مجلس الشورى : الرجاء عدم الإزعاج !
فارس بن حزام
في السعودية، فاجأ أعضاء في مجلس الشورى الجمهور بتقديمهم شكوى رسمية ضد فتاة.
الخبر يقول – نقلاً عن صحيفة الوفاق الإلكترونية - أن شرطة محافظة عنيزة استدعت "فتاة سعودية للتحقيق معها في اتصالات ورسائل قامت بها لعدد كبير من أعضاء مجلس الشورى تستنكر ما طرحة الدكتور محمد آل زلفة حول موضوع قيادة المرأة لسيارة".
كانت المفاجأة هنا؛ لأن هؤلاء الرجال تحت القبة الرخامية في غرب الرياض، لم يحتملوا صوتاً ناعماً يرفض مشروعاً كانوا ينوون مناقشته. حملة فردية محدودة قامت بها فتاة، على بعد 350 كلم من مقر اجتماعاتهم.
في الكويت، يفتح النواب دواوينهم، يستقبلون الزوار من الناخبين أبناء الدائرة، يتقبلون قسوتهم وصراخهم وهواتفهم ليل نهار، أما بعض الأخوة الأعضاء في مجلس الرياض، لم يحتملوا مهاتفة فتاة، لها الحق في قول ما تريد، ولها الحق في أن تعبر عن رأيها، سواء تحقق ما أرادته أم خابت حملتها.
أمر مثير للدهشة، أن تـُشتكى فتاة؛ لأنها رفضت مطالبهم. لو كان الأخوة الأعضاء أصحاب الشكوى من المسئولين الحكوميين، لفهم سبب امتعاضهم من الإزعاج الهاتفي، فالمسئول معين كممثل للحكومة في إدارة مؤسسات الدولة. أما أعضاء مجلس الشورى - وإن كانوا معينين أيضاً – فيفترض أن يكونوا صوتاً شعبياً، ورقيباً من الجمهور على أداء ممثلي الحكومة في المؤسسات العامة.
أعان الله أعضاء مجلس الشورى، فمن أول مشروع شعبي جاد وحساس، لم يحتملوا رد فعل فتاة، فكيف حالهم إذا دخلوا في عمق الأزمات المحلية، والقضايا المعلقة، فحينها لن يأتي الإزعاج من فتاة.