العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° حوار الأعضاء °¨

¨° حوار الأعضاء °¨ للطرح الجاد و الهادف بأقلامكم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-11-2011, 01:27 PM   #1
كاتب مميز
 
الصورة الرمزية الــســفــيــر
 
تم شكره :  شكر 2047 فى 393 موضوع
الــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura about

 

الأوتاد الثلاثة(2/3) الوتد الثاني

عذراً على الإبطاء أيها الأحبة



((الوتد الثاني ))

إن جاز لي البدء بقصة رمزية فسأبدأ بهذه :
( انتصب واقفاً أمام المرآة ،نظر إلى تجاويفه من خلالها، دهاليز وممرات ضيقة ، وثمة غرف مقفلة ،حاول فتحها فلم يستطع.

استدار للخلف وعب نفساً عميقاً ،وقرر التصالح مع ذاته.
نظر للمرآة مرة أخرى فاستحالت الدهاليز إلى ضياء وأشرعت الغرف أبوابها مبتسمة له ).

أعتقد أن الوتد الثاني قد اتضح جلياً من خلال القصة السابقة ، وهذا الوتد مهم وصعب في نفس الوقت . كون التعرف على كوامن النفس البشرية أمر فيه من التعقيد الشيء الكثير ، وقد يصدق الشخص في كثير من أموره مع الآخرين لكنه قل أن يصدق مع نفسه ، هل هو سعيد / حزين - متفائل / متشائم – ناجح/ فاشل – إلى آخر الأشياء التي تحدث للإنسان من خلال حديث النفس أو لنقل حواره مع ذاته .
إن الإنسان يجيد البحث والنقد في شخصيات الآخرين والأشياء من حوله ويستمتع بذلك، لذلك كان أقدم العلوم هو علم الفلك فتجده تفنن في رسم النجوم وتسميتها وما إلى ذلك ، وتجد على العكس تماماً أن علم النفس هو أحدث العلوم.
وعلى صعيد العلاقات الإنسانية فإنه يحاول معرفة الشخصية التي أمامه والحكم عليها وإطلاق الأحكام الظنية وغيرها، وإن جاء الأمر لنقد نفسه توقف أو ربما لم يفكر يوماً بالجلوس وحده ومحاكمة نفسه .
والسؤال المهم هنا هو كيف تتم المصالحة بينك وبين نفسك ؟، بمعنى هل ما تفعله ظاهراً أمام الآخرين ناتج من قناعة داخلية وبنفس راضية أم العكس ؟ وهل أنت مستعد لمحاكمة نفسك بنفسك؟
إننا حين نعيش حالة من التناقض في حياتنا سنكون على حافة الأمراض النفسية ،
وهنا تكمن أهمية صقل الشخصية من الداخل ، ومحاولة خلق تجانس بين الظاهر والباطن .
والحديث عن النفس ذو شجون المجال لكم
التوقيع


قلم وورقة وكرسي ومنضدة
رجل ويد وعقل وقلب !
الــســفــيــر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-11-2011, 11:15 PM   #2
قلم مميز
 
الصورة الرمزية قلم صريح
 
تم شكره :  شكر 37306 فى 6792 موضوع
قلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضوقلم صريح نسبة التقييم للعضو

 

رد: الأوتاد الثلاثة(2/3) الوتد الثاني

كلما إقتربت لنفسك و تدارست ردود أفعالك عند ذلك المحك الفائت , تخرج و كأنك شخص آخر مُختلف فتحاول أن تُقرِّب تلك الشخصيتين فتغيَّر من طبع لم تكن أنت تُريده كما تُريد أن تكون أنت في النهاية و هذا يتطلب منطقية محاسبة النفس و وضع نفسك مكان نفسك تلك عند ذلك المحك عندما أفقت لترى كيف كُنت و ماذا غفلت عنه حينها لتعديله مُستقبلاً .
بارك لي ولك

