ستخسر كثيرا إن لم تقرأ هذا الموضوع .. ادخل ولا تتردد
هذه وقفة جادة لإعادة النظر في وضعنا مع المواعظ والكلمات والرسائل النافعة التي تأتينا بين الحين والآخر عبر البريد الإلكتروني!!.
ولا شك أن لنا دور فاعل في نقلها للآخرين من أجل نفعهم. وهذا شيء حسن نرجو من الله الأجر والثواب عليه للجميع.
ولكن
هل مهمتي أنا وأنت أن نكون
”كساعي البريد“ ؟؟
بل لا تستغرب إذا قلت لك أن بعضنا يمثل دور صندوق البريد الذي لا يتعدى دوره عن حفظ الرسالة حتى يأتي صاحبها لاستلامها . فصاحبنا هذا ليس له من أي رسالة نافعة إلا تحويلها إلى غيره دون الاستفادة بما فيها من الخير والفائدة !! او حتى التأكد من صحة ما ورد فيها من آيات اوأحاديث او أخبار..
لا أفهم هل أراد بسرعة تحويلها للآخرين أنه يريد نفع إخوانه وإسداء النصيحة لهم؟
أو أنه فقط يريد التخلص منها؟
أو يريد أن يظهر للآخرين أنه مهتم بقضايا الدين؟
الله أعلم بخفايا القلوب وأرجو وأتمنى أن تكون الأولى.
الحقيقة أن هذا واقع الكثير منا، أن تأثير المواعظ على نفوسنا وقتياً يتلاشى مع أول نغمة موسيقية أو صورة غرامية أو مشهد مثير لفلم أو برنامج ساقط أو صورة عابر في النت !!
ونحن الذين نقتل ذلك الأثر الفاعل الذي تتركه المواعظ على نفوسنا فنجني ثمار هذا القتل ضيقاً وحسرةً. والله المستعان.
فدعني أخي الحبيب أتأمل أنا وأنت ..
أنت.. أنت ..وليس غيرك
يامن تقرأ هذه الكلمات.
كم ؟
كم من رسالة وعظية استلمتها خلال العام الماضي 1424هـ؟؟
وكم هي استفادتك من هذه الرسائل؟؟
وما تأثيرها على قلبك يا ترى؟؟
وماذا فعلت بها؟؟
وهل تحركت جوارحك للعمل بها؟؟
وهل فكرت أنك ”أنت“ المعني بتلك الموعظة أو هذه لغيرك؟
أم أنك هربت منها لتلقيها على غيرك وقلت ( أنا الحمد لله انسان مستقيم ولا احتاج إلى هذه المواعظ) !!
وأخيراً هل توجهت لرب السماوات والأرض داعياً لكاتبها ومرسلها بالتوفيق والمغفرة والأجر العظيم ليكون لك مثله؟
يا حبيبي الغالي..
والله إن بعض المواعظ والفلاشات لتقطع القلب لمن تأملها وتدبر فيها.
بل إنها لتهز قلب المؤمن هزاً وتجعله في رهبة وخشوع وإحساس بالحسرة والندم على ما فرط في جنب الله وما قصر في طاعته وما ضيع من عمره بحثاً عن شهوات النفس وملذات الدنيا التي لا ولن تنتهي ما دمت حياً!!
اعلم اخي ..أن هذه الكلمات والمواعظ التي تأتينا من اخوان ناصحون لنا لو عرضت على كافر لأسلم. ولو قرأت على فاجر لاهتدى.
ولكنني أنا وأنت قد لبس علينا الشيطان وغرنا بأعمالنا وأمّلنا أننا من الصالحين وأننا في غنى عن المواعظ والنصائح!
قال تعالى (ياأيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور)
هذه الرسالة التي نحملها على أكتافنا هي بحق رسالة ثقيلة، كيف لا وربنا تعالى يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) .
فيجب علينا أن نحملها بكل أمانة واخلاص وجدية. كما قال الله جل في علاه لنبيه يحيى:
(يايحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا) .
فهي أمانة في أعناقنا قد بائت عن حملها المخلوقات العظام ونحن حملناها.
واقرأ قول الله سبحانه:
(إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) .
ولكننا إذا أدينا حقها كما أمرنا الله تعالى وقمنا بواجبنا تجاهها فهي حجة لنا بإذن الله جل وعلا.
فهيا أخي الكريم لنستمسك بالعروة الوثقى ولنتعلق بحبل الله المتين ولنكن صادقين مع الله، أقوياء في إيماننا، جادين في أعمالنا، ولنترفع عن التوافه والميوعة والخمول
والرضوخ للشهوات البهيمية.
لنكن مثل الأخيار الأبطال الذين خدموا الدين أيما خدمة وقدموا أنفسهم وما يملكون لله وفي سبيل الله، ولهذا حازوا على رضى الله سبحانه وفازوا بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
جعلني الله وإياك منهم وممن سار على نهجهم إلى يوم الدين.
أحب الصالحين ولست منهم
وأرجو أن أنال بهم شفاعة
وأكره من بضاعته المعاصي
وإن كنا سوياً في البضاعة
منقول .