السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول للفائدة
من الأحاديث الشهيرة والمتداولة على ألسنة الناس حديث اختلاف أمتي رحمة وهو حديث باطل لا أصل له .
قال الإمام ابن حزم في كتابه الإحكام في أصول الأحكام :
" وقد غلط قوم فقالوا الاختلاف رحمة واحتجوا بما روي عن النبي صلى الله عليه
وسلم أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم قال أبو محمد وهذا من أفسد قول يكون
لأنه لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق سخطا هذا ما لا يقوله مسلم لأنه ليس إلا
اتفاق أو اختلاف وليس إلا رحمة أو سخط وأما الحديث المذكور فباطل مكذوب من
توليد أهل الفسق لوجوه ضرورية أحدها أنه لم يصح من طريق النقل والثاني أنه
صلى الله عليه وسلم لم يجز أن يأمر بما نهى عنه وهو عليه السلام قد أخبر أن أبا
بكر قد أخطأ في تفسير فسره وكذب عمر في تأويل تأوله في الهجرة وكذب أسيد بن
حضير في تأويل تأوله فيمن رجع عليه سيفه وهو يقاتل وخطأ أبا السنابل في فتيا
أفتى بها في العدة "
وقال شيخ الإسلام الألباني مقدمة كتابه (( صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ))
رادا على هذا الحديث :
" الجواب من وجهين :
الأول : أن هذا الحديث لا يصح ، بل هو باطل لا أصل له ؛ قال العلامة
السبكي : (( لم أقف له على سند صحيح ، ولا ضعيف ، ولا موضوع )) . قلت : وإنما
روي بلفظ : (( ... اختلاف أصحابي لكم رحمة )) . و (( أصحابي كالنجوم ؛ فبأيهم
اقتديتم اهتديتم )) . وكلاهما لا يصح : الأول واه جدًّا ، والآخر موضوع ، وقد حققت
القول في ذلك كله في (( سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة )) ( رقم 58 و 59
و 61 ) .
الثاني : أن الحديث مع ضعفه مخالف للقرآن الكريم ، فإن الآيات الواردة فيه - في
النهي عن الاختلاف في الدين ، والأمر في الاتفاق فيه - أشهر من أن تذكر ، ولكن لا
بأس من أن نسوق بعضها على سبيل المثال ، قال الله تعالى : (( وَلا تَنازَعُوا فَتَفشَلُوا وَتَذهَبَ رِيحُكُم ))
وقال : (( وَلا تَكُونوا مِنَ المُشرِكينَ * مِنَ الذينَ فَرَّقوا دينَهُم وَكانوا شِيَعاً كُلُّ حِزبٍ بِما لَديهم فَرِحون ))
وقال : (( وَلا يَزالُونَ مُختَلِفينَ * إلا مَن رَحِمَ رَبُّكَ ))
فإذا كان من رحم ربك لا يختلفون ، وإنما يختلف أهل الباطل ؛ فكيف
يعقل أن يكون الاختلاف رحمة ؟ فثبت أن هذا الحديث لا يصح ، لا سنداً ولا متناً ،
وحينئذٍ يتبين بوضوح أنه لا يجوز اتخاذه شبهة للتوقف عن العمل بالكتاب والسنة
الذي أمر به الأئمة )) "