قلم صريح غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-11-2011, 11:49 PM   #3
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية يمامة الوادي
 
تم شكره :  شكر 10916 فى 3630 موضوع
يمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضو

 

رد: الأوتاد الثلاثة(2/3) الوتد الثاني

اخي الفاضل أبن الأفاضل ((السفير))

طال أنتظارنا لطرق الوتد الثاني وهو في قيمة الوتد الأول إن لم يكن أجمل


والسؤال المهم هنا هو كيف تتم المصالحة بينك وبين نفسك ؟

أبدأ جوابي بحديث للنبي صلى الله عليه وسلم - يقول : " قد أفلح من هدي إلى الإسلام ، وكان عيشه كفافا ، وقنع به " . وقال [ ص: 602 ] الترمذي : هذا حديث صحيح .

المصالحة مع النفس تقوم على أداء الشخص لما خلق لأجله من عبادة الله على الوجه الذي يرضيه
والقناعة والرضى التام بمارزقه من مال وولد وان تحب لأخيك
ماتحبه لنفسك
ولا ننسى ان لها اوتاد ثلاثة:
1- حق الله
2-حق الناس
3- حق النفس

إذا أستطاع الأنسان أن يؤدي هذه الحقوق و يظهر بالصورة التي يجب ان يكون عليها

في مجتمع لا يشجع على ذلك فقد تصارح مع نفسه وسيعيش عيشة

السعداء بإذن الله

((لو كانت الحياة وردة لنجح الجميع بتذوق رحيقها))

دمتم بود





يمامة الوادي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-11-2011, 12:55 AM   #4
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19067 فى 3938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

ico6 مداخل إلى معرفة النفس.

من حضر لمن يتأخر.

ثم أنه أعتبر ردي هذا مدخلاً إلى معرفة النفس ، لأنه لا يمكن التعامل بصدق إلا مع المعرفة.
الإنسان يملك مرآتان ، مرآة يرى بها الخارج ، و مرآة يرى بها الداخل.
المشكلة أننا نركز على المرآة التي تصوّر الملامح الخارجيّة.
أما المرآة التي تصوّر لنا أنفسنا كما هي ، فلا نخرجها لنتطّلع فيها.
بل إن الكثير لا يعرف أنه يملكها.
في هذا النص الذي ابتدأت به كأنك تقول ( أعرف نفسك ) باكتشاف مرآتك الداخليّة.

سبق و أن تقرر في الوتد الأول أن النفس التي نتحدث عنها هنا مركبة من عنصرين ، الروح و الجسد. كما انه معلوم أن هذه النفس خلقت من أجل غاية. جانب الجسد ، الجزء الترابي مهمته عمارة الأرض و تأدية دور الخلافة ، و جانب الروح ، الجانب السماوي يستمد من الأوامر الإلهية المنهج الذي على أساسه يقوم بهذه المهمة.
الرابط بين الجانبين رابط وثيق ، و أي خلل في هذا الرابط لابد أن يحدث خلل في هذه النفس.
كما أن الحديث يتكرر عن أعضاء في هذه النفس لها تأثير كبير.
القلب ، العقل ، عضوان من أكثر الأعضاء ذكراً. أو كما قيل أنهما يمثلان دوائر من دوائر النفس البشريّة.
و العلاقة بين القلب و العقل علاقة وثيقة مترابطة ، كما قال الدكتور محمد علي الجوزو في كتابه مفهوم العقل و القلب :
فالفقه و العلم مكانهما القلب ، و هذا يؤكد أهمية القلب بالنسبة للمعرفة ، كما يؤكد أهمية اللقاء بين العقل و القلب ، و أن أحدهما لا ينفك عن الآخر ، لكنهما يختلفان في بعض الجوانب ، و بالتالي فإنه يمكن القول أن بينهما عموماً و خصوصاً وجيهاً ، فهما يشتركان في الناحية الفكرية ، يختص القلب بالناحية الوجدانيّة ، و يقتصر العقل على الدراسة و الفهم و المعرفة.

القرآن الكريم بين خصائص هذه النفس و كشف بعض أسرارها حتى يتعرف الإنسان عليها ، و هو حديث يطول فمن أراد فليرجع إليه في مضانه و منها ما كتبه محمد قطب في كتابه دراسات في النفس الإنسانية ، و كذلك في كتابه منهج التربيّة الإسلاميّة.

كما قسّم القرآن الكريم النفس البشريّة إلى ثلاثة أقسام. هي :
النفس الأمارة.
و قد عرف الجرجاني النفس الأمارة بقوله :
( هي التي تميل إلى الطبيعة البدنيّة ، و تأمر باللذات و الشهوات الحسيّة و تجذب القلب إلى الجهة السفليّة ، فهي مأوى الشرور و منبع الأخلاق الذميمة ).

النفس اللوامة.
و هذه النفس كما نقل القرطبي عن ابن عباس ، و مجاهد ، و الحسن ، و غيرهم هي نفس المؤمن الذي لا تراه إلا يلوم نفسه.
قال الحسن : ( هي و الله نفس المؤمن ، ما يُرى إلا يلوم نفسه : ما أردتُ بكلامي؟ ما أردتُ بأكلي؟ ما أردتُ بحديث نفسي؟ و الفاجر لا يحاسب نفسه).
و قال مجاهد : ( هي التي تلوم على ما فات و تندم ، فتلوم نفسها على الشر لِمَ فعلته ، و على الخير لِمَ لا تستكثر منه ).
و قال الجرجاني في تعريفه للنفس اللوامة ( هي التي تنورت بنور القلب ، قدر ما تنبهت به عن سِنةِ الغفلة ، كلما صدرت عنها سيئة بحكم جبلتها الظلمانية ، أخذت تلوم نفسها ).
و قال الإمام ابن القيم رحمة الله عليه :
( هي التي لامت نفسها في طاعة الله ، و احتملت ملام اللائمين في مرضاته ، فلا تأخذها فيه لومة لائم ، فهذه قد تخلصت من لوم الله ، و أما من رضيت بأعمالها و لم تلم نفسها و لم تحتمل في الله ملام اللوام ، فهي التي يلومها الله عز و جل ).

النفس المطمئنة.
هي أعلى درجات النفس.
قال ابن عباس رضي الله عنهما ( المطمئنة : المصدقة )
و قال قتادة ( هو المؤمن أطمأنت نفسه على ما وعد الله )
و قال مجاهد ( هي النفس الراضية بقضاء الله التي علمت أن ما أخطأها لم يكن ليصيبها ، و أن ما أصابها لم يكن ليخطئها ).
قال الجرجاني في تعريف هذه النفس ( هي التي تم تنورها بنور القلب حتى انخلعت عن صفاتها الذميمة ، و تخلقت بالأخلاق الحميدة ).

ثم أنه للحديث بقيّة إن شاء الله.
تحيّة تشبهكم و سلام.

التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-11-2011, 01:40 PM   #5
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مااارد
 
تم شكره :  شكر 5930 فى 1643 موضوع
مااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الأوتاد الثلاثة(2/3) الوتد الثاني

أهلا أستاذي الكريم الـسـفـيـر ...

طال انتظاري وكاد أن ينفد في انتظار هذا الوتد الثاني , بصراحة أنت في كل وتد تثبت أنك صاحب

قلم متميز وتاجح نتعلم منه ...

أعود لـ أبدي رأيي البسيط في الوتد الثاني والذي أوافقك 100% في كل ماذكرته فـ دائما الانسان

مصارحنه لذاته هي مصارحة عاطفية لاعقلية تعتمد على الأحاسيس والعواطف التي تنبعث منه

لتنقد ذاته على العكس تماما مما نراه عندما ينقد الانسان الآخرين فنراه يتسشف أو يحلل شخصياتهم

من ناحية عقلية وهنا المفارقة , ولكن لو تعامل الانسان مع ذاته بمثل تعامله مع الاخرين في تحليل

شخصياتهم لاستطاع الانسان تغيير حياته وسيرى أقفال قلبه مفتوحة وواضحة ...

شكرا لك ولتميزك أستاذي ...

التوقيع
كلمتان خفيفتان على اللسان

ثقيلتان في الميزان

سبحان الله وبحمده

سبحان الله العظيم

جرب هالموقع .. من هنا


مااارد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-11-2011, 06:27 PM   #6
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19067 فى 3938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

ico6 تصوراتهم عن النفس.

تكلم الكثير عن النفس في محاولة الوصول إلى عمقها / معناها ، و من هؤلاء الفلاسفة قديمهم و حديثهم. البحث الفلسفي كما هي البحوث الفلسفيّة يعتمد على العقل ، و النفس فيها من الغيب الشئ الكثير ، و العقل عندما يبحث في الغيب يتخبط.
أول ما بحث فيه الفلاسفة هو إثبات النفس ، و مع أن هذا لا يحتاج بحث و لكن هذه هي الفلسفة. ثم بحثوا بعدها عن طبيعة النفس ، فمن قائل بماديتها ، و من قائل بروحانيتها. ثم بحثوا في وحدة النفس ، فمنهم من قال أنها واحدة ، و منهم من قال أنها متعددة.! ثم بحثوا في أصل النفس فمنهم من قال أنها قديمة ، و منهم من قال أنها حادثة.
و كما قال الدكتور أحمد فؤاد الأهواني :
( لا يخلو فيلسوف من كلام في النفس البشريّة ، لأنها أقرب الأشياء إلينا ، و هي إلى ذلك القرب شديدة الغموض ، و كلما خيّل إلى المفكرين أنهم قد ازدادوا بها علماً ، و بلغوا حقيقة أمرها ، و كشفوا سرها ، و عرفوا جوهرها ، إذا بهم يجدون ذلك العلم سراباً ).

كما تكلم علماء النفس كثيراً عنها ، و تعددت المدارس فمن المدرسة التجريبية و هي تنظر للجانب المادي في النفس ، إلى المدرسة السلوكيّة التي ترى النفس من خلال الفعل و ردة الفعل. و دارون و مدرسته التي تقول بنظرية النشوء و الارتقاء.
و هكذا نرى التخبط هنا كما هناك.
يقول أريك فروم ( إن علم النفس الحديث يهتم في أغلب الأحيان بدراسة نواحٍ تافهة و سطحيّة من سلوك الإنسان ، و يغفل مشكلات الإنسان الهامة و قيمه العليا ).

و يقول ألكسيس كاريل ( لقد بذل الجنس البشري مجهوداً جباراً لكي يعرف نفسه ، و لكن بالرغم من أننا نملك كنزاً من الملاحظة التي كدسها العلماء ، و الفلاسفة ، و الشعراء ، فإننا استطعنا أن نفهم جوانب معينة فقط من أنفسنا ، إننا لا نفهم الإنسان ككل ، و واقع الأمر أن جهلنا مطبق ، فأغلب الأسئلة التي يلقيها على أنفسهم أولئك الذين يدرسون الجنس البشري تظل بلا جواب ).

و سبب هذا التخبط هو كما وضح الدكتور محمد رشاد خليل في قوله :
( الحاجة إلى المعرفة الصحيحة بالنفس حاجة إنسانيّة أساسية ، لأن حياة الإنسان و بناؤه الأخلاقي ، و النفسي ، و الاجتماعي يتوقف عليها ، و إنه لمن السفه أن يظن ظان أن الله تعالى قد خلق الناس و تعبدهم و كلفهم ، ثم تركهم بدون علم صحيح بالنفس ، و هو يعلم أن حياتهم لا تصل إلا بهذا العلم ...... و عليه فإن العلم الصحيح بالنفس لا يلتمس إلا عند الأنبياء الذين أخذوا هذا العلم من خالق النفس الذي هو أعلم بها من أهلها ).

