قــراءة كـتــاب بـســــــــــــتـان الـواعــظــيـن وريـاض الـســامـعــيـن
للإمام أبي الفرج عبدالرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد الجوزي
--------
روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال (( تركت فيكم واعظين
ناطقاً وصامتاً، فالناطق القرآن والصامت الموت )) مساكين فلا بالقرآن
عملتم، ولا في الموت تفكرتم، تمسون وتصبحون وقلوبكم معلقةبـعـلائق
الدنيا ما عندكم من الموت خبر، ولا أنتم منه على حذر قلوبكم خاليه من
خوف الرحمن، عامرة بخدوع الشيطان، كأنكم قد أمنتم الموت وطوارق
الحدثان . .
ركـبـت جـمـوح الغـي فـي سـبـل
لم تــدر أنّ النائـبـات تــنـــــــوب
وجــررت أذيــال الـبـطـلة لا هياً
كـأ نـك لم يكـتـب عـلـيـك ذنـوب
أملـيـت كُـتـّاب الشمال صحائـفاً
بـكـثـرة ما تـأ تـي ولسـت تـتـوب
إخواني وأخواتي في منتدى سدير :
الله الله عـظوا أنفسـكم بآبائكم وأحبابكم، وجـيــرانــكم وإخــوانكم، فإن في
ذلك بلاغاً لمن تذكر، وعبرة لمن تفكر، إخوانكم كانوا بالأمس معكم يأكلون
ما تأكلون، ويلبســون ما تلبسـون، فأصبحوا اليوم وقد صارت القــبور لهم
بيوتاً ، وصاروا بين أطباق الثرى خفوقاً قــد قســم الوارثُ أموالهم، ونكــح
الــعــدو والصــديـق عـيـالهـم، وأهـان العـدوّ أطفالهم . . قد هتكت منهم
الأســتار، واسـتـوحشت مـنـهم الديـار، وتحـدثـت عنهم الأخبار . .
رأيـت الـمـوت لا يـبـقـــى خـلـيـلاً
عـلـــى خـل وإن عـاشــا زمــانـا
فـكـن مـنـه عـلـى حــذر فــــإنـــي
رأيـت المــوت لا يـُـعـطــي أمـانـاً
أنـســـــــنـا غــــرة مـنـــه كــــأنـا
بـمـا نــعــنـى بـه يـعــنـى ســـوانا
وكـم ذي نـخــوة وعــزيــز قــــوم
أذلّ الـمـــوت عــــزّتــــه فـهـانــا
كـأنـا قــد نـظـــرنــا عـن قــريـــب
إلـى مـا قــد وعــدنـــــاه عـيـانـــا