أسباب نهوض الأمة
تعيش الأمة مرحلة حرجة من تاريخها، وهي على مفترق طرق، فإما إن تكون أولاتكون.
ومن هنا طفق المخلصون من أبنائها يبحثون عن الطريق الموصل إلى عودة الأمة إلى السيادة والريادة ، وإنقاذها من مرحلة الذل والعبودية والهوان ، وكثر الحديث ، وتعددت الإجتهادات،والحوار يدور حول أفضل السبل، وأنجع الطرق،وأسلم المسالك التي إن أخذت بها الأمة نجت وتحقق لها ماتصبوا إليه ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) . ، وإن تخلَّت عنها وأخذت بغيرها جرت عليها سنة الله في الأمم ( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا)
وفي موقع المسلم، وفي هذه النافذة التفاعلية يهمنا أن نبدأ بطلب مشاركة الجميع في تحديد:
1. الغايات الدعوية العامة التي ينبغي أن ننشغل بها، وكيف نرتبها في سلم الأولويات.
2. البرامج والمشاريع العملية المحددة التي يمكن أن نحقق بها الأهداف السابقة.
3. هل يمكن تجزأة واجب القيام بهذه الغايات والبرامج بين المسلمين لولم يكن هناك تنسيقاً حقيقياً بينهم.
إيماناً منا بأهمية المشاركة الجماعية المؤهلة، التي نصل من خلالها إلى نتيجة مدروسة مؤصلة، ضمن منهجية تنطلق من الكتاب والسنة ، التزاماً بقول المصطفى – صلى الله عليه وسلم – (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي) ، بعيداً عن الاجتهادات العقلية المجردة عن الدليل، المتأثرة بمناهج الغرب في الدراسة والتحليل، وبعيداً عن التجريح لهذه الجهة أو تلك، وعن التشنيع عليها أو المزايدة إذا اختلفنا معها. بل نلتزم بأدب الحوار بيننا ونقدر لكل مجتهد اجتهاده، وإذا خطأناه واختلفنا معه فنبني تخطئتنا على الحجة والدليل والبرهان دون سواها.
وإنما نسعى إلى تكوين رؤية تبنى على التأصيل الشرعي، في ضوء إمكانات ومنطلقات الواقع المعاصر، حتى تكون رؤية عملية واقعية، ممكنة التطبيق، بينة المعالم، شاملة المقاصد، تتفاعل مع تكوين الفرد والأمة والدولة، من أجل الوصول إلى شاطيء السلامة ، وبر النجاة ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) الآية مع شكرنا سلفاً لكل من ساهم في هذا الحوار الذي سنختمه بخلاصة لكل ماطرح، مستنتجين من ذلك تلك الرؤية التي نبحث عنه بين ثنايا الأحرف والسطور. فما أنزل الله من داء إلا له دواء علمه من علمه، وجهله من جهله، كما بين الصادق المصدوق – صلى الله عليه وسلم – .