ثم أنه للحديث بقيّة إن شاء الله.
تحيّة تشبهكم و سلام.
التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-11-2011, 07:22 AM   #7
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19067 فى 3938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

ico6 مفهوم من قراءات.

النظرة الذاتيّة هي من خصائص البشر ، باقي المخلوقات لا نتصور أنها تملك مثل هذه النظرة. قدرة الإنسان على النظرة الذاتية أو الانعكاس الذاتي هي من الأشياء التي تجعله مخلوقاً فريداً.
مشكلتنا أن هذه القدرة محاصرة بكثير من الأشياء ، فمهما حاولت فأنت لا تستطيع معرفة جميع خبايا هذه النفس ، و لكن يجب أن يكون هذا هو الحافز على استكشاف خبايا هذه النفس لا المانع له.
هناك صور كثيرة لمعرفة الذات ، تتراوح بين معرفة أحاسيسنا في هذه اللحظة إلى ما هو المجال العملي الذي يناسبنا.
و من صور معرفة النفس الأساسيّة معرفة السمات الخاصة بنا ، و هذا يعني معرفة أي أنماط السلوك ، و التفكير ، والشعور ، الذي يميزنا.
البعض يعتقد أننا نعرف ذواتنا بصورة آلية ، بمعنى أنه بمجرد كينونتك فإنك تملك المفاتيح لمعرفة من تكون.
هناك مقولة يكررها الكثير هي ( أنا أعرفك أكثر مما تعرف نفسك ).!
أو ( هذا الشخص لا يعرف نفسه ).!
الآن لو سألت أحدهم هل يعرفك غيرك أكثر مما تعرف نفسك؟
الإجابة في الغالب ، ستكون لا.!
و هكذا هي الصورة ، نظرتنا إلى أنفسنا تكون متفائلة ، و نظرتنا إلى الغير تكسوها السوداويّة ، بعض الشئ حتى نكون منصفين.
نحن نملك الكثير من المعلومات عن أنفسنا و التي قد لا يعرفها الغير.
نحن نعرف أكثر من الذي يعرفه غيرنا عن مخاوفنا ، آمالنا ، أوهامنا ، خيالاتنا ، و أفضلياتنا ، و هي من الخصائص المهمة لذواتنا.
نحن نعرف كيف ينظر لنا الآخر و هو مفهوم أساسي لمعرفة أين نحن ، مكاننا في هذا العالم.
نحن نعرف تاريخنا ، ردة الفعل على الأشياء / المواقف / الأشخاص منذ أن كنا أطفالاً. كم من الوقت استغرقنا ليلتئم جرح القلب نتيجة الحب الأول.!
شعورنا عندما كانت أم أحدنا تداعبه ، كل هذه المشاعر و أكثر صنعت ذواتنا و ساهمت في البناء ، و هذه لا يعرفها أحد أكثر منا ، بل أن منها من لا يعرفه سوانا. هذه هي التجربة الذاتيّة و التي لا يمكن فهم الشخص فهماً كاملاً بدون معرفتها ، كل هذه الأمور هي أمور إيجابيّة.
و في المقابل هناك أمور سلبيّة فحتى وصولنا إلى تجربتنا الذاتيّة هو وصول مقيّد ، المخاوف ، عدم الشعور بالأمان ، و التحيّزات. طريقة تذكرنا لتاريخنا هذه الطريقة الانتقائية ، إساءة تفسير ردود أفعالنا العاطفيّة ، ترتيب الخيارات الخاطئ ، هذه التنبؤات الخاطئة عن الأشياء التي ستجعلنا سعداء.
ثم أن أغلب جوانب الذات ليست داخليّة ، ما الذي يجعلك سعيداً ، أو يغضبك ........... الخ ، هذه الجوانب يحددها تصرفك العلني ، ردة فعلك على أفعال الآخرين ، و ردة فعل الآخرين على أفعالك بصرف النظر عن الكيفية التي ترى بها نفسك.
ثم أنه لا يمكن أن نتصور ذواتنا بحيادية و موضوعيّة ، كثير من التصورات تغلفها المشاعر ، و هذا لا يعطيها الصورة الحقيقية.
فتكون الصورة ضبابيّة إن لم تكن مشوهة.
إذن معرفة الإنسان نفسه تكون أكبر في أشياء و هناك أشياء عن النفس يعلمها الآخرون أكثر من علمنا بها.
الجوانب الداخليّة للنفس هي التي أعرفها أكثر من غيري ، ما الذي يجعلني قلقاً ، ما الذي يجعلني متفائلاً ....... الخ.
الجوانب الذاتيّة ذات الصورة الظاهريّة أو الحكم الخارجي ، خفة الدم ، اللوازم الكلامية ، ميلنا للتوكيد ، هل أنت واثق بنفسك ...... الخ ، هذه الأمور يلاحظها الآخر أكثر من ملاحظتنا لها ، و بالتالي تكون معرفته لها أكبر من معرفتنا.
هناك من يرى أن الآخر الذي يعرفنا تمام المعرفة تكون لديه القدرة على الحكم علينا أكثر من مقدرتنا على ذلك ، كما أن هناك صعوبة كبيرة في أن نرى سلوكنا الخاص بصورة موضوعيّة ، و في هذا جانب من الصواب كبير.
كما أن الآخر لديه القدرة أيضاً على الحكم على أمور أخرى مثل مدى الذكاء / الوسامة / المهارة التي نتمتع بها ، أقصد بالآخر هنا القريب الذي يعرفني تماماً كما سبق ذكره.

