حاجَّا بعدما استخلف المغيرة بن شعبة على البصرة، ولما فرغ من حجه، سافر إلى المدينة،

وطلب من أمير المؤمنين عمر أن يعفيه من الإمارة، ولكن أمير المؤمنين رفض أن يعفيه منها، ولم يكن أمام عتبة إلا الطاعة،

فأخذ راحلته ليركبها راجعًا إلى البصرة، واعتلى ظهرها، ثم دعا ربه قائلاً: اللهم لا تردّني إليها.

فاستجاب الله دعاءه، فسقط من على راحلته، فمات رضي الله عنه وهو في طريقه بين مكة والبصرة، وكان ذلك سنة ( 17هـ).



أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:26 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه