وصف وخصائل صولات وجولات الصقر شعرا

[اتيكا]

[poet font="Simplified Arabic,14,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=ex char="" num="0,black"]
ًيهوي عليهن مثل قصاف الاعمار.. دابان ما عنده مراود وتأخير
[/poet]
أحد الشعراء ذهب مع رفاق له في رحلة صيد الى الجزائر وعاد لنا بقصة (صقر شجاع) وكان سيناريو بمنتهى الروعة.. الشعراء الذين تغزلوا بالمرأة الجميلة ووصفوا حبيباتهم كثر.. ولكن قلة هم الذين وصفوا الصقر وصفاً دقيقاً بتفاصيل خصائله وصولاته وجولاته وسكناته ونظراته الثاقبة المتقدة ومنهم الشاعر/ مشعل عوض العتيبي حيث نشر قصيدة نبطية عن هذه الحالة وكأنها لوحة تشكيلية معبرة عكست واقعاً طبيعياً ملموساً لمناظر خلابة وقصة حقيقية من وحي الطبيعة مرسومة بأنامل بدوي أصيل وريشة فنان صقار بارع، وكتب قصيدته بجو مفعم بالمشاعر الجياشة وكأنها سحابة رذاذ المطر قبل فترة الغروب في ليلة باردة في فياض البراري في أرض خصبة تنبت الخزامى والنوار والاقحوان تحت ظل أشجار العرفج والأرطا والقيصوم في بيت الشعر وهو يجلس على حافة موقد النار يتدفئ على (الوجار) والنار تلتهب من جمر الغضا وكأنها ابتسامة فتاة بدوية جميلة.. وعلى حافة النار دلة قهوة عربية شقراء وهي تفوح برائحة الهيل والزعفران والقرنفل (المسمار) وابريق الشاي يغلي بداخلة الماء "كهدير جمل هائج" منتظراً حقنه من ورق الشاي لتكتمل الطبخة على نار هادئة وهو يقول:[poet font="Simplified Arabic,14,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=right use=ex char="" num="0,black"]
يازين جمعتنا على شبة النار = نارٍ سناها لدلال المباهير
امكرمات وسطهن بن وبهار = وسوالف تطرب سموع المناعير
ناخذ لنا فالوقت سجة ومشوار = بين الفياض اللي زهتها النواوير
أرضٍ خلا ماداجها كل دوار = غير الحباري واشقح الريم ماذير
[/poet]
وقد وصف الشاعر الأرض الخالية من المارة إلا مالذ وطاب مما يحتاجه الصقار وفيها سكون الطبيعة وطمأنينة النفس وهو يتأمل بتركيز مفرط وخيال شاعري خصب ونباهة وهو يشاهد الحبارى من حوله في حالة اطمئنان وجموح جمايل الغزلان وهي تتمايل وتتغنج لايذيرها احد ولا يروعها المارة حين يقول:
"اشقح الريم ماذير"..

وقد وصف الحبارى وصفاً ودقيقاً وكأنه مصور فوتغرافي محترف في فن التصوير بوصفه:[poet font="Simplified Arabic,14,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=right use=ex char="" num="0,black"]
"تلقى جرايرهن مع الروض عبار = زرق الغلب.. برق الظهور المخامير"
[/poet]
رصد الشاعر "جرة" اثر الحبارى حيث يوضح عبور الطريدة تواً من هنا وهناك وكأنه يقول لنا مطلوب الهدوء والصمت لكي لا تطير من أمامنا في هذه اللحظة وهو الوحيد الذي يراها "مخمرة" وبوصفة ل "قفاء" مؤخرة الحبارى وكأننا نرى ملامح اللون الصدفي المختلط ما بين اللون الأسود والأبيض مما يعطينا حصيلة اللون الأزرق السماوي - المائل الى الرمادي في منطقة ما بين الرأس والكتف ويقول
"برق الظهور المخامير".

يوضح بريق لمعان ظهور الحبارى ناعمة الملمس عاكسة اشعة الشمس على النظر، متداخلة الألوان مع بعضها الأسود بالأبيض البني باللون الأفتح وهكذا دواليك:

وكأن القارئ يشاهدها الآن، وهي تغرس نفسها في الأرض وتتموضع وكأنها تقول للأرض "ابتلعيني" لكي لا يرها الصقر والصقار وهي مما لاشك فيه أمنية عظيمة وحظ أوفر وذو شأن عظيم لمن يشاهدها ويعثر على هذا المنظر الرائع بهذا المكان الآمن المستقر واسترسل بقوله:[poet font="Simplified Arabic,14,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=right use=ex char="" num="0,black"]
هي منوة الي بالصقارة لهم كار = تشفق ضمايرهم على تلة السير
لا حولوا في فيضة كنها الطار = وتكافخن بيض الدواغر مياسير
[/poet]
مشعل العتيبي.. يصور الحالة عندما تهب طيور الحبارى وحركة اصطفاق الأجنحة وحفحفتها وحركة نهوضها على عجل من الأرض في حالة ذعر وهلع وهنا يبان البياض في اسفل جناح الحبارى من الداخل (الابط) بحيث يتضح بياض الريش الداخلي للطريدة وبقوله:[poet font="Simplified Arabic,14,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=right use=ex char="" num="0,black"]
ردوا على كن وجه ليا دار = وجه الغضيب اللي على علم وصغير
ليا انطلق ما كنه الى يبي ثار = يسوق في سوق الخصيم التباشير
[/poet]
بوصفة للصقر وكأنه يقول لنا ان الطير الحر أشبه بأحد وجوه فرسان من البادية الجشعان الغاضبين واتاه (علم نذر) للتو واغضبه واتضحت الرؤية وباتت علامات الغضب على وجهه و عيناه شاخصتان يتلألأ فيها بريق العنف والزعل والغضب وكأن الشرار يقدح من عينيه المتقدة بمشهاب نار حادة يتحين الفرصة المواتية للانقضاض بعد أن أثيرت حفيظته ونفذ الصبر للأخذ بزمام الأمور لتحديد الهدف المنشود لمنازلة العدو ودخول المعركة بحسم واضح وقلب لا يلين ورأى خصمه للانتقام منه بعد ان أثقله كاهله وهو ينتظر هذه الفرصة المناسبة وهي صورة كناية عن شدة الشجاعة فهو عكس الجبناء الذين يفزعهم منظر الخصم ويتراجعون وينذعنون وتنكمش وجوههم أمام المنازلة، وحين يقول:[poet font="Simplified Arabic,14,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=right use=ex char="" num="0,black"]
أفحج سراويله على الكف نشار = عينه كما وصف الشمالي سناكير
يهوي عليهن مثل قصاف الاعمار = (دابان) ما عنده مراود وتأخير
الا انطلق ما كنه الا يبي ثار = يسوق في شوف الخصيم التباشير
[/poet]
وتتجلى بلاغة الشاعر حيث صور لنا هنا الصقر الشرس بالرجل الشجاع الصارم في حالة الغضب وفرحة اللقاء بمنازلة الخصم ويوصف "هدة" الصقر "دابان" وفعله البائع القاطع الصارم الحاد بالقتل ب "قصاف الأعمار" وقوله "بالأفحج" أي مقوس الساقين بحيث يتشكل فراغ دائري ما بين الساقين انسيابي الأطراف منحنيتين إلى الداخل مرفوع الصدر رافع الهام وهذه خاصية تمنحه فرصة أكبر للإمساك بالفريسة بشكل محكم "كفكي كماشة" ما يتيح له الفرصة على احتضان الصيدة بقبضة حديدية بدون ان تنفلت منه وهذه صفة مرغوبة ومطلوبة بالصقر وكذلك الحال عند الفارس (الخيال) راكب الحصان والكابتن الطيار لمنحه نفس الخصائص والمواصفات الإيجابية التي تخدمه لنفس الغرض، وعندما يقول: "سراويله على الكف نشار"..
أراد الشاعر ان يوضح كثافة الريش والزغب مغطي ومتناثر بشكل هندسي متناغم على كف الصقر ويبدو الساق مختفاً داخل الريش ويكسوه تماماً وبدأ كفه يتلاشى بشكل تدريجي داخل الريش الوفر الناعم كأطراف سجادة جريد يدوية لنعومة الريش وانسجامه مع جسم الطير مما يثير ادهشة والإعجاب لما يعطيه شكلاً اجمل وتفاصيل أدق وهيبة أكثر بقوله:
"عينه كما وصف الشمالي سناكير"

بوصفه لعين الصقر الواسعة الجميلة التي تملأ رأسه وكان رأسه كلها عين، و كتلة من الاشعاع وبريق من الضوء الحاد الثاقب المتقد لسواد السواد وبياض البياض وكأنه أراد أن يقول شكل عينه كوضع الهواء الشمالي الهاب الحاد عندما يهب على نار شديدة اللهب بألسنتها وعنفوانها التي تصهر الحديد الصلب من حرارتها والهواء ينطلق على النار من منفاخ النار "الكير" وكما ورد في الحديث الشريف: عندما تمر في محل العطار ان لم تشتر منه فإنك تستفاد الريح الطيب عكس نافخ الكير اذا لم يؤذك الدخان فسوف يقع عليك ضرر: شرار النار الملتهبة المتناثرة. وعندما يوصف الشاعر عيون الصقر بهذا الوصف البلاغي الدقيق عالي التكتيك يذكرنا بقول الشاعر العربي:[poet font="Simplified Arabic,14,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=right use=ex char="" num="0,black"]
إن العيون التي في طرفها حور = قتلتنا ثم لم يحيينا قتلانا
[/poet]
إلا أن يقول الشاعر:[poet font="Simplified Arabic,14,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=right use=ex char="" num="0,black"]
شقرا الحرار اللي لها أفعال واذكار = من ساس فارس وافياتٍ مغاتير
[/poet]
"وافيات مغاتير" يقصد الكاملات البيض لونها أبيض وهذه صفة تنطبق على الأبل بيضاء اللون يقولون (مغاتير) بدلاً من بيضاء ويقولون "مجاهيم" أي الابل ذات اللون الأسود ولا يقولون سوداء مثلما هو الحال بالنسبة للفرس البيضاء بقولهم (صفراء).
وهذه تسميات وأعراف ومصطلحات ثابتة عن أهل البادية وأصحاب الشأن وذوي الخبرة.

[مفتون صيد]

ما شاء الله وصف دقيق تصدق تخيلت اني معه في هاذي اللحظات

الله يعطيك العافيه يا اتيكا وما قصرت

[المري]

اخي اتيكا ماتجيب الا الزين يالسنافي



بارك الله فيك

[اتيكا]

مشكورين يأخون على التعقيب

والله يعطيكم طولة العمر

وتقبلوا مني التحية