الحديث يطول ، و السؤال الرئيس الذي يتمخض عنه الكلام هو :
ما هي الأسس / المنهج / الطريقة ، التي تدلني بطريقة صحيحة لا لبس فيها لمعرفة هذه النفس ، معرفة إيجابياتها لأنميها ، معرفة سلبياتها لأعالجها؟
الجواب هو أن الحل لا يكون إلا من عند بارئ هذه النفس.
ثم أنه للحديث خاتمة إن شاء الله.
تحيّة تشبهكم و سلام.

التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2011, 10:45 PM   #8
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19067 فى 3938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

ico6 و في الختام.

يقول أفلاطون ( ليس يحيا إنساناً ، من لا يسأل نفسه عن نفسه ) ، و في هذا معنى لطيف. الإنسان الحي يجب أن يسأل نفسه من هو؟ من أين جاء؟ إلى أين يذهب.
الأسئلة هذه نبحث في الإجابة عنها عن معرفة هذه النفس.
و كما قيل ( المعرفة تفترض أن الذي يعرف يتشرّب ما يعرفه بوعي نافذ ، و بتناسق مستمر مع الفكر. و بالتالي فإن المعرفة تفرض تعديلاً في العارف قائماً على المماثلة بين العارف و المعروف ).

معرفة الذات هي فن يتناول الحياة ككل ، نمارسه في العزلة ، و نمارسه مع الآخر. لأن رحلة الحياة تمس النفس بعنصريها الجسد و الروح.
وهذه الذات التي هي واحدة متعددة الحالات ، فهنا الأنا التي تحب ، و الأنا التي تكره ، و الأنا الكريمة ، و الأنا البخيلة ، و الأنا الوديعة ، و الأنا الثائرة ، و لكن أعلم أنك لن تعرف معنى أن تكون إن لم تعرف هذه الذات. و أعلم أنه لا مجال للسلام الداخلي أو الوفاق مع هذه الذات ما لم يكن هناك وفاق بين عنصري هذه الذات / النفس ، وهما الروح و الجسد.
هذا السلام سيكون مصدر فاعليّة هذه الذات

