إسرائيليون يجبرون فلسطينيين على تجرع البول
محمد أحمد- إسلام أون لاين.نت / 16-9-2004
قمة الغطرسة في التعامل مع الفلسطينيين عند الحواجز
"قصة أخرى من قصص تعذيب الفلسطينيين عند الحواجز تكشفت".. بهذه العبارة بدأت صحيفة "معاريف" العبرية الإسرائيلية تحقيقها الذي كشف عن قيام عدد من جنود حرس الحدود الإسرائيلية بإجبار فلسطينيين على شرب بولهم.
وفي عددها الصادر الأربعاء 15-9-2004 نشرت الصحيفة أحداث القصة التي رواها الفلسطيني سميح - 24 عاما- عندما كان ومعه 20 فلسطينيا آخرون يرغبون في عبور حاجز أبو ديس العسكري الواقع على مدخل مدينة القدس المحتلة متوجهين للعمل.
وأوضح سميح للصحيفة أنه لم يكن هناك ما يمنعهم من الوصول لمنطقة العمل سوى نقاط التفتيش الإسرائيلية العسكرية التي كان أبرزها حاجز أبو ديس، حيث قام جنود الحاجز باصطحاب المجموعة كلها إلى مكان آخر، وصفه سميح بالمعتقل، وسمع الجنود يطلقون عليه اسم "الفندق".
ويضيف سميح للصحيفة بعد فترة من وصولنا "للفندق" قام الجنود بإطلاق سراح عدد من أفراد المجموعة شرط العودة للبيت وعدم الذهاب للعمل، أما أنا وزميل آخر فلم يتركنا الجنود، ورايتهم يجمعون قصاصات ورقية ويكتبون عليها، حيث خيروني بعد ذلك بين اختيار إحدى القصاصات، وأخبروني أنهم كتبوا عليها عقوبات هي: كسر اليد وأطرافها، كسر الساق وأطرافها، أو شرب البول.
تجرع البول
ومضى سميح بحكايته قائلا: "أجبروني أنا وزميلي الآخر على اختيار إحدى القصاصات وتنفيذ ما بها من عقوبة، وعندما رفضت قام أحد الجنود بضربي بقوة على ذراعي، ثم أتى بزجاجة مليئة بالبول ورشها على وجهي".
وأوضح سميح أنه لم يشعر وقتها بأي قدرة على تحمل كل تلك الإهانات، فثارت حفيظته ودفع الجندي بعيدا عنه، فقام 6 جنود بالتهجم عليه ووجهوا بنادقهم من طراز إم -16 إلى جسده، ثم ضربوه ضربا مبرحا وأخذوا يطبقون العقوبة عليه وهي تجريعه البول. ويقول: "تجرعت البول بعد أن أجبروني على ذلك ثم فقدت وعيي".
وتضيف الصحيفة أن الجنود فعلوا مع الشاب الفلسطيني الآخر نفس الشيء، وفقا لما قاله سميح، لكنه لا يعلم ماذا حدث له بعد ذلك، هل هو حي أم ميت؟
وأوضحت الصحيفة أنها تمكنت من الحصول على هذا اللقاء مع الشاب سميح عقب خروجه من مستشفى أبو ديس بعدما مكث به 3 أيام للعلاج مما تجرعه، حيث أكد أطباء المستشفى للصحيفة أن سميح حضر للمستشفى تنتابه حالة هستريا.
ويحاول جنود الحواجز التي تنشر بشكل مكثف في جميع طرقات وشوارع المدن الفلسطينية، إهانة الفلسطينيين بشكل متعمد من خلال عدة أساليب، تتمثل في الضرب أو التفتيش أو الإهانة، إضافة لأساليب أخرى.