السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللسان ذلك العضو الصغير في حجمه الكبير في أثره
كلنا نعلم مدى خطورة هذا اللسان وماهي آفاته
الكذب ، الغيبة ، النميمة ، السباب والشتم ، القذف ووو0000000000
وقد يكون سبب في هلاك صاحبه وقد قيل قديما( مصرع الرجل بين فكيه)
فالأجدى بنا إلا نتهاون به و أن نقدره حق قدره فهو سلاح ذو حدين
سبب للنجاة أن أستخدمناه فيما يرضي الله من ذكر وتلاوة ودعوة وغير ذلك من أبواب الخير
والع**
كلنا أيضا حاولنا مرارا وتكرارا كبح جماح هذا العضو المتمرد ونجد أنفسنا بعد ذلك نقع في الأخطاء نفسها
فما الحل في ذلك
بين يدي كتاب رائع يحمل بين طياته طرق عملية تمكننا أن صدقت نيتنا مع الله أن نكتسب فضيلة الصمت وهو للكاتب محمد رشيد العويد
وللفائدة أردت الكتابة عنه
يحوي الكتاب عدد من المقالات عبارة عن دروس سنحاول إن شاء الله معا تطبيقها علنا نصل لبر النجاة
هل تتقبل نفسك أكل جيفة الحمار!!
لعلك تتفقين معي أختي المسلمة في أن أكثر ما يوقعنا به اللسان و أخطره هو الغيبة 0 يقول الله تعالى ( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه و اتقوا الله إن الله تواب رحيم)
ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة وأخرجه مسلم في صحيحه ( أتدرون ما الغيبة ) قالوا : الله ورسوله أعلم0 قال ( ذكرك أخاك بما يكره ) قيل : وأن كان في اخي ما أقول؟ قال ( إن كان فيه ما تقول فقد أغتبته، وأن لم يكن فقد بهته ) يقال : اغتابه اغتيابا إذا وقع فيه ، والاسم الغيبة ، وهي ذكر العيب بظهر الغيب0
قال الحسن البصري : الغيبة ثلاثة أوجه ؛ كلها في كتاب الله تعالى : الغيبة ، الأفك والبهتان0 فأما الغيبة فهي أن تقول في أخيك ما هو فيه 0 وأما الأفك فأن تقول فيه ما بلغك عنه، وأما البهتان فأن تقول فيه ما ليس فيه
وعن شعبة قال : قال قال لي معاوية بن قرة : لو مر بك رجل أقطع ؛ فقلت هذا أقطع كان غيبة قال شعبه : فذكرته لأبي اسحاق فقال : صدق0
وروى أبو هريرة أن السلمي ماعزا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشهد على نفسه بالزنى فرجمه عليه السلام فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما للآخر : انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتلى رجم رجم الكلب ، فسكت عنهما ، ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله فقال ( اين فلان وفلان ؟ ) فقالا نحن ذا يارسول الله ، قال( انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار) فقالا : يا نبي الله ومن يأكل من هذا ! قال ( قد نلتما من عرض أخيكما أشد من الأكل منه ، والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها)
هلا تأملت أختي المؤمنة حتى الرجل الذي زنى لم يرض عبيه السلام أن يغتابه ذانك الرجلان ، ورد عنه ، وبشر بأنه لفي انهار الجنة ينغمس فيها مؤكدا هذا بـ" أن " و" اللام"0
وكان تقبيحه ما فعله الرجلان بكلامهما على أخيهما ، غاية في التحذير و النكال حين أخبرهما بأن ما نالاه من عرضه أشد من الأكل من جيفة الحمار0
وإذا كان الأكل من جيفة الحمار منفرا لنا مقززا لنفوسنا يعافه كل إنسان ، فالأجدر أن نعاف الغيبة ، وقد جعلها صلى الله عليه وسلم أشد من الأكل منه0
حاولي إذا ما أشتهت نفسك الغيبة ، أن تتصوري نفسك وكأنك تريدن أكل لحم حمار ميت ، واستحضري قبح هذا الفعل ، ونفور النفس من منه ومجافاته للذوق ، فلعل هذا أن يقتل ما ثار في نفسك من شهوة الغيبة ، ويثير في داخلك إحساسا بكراهيتها ، واستقباحها واستهجانها ومن ثم اكتساب ملكة السكوت عنها و الإعراض عن سماعها و الانصراف عن مجالسها0
يقول القرطبي: مثل الله الغيبة بأكل الميت ، لأن الميت لا يعلم بأكل لحمه، كما أن الحي لا يعلم بغيبة من أغتابه 0
وقال أبن عباس رضي الله عنه : إنما ضرب الله هذا المثل للغيبة لأن أكل لحم الميت مستقذر ، وكذا الغيبة حرام في الدين وقبيح في النفوس0
وقال قتادة :كما يمتنع أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا كذلك يجب أن يمتنع عن غيبته حيا 0
وعن قيس بن حازم قال: مر عمرو بن العاص على بغل ميت فقال لأصحابه: والله لأن يأكل أحدكم لحم هذا ، حتى يمتلىء ، خير له من أن يأكل لحم رجل مسلم 0
منقول