والله خلقنا و منحنا ثلاثة قوى أساسيّة ، القلب ، العقل ، الإرادة.
القلب و قد سبق أن قلنا أنه مختص بالناحيّة الوجدانيّة.
العقل و الذي قلنا أنه مختص بالدراسة و الفهم و المعرفة.
و الإرادة التي نؤدي بها ما نريد و نمنع بواسطتها أداء ما لا نريد من أعمال.
هذا المثلث يجب أن يكون متساوي الأضلاع.!
يجب أن لا يسيطر التفكير على العاطفة ، و أن لا تسيطر العاطفة على التفكير ، كما يجب أن تعرف ما تريد ، و لا تكون مذبذباً لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء. أيضاً لا عبث فأنت لم تخلق عبث.
أعرف المعاني الصحيحة للمفاهيم ، مفهوم القوّة ، مفهوم السعادة.......الخ.
حدد الأهداف ، و أسع إلى تزكيّة هذه النفس ، واضعاً نصب عينيك قول البارئ عز و جل ( ونفس وما سواها . فألهمها فجورها وتقواها . قد أفلح من زكاها . وقد خاب من دساها )

يقول سيد قطب رحمة الله عليه في الظلال :

ثم تجيء الحقيقة الكبرى عن النفس البشرية في سياق هذا القسم ، مرتبطة بالكون ومشاهده وظواهره . وهي إحدى الآيات الكبرى في هذا الوجود المترابط المتناسق.
وهذه الآيات الأربع ، بالإضافة إلى آية سورة البلد السابقة : ( وهديناه النجدين )وآية سورة الإنسان : ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا )تمثل قاعدة النظرية النفسية للإسلام . . وهي مرتبطة ومكملة للآيات التي تشير إلى ازدواج طبيعة الإنسان ، كقوله تعالى في سورة « ص » : ( إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين . فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين )كما أنها مرتبطة ومكملة للآيات التي تقرر التعبة الفردية : كقوله تعالى في سورة المدثر : ( كل نفس بما كسبت رهينة )والآيات التي تقرر أن الله يرتب تصرفه بالإنسان على واقع هذا الإنسان ، كقوله تعالى في سورة الرعد : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )ومن خلال هذه الآيات وأمثالها تبرز لنا نظرة الإسلام إلى الإنسان بكل معالمها . .
إن هذا الكائن مخلوق مزدوج الطبيعة ، مزدوج الاستعداد ، مزدوج الاتجاه ونعني بكلمة مزدوج على وجه التحديد أنه بطبيعة تكوينه ( من طين الأرض ومن نفخة الله فيه من روحه ) مزود باستعدادات متساوية للخير والشر ، والهدى والضلال . فهو قادر على التمييز بين ما هو خير وما هو شر . كما أنه قادر على توجيه نفسه إلى الخير وإلى الشر سواء . وأن هذه القدرة كامنة في كيانه ، يعبر عنها القرآن بالإلهام تارة : ( ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها وتقواها ). ويعبر عنها بالهداية تارة : ( فهديناه النجدين )فهي كامنة في صميمه في صورة استعداد . . والرسالات والتوجيهات والعوامل الخارجية إنما توقظ هذه الاستعدادات و تشحذها و توجهها هنا أو هناك . ولكنها لا تخلقها خلقا . لأنها مخلوقة فطرة ، وكائنة طبعا ، وكامنة إلهاما .
وهناك إلى جانب هذه الاستعدادات الفطرية الكامنة قوة واعية مدركة موجهة في ذات الإنسان . هي التي تناط بها التبعة . فمن استخدم هذه القوة في تزكية نفسه وتطهيرها وتنمية استعداد الخير فيها ، وتغليبه على استعداد الشر . . فقد أفلح . ومن أظلم هذه القوة وخبأها وأضعفها فقد خاب : ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) .
