خرج أبو بكر ذات يوم متوجهاً إلي أم أيمن،وهي امرأة كبيرة السن كان النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ يزورها في حياته. وبينما هو يسير في طريقه رأى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فسأله عمر:أين رواحك يا أبا بكر؟ فقال :إلي أم أيمن،
فتر أفقا جميعاً إليها وسلما عليها فبدأت بالبكاء حتى استعجبا من بكائها مما استثارهم ليسألوا عن سر بكائها، وقد ظنا إنه من أجل فراق رسول الله صلي الله عليه وسلم : فواساها وبيَنا أن ما عند الله تعالى خير الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ..وعندها نطقت بسرًها ، وباحت بخبرها وقالت وهي مجهشة بالبكاء أنا لا أبكي لفراق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وموته ، ولكن أبكي لانقطاع الوحي من السماء.. نعم الانقطاع الوحي..انقطاع تتابع نزول كلام الرحمن..انقطاع تتابع القرآن ..أنقطاع نزول جبريل من السماء .. هذا لذي أبكاها..هذا الذي أجهشها أي قلب هذا الذي بين جنبيها ؟ وأي همَ هذا الذي يختلج في صدرها..إنه الإيمان الذي يصنع الأعاجيب ..ويخلق من الإنسان إنساناً آخر ، فبيمنا هو متجبر متكبر،إذا به خاضع مستكين فيا لله العجب من هذه القلوب ويا لله من قلب أم أيمن ، ولكن يا حسرة على العباد عندما نفتح صفحة من صفحات القرن الرابع عشر وننظر في سر، بكاء كثير من نسائنا وفتياتنا ، نجد أن بكاءهم من أجل مغن يتغنى بمحبوبته؟! أو من أجل مشاهدة فلم مأت فيه نجمه !! وهناك ما هو أعظم من ذلك .. كمن تبكي لفراق شاب أحبته وتزوج غيرها!!أو تبكي لأمور لا تستحق تلك العبرات ،وتلك دمعات.
شتان بين أم أيمن التي تبكي لفراق الوحي، وبين تبكي من اجل فلم كله كذب في كذب :شتان بين من تسكب العبرات لانقطاع القرآن وبين من تسقط الدمعات من أجل أغنية ماجنة
عن أبى هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (لا يلج النار بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد .
فإلي زهرات الحياة ، وإلي رياحين الدنيا آن تعدن إلي الله، وتراجعن أنفسكن واهتماماتكن ؟: ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق )
فيا فتاة الإسلام ، ويا بهجة الأنام كوني خير عون لأمتك، فإن في صلاحك صلاح للأمة ، وفي فسادك فساد للأمة . أسال الله تعالى أن يحفظكِ ويرعاكِ
للشيخ محمد بن عبد الله اليهدان إمام وخطيب جامع
05-03-2002, 02:41 PM
العرض العادي