وهنالك إذن تبعة مترتبة على منح الإنسان هذه القوة الواعية القادرة على الاختيار والتوجيه . توجيه الاستعدادات الفطرية القابلة للنمو في حقل الخير وفي حقل الشر سواء . فهي حرية تقابلها تبعة ، و قدرة يقابلها تكليف ، و منحة يقابلها واجب . .
ورحمة من الله بالإنسان لم يدعه لاستعداد فطرته الإلهامي ، ولا للقوة الواعية المالكة للتصرف ، فأعانه بالرسالات التي تضع له الموازين الثابتة الدقيقة ، وتكشف له عن موحيات الإيمان ، ودلائل الهدى في نفسه وفي الآفاق من حوله ، وتجلو عنه غواشي الهوى فيبصر الحق في صورته الصحيحة . . وبذلك يتضح له الطريق وضوحا كاشفا لا غبش فيه ولا شبهة فتتصرف القوة الواعية حينئذ عن بصيرة و إدراك لحقيقة الاتجاه الذي تختاره وتسير فيه .
وهذه في جملتها هي مشيئة الله بالإنسان . وكل ما يتم في دائرتها فهو محقق لمشيئة الله وقدره العام .
هذه النظرة المجملة إلى أقصى حد تنبثق منها جملة حقائق ذات قيمة في التوجيه التربوي : فهي أولا ترتفع بقيمة هذا الكائن الإنساني ، حين تجعله أهلا لاحتمال تبعة اتجاهه ، وتمنحه حرية الاختيار ( في إطار المشيئة الإلهية التي شاءت له هذه الحرية فيما يختار ) فالحرية والتبعة يضعان هذا الكائن في مكان كريم ، ويقرران له في هذا الوجود منزلة عالية تليق بالخليقة التي نفخ الله فيها من روحه وسواها بيده ، وفضلها على كثير من العالمين .
وهي ثانيا تلقي على هذا الكائن تبعة مصيره ، وتجعل أمره بين يديه ( في إطار المشيئة الكبرى كما أسلفنا ) فتثير في حسه كل مشاعر اليقظة والتحرج والتقوى . وهو يعلم أن قدر الله فيه يتحقق من خلال تصرفه هو بنفسه : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وهي تبعة ثقيلة لا يغفل صاحبها ولا يغفو!
وهي ثالثا تشعر هذا الإنسان بالحاجة الدائمة للرجوع إلى الموازين الإلهية الثابتة ، ليظل على يقين أن هواه لم يخدعه ، ولم يضلله ، كي لا يقوده الهوى إلى المهلكة ، ولا يحق عليه قدر الله فيمن يجعل إلهه هواه . وبذلك يظل قريبا من الله ، يهتدي بهديه ، ويستضيء بالنور الذي أمده به في متاهات الطريق!
ومن ثم فلا نهاية لما يملك هذا الإنسان أن يصل إليه من تزكية النفس وتطهيرها ، وهو يغتسل في نور الله الفائض ، ويتطهر في هذا العباب الذي يتدفق حوله من ينابيع الوجود . . أ.هـ.

هذا هو الطريق للمصالحة بيني و بين نفسي ، هذا هو المنهج الذي يجعل ما أفعله ظاهراً أمام الآخرين نتاج قناعة داخليّة و بنفس راضيّة ، هذه هي أسس محاكمة النفس ، و لا طريق سواه ، و لا منهج غيره.
هذا هو الطريق للوصول إلى التوافق مع الذات عن طريق تحقيق التوازن بين الجسد و الروح ، بين الظلمة و النور ، بين الأرض و السماء.
هذه هو الطريق الوحيد و السليم لتبقى الدوافع النفسيّة كما أراد لها الله جل في علاه وسيلة لغايات ، لا أن تكون هي الغاية في ذاتها.
اسأل الله أن يأخذ بيدي و إيّاكم إلى طريق الحق ، و منهج الصواب.
ثم أنه تحيّة تشبهكم و سلام.


التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:29 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه